نستله تواجه اتهامات بتعريض صحة الرضّع للخطر في قارات عدة
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
تواجه شركة نستله العالمية موجة جديدة من الانتقادات والاتهامات بعدما كشف تقرير حقوقي أنها تسوّق منتجات غذائية للأطفال في أسواق أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لا تتوافق مع المعايير الصحية الدولية، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تداعيات خطيرة على صحة الرضّع في هذه المناطق.
فمنذ سبعينيات القرن الماضي ارتبط اسم "نستله" بجدل واسع بشأن تسويق حليب الأطفال في الدول النامية، حيث اتهمتها منظمات حقوقية بتشجيع الأمهات على التخلي عن الرضاعة الطبيعية لصالح منتجاتها الصناعية.
وقد ساهمت هذه الممارسات -وفق خبراء الصحة- في ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض بين الرضّع في بيئات تفتقر إلى مياه نظيفة ورعاية صحية كافية.
وأشار التقرير الأخير إلى أن الشركة تروّج لمنتجات غذائية للأطفال تحتوي على نسب مرتفعة من السكر والملح، مما يعرضهم لمخاطر صحية مبكرة مثل السمنة وأمراض القلب.
كما ركزت الاتهامات على استهداف الأسواق الفقيرة حيث الرقابة ضعيفة، مما يتيح للشركة تسويق منتجاتها دون الالتزام الصارم بالمعايير الدولية.
وطالبت منظمات المجتمع المدني بفرض قيود أكثر صرامة على إعلانات منتجات الأطفال، وبتحقيقات دولية بشأن مدى التزام "نستله" بالقوانين الصحية.
من جانبها، نفت "نستله" الاتهامات، مؤكدة أنها تلتزم بالقوانين المحلية والدولية، وأن منتجاتها تخضع لاختبارات جودة صارمة.
في المقابل، اعتبرت منظمات حقوقية أن الشركة تستغل ثغرات تشريعية في الدول النامية لتحقيق أرباح على حساب صحة الأطفال.
أما خبراء الصحة العامة فشددوا على أن الرضاعة الطبيعية تظل الخيار الأكثر أمانا وصحة للرضّع، وأن أي بدائل صناعية يجب أن تخضع لمعايير دقيقة ومراقبة صارمة.
قد تفتح القضية الباب أمام تحقيقات دولية وربما دعاوى قضائية ضد الشركة، كما أنها تعيد إلى الواجهة النقاش بشأن مسؤولية الشركات متعددة الجنسيات في حماية المستهلكين بالأسواق الهشة.
إعلانويُتوقع أن تضغط منظمات حقوقية على الحكومات في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لتشديد الرقابة على منتجات الأطفال المستوردة، مما يضمن حماية الفئات الأكثر ضعفا.
ويعكس الجدل بشأن "نستله" معركة أوسع بين مصالح الشركات الكبرى وحقوق المستهلكين في الدول النامية.
وبينما تؤكد الشركة التزامها بالقوانين يرى منتقدوها أن صحة الأطفال يجب ألا تكون مجالا للمساومة التجارية، وأن الرقابة الدولية باتت ضرورة ملحة لضمان سلامة الأجيال المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
“كارثة طبيعية” تتكرر مع نيرمين: أنجبت أربعة توائم وتنتظر دعم الدولة بشأن لبن الأطفال والتعليم والسكن
بالتزامن مع عرض مسلسل كارثة طبيعية، فرغم أن البعض قد يظن أن إنجاب هذا العدد الكبير من التوائم مبالغ فيه دراميا، فإن الواقع يثبت عكس ذلك، فهناك أسر تعيش تجارب مشابهة تماما، من مسلسل كارثة طبيعية، بطولة الفنان محمد سلام حول محمد الذى يرزق بـ7 توائم، وتبدأ معاناته طوال الحلقات حول توفير حياة كريمة لأطفاله ورعايتهم هو زوجته التي تقوم بدورها الممثلة جهاد حسام الدين.
ومن تلك الأسر على أرض الواقع، هي أسرة نرمين سعيد وزوجها مؤمن ناصر، اللذين رزقا بأربع توائم من البنات، وانتقلت حالتهما من صدمة المفاجأة إلى فرحة عميقة رغم التحديات.
وأجرى موقع "صدى البلد" حوارا خاصا، مع نيرمين سعيد والدة الأربعة توائم، للوقوف على أبرز مطالبها من الدولة، ومناقشة احتياجات أسرتها، حتى تتمكن من توفير التعليم والملبس والمأكل والرعاية الصحية اللازمة لبناتها وتمهيد مستقبل أفضل لهن.
وتوضح الأم أنها بحاجة ماسة لتوفير الحليب لأطفالها، كما تطالب وزارة الإسكان بالإسراع في تسليم الشقة التي تقدمت للحصول عليها.
وتشير إلى أن التعليم المجاني هو حق لها ولأطفالها، حيث كان بإمكانها إدارة مصاريف طفل واحد، لكن وجود أربعة أطفال يجعل المصاريف الجانبية للمدارس عبئا كبيرا.
أربعة أرواح ومسؤوليات مضاعفة
كيف يمكن للأسر متعددة الأطفال تحقيق التوازن بين الأساسيات والاحتياجات التنموية للأطفال؟وتصف الأم شعورها عندما أصبحت مسؤولة فجأة عن أربعة توائم تحتاج إلى رعاية شاملة، من الغذاء والملابس إلى الألعاب والاحتياجات الأساسية للنمو.
وتؤكد الأم، أن حاجات الطفل الضرورية ليست رفاهية، بل جزء أساسي من نموه السليم جسديا ونفسيا.
نداء للأجهزة الحكومية
ما البرامج التي يمكن أن تقدمها الحكومة لدعم الأسر التي لديها توائم أو أعداد كبيرة من الأطفال؟وتوجه الأم نداءا إلى وزير الصحة لدعم أطفالها صحيا، وإلى وزير التعليم لضمان تعليمهم، كما تطالب الدولة بدعم كل أم تعيش ظروفا مشابهة، خاصة مع تزايد حالات إنجاب التوائم في الآونة الأخيرة.
ومن جانبه، يقول ناصر على والد مؤمن ناصر والد الأربع توائم، إنه والد مؤمن والعون الأول والأخير هو رب العالمين، معقبا: "وبحمد الله، من الناحية المادية لا أقصر في شيء، ولا أسمح لأولادي أن يلجؤوا لغريب أو يطلبوا شيئا من أحد".
وأضاف على- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "ربيت أولادي منذ صغرهم على الاعتماد على أنفسهم أولا في كل أمورهم، وأنا دائما السند من خلفهم".
وأشار على: "والحمد لله، مؤمن من النوع الذي لا يطلب إلا عندما تضيق به الدنيا، وحتى حين يطلب يكون ذلك بحياء، مع أنه ابني… ربنا يبارك فيه.. ونحن نتعامل مع الحياة ببساطة ونضحك حتى تمضي الأمور، لكن في الحقيقة الظروف صعبة وتتجاوز أي دخل".
وفي ختام الحوار، تبقى قصة نيرمين سعيد مثالا حيا لمعاناة الكثير من الأمهات اللاتي يواجهن مسؤوليات تفوق طاقتهم، ورغم ذلك يتمسكن بالأمل من أجل مستقبل أفضل لأطفالهن.
وبين تحديات الحياة ورغبتها الصادقة في تربية بناتها تربية كريمة، تبقى أمنيتها الأكبر أن تجد آذانا صاغية ودعما حقيقيا من الجهات المعنية، لتتمكن من توفير حياة آمنة ومستقرة لأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في زمن صعب يحتاج إلى الكثير من الرحمة والمساندة.