نيران القوات الباكستانية تحصد 23 قتيلاً قرب الحدود مع أفغانستان
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
أعلنت قوات الأمن الباكستانية الخميس أنها قتلت 23 مسلحا في عمليتين بالقرب من الحدود الأفغانية، وذلك بعد أسبوع من تفجير انتحاري أسفر عن سقوط 12 قتيلا في إسلام آباد وتبناه فصيل مرتبط بحركة طالبان الباكستانية.
وقالت القوات المسلحة في بيان، إن المسلحين ينتمون إلى الحركة أو مجموعات مرتبطة بها، متهمة الهند، العدو اللدود لباكستان، بدعمهم.
أخبار متعلقة الأمن الباكستاني يقضي على 20 مسلحًا شمال غرب البلادقتلى في اشتباكات على الحدود الأفغانية الباكستانيةمحادثات مستمرة بين أفغانستان وباكستان.. هل ينجح تثبيت الهدنة؟وتعهد بأن "تواصل باكستان بكل قوة القضاء على آفة الإرهاب المدعوم والممول من الخارج من البلاد".
وتتهم إسلام آباد كابول بإيواء جماعات مسلحة خصوصا حركة طالبان الباكستانية التي تنفذ هجمات دامية في باكستان.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نيران القوات الباكستانية تحصد 23 قتيلاً قرب الحدود مع أفغانستان - وكالاتدعم جماعات مسلحةوشددت الأخيرة من نبرتها حيال الهند في الأشهر الماضية، متهمة إياها كذلك بدعم جماعات مسلحة مناهضة لها، فيما تنفي أفغانستان والهند هذه التهم.
وأتت العمليتان بعدما أسفر تفجير انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد في 14 نوفمبر، عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات.
وأعلن فصيل مرتبط بحركة طالبان باكستان مسؤوليته عن الهجوم، بينما أكدت السلطات الباكستانية توقيف أربعة أشخاص يشتبه بضلوعهم فيه، مشيرة الى أنهم ينتمون الى خلية قيادتها في أفغانستان.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: إسلام آباد قوات الأمن الباكستانية أفغانستان باكستان الحدود الأفغانية
إقرأ أيضاً:
لا تتركوا السودان يصبح أفغانستان في أفريقيا
برغم أن العاصمة السودانية الخرطوم تقع الآن تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية (SAF) التابعة للفريق أول عبد الفتاح البرهان؛ فإن قوات الدعم السريع RSF المنافسة لها والتابعة للفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي تسيطر على الأجزاء الغربية من السودان. وقد استعادت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة دارفور الشمالية خلال الشهر الماضي وسط مزاعم بارتكاب مجرزة للمدنيين.
ومن دون وقف لإطلاق النار ومفاوضات مدعومة دولية من أجل تشكيل حكومة عريضة القاعدة يمكن أن يبقى السودان غارقا في مستنقع صراع طويل الأمد. وفي حين يحظى البرهان بدعم المقاتلين الإسلاميين المنتمين إلى الإخوان المسلمين فمن المتوقع أن يواصل حميدتي طلب الدعم من القبائل المحالفة والسودانيين المناهضين للإسلاميين ومن داعمين خارجيين.
وهذا الوضع مماثل لغفلة العالم عن أفغانستان بعد الانسحاب السوفييتي سنة 1989 الذي أثمر عن صعود طالبان وتوفيرهم ملاذًا آمنا لتنظيم للقاعدة بما مهد الطريق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد حروب مطولة يبدو الآن أن تنظيم القاعدة وفرعه العدمي، أي: داعش قد تراجعا من حيث القوة، لكن القوات المتطرفة في العالم الإسلامي لها تاريخ في تجديد أنفسها في أشكال أخرى وعلى مسارح مختلفة.
وتظل الإسلامية المتطرفة هاجسا أمنيا عالميًا، ولا شك أن ترك السودان ليصبح معقلًا جهاديًا جديدًا يمثل خطأ استراتيجيا. فثمة فرع لتنظيم القاعدة متأهب بالفعل لتحقيق مكتسبات إقليمية وسيطرة محتملة على مالي في غرب أفريقيا.
وليس من قبيل المصادفة أن القاعدة حاولت أن تقيم نفسها أول الأمر في السودان في أوائل تسعينيات القرن الماضي قبل أن تجد ملاذا لها في أفغانستان.
ولقد مر كل من السودان والمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان بجهاد ضد قوى أوروبية بما أسفر عن دول إسلامية قصيرة الأعمار في الأزمنة الحديثة نسبيا.
ترجع جذور إخفاقات السودان الداخلية ـ عبر سنوات من الخلل السياسي والحكم العاجز والتناحر العسكري ـ التي أضرمت الصراع القائم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الانقلاب العسكري الذي دبره منظِّر الإخوان المسلمين حسن الترابي وجاء إلى السلطة بعمر حسن البشير.
خسر الترابي صراع السلطة الداخلي أمام الفريق البشير الذي أطيح به من السلطة بعد مظاهرات شعبية في عام 2019، لكن يظل المتطرفون الإسلاميون عنصرا مهما في صراع السودان.
ومن أجل الإطاحة بقوات الدعم السريع من الخرطوم سعت القوات المسلحة السودانية إلى دعم آلاف من عناصر المخابرات السابقين الذين كانوا يعملون في ظل حكم الفريق عمر البشير.
فذلك تحالف شبيه بالذي شكله ذات يوم الفريق البشير مع الترابي. وفي لقاء في إسلام أباد سنة 1994 قال لي الترابي: إن الجنرالات الطموحين الساعين إلى السلطة يكونون شركاء مثاليين للإسلاميين؛ ذلك أن «طموحهم يحتاج إلى غطاء أيديولوجي، ولأننا نحن الإسلاميين نحتاج إلى طريق مختصر إلى السلطة لتحقيق حلم الدولة الإسلامية» حسبما قال لي الترابي.
وقد دفع السودان ثمنا غاليا للتحالف بين الإسلاميين والجنرال الطموح قبل عقود من الزمن. وقد يتكرر الأمر من جديد.
قد يكون في شراكة القوات المسلحة السودانية مع الإسلاميين خطر يتمثل في تحويل السودان إلى قاعدة عمليات للشبكات المتطرفة التي تستهدف شمال أفريقيا والممرات التجارية البحرية الحيوية في البحر الأحمر، وقد تخرب أيضا طريق السودان نحو التطبيع بموجب الاتفاقات الإبراهيمية.
فقد تعرض الفريق البرهان ـ الذي وقّع على الاتفاقيات ـ لعقوبات من الولايات المتحدة، كما وجهت الاتهامات لكل من قوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات عشوائية، واستهداف المدنيين، ومنع المساعدات الإنسانية، والتورط في انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان.
لقد كان نجاح الفريق البرهان في استعادة الخرطوم إغراء له بالسعي إلى تحقيق نصر عسكري.
وألقت حكومته اللوم على الإمارات العربية المتحدة في إدامة الحرب الأهلية بسبب دعمها لمنافسه، لكن هذا وحده لا يفسر الإخفاقات الداخلية في السودان بقدر ما يصرف الانتباه عن تحالف البرهان مع الإسلاميين.
لقد أظهرت الحرب الأهلية المستمرة منذ سنتين وتباين حظوظ الجانبين أن الصراع في السودان لن ينتهي عبر الطريق العسكري وحده.
فالسودان ذو تركيبة عرقية وجغرافية معقدة، وحربه الأهلية يمكن أن تستمر سنين تشهد استمرار الفصيلين الكبيرين في الاستيلاء على أجزاء مختلفة من البلد. وقد تحيل حرب أهلية مطولة السودان إلى بلد فاشل ـ شأن اليمن ـ خاضع لسيطرة فصائل راديكالية، أو تتركه منقسما شأن ليبيا المنقسمة عمليا إلى حكومتين منذ حربها الأهلية.
ومن شأن أي انهيار آخر للسودان أو تفكك له أن يؤثر تأثيرا كبيرا على إثيوبيا، وتشاد، وجنوب السودان، والقرن الأفريقي.
ومن شأنه أن يؤثر على أفريقيا والشرق الأوسط، وقد تكون له عواقب غير مقصودة شبيهة بعواقب صعود طالبان في أفغانستان التي أدت إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
فلا بد للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك البلاد العربية والأفريقية أن تمد يد المساعدة للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة.
يجب على المجتمع الدولي أن يدعو إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار في السودان لمنع الانهيار التام للدولة. ويجب إثر ذلك أن تبدأ محادثات من أجل تشكيل حكومة عريضة القاعدة في الخرطوم.
فلن يؤدي استمرار العداوة إلا إلى زيادة في التكلفة البشرية، وخلق فراغ في السلطة من المحتوم أن الجماعات المتطرفة سوف تستغله.
وفي ظل تمركز القوات المسلحة السودانية في العاصمة وسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر؛ فإن من الممكن تشجيع الفصائل المتنافسة على الانخراط في مفاوضات سياسية.
وقد تكون هذه لحظة جيدة لأن يستعمل الرئيس دونالد ترامب نفوذه، ويفسح المجال للدبلوماسية لا الصراع غير النهائي كي تقرر مستقبل السودان.
حسين حقاني سفير سابق لباكستان لدى الولايات المتحدة
الترجمة عن ذي ناشونال إنتريست