الثورة نت:
2025-11-20@22:52:00 GMT

عن مشروع الرياح الباردة في اليمن

تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT

عن مشروع الرياح الباردة في اليمن

 

 

بالقياس إلى حركة الواقع التي تجري اليوم بشأن اليمن مع الصمت المريب في التعامل مع فكرة السلام من قبل المجتمع الدولي, يبدو لنا أن المعركة لم تنته بعد, بل تجري اليوم في مسار آخر غير المسار الصلب الذي عجز كل العجز عن بلوغ أهدافه, وربما كان التعويل على فكرة الحرب الناعمة أو على مشروع رياح السلام والرياح الباردة الذي أعلن في وقت سابق – أي خلال السنين الخوالي — وظل يشتغل في مسارات تاريخية وثقافية وعقدية, وظل يتربص بالحوادث العرضية التي تحدث ليخلق منها هالات, ويقوم بتعظيم الصغائر, أو من خلال حالة فردية حدثت دون معالجة في وقتها مع إدراك واع لمسار المعركة, ويبدو أننا اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات, فمسار المعركة اليوم غيره بالأمس, فهو يتجه إلى الحرب الناعمة بكثافة غير مسبوقة خلال السنين السالفات وللعدو تجارب ومعارف استفاد منها من خلال حربه مع المعسكر الشرقي في القرن الماضي ولذلك فنحن أمام معركة جديدة اليوم, هذه المعركة تتطلب تظافر كل الطاقات الفكرية والثقافية دون استثناء.


حين خضنا معركتنا المصيرية مع العالم والتحالف العربي, وكنا نعي أهدافنا تماما، وهي لا تقل عن الحرية, والسيادة, والاستقلال, ولذلك فالتضحيات لن تكون هباء منثورا بل حرية, واستقلالا, وسيادة على كامل الأراضي اليمنية, وعلى السعودية أن تعي حجم التحول في هذا المسار, فلم يعد الأمر قابل للنقاش, كما أن المقايضة بالملف الإنساني في مقابل الملف العسكري هو في حد ذاته إعلان بالهزيمة, وإن جاءت مغلفة تحت لافتات السلام, فالسلام قيمة في ذاته, والانتصار لا يكون بالصغائر، بل بالقدرات التي تفرضه, ونحن أصبحنا نملك تلك القدرات وقادرون على فرض السلام على مبدأ الندية والمصالح المشتركة وبما يحقق استقرارنا, وأمننا واستقلالنا, وسيادتنا على كامل أراضينا.
تحاول السعودية أن تقول إنها مع السلام في اليمن, و تقوم بحملة ترويج واسعة النطاق في العالم كله بهدف تحسين صورتها, محاولة منها في الانتصار الشكلي وفرض شروط الاستسلام عن طريق استغلال الملف الإنساني, والمقايضة به, تعويضا عن الشعور بالهزائم , وهي في السياق نفسه تحاول أن تستر نفسها عن الاعتراف بالهزيمة العسكرية بعد أن امتد الزمن ليصل إلى العام العاشر دون أي تقدم للسعودية ولمرتزقتها, وقد باءوا بالذل والخسران المبين في كل المواقع والجبهات, وفي الواقع المعيش الذي رغم الإمكانات والقروض ظل وسوف يظل عاجزا عن تقديم نفسه كدولة ذات قيمة, قادرة على تقديم خدماتها للمواطنين, ورموزها يحظون بالاحترام والتقدير من كل الأنظمة في العالم المحيط بها.
إحكام الحصار, ومنع السفن من الوصول إلى الموانئ التي تم تدميرها لن يكون إلا اعترافا واضحا بالهزيمة العسكرية, وإغلاق مطار صنعاء والمنافذ البرية إجراء مقيت لا يلجأ اليه إلا الضعفاء, أما الأقوياء والذين هم منتصرون لا يذهبون إلى الصغائر, لأنها تقلل من انتصاراتهم, وتنزلهم منازل الذل والهوان, ولذلك على السعودية أن تدرك أن اليمنيين ليسوا على استعداد بالتضحية بانتصاراتهم التي صنعوها بالجماجم والأشلاء المتناثرة, وبالصبر والجلد, فالملف الإنساني لن يكون محل مقايضة بيننا وبين السعودية، فقد اقترفت يدها ما هو أفظع وأبشع ولن يكون التاريخ متصالحا مع السعودية في المستقبل في حال يستمر نظام آل السعود في الحكم في منطقة جزيرة العرب, ذلك أن النهايات بدأت ترسم ملامحها بدخان الحروب والأحداث التي يديرها نظام آل سعود في كل بلدان العرب.
تجربة الصمود اليمني في وجه قوى الشر والعدوان، أضحت مثالا لكل أحرار العالم ولكل حركات المقاومة للظلم والصلف والعدوان، وهي تجربة ستكون نتائجها ذات أثر على القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية في السعودية، ولذلك من خلال هذه التجربة أصبح النظام العام والطبيعي في السعودية قاب قوسين أو أدنى للانهيار، وعند هذه النقطة علينا الوقوف حتى نجعل من غطرسة السعودية ومن صلفها وظلمها نارا تأكل فيها، وتحد من شبقها، ومن سياسة التدمير التي تنتهجها تجاه الشعوب العربية والإسلامية.
لقد بات الرأي العام العالمي على يقين مطلق أن الحركة الدؤوبة التي يقوم بها المبعوث الأممي والأمريكي هي محاولة لانتشال السعودية من مستنقع الرذيلة الذي وقعت فيه, وكل المبادرات لم تكن إلا بهدف تغطية الهزائم التي تتجرع ويلاتها السعودية, ولذلك تحركوا في مسارين، مسار الحصار والتضييق على الناس في معائشهم وأرزاقهم, والمسار الثاني تكثيف التوجه إلى الحرب الناعمة, وتفكيك النسيج الوطني, والاشتغال على عنصر الزمن في تنمية شعور عام يكون عاملا حاسما في الوصول إلى أهدافهم, لكنهم بذلك يغفلون عن طبائع الحرية, ومبدأ أهل اليمن في عدم المساومة على الكرامة الفردية, فضلا عن الكرامة الوطنية.
لا يمكن لعاقل واعٍ أن يتجاوز مفردة الهزيمة حال أن يقف متفكرا في الحالة التفاعلية التي تجري في اليمن، فالسعودية عجزت عن بلوغ غايتها من اليمن، قد تكون أمريكا حققت قدرا من مصالحها في البحر والمنافذ البحرية، لكن ذلك لن يستمر طالما ونبض الحرية والاستقلال هو ديدننا, ومثلها إسرائيل, لكن السعودية خسرت كل شيء حتى مشاعر أهل اليمن ولم تحقق شيئا يذكر.
لن يعد أمام آل سعود إلا التسليم للواقع والتعامل معه وفق معطياته إن كانوا يعقلون، فكل شروط الانتصار وفرض الهيمنة تجاوزتها المرحلة، فالقوة التي عليها أهل اليمن – بعد عشرة أعوام أو يزيد من الحرب الكونية والحصار في مقابل الذل والهوان الذي بات عنوان السعودية ومرتزقتها في اليمن – بلاغ واضح لمن ألقى السمع أو كان بصيرا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن يدرس عرضًا أميركيًا للمشاركة في قوة دولية لغزة وسط تحفظات عربي

أفادت خمسة مصادر في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بينهم مسؤولون رفيعو المستوى، بأن واشنطن فتحت قنوات تواصل مع اليمن لبحث إمكانية مشاركتها في قوة دولية تعتزم الولايات المتحدة نشرها في غزة ضمن إطار خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويأتي هذا التطور بعد موافقة الأمم المتحدة على الخطة خلال الأسبوع الجاري، رغم أنّ مسار تنفيذها لا يزال معقداً في ظل إحجام العديد من الدول العربية والإسلامية عن الانخراط في قوة استقرار قد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

 

وأفادت المصادر، ومن بينها دبلوماسي يمني رفيع المستوى ومسؤول عسكري ومسؤول من المجلس الرئاسي، أن الحكومة اليمنية لم تتخذ قرارًا بعد. وتحدثت المصادر بشرط عدم الكشف عن هويتها لمناقشة مسائل حساسة.

 

 وقال مصدر في المجلس الرئاسي اليمني إن أي مساهمة في القوة ستكون رمزية إلى حد كبير. وقال مسؤول عسكري كبير إن "مشاركة اليمن في القوة الدولية نوقشت مع الأميركيين، لكننا لم نتلقَّ بعد طلباً رسمياً" للانضمام إلى القوة.

 

وتبنّى مجلس الأمن، ليل الاثنين - الثلاثاء، مشروع القرار الأميركي 2803 (2025)، الذي يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي جرى التوصل إليه وفق خطة ترامب بنقاطها العشرين. وحصل المشروع على تأييد 13 دولة، بينما امتنع كلٌّ من روسيا والصين عن التصويت.

 

ومن أبرز ما جاء في نص القرار ترحيبه بـ"إنشاء مجلس السلام بوصفه إدارة انتقالية ذات صفة قانونية دولية، من شأنها أن تضع الإطار وتنسق التمويل لإعادة تطوير غزة وفقاً للخطة الشاملة، وبطريقة تتفق مع المبادئ القانونية الدولية ذات الصلة، إلى أن تتمكن السلطة الفلسطينية من إكمال برنامجها الإصلاحي بشكل مرضٍ، كما هو موضح في المقترحات المختلفة، بما في ذلك خطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب في عام 2020، والمقترح السعودي الفرنسي، ويمكنها استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال، بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، وإحراز تقدم في إعادة تنمية غزة".

 

وأعلنت القوى والفصائل الفلسطينية، الثلاثاء، رفضها القرار، معتبرة إياه أداةً للوصاية وشراكة دولية في إبادة الشعب الفلسطيني. وأكدت الفصائل في بيان "موقفها الرافض للقرار الصادر عن مجلس الأمن بدفعٍ أميركي، وترى فيه تجاوزاً للمرجعيات الدولية، وإطاراً يُمهّد لإيجاد ترتيبات ميدانية خارج الإرادة الوطنية الفلسطينية"، معتبرة أن أي قوة دولية يُراد نشرها في غزة بصيغتها المطروحة ستتحوّل إلى شكلٍ من أشكال الوصاية أو الإدارة المفروضة، بما يعيد إنتاج واقع يحدّ من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإدارة شؤونه بنفسه.

مقالات مشابهة

  • من حفظ السلام إلى صناعة الفوضى ماذا يريد مجلس الأمن من اليمن؟
  • اليمن يدرس عرضًا أميركيًا للمشاركة في قوة دولية لغزة وسط تحفظات عربي
  • إيلون ماسك يعلن عن مشروع ذكاء اصطناعي و500 ميغاواط مع السعودية وإنفيديا
  • اليمن وقائدُها وصنع معادلة السلام والانتصار
  • ممرّات خفية تعيد رسم خريطة العالم.. السرّ الذي كشفته كازاخستان
  • ما مشروع بروميثيوس الذي أجبر جيف بيزوس على ترك التقاعد؟
  • تعرف على قدرات F-35 الأكثر تطوراً وفتكاً في العالم.. المقاتلات التي تثير رعب الحوثيين في اليمن
  • تفاصيل خطة السلام الأمريكية في غزة التي اعتمدها مجلس الأمن
  • اليمن وقائدها وصنع معادلة السلام والانتصار ..