حين تختار غزة الحياة: حكاية فرح تولد من بين الركام
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم: مراد كسبة
لا يمكن للفرح أن يأتي إلى غزة خجولاً. المدينة التي اعتادتأن تستقبل الأحداث الكبيرة بالقلب قبل الساحات، تعرفأن كل ابتسامة فيها تحتاج شجاعة مضاعفة. لكن هذهالمرة، يبدو أن غزة قررت أن ترفع رأسها قليلًا عن الركام، أنتسمح لبعض الضوء بأن يمرّ، وأن ترتدي ما لم ترتده منذزمن طويل: ثوب الفرح.
قد يظن البعض أن إقامة زفاف جماعي في مدينة ما تزالمحاطة بوجوه غيابها، أمر يبدو خارج السياق. لكن الحقيقةأن غزة لم تتقن يومًا فن الاستسلام، وأن الأمل فيها ينهضمن حيث يظن الناس أنه انطفأ. لذلك، حين يتجه 54 عريسًاوعروسًا نحو ساحة الاحتفال، فهم لا يحتفلون بزفافهم فقط؛إنهم يعلنون ولادة مساحة جديدة للحياة في مكان لم يعديشبه الحياة كثيرًا.
ما فعلته الإمارات من خلال مبادرة “ثوب الفرح” ليس مجرددعم اجتماعي، بل صياغة مشهد إنساني كامل: مشهديكسر منطق الحرب، ويعيد ترتيب الإحساس العام في غزة. فالمدن التي تعيش على حافة الخطر تحتاج من يذكّرهابأنها تستحق ما هو أبعد من النجاة، تستحق أن تفرحأيضًا.
قد يبدو الرقم 54 عاديًا، لكنه في عمق رمزيته يشير إلىاتحادٍ تجاوز حدوده وامتدّ بإنسانيته إلى غزة. إنها رسالةناعمة لكن حازمة: أن الفرح إن وُلد في الإمارات، فله أنيكبر أيضًا في فلسطين. وأن التضامن العربي ليس فكرةقديمة في كتب التاريخ، بل فعلًا حيًا يمكن رؤيته ولمسهوالرقص حوله.
أجمل ما في هذا الزفاف أنه لا يحدث في قاعة فندق أنيق،بل في خان يونس، في مساحة مفتوحة تشبه روح غزة: بسيطة، صلبة، وقابلة لأن تتسع للجميع. هناك، سيقفالدبّيكة بلا حدود، وستعلو أصوات الإنشاد كما لو أنهاتستنطق الروح الغزية كي تعود للحياة. ستتداخل الأهازيجمع صخب الأطفال ومع ضحكات النساء اللواتي يرفضنأن يمنحن الحزن جلسة جديدة.
هذه المبادرة ليست مجرد احتفال جميل، بل تذكير مهم بأننابحاجة إلى إعادة بناء ما هو غير مرئي: الروح المعنوية،الإحساس بالجماعة، القدرة على الحلم. والحلم، في غزة،ليس رفاهية… إنه ضرورة للبقاء.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
بعد 12 ألف سنة .. بركان من العصر الحجري بإثيوبيا يعود للحياة
شهد العالم خلال الساعات الماضية حدثًا جيولوجيًا استثنائيًا لفت أنظار العلماء ووسائل الإعلام الدولية، بعد الانفجار المفاجئ لبركان “هايلي غوبي” في إثيوبيا، منهياً حالة خمول جيولوجي استمرت آلاف السنين في واحدة من أكثر المناطق المعزولة على كوكب الأرض.
ويمثل هذا الثوران واحدًا من أهم الانفجارات البركانية في منطقة القرن الأفريقي، نظرًا لندرة نشاط البركان عبر التاريخ، وصعوبة الوصول إلى موقعه الوعر، إلى جانب الانبعاثات الهائلة التي قذفها نحو ارتفاعات شاهقة وانتشارها فوق دول عدة في آسيا ومنطقة الخليج
ونستعرض المزيد من خلال الفيديوجراف التالي