قال مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية إن سلوك الرئيس دونالد ترامب الهادئ أثناء لقائه بالمرشح المسلم الفائز بمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني يخفي خوفا عميقا، فنجاح ممداني يهدد سردية الحزب الجمهوري، وفي الوقت نفسه يخلق انقساما خطيرا داخل صفوف الديمقراطيين بين التيار اليساري المتشدد والوسط المعتدل.

وسبق أن وصف ترامب خصمه بأنه "شيوعي مجنون بنسبة 100%"، بينما هاجمه ممداني واصفا إياه "بالفاشي".

ومع ذلك، تجنب الطرفان الصراع المباشر خلال لقائهما الأخير، إذ أظهرا توافقا مصطنعا يتعلق بحب مدينة نيويورك والسعي لتنميتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: جامعات أميركية تتجسس على طلابها بالذكاء الاصطناعي إرضاء للمانحين العسكريينlist 2 of 2صحف عالمية: المقاطعة الأكاديمية تحاصر إسرائيل وصراع نتنياهو والجيش يتفاقمend of listقناع سياسي

ويرى مراسل الصحيفة في إيطاليا مايكل داي أن ثقة ترامب وابتساماته ومزاحه مع ممداني لم يكن سوى قناع أمام كاميرات الإعلام، إذ يمثل السياسي الشاب نموذجا سياسيا فعالا لقيادة اشتراكية قادرة على جذب الناخبين، مما يهدد القدرة السردية للحزب الجمهوري على السيطرة على النقاش السياسي.

ويفاقم انزعاج ترامب أنه مر بأسبوع مضطرب، فرغم حصوله على استثمارات سعودية ضخمة فإن أزمة "قضية إبستين ألزمته القبول بنشر ملفات القضية، مما أثار غضبه وقلقه على عواقب ذلك.

ومع ذلك، لم يرد ترامب إظهار ضعفه أمام ممداني، برأي الكاتب، فلجأ إلى المزاح للإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة، ومنها سؤال صحفية عما إذا كان ترامب يمانع ما قاله ممداني عنه، ليرد بسخرية قائلا: "لقد وُصفت بأسوأ من كلمة فاشي".

وأبرز المقال أن ممداني يثير اهتمام ترامب -الذي يحب الانتصار ويقدر الفائزين- لأنه يمثل نموذجا للنجاح الصادم، فقد استطاع شاب مسلم من أصول هندية أوغندية يبلغ 34 عاما التغلب على عائلة أندرو كومو القوية سياسيا.

وفي هذا الصدد، لفت الكاتب إلى قول ترامب إن ممداني "خاض سباقا لا يُصدق ضد أشخاص أذكياء".

بين التخوف والإشادة

ويرى الكاتب أن صعود ممداني يمكن أن يؤدي إلى انقسام داخل الحزب الديمقراطي، فالتيار اليساري المتشدد قد يدعمه بالكامل، بينما قد يشعر الوسط المعتدل بالقلق من أفكاره الاشتراكية مثل تجميد الإيجارات وتقديم خدمات حكومية.

إعلان

ويمكن أن يؤدي ذلك -وفق المقال- إلى صراعات داخلية تضعف موقف الديمقراطيين أمام الجمهوريين في الانتخابات القادمة.

وواجه ممداني ضغوطا سياسية إضافية في الكونغرس في اليوم الذي سبق لقاء البيت الأبيض، إذ صوّت 86 ديمقراطيا مع الجمهوريين لإدانة "رعب الاشتراكية". ويرى الكاتب أنه كان عليهم إدانة ولاية ترامب الثانية بدلا من ذلك.

ورغم الانتقادات، أبرز المقال قوة ممداني الانتخابية، إذ استخدم أسلوبا رقميا مبتكرا، مركزا على رسالة رئيسية هي خفض تكلفة المعيشة، وكسب قاعدة شعبية واسعة.

وخلص المقال إلى أن اللقاء الودي بين ترامب وممداني يخفي توترا سياسيا عميقا، ويعكس قدرة ممداني الانتخابية التي قد تهدد الحزبين معا، بينما يراقب الرئيس بحذر الشباب الطموح والطاقة السياسية التي قد تغير قواعد اللعبة في نيويورك وأميركا عموما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات القاتلة بينما يصر المفاوضون على التوصل لاتفاق

برلين (زمان التركية)ــ  أمطرت روسيا كييف بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال الليل، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، حسبما ذكرت السلطات يوم الثلاثاء، كما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في منطقة روستوف الروسية في غارات أوكرانية ضخمة.

وجاءت الهجمات المتزايدة بعد أن منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كييف في البداية مهلة حتى 27 نوفمبر – عطلة عيد الشكر الأمريكية – للرد على اقتراحه لإنهاء القتال، وهو جدول زمني وخطة عمل رفضها القادة الأوروبيون.

وقال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب ثلاثة على الأقل في منطقة سفياتوشينسكي. وقالت خدمات الطوارئ في وقت سابق إن شخصين لقيا حتفهما في غارة على مبنى سكني في حي دنيبروفسكي الشرقي.

وقبل فجر يوم الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعترضت ودمرت 249 طائرة مسيرة أوكرانية – وهي واحدة من أعلى الأرقام المعلنة.

وفي منطقة روستوف الروسية، قال القائم بأعمال الحاكم يوري سليوسار إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا، مضيفًا: “لقد جلب هجوم العدو الليلة حزنًا كبيرًا”.

في منطقة كراسنودار الحدودية، وصف الحاكم فينيامين كوندراتييف القصف الليلي بأنه “أحد أكثر هجمات نظام كييف استدامةً وضخامة”.

أمضت كييف وحلفاؤها عطلة نهاية الأسبوع في مناقشة خطة واشنطن المكونة من 28 نقطة، والتي التزمت في البداية بمطالب روسيا المتشددة، والتي تطلب من الدولة التي غزتها التنازل عن الأراضي وخفض جيشها والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو أبدًا.

وتم التوصل إلى نسخة محدثة، تهدف إلى “دعم سيادة أوكرانيا”، خلال عطلة نهاية الأسبوع في محادثات طارئة في جنيف.

ومن المقرر أن تعقد الدول الداعمة لكييف مكالمة فيديو يوم الثلاثاء لمناقشة حالة الخطة.

“روسيا لن تخفف الضغط”

قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: “يجب أن ندرك أن روسيا لن تخفف ضغطها على أوكرانيا”.

وصف زيلينسكي بلاده بأنها تمر بـ”لحظة حرجة”، قائلاً إن أوكرانيا تخاطر بفقدان “كرامتها” أو واشنطن كحليف.

هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رحّب بالخطة الأمريكية الأصلية لإنهاء القتال، بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية إذا انسحبت كييف من المفاوضات.

يحتل الجيش الروسي بالفعل حوالي خُمس أوكرانيا – معظمها مُدمّر على مدى سنوات من القتال.

تقول كييف وحلفاؤها الأوروبيون إن الحرب، وهي الأكبر والأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، هي استيلاء غير مبرر وغير قانوني على الأراضي.

قُتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين منذ أن شنّت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

خطة مُعدّلة

. اجتمع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون وأوروبيون في سويسرا يوم الأحد بعد أن وُجّهت انتقادات واسعة النطاق للاقتراح الأمريكي لوقف الحرب باعتباره يتطلب استسلامًا كبيرًا.

أعلن بيان أمريكي-أوكراني مشترك عقب محادثات نهاية الأسبوع عن “إطار سلام مُحدّث ومُحسّن”.

ورغم عدم نشر المسودة الأخيرة، أشاد البيت الأبيض بها باعتبارها تقدمًا، وأكد البيان المشترك أن “أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا بشكل كامل”.

وقال وفد كييف إن المسودة الأخيرة “تعكس بالفعل معظم الأولويات الرئيسية لأوكرانيا”.

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرز قد شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، قائلاً إن المناقشات ستكون “عملية طويلة الأمد”.

وقد تجاوزت الولايات المتحدة أوروبا بالخطة الأصلية، وشعرت العديد من حكومات الاتحاد الأوروبي بالقلق من احتمال إنهاء الحرب بشروط موسكو.

ورفض البيت الأبيض الانتقادات الموجهة إلى ترامب بانحيازه لروسيا. وصرحت

السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت للصحفيين يوم الاثنين: “إن فكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتعاون مع كلا الجانبين بالتساوي في هذه الحرب لوضع حد لها هي مغالطة كاملة”.

وصرح مسؤول كبير لوكالة فرانس برس بأن الولايات المتحدة ضغطت على أوكرانيا لقبول الاقتراح.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن واشنطن لم تهدد بشكل مباشر بقطع المساعدات إذا رفضت كييف مقترحاتها، لكن أوكرانيا أدركت أن هذا احتمال وارد.

Tags: أوكرانيا وروسيا

مقالات مشابهة

  • محكمة بئر مراد رايس تأمر بوضع الكاتب الصحفي سعد بوعقبة رهن الحبس بتهمة المساس برموز الثورة التحريرية
  • الإطار يدين هجوم كورمور ويدعم لجنة السوداني: لا توظفوه سياسياً
  • وزير بريطانيّ: هكذا يبدو الوضع في لبنان
  • ممداني يكشف عن “أغرب” شيء رآه خلال لقاء ترامب في البيت الأبيض
  • كاتب تركي: تحولات بوسائل النفوذ والهيمنة في القرن الـ21
  • كاتب هولندي يتهم بي بي سي بالرضوخ لضغوط ترامب بعد حذف وصفه بـالأكثر فسادا
  • أبوظبى تفتح نافذة جديدة للسلام.. بينما تتساقط الصواريخ على كييف
  • أوكرانيا وروسيا تتبادلان الضربات القاتلة بينما يصر المفاوضون على التوصل لاتفاق
  • ممداني يعد الجميع بالحرية