مصر تحقق أعلى معدل نمو اقتصادي في 3 أعوام والصناعة تقود الانتعاش
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
سجّل الاقتصاد المصري نموًا قدره 5.3% خلال الربع الأول من العام المالي 2025-2026، وهو أعلى معدل يحققه الاقتصاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بحسب التصريحات الصادرة عن رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
ويأتي هذا الأداء في لحظة دقيقة يتقاطع فيها الاقتصاد المحلي مع تحولات إقليمية ودولية متسارعة، ما يجعل القراءة الاقتصادية للنمو الراهن أبعد من مجرد رقم نمو ربع سنوي، بل مؤشر على تحوّل دوري في مسار الاقتصاد المصري.
وفق بيانات الوزارة، جاء تسارع النمو مدعومًا بـتحسّن الأداء الصناعي وارتفاع الطاقة التشغيلية تدريجيًا، وزيادة الاستثمارات العامة المرتبطة بالمشروعات الإنتاجية، وانتعاش القطاعات الخدمية وعلى رأسها الاتصالات والسياحة والنقل، إلى جانب الاستقرار النسبي في سلاسل التوريد العالمية بعد عامين من الاضطرابات.
ويمثل هذا النمو انعكاسًا لتحسّن المزاج الاقتصادي بعد خطوات إصلاحية تصحيحية اتخذتها الحكومة خلال العامين الماضيين، خصوصًا ما يتعلق بإعادة هيكلة أولويات الإنفاق وإعادة توجيه موارد الدولة نحو القطاعات المنتجة.
ويأتي أداء الاقتصاد المصري الجيد على المستوى الدولي في وقت تتعرض فيه العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة لضغوط مزدوجة: ارتفاع تكلفة الاقتراض عالميًا من جهة، وتباطؤ التجارة الدولية من جهة أخرى، وفي ظل بيئة مالية عالمية شديدة التقييد، يُعد وصول دولة بحجم مصر إلى معدل نمو يتجاوز 5% إشارة إلى مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على التقاط فرص النمو رغم التحديات الخارجية.
كما أن هذا الأداء ينسجم مع اتجاهات اقتصادات إقليمية أخرى بدأت في تجاوز صدمات الأعوام الماضية، مثل دول الخليج التي تستثمر بكثافة في التنويع الاقتصادي، ودول آسيوية مثل الهند وفيتنام التي تقود موجة جديدة من نمو الأسواق الصاعدة.
لكن ماذا يعني هذا النمو للاقتصاد المصري؟أولًا: الاقتراب من التوازن الجديد في مكونات الاقتصاد، فتسارع النمو يعكس بداية خروج الاقتصاد من مرحلة الانكماش غير الرسمي التي سادت منذ 2022 بفعل التضخم، ونقص النقد الأجنبي، وتباطؤ الواردات، وتُظهر البيانات أن القطاعات القادرة على توليد قيمة مضافة أعلى بدأت تستعيد قدرتها على النمو، ما يشير إلى اقتراب الاقتصاد من توازن جديد قائم على الإنتاج والتصدير.
ثانيًا: تحسّن بيئة الاستقرار الكلي حيث إن عودة النمو إلى مستويات ما قبل الأزمات، ولو جزئيًا، تدعم تخفيف الضغط على سوق العمل، وتحسّن قدرة الدولة على خفض عجز الموازنة، وزيادة إيرادات الحكومة دون زيادة ضرائب.
والأهم هو تعزيز القدرة التفاوضية مع المؤسسات الدولية، فتوقيت إعلان النمو بالغ الأهمية، خاصة في ظل استمرار الحوار بين مصر والمؤسسات الدولية حول وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والتمويل التنموي، فأداء اقتصادي قوي يمنح صانع القرار مساحة أوسع للمناورة عند التفاوض على برامج التمويل أو شروط الدعم.
إن نجاح مصر في الحفاظ على وتيرة نمو مرتفعة خلال الأرباع المقبلة سيعتمد على سرعة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتحقيق التوازن بين الاستثمارات الحكومية وإتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص.
الأهم أن تحقيق مصر لنمو 5.3% في الربع الأول من العام المالي 2025/2026 يمثل نقطة تحول مهمة تضع الاقتصاد على مسار تعافٍ واضح، وتبعث رسالة طمأنة للأسواق الدولية، لكن القيمة الحقيقية لهذا النمو ستُحدد بمدى قدرة الاقتصاد على تحويله إلى نمو مستدام يدعم القدرة التنافسية للقطاعات الإنتاجية.
اقرأ أيضاًزيارة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر خلال أيام
ستاندرد آند بورز تتوقع تخفيض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 6% وتراجع التضخم لـ 7.8%
المركزي يعدّل تعليمات اجتماعات مجلس الإدارة في البنوك
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاقتصاد المحلي الاقتصاد المصري رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الاقتصاد المصری
إقرأ أيضاً:
المملكة تحقق نتائج متقدمة في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية
حققت المملكة إنجازًا جديدًا على المستوى الدولي بعد تسجيلها نتائج متقدمة في تقرير قياس الوعي بالملكية الفكرية 2025 (WIPO Pulse) الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، الذي يعد أحد أهم التقارير الدولية المعنية بقياس وعي المجتمعات بالملكية الفكرية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، وشمل استطلاع آراء 35,500 مشارك من 74 دولة حول العالم.
وجاءت المملكة ضمن الدول الأعلى عالميًا في الوعي بدور الملكية الفكرية في دعم الاقتصاد، إذ بلغت نسبة الوعي الوطني بأثر الملكية الفكرية على النمو الاقتصادي وتحفيز الابتكار نحو 80%، وهو ما وضع المملكة في مقدمة الدول عالميًا في هذا المؤشر.
أخبار متعلقة "هيئة مجلس الشورى" تُحيل 18 موضوعًا إلى جلساته المقبلةجامعة الأميرة نورة تفوز بجائزة "أفضل ممارسات الجودة" عربيًا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة تحقق نتائج متقدمة في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكريةحقوق الملكية الفكريةوسجّلت المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا في وعي الشباب والنساء بحقوق الملكية الفكرية، لتكون من بين الدول الأكثر مساهمة في رفع متوسط أداء مجموعة الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في هذا الجانب.
ويجسد هذا الأداء المتقدم الجهود المبذولة من الهيئة السعودية للملكية الفكرية في تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير منظومة احترام حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تكثيف المبادرات الوطنية الرامية إلى رفع الامتثال وتقليل الانتهاكات، ما أسهم في تعزيز ثقة المستهلك السعودي بالمنتجات الأصلية وحجم القيمة التي توفرها حقوق الملكية الفكرية للمجتمع.
يُذكر أن تقرير قياس الوعي بالملكية الفكرية 2025 (WIPO Pulse) يُعد مرجعًا دوليًا لقياس فهم المجتمعات لحقوق الملكية الفكرية وأثرها في الاقتصاد، ويركز على خمسة محاور رئيسة تشمل: الوعي بالحقوق، نظرة المستهلك للمنتجات المحمية، فوائد الابتكار، والثقة بدور الملكية الفكرية في الاقتصاد.