عادات ترفيهية تقود إلى ضرر دائم.. دراسة طبية تحذّر من تزايد فقدان السمع بين المراهقين
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
تكشف دراسة هولندية أن فقدان السمع بين المراهقين بات شائعًا ويتزايد في حدّته، خاصة نتيجة التعرّض للضوضاء الصادرة عن الأجهزة والموسيقى والألعاب، وهو ما ينعكس سلبًا على قدراتهم في التعلّم والتواصل.
أظهرت دراسة طبية واسعة نُشرت في مجلة Otolaryngology–Head and Neck Surgery معدلات مثيرة للقلق لفقدان السمع بين المراهقين، بعد متابعة آلاف الأطفال في هولندا ضمن واحدة من أكبر دراسات الولادة في العالم.
اعتمدت الدراسة على بيانات مشروع Generation R الذي يتابع نمو الأطفال منذ الولادة في مدينة روتردام. وشملت تحليلا لنتائج 3347 مراهقا خضعوا لتقييمات سمع معيارية في سن الثالثة عشرة ثم في الثامنة عشرة. ورغم بقاء معدلات الانتشار العامة مستقرة خلال السنوات الخمس، لاحظ الباحثون ازديادا في النتوءات الثنائية في السمع، وهي علامة مميزة لفقدان السمع المرتبط بالضوضاء. كما تبيّن أن المراهقين الذين ظهرت لديهم خسارة في السمع عالي التردد عند سن الثالثة عشرة شهدوا تدهورا إضافيا عند بلوغهم الثامنة عشرة.
تحذير من خطورة التدهور التدريجيقالت المؤلفة المراسلة ستيفاني ن. هـ. رايرز، وهي طبيبة في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في المركز الطبي لجامعة إيراسموس في روتردام، إن الدراسة الطولية تظهر أن معدل انتشار فقدان السمع يبقى ثابتا نسبيا خلال المراهقة، إلا أن شدة فقدان السمع العصبي الحسي والضرر الناجم عن الضوضاء تزداد بمرور الوقت. وأكدت أن النتائج تسلط الضوء على أهمية المتابعة المبكرة والوقاية، لأن التغيرات الطفيفة في السمع لدى المراهقين قد تتحول إلى مشكلة طويلة الأمد.
Related أمل يتجدد.. سماعات الآذن من آبل.. ما دورها في تغيير حياة ضعاف السمع نحو الأفضل؟فيديو | بارقة أمل.. علاج جيني مبتكر يمكّن طفلة بريطانية من السمع لأول مرةتحسين البيئة الصوتية في الحياة اليومية تحد كبير لمكافحة مشكلات السمع أنماط الضرر الناتج عن الضوضاءاستند الباحثون إلى اختبارات قياس سمع دقيقة مكّنتهم من تحديد الأنماط المرتبطة بالتعرض للضوضاء، بما في ذلك النتوءات المميزة في عتبات السمع. وتشير الدراسة إلى أن الضوضاء الترفيهية، مثل استخدام أجهزة الموسيقى المحمولة، والألعاب الإلكترونية، وحضور الأماكن الصاخبة، تعتبر من أبرز العوامل التي تسهم في حدوث ضرر سمعي دائم لدى هذه الفئة العمرية.
مستويات خطرة من الضوضاء في حياة المراهقينتوضح البيانات الصادرة عن موقع ENThealth.org التابع للأكاديمية الأميركية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة أن ما يصل إلى 17 في المئة من المراهقين بين 12 و19 عاما تظهر لديهم علامات تشير إلى ضرر سمعي ناجم عن الضوضاء في أذن واحدة أو كلتيهما. ويشرح الأخصائيون أن التعرض لأصوات تعادل 85 ديسيبل أو أكثر لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى فقدان سمع مؤقت أو دائم، وسط انتشار واسع لمصادر الضوضاء، من أجهزة الاستماع الشخصية إلى الحفلات الموسيقية، إضافة إلى الألعاب النارية والدراجات النارية وصفارات الإنذار.
تداعيات طويلة الأمديحذر الخبراء من أن فقدان السمع خلال سنوات المراهقة قد ينعكس على قدرات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويضعف الأداء الأكاديمي والتطور المعرفي، كما قد يقود إلى العزلة الاجتماعية وتراجع جودة الحياة، وقد يسرّع فقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر لاحقا. وتزداد خطورة المشكلة مع صعوبة اكتشافها في مراحلها الأولى، حيث يبدأ فقدان السمع عادة في الترددات العالية، مما يجعل الصوت مسموعا لكن أقل وضوحا، قبل أن تتطور الحالة إلى صعوبة فهم الكلام وظهور طنين أو أزيز في الأذن.
دعوات لتعزيز الوقاية والمتابعة المنتظمةتشدد الدراسة على أهمية التوعية باعتبارها خط الدفاع الأول، خصوصا أن كثيرا من المراهقين لا يدركون أنهم يعرّضون سمعهم للضرر أثناء الأنشطة اليومية. وتبرز أهمية التدخل المبكر لرصد الفئات الأكثر عرضة للمخاطر قبل تفاقم المشكلة، إضافة إلى الحاجة لإدراج فحوصات سمع دورية للمراهقين.
كما يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات مستقبلية تركز على مصادر الضوضاء الترفيهية الأكثر تأثيرا، وفهم الأسباب التي تجعل بعض المراهقين أكثر استعدادا للإصابة بضرر سمعي مقارنة بغيرهم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة إيران روسيا إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة إيران روسيا الصحة هولندا أخبار إسرائيل دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي الصحة إيران روسيا حروب أوروبا دراسة لبنان سمنة مفرطة شرطة فقدان السمع عن الضوضاء
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية: تجديد الخلايا الجذعية يفتح الباب لعلاج الشيخوخة وفقر الدم
أفاد تقرير للموقع العلمي المتخصص "ساينس أليرت" بأن العلماء تمكنوا من اكتشاف آلية لإعادة الخلايا الجذعية المرتبطة بخلايا الدم إلى حالتها الطبيعية، وهو ما يفتح المجال أمام علاج فقر الدم ونقص المناعة المرتبط بالتقدم في العمر.
ووفق التقرير، تمكن الباحثون من "تجديد" هذه الخلايا الجذعية بطريقة قد تعزز عمل الجهاز المناعي، وتخفف المشكلات المرتبطة بالشيخوخة، وقد تسهم أيضاً في الوقاية من فقر الدم والسرطان.
وتمكّن العلماء من تحقيق تقدّم طبي مهم، بعدما طوروا آلية لاستعادة الشباب ومكافحة مظاهر الشيخوخة، وقد جرى اختبارها بنجاح على الفئران، ما يمهد الطريق لبدء التجارب على البشر قريبا، ويفتح احتمال الوصول إلى علاج قادر على إبطاء الشيخوخة والحفاظ على حيوية الشباب.
ومع التقدم في العمر، يتراجع إنتاج الخلايا الجذعية المكوّنة للدم، الأمر الذي ينعكس سلباً على أداء الجهاز المناعي، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مثل فقر الدم والسرطان.
وأوضح العلماء أن "الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة"، شأنها شأن معظم الخلايا البشرية، تضم حجرات صغيرة تُعرف بالليزوزومات، وهي بمثابة مراكز لإعادة التدوير داخل الخلية، حيث تُرسل الجزيئات المعقدة مثل البروتينات والدهون ليجري تفكيكها إلى مكوّنات أصغر قابلة لإعادة الاستخدام.
وكشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون من كلية إيكان للطب في مستشفى ماونت سيناي بالولايات المتحدة وجامعة باريس سيتي، أن معظم الإشكالات التي تظهر في الخلايا الجذعية المكوّنة للدم لدى البالغين تعود إلى خلل في عمل الليزوزومات.
وأجرى عالم بيولوجيا الخلايا الجذعية ساغي غافاري تجارب على الفئران، ووجد أن الليزوزومات في الخلايا الجذعية المكوّنة للدم لدى الفئران المسنّة كانت شديدة الحموضة وتُظهر خللاً وظيفياً واضحاً. كما تبيّن أن الخلايا الجذعية المأخوذة من فئران متقدمة في العمر كانت مفرطة النشاط، وهو سلوك يعاكس تماماً حالة الخمول الطبيعية في الخلايا الجذعية الأصغر سناً التي تسهم في استقرارها وإطالة عمرها.
واستطاع غفاري وفريقه من تهدئة الليزوزومات المتعبة والمتقدّمة في العمر داخل الخلايا الجذعية المكوّنة للدم، وذلك باستخدام مادة كيميائية تُعرف باسم كونكاناميسين A، حيث أعادت هذه المادة درجة الحموضة ومستوى النشاط إلى حالتهما الطبيعية.
وبعد استخراج الخلايا الجذعية من الفئران ومعالجتها بالمركّب الكيميائي ثم إعادتها إلى الجسم، ارتفعت قدرة الأنسجة على إنتاج خلايا دم جديدة بثمانية أضعاف.
ومع استقرار الليزوزومات، بدأت الخلايا الجذعية الأكبر سناً في إظهار سلوك أقرب إلى الخلايا الفتية؛ إذ تحسّنت قدرتها على التجدد الذاتي، واستعادت إنتاج خلايا الدم بمستويات متوازنة، مما عكس الاتجاه الذي تتجه إليه الخلايا الجذعية المسنة عادة نحو تقليل فعالية الجهاز المناعي عبر إنتاج كميات غير متساوية من أنواع خلايا الدم المختلفة.
قال غفاري: "تكشف نتائجنا أن الشيخوخة في الخلايا الجذعية المكونة للدم ليست مصيرًا لا رجعة فيه. تتمتع الخلايا الجذعية المكونة للدم المتقدمة في السن بالقدرة على العودة إلى حالتها الشبابية، بل ويمكنها العودة إلى حالتها الطبيعية".
وتابع غفاري: "بإبطاء الليزوزومات وتقليل حموضتها، أصبحت الخلايا الجذعية أكثر صحة، واستطاعت إنتاج خلايا دم جديدة متوازنة وخلايا جذعية جديدة بكفاءة أعلى بكثير، وباستهداف فرط نشاط الليزوزومات، تمكنا من إعادة الخلايا الجذعية القديمة إلى حالة أكثر شبابًا وصحة، مما حسّن قدرتها على تجديد خلايا الدم والخلايا المناعية".