غزة - خاص صفا حذرت بلدية غزة، يوم الجمعة، من توقف خدماتها بشكل كامل، مع استمرار نقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل آبار المياه، وإزالة الركام وفتح الشوارع في المدينة. وقال المتحدث باسم البلدية حسني مهنا في حديث خاص لوكالة "صفا"، إن كميات الوقود التي وصلت البلدية خلال الفترة الماضية، محدودة جدًا، مقارنةً بحجم الدمار والحاجة للوقود، في ظل أزمة الكهرباء المتواصلة للعام الثالث على التوالي.
وأوضح أن هذه الكمية لا تكفي سوى لأيام عديدة، وبالكاد تغطي جزءًا بسيطًا من حاجة فتح الشوارع وإزالة الركام. وأضاف "هذا ما يُؤشر إلى عجز كبير، فالخدمات توقفت أو باتت تُقدّم بأقل من 10–20% من طاقتها المعتادة قبل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، سواء في النفايات، أو الطرق، أو
المياه أو الصرف الصحي. وأشار إلى أن آليات البلدية الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق توقفت عن العمل، بسبب نقص الوقود. وتابع أن الواقع مؤلم، خاصة بعد أن توقفت هذه الأعمال، ما ترك أحياءً وطرقًا محاصرة بين أكوام من الركام، مشوّهة، أو غير سالكة في كثير من المناطق. وأكد أن اليلدية في ظل هذه الظروف باتت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من خدمات فتح الشوارع وإزالة الركام، مما يعطل حركة السكان ويعرقل وصول الإغاثة والمساعدات، خاصة في المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا. ولفت إلى أنه منذ أن توقفت إمدادات الوقود بشكل كافٍ نتيجة الحصار ومنع دخول السولار للبلديات، تعطّلت معظم آليات البلدية الحيوية المتبقية، بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي 85% من أسطولها التشغيلي وخروجه عن الخدمة كالشاحنات، ومعدات جمع النفايات، وآليات فتح الشوارع وإزالة الركام. وبين أن هذا يعني أن خدمات أساسية كتشغيل آبار المياه، وجمع النفايات، وضخ مياه الصرف الصحي، وفتح الطرقات وإزالة الأنقاض، توقفت أو أصبحت شبه معدومة، ما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية والبيئية بشكل خطير. وحسب مهنا، فإن البلدية تعتمد في ظل غياب الوقود والآليات الثقيلة، على ما تبقّى من معدات، غالبًا ما تكون يدويّة أو بدائية، وعلى جهود متطوعين أو لجان أحياء محليّة، تحاول تنظيف ممرات ضيقة، فتح طرق بسيطة، ونقل بعض
النفايات بالقليل من الموارد المتاحة. وأكد أن هذه جهود طارئة للغاية، لا تكاد تُغيّر من واقع الدمار الشامل، لأن البلدية تعترف صراحةً أن ما تُنجزه اليوم ليس سوى "تخفيف ضرر وليس إصلاحًا حقيقيًا". وأوضح مهنا أن الأزمة لا تقتصر على النفايات والركام، بل إن المياه والصرف
الصحي من أكبر المتضرّرين أيضًا، نظرًا لأن نقص الوقود أدى إلى تعطل تشغيل آبار المياه، وكذلك مضخات الصرف الصحي. وأردف "نتيجة لذلك، باتت أغلب مناطق غزة تعاني نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، والبعض يعتمد على مصادر بديلة غالبًا غير مضمونة للحصول على حاجاتهم". وذكر أن تعطّل الصرف الصحي يعني أن المياه العادمة تتجمع أو تتسرب، ما يفاقم خطر انتشار الأوبئة، ويزيد الضغط على الصحة العامة. وطالب مهنا بالتدخل العاجل لتوفير كميات كبيرة من الوقود، لأجل تشغيل الآليات الثقيلة المخصصة لعمليات جمع النفايات، فتح الشوارع، تشغيل آبار المياه، ومضخات صرف صحي، بالإضافة إلى فتح ممرات آمنة لوصول الوقود والمعدات والآليات الثقيلة والمتخصصة إلى بلديات قطاع غزة لاستخدامها في المناطق المنكوبة، والتأكد من تسليمها فعليًا دون تأخير أو تعقيد. ودعا إلى تقديم دعم عاجل من المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة لإعادة تأهيل البنية التحتية، وأكد على ضرورة تقديم الدعم الإنساني الشامل للسكان والنازحين مثل المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي المؤقت، والنظافة العاجلة، والتوعية حول مخاطر التلوث والقمامة. ويواجه قطاع غزة نقصًا حادًا في الوقود، بسبب القيود الإسرائيلية، مما يُؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويُهدد الخدمات الأساسية، ويؤثر بشكل مباشر على المستشفيات، وشبكات المياه والصرف الصحي، وإيصال المساعدات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
بلدية غزة
الوقود
غزة
وإزالة الرکام
آبار المیاه
الصرف الصحی
فتح الشوارع
إقرأ أيضاً:
إيران تقترح على العراق تحلية مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي لمعالجة شحة المياه
آخر تحديث: 4 دجنبر 2025 - 1:06 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعرب وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، امس الاربعاء، عن استعداد بلاده للتعاون مع العراق من أجل تذليل التحديات والتخفيف من آثار الشح المائي، مقترحاً الاستعانة بشركات متخصصة لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات عدة.جاء ذلك خلال اجتماع الوزير الإيراني مع وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب عبد الله، الذي ترأس الوفد العراقي المشارك في أعمال المؤتمر الرابع عشر للمركز الإقليمي لإدارة المياه الحضرية المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران.وبحسب بيان لوزارة الموارد المائية العراقية ، فإن “الوزير ذياب عقد اجتماعاً مع وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، بحضور الوفدين المائيين للبلدين، وناقش الجانبان، خلال اللقاء، التحديات المائية الماثلة، وآثار الجفاف الذي تشهده المنطقة والعالم، مع تركيز خاص على الوضع في العراق وإيران”.وأضاف: “كما تطرق الحوار إلى سبل معالجة المشاكل المائية المشتركة بين البلدين، في ضوء ربطهما بأنهر وجداول مائية عابرة للحدود، مثل شط العرب وكلال بدرة وزرباطية وسيروان ووادي النفط”.من جانبه، أعرب الجانب الإيراني عن “استعداده للتعاون مع العراق من أجل تذليل التحديات والتخفيف من آثار الشح المائي”، وفق البيان.وأشار البيان إلى أن الجانب الإيراني، اقترح في هذا الإطار “الاستعانة بشركات متخصصة وذات خبرة رصينة لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات عدة، أبرزها: تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، وتنفيذ المشاريع الإروائية”.ويواجه العراق منذ سنوات أزمة جفاف متفاقمة، تُعد من أخطر التحديات البيئية في تاريخه الحديث، نتيجة التغير المناخي وانخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى التراجع الكبير في واردات المياه من دول المنبع كتركيا وإيران.وأدت هذه العوامل إلى تقلص المساحات المزروعة، وتزايد التصحر، وتضرر الأمن الغذائي، ما أثر بشكل مباشر على معيشة ملايين العراقيين، خصوصاً في المناطق الزراعية والريفية.وبالتوازي مع الجفاف، يعاني العراق من نقص حاد في الخزين المائي داخل السدود والخزانات، حيث تراجعت المستويات إلى ما دون المعدلات الآمنة.