إنه «نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل الذى يواجه قضايا فساد منذ سنوات. ورغم ذلك لم يستح وشرع يقدم التماسًا للرئيس الإسرائيلى «اسحق هيرتسوغ» يطلب فيه عفوًا رسميًا عنه عقب توجيه المدعى العام الإسرائيلى اتهامات رسمية له فى قضايا رشوة واحتيال وخيانة الأمانة. ونفى نتنياهو اتهامات الفساد الموجهة اليه ورفض ما سماه بالاتهامات الكاذبة التى قال إنها ذات دوافع سياسية، وإنه ضحية ما سماه تصيد الأخطاء من قبل خصومه اليساريين ووسائل الإعلام.
وفى معرض التعقيب على ما طالب به «نتنياهو» قال مكتب الرئيس الإسرائيلى عبر بيان: (يعلم مكتب الرئيس بأن هذا الطلب استثناء وينطوى على تبعات كثيرة. وسينظر الرئيس فى الطلب ولكن بعد أن يتلقى جميع الآراء ذات الصلة).. وفى أعقاب تقديم الطلب اعتبر نتنياهو فى كلمة له بأن قضايا الفساد التى يحاكم بسببها ستؤدى إلى انقسامات. وقال «نتنياهو» الذى يحاكم منذ عام 2020: (إن استمرار المحاكمة يمزقنا من الداخل، ويثير انقسامات حادة ويعمق الشرخ»)، وأضاف: (أنا واثق كما يعتقد الكثيرون فى الأمة بأن إنهاء المحاكمة فورًا يساعد كثيرًا على خفض حدة التوتر، ويؤدى إلى تعزيز المصالحة الواسعة والتى تعد بلادنا فى أمس الحاجة إليها).
فى معرض التعقيب على طلب نتنياهو قال الرئيس الإسرائيلى : (ما نتخذه من قرار سيأخذ فى الاعتبار أساسًا مصلحة الدولة). وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل عرض القضية على محكمة محلية. ولكن حتى إذا تمت إدانته فلن يطلب منه التنحى حتى انتهاء عملية الاستئناف القضائى، وهو أمر قد يستغرق سنوات. الجدير بالذكر أن المحكمة كانت قد قضت فى وقت سابق بأنه يتعين على أى وزير متهم بارتكاب جريمة أن يتنحى أو يعزل من منصبه. يتعين على المحكمة اليوم تقرير إذا ما كان ينبغى أن ينطبق ذلك أيضا على رئيس الوزراء. وقد يسعى حلفاء نتنياهو فى البرلمان إلى تمرير تشريع يمنحه الحصانة من المقاضاة أثناء وجوده فى منصبه، ويسمح للمشرعين بإلغاء قرار محتمل من المحكمة العليا يبطل هذه الحصانة.
على الرغم من التطورات الحادثة فإن الكثيرين يشككون فى قدرة رئيس الوزراء على التعامل مع شؤون الدولة إذا كان فى نفس الوقت يدافع عن نفسه فى المحكمة. وقد تطلب المنظمات غير الحكومية من المحكمة العليا إجباره على الاستقالة. وكانت المحكمة قد قضت فى وقت سابق بأنه يتعين على أى وزير متهم بارتكاب جريمة أن يتنحى أو يتم عزله من منصبه. واليوم يتعين على المحكمة تقرير ما إذا كان ينبغى ان ينطبق ذلك أيضًا على رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».
ويظل من غير الواضح ماذا يعنى هذا بالنسبة لمستقبل « نتنياهو»، قد يفترض أنه بريء ما لم يثبت العكس. ولا يوجد حاليًا أى عائق قانونى أمامه فى البقاء فى منصبه كرئيس للوزراء. وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل عرض القضايا على محكمة محلية. ولكن حتى إذا تمت إدانته فلن يطلب منه التنحى حتى انتهاء عملية الاستئناف القضائى، وهو أمر قد يستغرق سنوات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قد یستغرق یتعین على
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: التربية على الحياء والستر وقاية من الضياع وغضب الرحمن
تحدث عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ خالد الجندي عن أهمية القصص القرآني وقيمته التربوية، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يضم بين جنباته العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير التي تناولت هذا المجال بالدراسة، حيث قدّم علماء كلية اللغة العربية وقسم التفسير أبحاثًا نفيسة وبديعة في هذا الإطار.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، أن اهتمامه الشخصي بالقصص القرآني يمتد منذ فترة، مع العمل على تقريب هذا العلم للناس بطريقة مبسطة. ولاحظ أن بعض الآباء يتركون أبناءهم يعيشون في "جو من التفاهة"، داعيًا إلى ضرورة تعليم الأبناء قيمًا حقيقية، مع إمكانية "تحلية القيم بالسكر" لجعلها مقبولة ومحببة لهم، على غرار تحلية الدواء لتيسير تناوله.
وأشار إلى أن تقديم القصص القرآني للناس يجب أن يكون بعد تنقيته من الإسرائيليات والشعوذات والروايات عديمة القيمة، مع الاهتمام بصحة اللفظ ووضوح العبارة، وصياغتها بما يتناسب مع احتياجات العصر.
ووضح الجندي أن تبسيط القيم للأبناء يشبه تمامًا تقديم الدواء للطفل بشكل محبب، مؤكدًا أن القرآن الكريم ركز في مستهل قصة آدم عليه السلام على قضية ستر العورات، وأنها كانت "معركة عورات"، تكون نتيجتها إما الستر وإما الانكشاف الذي يؤدي إلى الضلال، مستشهدًا بقوله تعالى: "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما".
وحذّر من أن انكشاف العورات يمثل دليلاً على غضب الله وزوال نعمة الستر وفقدان الحياء، موضحًا أن الحياء فطرة ربانية طبيعية خُلق عليها الإنسان الأول كما ظهر في قصة آدم وزوجه، وأن ستر العورة كان نعمة ومنّة إلهية مُنحت للإنسان منذ اللحظة الأولى.
وشدد الجندي على خطورة تربية الأبناء على التكشف وعدم الاكتراث بمسألة العورات، معتبرًا أن من يربي ابنته على كشف العورة يربيها على ما يغضب الله، وأن التساهل في هذا الأمر من بعض الرجال والنساء يدل على فقدان نعمة "التقويم الحسن" التي امتنّ الله بها على الإنسان في قوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
ولفت إلى أن انعدام الحياء إلى درجة تشبه السلوك الحيواني هو علامة واضحة على نكوس الفطرة وانحرافها، مستنكرًا دهشة واستغراب بعض الناس عندما يُطلب منهم ستر عوراتهم أو عورات أبنائهم، رغم أن هذا المبدأ هو أصيل في الفطرة الإنسانية قبل أن يكون تشريعًا دينيًا.
وختم الشيخ خالد الجندي بذكر الآباء والأمهات بآية القرآن الكريم: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا"، مؤكدًا أن الستر في ذاته عبادة، وأن الحياء نعمة عظيمة، داعيًا الجميع إلى المحافظة على هذه النعمة والعمل باستقامة لقبول الرحمة من الله تعالى.