الفرح يعُم العرس الجماعي الحاشد في بركاء.. وإشادات بتجسُّد قيم التلاحم المجتمعي
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
◄ رجل الأعمال "فهد التاجر" يقدم الدعم الكريم للعرس الجماعي
◄ مشاركة عرسان من دول شقيقة وصديقة يعكس نهج عُمان القائم على التعايش والتقارب مع الشعوب
بركاء- الرؤية
في مشهدٍ وطنيٍّ وإنسانيٍّ جسَّد أسمى معاني التكاتف الاجتماعي والتلاحم الأسري، اختُتمت بولاية بركاء فعاليات العرس الجماعي الكبير الذي أُقيم في جامع علي حسن؛ بمشاركة 210 عريسًا من داخل سلطنة عُمان وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، شملت: اليمن، ومصر، والهند، وباكستان وبنغلادش، وسط حضور جماهيري غير مسبوق تجاوز 20 ألف شخص من المواطنين والضيوف.
وجاء تنظيم هذا العرس الجماعي تماشيًا مع التوجيهات السامية الداعية إلى دعم الاستقرار الاجتماعي وترسيخ قيم التماسك الأسري، وتعزيز مبادرات صندوق الزواج؛ بما يُسهم في تيسير سبل الزواج أمام الشباب وتمكينهم من تأسيس حياة زوجية مستقرة، انطلاقًا من أهمية الأسرة بوصفها الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي ومتلاحم.
وأُقيم الحدث برعاية ودعم كريم من رجل الأعمال فهد بن حمود بن سعيد البلوشي (فهد التاجر)، الذي يواصل إسهاماته المجتمعية في دعم المبادرات الاجتماعية الهادفة إلى تخفيف الأعباء المالية عن الشباب المقبلين على الزواج، وتعزيز مفاهيم التكافل والتعاون، بما ينسجم مع الرؤية الحكيمة للقيادة التي تولي الأسرة والشباب أهمية محورية ضمن أولويات التنمية الاجتماعية.
وشهد العرس حضورًا رسميًا ومجتمعيًا لافتًا، تمثل في مشاركة عدد من الشخصيات الخليجية البارزة، من بينهم صاحب السمو الشيخ محمد بن حمدان آل نهيان، وصاحب السمو الأمير أحمد بن بندر السديري، إلى جانب عدد من المكرّمين وأصحاب السعادة والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال، الذين شاركوا جموع المواطنين فرحة هذا الحدث الاجتماعي الكبير.
وعكس الحضور الجماهيري الكبير، الذي فاق حاجز العشرين ألف شخص، المكانة المجتمعية الرفيعة للعرس الجماعي وأثره الواسع؛ حيث توافدت العائلات من مختلف ولايات السلطنة للمشاركة في هذه المناسبة، في مشهد جسّد روح التآزر المجتمعي، والتفاف المجتمع حول المبادرات التي تعزز الاستقرار الأسري وتُدخل الفرح إلى بيوت الشباب.
كما مثّلت المشاركة الخارجية لعرسان من الدول الشقيقة والصديقة بُعدًا إنسانيًا مهمًا للحدث، عكس نهج سلطنة عُمان القائم على التسامح والتعايش والتقارب بين الشعوب، ورسّخ قيم الاحترام المتبادل والانفتاح التي عُرف بها المجتمع العُماني عبر تاريخه، ليؤكد أن رسالة هذا العرس الجماعي تتجاوز حدود الجغرافيا إلى آفاق إنسانية أوسع.
وأكد رجل الأعمال فهد البلوشي أن إقامة هذا العرس الجماعي تنطلق من إيمانه العميق بأهمية دور القطاع الخاص في خدمة المجتمع، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز التماسك الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الأعراس الجماعية تمثل نموذجًا عمليًا يسهم في تخفيف التكاليف عن الشباب، ويشجع على تبني خيارات أكثر استدامة واستقرارًا لبناء الأسرة. وأضاف أن هذه المبادرة تتكامل مع جهود الدولة والمؤسسات المختصة في ترسيخ ثقافة الأعراس الجماعية باعتبارها خيارًا حضاريًا يعكس وعي المجتمع وتطوره.
وشهد العرس تنظيمًا مميزًا وبرنامجًا متكاملًا، عكس مستوى عاليًا من التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الداعمة والمنظمة، وأسهم في إنجاح الحدث وإخراجه بصورة مشرّفة تتناسب مع مكانته الاجتماعية والإنسانية، وسط إشادة واسعة من المشاركين والحضور.
ويأتي هذا العرس الجماعي كإضافة نوعية للجهود الوطنية الهادفة إلى تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، لا سيما في محاور بناء مجتمع متماسك ومستقر، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع المبادرات الاجتماعية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مَسْلَخ الفاشر الجماعي تكشفه الأقمار الصناعية (شاهد)
كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" عن مشاهد مروعة في مدينة الفاشر السودانية، حيث تحولت إلى ما يشبه "مسرح جريمة ضخم" بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية مقابر جماعية وحفر حرق للجثث، فيما تشير تقديرات إلى مقتل عشرات الآلاف واختفاء مئات الآلاف وسط حصار خانق ومجاعة كارثية بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن جثثًا كثيرة تتكدس في شوارع المدينة بينما تعمل قوات الدعم السريع على طمس الأدلة المتعلقة بحجم المجزرة. وبعد ستة أسابيع من سيطرة هذه القوات على المدينة، جُمعت الجثث في عشرات الأكوام بانتظار دفنها في مقابر جماعية أو حرقها في حفر ضخمة، وفقًا لتحليلات حديثة.
ومع استمرار إغلاق عاصمة ولاية شمال دارفور أمام الغرباء، بما في ذلك محققي جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة، كشفت صور الأقمار الصناعية عن شبكة من الحفر الجديدة المخصصة للحرق والدفن، يُعتقد أنها أُنشئت للتخلص من أعداد كبيرة من الجثث. وبينما لا يزال العدد النهائي للضحايا غير واضح، أُبلغ نواب بريطانيون بأن ما لا يقل عن 60 ألف شخص قُتلوا في الفاشر.
وقالت سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم: "تلقّى الأعضاء إحاطة خاصة حول السودان، ذكر خلالها أحد الأكاديميين أن تقديراتنا الدنيا تشير إلى مقتل 60 ألف شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".
ومازال نحو 150 ألفا من سكان الفاشر في عداد المفقودين منذ سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع، وسط تكهنات قاتمة بشأن مصيرهم.
وأوضح ناثانييل ريموند، مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، الذي يتابع صور الأقمار الصناعية للمدينة، أن الفاشر تبدو خالية بشكل مخيف، إذ تحولت أسواقها المزدحمة سابقًا إلى أماكن مهجورة.
وتشير أحدث تحليلات ييل إلى أن الأسواق باتت مهملة لدرجة أنها بدأت تغطيها الأعشاب، فيما نُقلت كل الماشية خارج المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 1.5 مليون نسمة قبل اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل 2023.
وقال ريموند: "بدأت تبدو وكأنها مسلخ كبير".
ووفق الصحيفة؛ لم يتمكن أي خبير أو جهة من تفسير مصير عشرات الآلاف من السكان المفقودين منذ أن اجتاحت قوات الدعم السريع المدينة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد حصار تجويعي دام 500 يوم.
وأكدت مصادر لـ"الغارديان"، احتجاز بعض السكان في مراكز اعتقال داخل المدينة، لكن أعدادهم قليلة.
وأفادت الصحيفة أن قوات الدعم السريع كانت قد تعهدت بالسماح للأمم المتحدة بدخول الفاشر لتقديم المساعدات والتحقيق في الفظائع، إلا أن المدينة لا تزال مغلقة أمام المنظمات الإنسانية ومسؤولي الأمم المتحدة.
وتنتظر قوافل الإغاثة في مدن وبلدات مجاورة ريثما تنجح المفاوضات في الحصول على ضمانات أمنية، لكن حتى الآن ترفض القوات شبه العسكرية تقديمها.
ورغم الغموض بشأن عدد السكان الذين ما زالوا على قيد الحياة داخل الفاشر، فإن الحاجة إلى وصول المساعدات تُعتبر ملحّة، مع تسجيل مستويات "مروعة" من سوء التغذية بين من تمكنوا من الفرار.
وقد أعلن خبراء دوليون أن المدينة تعيش حالة مجاعة، فيما أشار ريموند إلى أن بعض السكان، الذين انقطع الاتصال بهم لاحقًا، أبلغوا فريقه خلال اليومين الأولين من الهجوم بأن ما يصل إلى 10 آلاف شخص قُتلوا.
ويرى خبراء حقوق الإنسان أن الفاشر قد تكون أسوأ جريمة حرب في الصراع السوداني، الذي يتسم أصلًا بالمجازر والتطهير العرقي.
وعلى مدى 32 شهرا من الحرب المدمرة، تمزق السودان، حيث قُتل نحو 400 ألف شخص ونزح ما يقارب 13 مليونًا، في أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تجدد الدعوات لإجراء تحقيق شامل في الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب الفاشر قبل ستة أشهر.
ووثق تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية استهداف المدنيين واحتجاز رهائن وتدمير مساجد ومدارس خلال ذلك الهجوم الواسع، داعيًا إلى فتح تحقيق مع قوات الدعم السريع بتهمة ارتكاب جرائم حرب.