جريدة الوطن:
2025-05-21@03:03:20 GMT

مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «3»

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

لا، بقيتْ سُنَّة الهرولة بين الميلَيْن ماضية، وباقية إلى يوم الدين؛ استنانًا بما فعلتْه أمُّنا هاجرُ مع ابنها إسماعيل (عليهما السلام)، فبقيت السنة، وحوفظ عليها، فكذلك هنا بقيتِ السُّنَّة في رسم ألف (مائة) رغم وجود النقط، والضبط، ولم تَعُدْ هناك مشكلة، ولكنْ، حرصًا على بيان جهود السلف، وتطوُّر رسم الكلمة بقيتِ الألف؛ تنبيهًا على ما كان من جهود كريمة لسلفنا الصالح من علماء الرسم، والأداء، فأهلُ الشام يرسمونها من غير ألف:(مئة)، وأهل مصر، ومَنْ لفَّ لَفَّهم يرسمونها بالألف:(مائة)؛ مراعاةً لتاريخ كتابتِها، وإظهارًا للجهود المبذولة من علمائنا الأبرار ـ رحمهم الله ـ وحفاظًا على تراث السلفِ المباركِ.


تلك كلمة عن طبيعة رسم لفظ (مائة) بألف، وبغير ألف، وقصَّتها، والرسمان صحيحان، والأصح منهما وضعُ الألف بعد الميم: إفرادًا، وتثنية (مائة ـ مائتان)، وحذفها في الجمع(مئات).
هذا للعلم، ولكيْ يمكنَكم أن تجيبوا إذا سئلتم عن الكلمة، وعن تاريخها، والأدق في رسمها، والأوفق، وإلا فرسماهما صحيحان، والله الموفق.
ألف كلمة (عمرو) عند النصب: حيث إنَّ كلمة (عمرو) قد زيد في آخرها الواو؛ تمييزًا لها عن الكلمة القسيم لها(عمر)؛ فإنّ بين(عُمَر) الممنوعة من الصرف، و(عَمْر) المصروفة، وتعمدتُ ـ كذلك ـ ترك رسم الواو هنا؛ لتعرفوا كم سيكونُ اللبس بينهما لو لم يضع الكرامُ من علمائنا تلك الألفَ عند النصب، أو لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا)، فمن المؤكد أنهم إن لم يضعوا تلك الواو (رفعًا وجرًّا) أو الألف (نصبًا) لالتبس الأمر بين العَلَمَيْنِ، ولحدث اضطرابٌ بينهما في الفهم، ولضاعت حقوقٌ كثيرة جراءَ عدمِ وضوح اللفظ رسمًا، ولتشابهه معه أخيه كتابةً، ولكنَّ أهل الأداء وضعوا الواو (رفعًا وجرًّا)، وأما عند النصب فجاءوا بالألف؛ حيث قلبوا الواو ألفًا نصبًا فقط؛ تمييزًا لها بين الممنوع من الصرف(عُمَر) الذي لا ينوَّن، ولا توضع بعد رائه ألف، و(عَمْرًا عند النصب) الذي توضع بعد رائه ألفًا؛ لأنه مصروف منون، فوضعت الألف لبيان الفارق الدلالي والمعنوي بين العلمين من جانب، ومن جانبٍ آخر لتفرِّق بين شريحتَيِ الممنوع من الصرف، والمصروف، وتكون مثل ألف:(خالد، ومحمد، ومحمود) في نحو:(كرمتُ خالدًا، وقابلتُ محمدًا، وزرتُ محمودًا)؛ وذلك لأنها تمتاز عن شريحة الممنوع الذي لا ينون، ويجر بالفتحة، بينما الممنوع هو ما لم يُنَوَّن، ويُجَر بالفتحة.
ولمزيد من التوضيح، نقول: تحذف الواو من كلمة (عمرو) إذا أضيفت إلى الضمير، لا إلى الاسم الظاهر، نحو:(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)، وكقول عنترة بن شداد لعبلة:
لَعَمْرِي وَمَا عَمْرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
فَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَابْنَةَ مَعْبَدِ
أما إذا أضيف إليها اسمٌ ظاهر بقيتِ الواوُ كما هي، نحو:(لعمرو الحق، إني لصادق)، و(لعمرو الله، إني لأقول الحقَّ، ولا أميل عنه قِيدَ أنملة).
ولعلك تتساءل: لم جاءت الواو رفعًا، وجرًّا، وجاءتِ الألف نصبًا؟، لِمَ لم تنقلب الواو ياءً جرًّا؟، وهو سؤال منطقيٌّ مشروع، فيجيب أهلُ الأداء: لأنها لو قُلِبَتْ ياءً لالتبست (عمري) بالقسم العربي المعروف: (لعمري)، فجاءت (لعمري) الأولى للقسم، وانقلبت الثانية ياء؛ لإضافتها إلى الضمير.

د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كيف استولى متهم على بيانات الدفع الإلكترونى الخاصة بالمواطنين؟

أوهم ضحاياه بعمله كموظف عملاء بشركات مختلفة، مستغلًا فرحتهم بالفوز بجوائز ومنح مقدمة من جهات حكومية، هذا ما تضمنته أقوال ضحايا متهم بالاستيلاء علي بيانات بطاقات الدفع الالكتروني الخاصة بهم، واتهامهم له بالنصب والاحتيال عليهم.

وتبين أن المتهم مارس نشاطاً إجرامياً تخصص في النصب والاحتيال على مستخدمى بطاقات الدفع الالكترونى من خلال الاستيلاء على بيانات البطاقات الخاصة بهم عقب إيهامهم بكونه موظف خدمة عملاء بشركات مختلفة وفوزهم بجوائز مالية أو منح مقدمة من جهات حكومية أو تحديث بياناتهم البنكية بمختلف البنوك أو مساعدتهم فى الحصول على قروض ومن ثم الاستيلاء على أموالهم.

وذكرت المعلومات الأولية  قيام أحد الأشخاص بالاستيلاء على العديد من بيانات بطاقات الدفع الإلكترونية، الخاصه بالعديد من عملاء البنوك واستخدامها في سداد العديد من  عمليات شرائية لبعض المنتجات من مواقع التسوق الإلكتروني المختلفة، وذلك عن طريق النصب علي المواطنين وقيامه بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بعملاء الشركة بزعم إدخال تلك البيانات على النظام الإلكتروني الخاص واستخدامه عقب ذلك تلك البيانات فى الاستيلاء على أرصدتها بالمخالفة للقانون.

وألقي القبض علي متهم بالنصب والاستيلاء على أموال المواطنين من خلال إيهامهم بكونه موظف خدمة عملاء بشركات مختلفة وفوزهم بجوائز مالية أو منح مقدمة من جهات حكومية أو تحديث بياناتهم البنكية بمختلف البنوك أو مساعدتهم فى الحصول على قروض ومن ثم الاستيلاء على أموالهم، وضبط بحوزته (2 هاتف محمول "بفحصهما تبين إحتوائهما على العديد من الرسائل المستخدمة  فى عمليات النصب والاحتيال على المواطنين) وبمواجهته إعترف بنشاطه الإجرامى على النحو المُشار إليه وإرتكابه عدد (9) وقائع أخرى بذات الأسلوب، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • 8 معلومات بشأن عصابة الاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكترونى
  • اختتام الورشة التدريبية للرسم للطالبات المدارس الصيفية بالأمانة
  • حبس 4 متهمين بالنصب الإلكتروني في المنيا بعد استهداف عملاء البنوك
  • واشنطن تعلن مغادرة أول دفعة مهاجرين طوعا.. بعد مكافأة الألف دولار
  • كيف استولى متهم على بيانات الدفع الإلكترونى الخاصة بالمواطنين؟
  • مصر.. سقوط عصابة "تحديث البيانات البنكية" في الصعيد
  • كيانات وهمية وفرص عمل مزيفة.. حبس عصابة النصب على المواطنين في الساحل
  • الداخلية تضبط عصابة النصب على عملاء البنوك في المنيا
  • ألكاراز يحطّم حلم سينر!
  • " احنا خدمة العملاء".. حبس عصابة النصب والاحتيال في القاهرة