اقام المركز الثقافي اليمني في القاهرة مساء امس ندوة ثقافيه حول " مدلول اسم اليمن في العصر الإسلامي " .

في الندوة التي رعتها سفارة الجمهورية اليمنية في مصر تحدث استاذ التاريخ الاسلامي وحضارته ،البروفيسور أحمد السري عن مدلول تسمية اليمن في الحضارات السابقه والعصر الاسلامي والذي استهل حديثة بان مدلول اسم اليمن جاء قبل العصر الإسلامي بفترة طويله نسبة إلى المكان أو الجغرافيا وكانت شائعة في كل اللغات ويتحدث المختصون في تاريخ اليمن القديم عن شواهد نقشية تظهر فيها النسبة إلى الأمكنة أو الكيان السياسي مثل فلان الصرواحي أو فلان المأربي وفلان السبأي .

وقال " في حين لم تظهر النسبة إلى اليمن بصيغة يمنت النقشية، لكن النسبة " يمني" في الآثار السبئية التي تم اكتشافها وهو المهم إلى أن اللفظ المستخدم في النسبة هو (اليمن) وأن لا علاقة لهذه المفردة بمفردة "يمنت" النقشية. وهذا معناه بداية ظهور تأثر الكتابات النقشية بلغة قريش وفي هذا دلالة مهمة وهي أن شيوع اسم اليمن الذي نستعمل اليوم قد وفد من الشمال بحكم قوة قريش وحضورها على المسرح التاريخي وانتشار لهجتها التي صارت منها العربية القرآنية".

واضاف السري "ان من المهم ايراد شاهدين من الفترة الجاهلية القريبة من العصر الإسلامي وهما يظهران الوعي بالانتساب إلى اليمن كمسمى سياسي وليس جغرافي ومدى أهمية الشواهد على قلتها تظهر بروز النسبة يمني وبدايات استعمالها من قبل أهل اليمن".

وبحسب البروفيسور السري، فإن أقدم شاهد على الوعي بالنسبة إلى اليمن الى جانب الهوية القبلية ما روي عن امرئ القيس الكندي الأمير الشاعر المشهور المتوفى ٥٤٠م. أي قبل ظهور الإسلام بسبعين عاما. ففي شعر له يذكر فيها دمون موطن قبيلة كندة في حضرموت. يقول " دَمون إنا معشر يمانون، وإننا لأهلنا محبون" وفي نص اخر حول الانتساب إلى اليمن من أهل اليمن نجده أيضا في شعر عبده يغوث المذحجي الذي قاد عام 57 قبل الهجرة، تحالفا قبليا كبيرا شاركت فيه كندة وحمير وهمدان ضد بني تميم. جرت المعركة في عالية نجد أي وسط الجزيرة العربية بالقرب من ديار بني تميم. خارج الإطار الجغرافي لمسمى اليمن وقد هزم التحالف القبلي اليمني في المعركة التي سميت يوم "الكلاب الثاني"، وأسر عبده يغوث المذحجي فقال في شعر يرثي نفسه قبل الموت. 

واختتم سري حديثه أن هناك الكثير من الشواهد التي تدل على أن اليمن اسم مسمى سياسيا وليس جغرافيا كما جائت في كتب التاريخ والجغرافيا والتراجم وانباء الرحالات امثال ابن بطوطه.

وفي الندوة التي قدمها نائب مدير المركز الثقافي نبيل سبيع وحضرها عدد من المهتمين وابناء الجالية اليمنية في مصر طرحت عدد من الاسئله للنقاش، أثراها البروفيسور أحمد السري بردوده العلمية .

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: إلى الیمن

إقرأ أيضاً:

رحلة رأس السنة الهجرية في العصور الإسلامية

دمشق-سانا

لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويم خاص بهم يميزون من خلاله الأعوام، كما حال الأمم من حولهم، ولكنهم ساروا على منهج تسمية كل سنة بأشهر حادث وقع فيها، فكانوا يقولون عام “سيل العرم”، وهي السنة التي تعرض فيها سد مأرب للانهيار، وعام “الفيل”، وهي السنة التي شن فيها أبرهة الحبشي هجومه على مكة المكرمة.

وبعد بزوغ فجر الإسلام صار تقويم السنوات مرتبطاً بحوادث مرتبطة بالدعوة، كما ذكر الجبرتي في كتابه “تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، فأصبحوا يطلقون على الأعوام أسماء مثل عام “الحزن” وعام “الخندق”، وسنة “الإذن بالرحيل” أو ما سيعرف لاحقاً “بالسنة الهجرية الأولى”، عندما أذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.

ورغم أن بعض المراجع ذكرت بأن التقويم الهجري بدأ في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أن مؤرخاً رصيناً يعد أبرز المؤرخين العرب في العصور الإسلامية، وهو الحافظ ابن الأثير يؤكد في مقدمة مؤلفه “الكامل في التاريخ” أن الصحيح المشهور أن عمر بن الخطاب هو أمر بوضع التاريخ.

مقالات مشابهة

  • «طرق دبي» تمنح حقوق تسمية محطة مترو إلى «دهانات ناشونال»
  • حسام الغمري يكشف تفاصيل الاجتماع السري بين الإخوان والمخابرات الأمريكية.. فيديو
  • رحلة رأس السنة الهجرية في العصور الإسلامية
  • من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة
  • ترامب: حان الوقت لإعادة تسمية منصب وزير الدفاع إلى وزير الحرب..فيديو
  • البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخوارزميات
  • المرور السري يضبط عدة مخالفات في القصيم.. فيديو
  • ويتكوف يعلق على تسريب التقييم الاستخباراتي السري لحالة المنشآت النووية بإيران
  • عضو الحزب الجمهوري: 70% من الأمريكيين يؤيدون موقف ترامب في منع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • نوارة أبو محمد تلتقي وفد جامعة كسلا برئاسة بروفيسور أماني عبد المعروف مديرة الجامعة