نقل الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر وتمنياته للحضور الكريم  في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتوفيق والسداد، والخروج بتوصيات جادة تعمل على توطين العمل البناء والاجتهاد المثمر في ظل ما تتعرض له أوطاننا من محاولات تستهدف قوتها وقيمها، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر الذي يحظى برعاية  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يأتي في إطار رعاية سيادته الدائمة للفكر الوسطي وتجديد أدواته.


وأعرب عن سعادته بهذا التوفيق الذي حالف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف في طرح قضية في غاية الأهمية، حيث يجمع المؤتمر في عنوانه بين واجبات مجتمعية وضوابط ضرورية، فأما الواجبات المجتمعية فهي تلك المستجدات المتسارعة، ومنها هذا الفضاء الإلكتروني الذي أصبح أداة فاعلة في أيدي الأمم لتعظيم الثروة وتمكين السلطة وتحقيق المجد وترسيخ الهوية، وأما عن الضوابط الضرورية فهي تحقيق المصلحة ودرء المفسدة، وهذه التحديات المفروضة علينا إما أن ندير لها ظهورنا، وإما أن نتلقاها بأكف العمل فنكون إيجابيين بحسن الاستثمار والتفاعل المثمر للحياة ونكون أهلًا للخيرية التي وصف الله بها الأمة.

وأضاف: ومع إقرارنا بأن الفضاء الإلكتروني يحمل من الإمكانيات ما يساعد المؤسسات والحكومات والمجتمعات على تحقيق أهدافها فإن من تمام الوعي أن ندرك ما يحمله هذا الفضاء من تحديات توجب علينا حماية فكرنا وثقافتنا وقيمنا من محاولات الاختطاف من قبل أفكار مغلوطة ومشروعات منحرفة تبث سمومها عبر هذا الفضاء الإلكتروني.

وتابع أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بقيادته الواعية قد وفق في اختيار موضوع المؤتمر لهذا العام، وهذا إنما يؤكد الوعي التام للمؤسسات الدينية بما يحمله الواقع من إمكانيات وما يمكن أن يمثله الفضاء التكنولوجي من تنوع، وإن الواقع ليؤكد أن الواقع يحمل العديد من التحولات العميقة  نتيجة النمو المتشعب والتي أدت بدورها إلى ظهور نشاطات مختلفة على المستوى العالمي، ومن أبرز هذه التحولات التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العصر الحالي عصر الثورة الرقمية والالكترونية، التي تمارس نشاطها عبر فضاء إلكتروني يجب أن نجعل له قواعد حازمة حتى نتمكن من استثماره، ولعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا إن التعامل مع لوحة مفاتيح الحاسوب بضغطة أزرار هو ضغط على مكانة مجتمعات وهوية أمم ومقدرات شعوب.

وأوضح، أن  هذا العطاء الحاضر من آثار التكنولوجيا الحديثة في أحد أوجهه نعمة من نعم الله على الخلق، وحق النعمة أن تشكر، وشكرها يكون باستعمالها استعمالًا صحيحًا ويوصل الإنسانية إلى سعادتها دنيا وآخرة، وإحدى آليات شكر هذه النعمة توظيفها في الخطاب الديني بما يؤكد أن التجديد ليس أمرًا مقبولاً فحسب بل هو حق من حقوق العقل المسلم وضرورة حياتية، ومن هنا فإن الداعية بحكم وظيفته والأمانة التي تحملها مطالب بأن ينوع أساليب دعوته وأن يتبنى من الأدوات ما يعينه على أداء رسالته، فالإسلام لم يجعل وسائل الدعوة محدودة ولا جامده بل جاء بالإطار العام للمنهج قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، فالمطلوب في الدعوة الحكمة ومن ضمنها استخدام الوسيلة المناسبة التي تؤدي إلي الغرض المطلوب.
وأشار إلى أن الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمه إذا أسيء استخدامه وما الإرهاب الالكتروني منا ببعيد، وهو نوع خطير يصعب تعقب منشئه ومروجه وخاصة حين يعمل على نشر الشائعات وتحريف المفاهيم وبث الأكاذيب والأباطيل والشبهات التي تشوه جمال الإسلام وتأخذ الشباب بعيدًا عن سعته إلى ضيق فهم وأحادية فكر وضلال رأي وما الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في أذهان الغرب عنا ببعيد، والجميع يعلم أن هذا الضلال المبين الذي ألصق بالإسلام زورا وبهتانًا هو نتيجة عملت عليها التكنولوجيا غير المنضبطة والأقلام المسمومة والألسنة الزائفة والعقول المستأجرة وقد جرأ هذا الفضاء غير المؤهلين من الناس أن يتصدروا على غير علم فيأخذوا الناس إما إلى التطرف وإما إلى الانحراف، وهذا الواقع المر يضعنا أمام أمانة عظيمة تحتاج إلى جهد كبير من المؤسسات الدينية كافة لوضع خطط عمل محكمة تخدم قضايا الإسلام.
واختتم  حديثه بعدد من الرسائل الأولى أن الشعوب الواعية هي التي لا تضع رأسها في الرمال خوفًا بل هي التي تقتحم المستقبل بمنهجية مدروسة، والثانية أن ما تتيحه الرقمنة من إمكانيات لهو فرصة حقيقية لإعادة النظر في كثير من الأنشطة وحسن استثمار الموارد واتخاذ القرارات الصائبة، والثالثة أن تحقيق نهضة الأمة لا يتحقق إلا بالسير في خطين متوازيين خط ينطلق من الهوية المستقرة إلى مكونات واضحة والثاني خط ينفتح على تطورات العصر يمكننا من الاستفادة به، الرابعة علينا أن نعمل على زيادة الوعي بما يواجهنا من تحديات لنعرف ما يراد بأمتنا وأوطاننا وأن نقوى ثقة الناس بمؤسساته.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الأعلى للشئون الإسلامية فضيلة الإمام الأكبر وزارة الأوقاف الفضاء الإلکترونی هذا الفضاء

إقرأ أيضاً:

هيئة تنظيم الاتصالات تطلق مبادرة مشتركة لبناء القدرات وتعزيز الوعي الرقمي

 أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات مبادرة مشتركة لبناء القدرات، بهدف تعزيز الثقافة الرقمية وتوعية الجمهور بالتقنيات الناشئة، وذلك بالتعاون مع مركز تنسيق شبكات "رايب إن سي سي" الأوروبية، وشركة "سيسكو" عبر أكاديمية قطر الرقمية التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشركة "هواوي".

وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الهيئة المستمرة لنشر المعرفة الرقمية من خلال عرض الندوات الإلكترونية التي تقدمها هذه المؤسسات التكنولوجية العالمية عبر الموقع الإلكتروني للهيئة.

وتهدف المبادرة إلى رفع مستوى الوعي بالتقنيات الرقمية الحديثة من خلال تقديم محتوى معرفي متخصص يشمل مجالات مثل إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، والإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت، وشبكات الجيل الخامس، وأمن توجيه البيانات، والذكاء الاصطناعي، وحوكمة الإنترنت، والبنية التحتية الرقمية.

ويقدم هذه الندوات الإلكترونية نخبة من الخبراء المتخصصين، وتستهدف مختلف فئات المجتمع من طلاب ومهنيين ومهتمين بالتكنولوجيا.

وقال السيد علي السويدي مدير إدارة الشؤون الفنية في هيئة تنظيم الاتصالات إن الشراكة مع مركز تنسيق شبكات "رايب إن سي سي" وشركة سيسكو عبر أكاديمية قطر الرقمية، وشركة هواوي تعكس التزام الهيئة بنشر المعرفة الرقمية وتمكين المجتمع من مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة، بما يعزز من الوعي الرقمي لدى الأفراد، ويمثل التعاون البناء مع هذه المؤسسات الرائدة نموذجا للتكامل بين القطاعين العام والخاص بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، ولا سيما محور التنمية البشرية.

وأضاف في تصريح صحفي اليوم أن تسهيل الوصول إلى المحتوى المعرفي يعتبر ركيزة أساسية لتعزيز الشمول الرقمي والمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على الابتكار والمعرفة.

ودعت هيئة تنظيم الاتصالات الجهات العاملة في قطاع التكنولوجيا إلى الإسهام في إثراء هذه السلسلة من خلال تقديم محتوى نوعي يخدم تطلعات المجتمع الرقمي في دولة قطر، ويعزز من مكانة الدولة كمركز إقليمي للمعرفة الرقمية.

مقالات مشابهة

  • ما تأثير التصعيد بين إسرائيل وإيران على الواقع العربي؟
  • فاشينيستا كويتية تروي تجربتها مع مونجارو: نزيف بالمعدة بسبب الاستهتار .. فيديو
  • تطبيق البريد الإلكتروني الذي يتفوق على Gmail بمراحل.. ننصحك بتجربته
  • ماذا تعرف عن شركة رافائيل التي أعلنت إيران تدميرها في إسرائيل؟
  • في عيد ميلاد «ترامب» الـ 79.. عرض عسكري أمريكي ضخم يتحول لمسرح للسخرية
  • هيئة تنظيم الاتصالات تطلق مبادرة مشتركة لبناء القدرات وتعزيز الوعي الرقمي
  • وكيل الأزهر يشكّل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب الثانوية علمي من امتحان الفيزياء
  • «إقامة دبي» تواصل حملتها لنشر الوعي وتعزيز تجربة المتعاملين
  • حزب الوعي: مصر دولة عظيمة لا تقبل فرض سياسة الأمر الواقع
  • الوعي: مصر تواصل دورها المحوري في الحفاظ على استقرار المنطقة