جريدة الوطن:
2025-05-09@23:32:52 GMT

أصداف : الحاكي

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

أصداف : الحاكي

من الوثائقيَّات التي استمتعتُ بها كثيرًا فيلم «الحاكي» الوثائقي، الذي وصلني من الصَّديق الأستاذ الدكتور حارث عبود، الإعلامي والباحث الذي عمل طويلًا في المجال الإذاعي. يبدأ الوثائقي بصوت البلبل الذي يذكِّر العراقيين بافتتاح إذاعة بغداد في ساعات الصباح الأولى من كُلِّ يوم، ويعلن الدكتور حارث عبود بصوته المتميز افتتاح الإذاعة من قلب بغداد، ثمَّ يظهر الصوت الشَّجي الذي يستمع إليه جمهور الحاكي الواسع، صوت فيروز في أبهى نغمات وأجمل الكلمات حتى أصبحت جزءًا من صباحات العراقيين على مدى عقود.


اختيار موفَّق لعنوان «الحاكي» الذي يعني الراديو، وطالما استخدم العرب مفردة مذياع، لكنَّ الحاكي يبدو أقرب إلى المعنى، الذي ينطوي عليه عالَم الإذاعة ويُعدُّ من المفردات المستحدثة في اللغة العربيَّة وفي لغات العالَم الأخرى، إذ كان هذا الاختراع أحد اختراعات القرن العشرين، وشهد تطوُّرًا ملحوظًا في النصف الثاني من القرن الماضي (القرن العشرين) حتى تحقَّقت قفزات هائلة مع دخول التقنيَّات الحديثة.
في مفتتح الوثائقي يقول الدكتور حارث عبود، إنَّ مُدُن العراق وناسَه يغوصون في أعماق التاريخ، وإنَّ مجالس المثقَّفين تتواصل في انعقادات لا تنتهي. يقول الدكتور عبود (حياة العراقيين منذ الأزل على ضفاف أنهارهم)، وفي عشرينيَّات القرن العشرين بدأت الصحف العراقيَّة تروِّج وتتحدَّث عن صندوق أسود اسمه (الراديو)، وأنَّ مَن يتنعَّم بامتلاك هذا الصندوق سيستمع للأخبار التي تحدُث في العالَم ويستمع إلى الموسيقى والغناء وغير ذلك الكثير.
يشير إلى معلومة تاريخيَّة بذِكْره أنَّ أجهزة (الراديو) في تلك الفترة لَمْ تكُنْ بمتناول العراقيِّين، لكنَّها تنتشر في معسكرات الانتداب البريطاني في العراق. وأوَّل نشاط للراديو في العراق كان في بعض المقاهي البغداديَّة، حيث ظهر (الراديو) اللاسلكي في صيغته البدائيَّة. وكان مقهى الباروديَّة في منطقة الفضل برصافة بغداد، أوَّل مَن أنشأ راديو، حيث يتمُّ افتتاح البثِّ بآياتٍ من القرآن الكريم ويؤرَّخ لذلك في العام 1933.
في حين كانت أوَّل تجربة رسميَّة للبثِّ الإذاعي في العام 1932. وبثَّت الإذاعة في بدايتها خِطابًا للملك فيصل الأوَّل ومحاضرات للراحل نجيب الريحاني وقصيدة للشاعر جميل صدقي الزهاوي وبعض الأغاني العراقيَّة والعربيَّة.
بدأت محاولات تأسيس الإذاعة في ظروف غاية في الصعوبة في ذلك الوقت، وكانت تبثُّ لساعتيْنِ ثمَّ تتوقف، واقتصرت على بعض مناطق بغداد وليس كُلَّها.
بعد إذاعة الزهور الخاصَّة بالملك الشَّاب غازي انطلقت إذاعة بغداد في الأوَّل من يوليو ـ تموز 1936.
ويطوف بنا هذا الوثائقي الأخَّاذ في عوالم بثِّ «الحاكي»، الذي يزخر بالمعلومات ويتوقف في أهمِّ محطَّات البثِّ الإذاعي في العراق.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي:أكثر من (20) مليار دولار قيمة الاستثمارات الروسية النفطية في العراق

آخر تحديث: 8 ماي 2025 - 1:09 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف السفير الروسي البروس كوتراشيف لدى بغداد، الخميس، عن استثمارات نفطية وغازية في العراق بقيمة 20 مليار دولار، بعد أن كان 19 مليار العام الماضي.وقال  كوتراشيف، في حديث صحفي، إن ثلاث شركات روسية تعمل حالياً في مجال استخراج النفط في العراق بموجب اتفاقات مع الحكومة العراقية، فيما تستعد شركة رابعة لبدء نشاطها في استثمار الغاز.وأوضح كوتراشيف، أن قيمة الاستثمارات الروسية في قطاعي النفط والغاز في العراق بلغت نحو 20 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات تعكس مستوى التعاون المتنامي بين البلدين في المجالين الاقتصادي والطاقة.وفي وقت سابق، أكد السفير الروسي في بغداد، ألبروس كوتراشيف، خلال مؤتمر صحفي عُقد بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار روسيا على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، أن العراق تمكن من هزيمة “شر لا يقل عن الفاشية والنازية”، في إشارة إلى الإرهاب الدولي.وأعرب كوتراشيف عن فخره بالاحتفال بهذه المناسبة في بغداد، مشيداً بتضحيات الشعب العراقي، ومؤكداً على وقوف بلاده إلى جانب العراق في معركته ضد الإرهاب.يُذكر أن التعاون بين العراق وروسيا يشهد نمواً متزايداً، لاسيما في مجالي الطاقة واللوجستيات، بحسب تقرير لمركز بريماكوف للتعاون السياسي الخارجي في موسكو.وأشار تقرير للمركز صدر في نيسان من العام الماضي، إلى أنّ شركات النفط والغاز الروسية، مثل “لوك أويل”، و”غازبروم”، و”روسنفت”، تستثمر أكثر من 19 مليار دولار في العراق، مع تركّز معظم المشاريع في قطاع الطاقة.كما يعمل الجانبان على تحقيق تناغم بين مشروع “طريق التنمية” العراقي وممر “الشمال-الجنوب” الروسي لتعزيز حركة التجارة بين آسيا وأوروبا، رغم تحديات أمنية وسياسية داخل العراق.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد استقبل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في موسكو والذي شارك أيضاً في فعاليات “الأسبوع الروسي للطاقة”.وخلال الجلسة العامة للمنتدى، أكد السوداني أّن الجانبين يناقشان تحقيق تناغم للممرين البريين “الشمال – الجنوب” الروسي و”طريق التنمية” العراقي اللذين قد يشكلان بديلاً لقناة السويس لنقل بضائع من الهند ومنطقة الخليج إلى أوروبا.

مقالات مشابهة

  • أرنولد يصل إلى بغداد لقيادة منتخب العراق
  • انتخابات العراق تحت وطأة الإنفاق المنفلت
  • رسالة عراقية خاصة معنونة الى الأمين العام للأمم المتحدة والى امين عام جامعة الدول العربية من اللواء الدكتور جمال الحلبوسي مدير صنف المساحة العسكرية الأسبق
  • خور عبدالله.. تقسيم اجباري لصالح الكويت
  • العراق وتركيا يوقعان 10 مذكرات تفاهم في عدد من المجالات
  • الحكومة التركية تعين ممثلا عنها في العراق
  • السفير الروسي:أكثر من (20) مليار دولار قيمة الاستثمارات الروسية النفطية في العراق
  • السوداني: الوقت حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة
  • السفير الروسي في بغداد: العراق هزم شراً لا يقل عن الفاشية والنازية
  • الأعرجي وآل صادق :العراق وإيران جسدان في روح واحدة