الخضيري يكشف مخاطر التعرض للأدخنة والاحتراقات
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أميرة خالد
كشف الأستاذ الدكتور فهد الخضيري أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات عن مخاطر التعرض لأدخنة والاحتراقات.
وقال الخضيري “التعرض لأدخنة والتلوّث بالأدخنة والاحتراق يعتبر أحد المسرطنات الرئيسية بعد التلوّث الإشعاعي، ويدخل ضمن التلوث بالأدخنة المسرطنة”.
وأضاف الخضيري “التدخين بكل أنواعه وأشكاله، التعرض لدخان المصانع والسيارات ذات الاحتراق الكربوني العالي، ويدخل ضمن ذلك البخور وأدخنة الحطب والخشب سواء التعطير او للطبخ، كلها مسببات السرطان”.
وتابع الخضيري “بأن تلك المعلومات تعود إلى ٦٤ دراسة علمية متخصصة نشرت دراستها من معابد هندية هندوسية وصينية بوذية كانوا يشعلون البخور في تلك المعابد وحدثت إصابات سرطانية بين العاملين الساكنين بتلك المعابد أكثر من غيرهم”.
واستكمل بأنه تم اتخاذ عينات من دخان تلك المعابد والمصانع في تجارب علمية حية طويلة المدى لعشر سنوات أو اكثر) وتم نشرها في اكثر من بحث، review articles.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
مخاطر استدعاء شبه القارة الهندية للصراع في الشرق الأوسط
بدأ انهيار النظام العربي منذ انسحاب مصر من ممارسة دورها القيادي في العالم العربي عبر الصلح المنفرد مع إسرائيل، واتباع سياسة انسحاب وانكفاء إلى الداخل.
بعدها عجزت القوى العربية الطامحة لأن تقوم مقام القاهرة عن ملء فراغ هذا الدور.
حتى الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لتكريس مواردها لملء كامل الفراغ، ولا لضبط كامل التفاعلات في النظام الإقليمي المتداعي.
تعملق الدور الإسرائيلي، وتوحش حتى صار يتعامل مع العرب كقوة عظمى إقليمية خاصة بعد اتفاقات إبراهام، لكنه أيضا لم يكن كافيًا.
استدعى الفراغ العربي أيضا تمددًا في نفوذ القوى الإقليمية في المنطقة مثل إيران وتركيا.
لكن الجديد هو استدعاء الفراغ السياسي، والحاجة إلى الدور لقوى إقليمية على تخوم العالم العربي لتلعب أدوارًا جيوسياسية غير مسبوقة سيكون لها آثار بعيدة المدى على التوازنات في المنطقة وعلى الصراع العربي الإسرائيلي.
الحديث هنا عن الاستدعاء المتزايد لدولتي شبه القارة الهندية الكبيرتين الهند وباكستان من قبل أطراف دولية وإقليمية وعربية للعب أدوار سياسية وعسكرية حساسة متقاطعة ومتنافسة بعد أن كان حضورها في السابق حضورًا تجاريًا وثقافيًا عبر انتقال منتظم للبشر والعمالة ورؤوس الأموال.
ولأن الفراغ السياسي يقترب عمره من نصف قرن فإن الاستدعاء تم تدريجيا وتزايد بقوة في العقد الأخير، لكنه شهد طفرة كبرى منذ سبتمبر ٢٠٢٣.
بالإضافة إلى الضعف والانقسام العربي ساعد على هذا الاستدعاء جملة متغيرات كبرى: ـ تغير غير مكتمل، ولكنه شديد الأهمية في نمط التحالفات الدولية لكل من نيودلهي وإسلام آباد. لابد من القول: إن انتهاء حكم حزب المؤتمر العلماني التقدمي الذي قاد الهند معظم عقود ما بعد الاستقلال، وتولى حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المحافظ وزعيمه ناريندرا مودي قيادة البلاد كان انقلابًا استراتيجيا ليس فقط في السياسة الداخلية، ولكن أيضا في السياسة الخارجية.
تحت حكم مودي انتقلت الهند من معسكر عدم الانحياز والعداء للغرب والتحالف مع موسكو إلى دولة صديقة للغرب وواشنطن وطرفا في تحالفات غربية جيوسياسية في المحيطين الهندي والهادي موجهة للحد من صعود النفوذ العالمي للصين. رغم أن حاجة الهند الصاعدة صاروخيًا في الاقتصاد على النفط الروسي الرخيص واستمرار اعتماد جيشها في ثلثي تسليحه على الأسلحة الروسية واستياء الهند من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرا استطاعت أن تبقى على علاقات تاريخية مع موسكو كما تدل زيارة بوتين الأخيرة لنيودلهي، إلا أن انحيازات السياسة الخارجية الهندية أيديولوجيا أصبحت بلا شك في المعسكر الغربي.
قابل ذلك تغير معاكس في السياسة الخارجية الباكستانية عند إسلام آباد التي كانت جيشًا وسياسة أكبر حلفاء الغرب وواشنطن لدرجة أن خسارتها في حرب ١٩٧١ مع الهند اعتبرت من قبل هنري كيسنجر هزيمة لأمريكا.
نقلت باكستان قسمًا كبيرًا من ولائها السياسي إلي الصين جارها العملاق ومنافس واشنطن العالمي لدرجة أن إعلانها إسقاط طائرات هندية في اشتباك قصير جرى في أبريل من هذا العام اعتبر انتصارًا للتكنولوجيا العسكرية الصينية على التكنولوجيا العسكرية الغربية!
وبينما أصبحت باكستان بلدًا محوريًا في مشروع بكين الجيوسياسي والتجاري لإنهاء نظام القطب الواحد العالمي، ومشاركة واشنطن في صنع القرار الدولي المعروف بمشروع الحزام والطريق الصيني؛ تحرك الأمريكيون والأوروبيون بمشروع مضاد في ٢٠٢١ أسموه «الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالميين» (PGII).
في سبتمبر ٢٠٢٣ حدث ما يمكن وصفه بالالتقاء بين انتقال الهند إلى علاقات تحالف مع الغرب دوليا، وانتقالها الحاسم للتحالف مع إسرائيل إقليميا في عهد مودي. تاريخيا عندما كانت الهند عالميا مع الكتلة الاشتراكية أيام نهرو وأنديرا غاندي كانت إقليميا مع القضية الفلسطينية وضد الاحتلال الإسرائيلي.
الهند التي رفضت أن يتوقف الرئيس الإسرائيلي «زلمان شازار» في الستينيات حتى لكي تتزود طائرته بالوقود صارت تستقبل نتنياهو بالسجاد الأحمر، وتعتبره حليفا استراتيجيا في التكنولوجيا العسكرية والمدنية وشريكا أساسيا في مقاومة الإرهاب!
وفي هذا كانت الهند ضمن عدد قليل في دول العالم التي انحازت لإسرائيل على طول الخط في حدث طوفان الأقصى رغم حرب الإبادة الجماعية.
ففي قمة العشرين في سبتمبر ٢٠٢٣ في الهند حولت واشنطن مشروع PGII إلى مشروع خط بهارات الذي يربط الخليج بالهند عن طريق إسرائيل أي توسيع التطبيع الإبراهيمي، وإسقاط القضية الفلسطينية للأبد. وحتى لا يساور أحد الشك في خطورة هذا التحول على الصراع العربي الإسرائيلي لا بد من التذكير بأن هذا المشروع كان أحد الأسباب المباشرة في التعجيل بهجوم السابع من أكتوبر من قبل قيادة حماس السياسية والعسكرية في قطاع غزة.
هذا التورط أو التوريط لجنوب آسيا في صراع عربي إسرائيلي شمل دولة إقليمية بحجم إيران أيضا مشتعل بدا مخيفا.
باكستان المؤيدة للفلسطينيين لأسباب دينية والشريك الأقرب لمشروع الحزام الصيني وتعول عليه لدعم اقتصادها المثقل باتت في مواجهة الهند المؤيدة لإسرائيل والتي تعتبر الشريك الأقرب والأكثر استفادة من مشروع ممر بهارات.
حتى لا يساور الشك أحد هنا في خطورة هذا التورط يكفي التذكير بما أعلنه نتنياهو بعد أيام قليلة من الإعلان عن ممر بهارات من على منبر الأمم المتحدة في ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣ أن هذا المشروع سيغير وجه الشرق الأوسط، وأن دولة إسرائيل تمتد من النهر إلى البحر.
في ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥ حدث التطور الثالث ألا وهو توقيع السعودية اتفاقية دفاع استراتيجية مع باكستان تلتزم فيه الدولتان بمعاملة أي عدوان على إحداهما باعتباره عدوانًا علي كليهما. وقال مسؤولون باكستانيون: إن ذلك يشمل توفير مظلة القدرات النووية العسكرية الباكستانية.
هذه النقلة النوعية في نمط التعاون العسكري لباكستان مع الخليج وللهند مع إسرائيل قد يقود لاحتمالات تحميل المنطقة المثقلة بالحروب والصراعات بحروب وصراعات جنوب آسيا وشبه القارة الهندية المتقطعة والمستمرة، وتحميلها مواريث النزاع الصيني الهندي التاريخي على الحدود المشتركة، والأخطر جعلها بؤرة عالمية ساخنة من بؤر الصراع المتقدم بين الولايات المتحدة والصين؛ خاصة أن هذا الصراع على النفوذ السياسي وعلى مشروعات كبرى لطرق التجارة والمواصلات وإمدادات الطاقة يمر كله عبر العالم العربي بموقعه وثرواته النفطية وإشرافه على البحار وممرات الملاحة.
إن استدعاءً استقطابيًا من هذا النوع لقوتين نوويتين متعاديتين بأيديولوجيات خصومة مريرة، ونزاعات على الحدود، وحروب غير حاسمة، وتاريخ مليء بالشحن الشعبي وانقلاب غير مستقر في نمط تحالفات دولية متصارعة، وعواطف مختلفة تجاه المنطقة سواء لأسباب دينية أو مصالح متعارضة، وحضور تنافسي على تحويلات عمالة كمصدر من مصادر الدخل الوطني، ومجال للتنافس على النفوذ الإقليمي لكليهما يتيحها لهم الخليج القريب وقليل السكان؛ هو خطر كبير لابد للدول العربية من التقدم بحكمة وحزم للتعامل الحصيف معه.
حسين عبد الغني كاتب وصحفي مصري