بوابة الوفد:
2025-07-03@23:21:54 GMT

وعى النبوة

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

فى يوم مولده نذكر أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وهب الحريّة للإنسانيّة، وحطّمَ الأصنام والكهانة، واستقل بكرامة الإنسان عن سطوات الأغيار، وعن عبادة الأصنام، وعن أغلال قيودها المستبدة، ومضى يُبصِّره بكشف حقيقته الإنسانية كشفاً من جديد فى ضوء البذرة الإلهية فيه، وفتح ضميره مستقلاً عن التّعلُّق بغير الله والعمل من أجله، واستغلال الطاقة الإنسانية والعمر البشرى فى تحصيل ما بقىَ من كرامة الفرد فى رحاب الله.

فمن خطبه، صلوات الله وسلامه عليه، وهو معلّم البشرية .. أيها الناس (إنَّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإنَّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم؛ فإنّ العبد بين مخافتين: أجل قد مضى لا يدرى ما الله فاعل فيه، وأجل باق لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه ﻵخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فو الذى نفسُ محمد بيده: ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلّا الجنّة أو النار. 

لابدّ من ملاحظة سريان الوعى العالى فى أدب الخطاب النبوى، وهو خطاب يحمل وضوح الحقيقة وجلاءها من جهة، كما يحمل فى الوقت نفسه خفاءَها وسريتها. ولا بدّ من ملاحظة أنه من الأخطاء التى تتردد دائماً خطأ اعتبار أن كل خفاء وسريّة هما خارج نطاق الوعى، وبالتالى فلا يمكن للوعى أن يمثله أو يُعبر عنه أو يعكسه فى الحقيقة واقعاً مشهوداً للأبصار. هذه فكرة غير صحيحة بالمرة؛ لأنها وإنْ انطبقت على الوعى العادى المحدود، فلا يمكن بحال أن تنطبق على الوعى العالى غير المتناهى وغير المحدود، وهو هنا وعى النبوة ووعى الولاية.

الوعى العالى شأنه أرفع وأسمى فى ملكة الإدراك: دائماً ما يُمْسِك بالنهايات ولا يتناهى فى ذاته؛ ولكونه لا يتوقف عند المنتهى، فهو لا يتناهى بالتفكير المشروط؛ لأنه غير محدود بحدوده على الإطلاق؛ إذْ إنه وعى يدرك ما لا يدركه الوعى العادى المحدود.

وعى النبوة يحيطك بعالم الحقيقة فى كلمات قِصَار نافذة، فهو يهدف مباشرة إلى تقدير العمر البشرى واغتنام اللحظة الفاعلة فيه، المؤسسة عليه. ولا يمكن تقدير العمر البشرى بغير الانتباه إلى هذه المعالم المحددة ووضعها فى الاعتبار : وأن هذا العمر محدود، له نهاية لا بدّ من الانتهاء إليها. ومخافة العبد حين يضع فى الاعتبار تقدير العمر الإنسانى لا تتعدّى إمّا الأجل الذى مضى منه ليس يدرى ما الله فاعل فيه، وإمّا الأجل الباقى الذى لا يدرى ما الله قاض فيه.

وعلى العبد إذن بين هاتين المخافتين أن يقدّر عمره، وأن يحسب للحظاته ألف حساب وحساب، وأن يعرف عدد أنفاسه فيه؛ ليغتنمها فيما بقى ويتدارك منها بالتوبة والاستغفار ما مضى.

الوعى النبوى يختصر الزمن كله فى عبارة موجزة معجزة، دالة، ثاقبة الرؤية، ومحددة الاتجاه كما البوصلة المرشدة إلى صحيح الطريق. وعن هذا الوعى العالى يأتى أدب الخطاب النبوى كما تجىء الرسالة: قيمة ودلالة.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

خبراء روس يقترحون طريقة لتقدير عمر الرفات في علم الآثار والطب الشرعي

الجديد برس| اقترح خبراء متحف بطرس الأكبر للأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا (كونستكاميرا) التابع لأكاديمية العلوم الروسية طريقة لتقييم أدق لأعمار المتوفين استنادا إلى خطوط التحام الجمجمة. ووفقا للمكتب الإعلامي لمؤسسة العلوم الروسية، يمكن استخدام الطريقة المقترحة في علم الآثار والطب الشرعي. وكما هو معروف عظام الجمجمة البشرية متصلة ببعضها البعض بشكل ثابت، وتمتلئ أماكن تلامسها – خيوط الجمجمة – بالنسيج الضام. ومع التقدم في السن، تتحجر هذه العظام (وخاصة خيوط قبو الجمجمة) – وتسمى هذه العملية الاندماج. ولكن سرعة هذه العملية ليست متساوية حتى بين الأشخاص من نفس العمر، لذلك، قد يؤدي استخدام هذه الخاصية الهيكلية لتحديد العمر إلى نتائج غير صحيحة، ما قد يؤدي ليس فقط إلى استنتاجات أثرية خاطئة، بل يعقد أيضا عمل علماء الأنثروبولوجيا الشرعية. ويقترح عالم من متحف بطرس الأكبر للأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا (كونستكاميرا) خوارزمية محسنة لتحديد عمر الرفات باستخدام إحدى الطرق الأنثروبولوجية الكلاسيكية كمثال. وقد أدرجت مؤشرات الجماجم المأخوذة من البيانات الأدبية والأرشيفية في أساس الطريقة الجديدة. وباستخدام الخوارزمية الجديدة يحدد العمر الأكثر احتمالا للشخص صاحب الجمجمة، ليس من قبل عالم أنثروبولوجيا متخصص، بل باستخدام أساليب إحصائية لتحليل البيانات. سيؤدي هذا إلى استبعاد ذاتية تقييم العلماء لمؤشر أنثروبولوجي مهم، وسيساعد على جعل طريقة تقييم العمر عن طريق خياطة الجمجمة أكثر شمولية. ويقول إيفان شيربوكوف كبير الباحثين في المتحف: “إن استخدام التقييم الأولي من قبل متخصص ومجموعات مرجعية متعددة يساعدنا على تجنب التشوهات التي قد تنشأ عند العمل بالطرق الكلاسيكية. وهذا مهم بشكل خاص في علم الآثار، حيث نتعامل غالبا مع مواد مجزأة. وحاليا نقوم  باختبار طرق بديلة، ونخطط لإنشاء تطبيق ويب، حيث سيتمكن مستخدموه من اختيار الطريقة الأمثل بشكل مستقل والحصول على تقديرات عمرية للبقايا قيد الدراسة، بناء على توافر سمات محددة للدراسة”.

مقالات مشابهة

  • لماذا تُعدّ اليابان موطنًا لأعلى نسبة من المعمّرين في العالم؟
  • الغارديان: إسرائيل استخدمت قنبلة زِنتها 500 رطل في قصف مقهى بغزة
  • مقتل مغربية في انفجار حانة جنوب إسبانيا
  • جنايات الإسكندرية تنظر أولى جلسات قضية هتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • قيادى بحزب الوعى فى بورسعيد: سارفع قضية تعويض تضامنا مع سيدة التاكسي
  • كيف وُلد التقويم الهجري وانضبط الزمان بنور النبوة؟.. علي جمعة يوضح
  • هشام العبد اللطيف: الشفاء من سرطان العظام يتجاوز 70٪ مع الكشف المبكر .. فيديو
  • احذر هذه العادات.. أخطاء يومية تُزيد دهون البطن مع التقدم في العمر
  • خبراء روس يقترحون طريقة لتقدير عمر الرفات في علم الآثار والطب الشرعي
  • استشاري: الكشف المبكر عن سرطان العظام يرفع نسب الشفاء إلى 70%