أوضح سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة، الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، في مقال له نشرته صحيفة واشنطن تايمز، أن التقارير التي تتحدث عن انتهاء الوجود الأميركي في الشرق الأوسط مبالغ فيها إلى حد كبير.

أضاف في مقاله، أن من وجهة نظر البحرين، فإن اختيار البحرية الأمريكية لجعل المنامة موطنًا للأسطول الخامس لتحقيق مهمتها في حماية أهم نقطة في الممرات البحرية، أكد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على توفير القدرة والموثوقية اللازمة لإدارة التحديات العالمية المشتركة مثل التهديدات الأمنية الواضحة بالإضافة إلى تغير المناخ، والأوبئة وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتقدم التكنولوجي المتسارع.

لجميع هذه الأسباب، اعتقدت البحرين منذ فترة طويلة أن إقامة علاقة ثنائية أقوى وأكثر إحكاما وأوثق في مصلحة البلدين. وبعيداً عن اعتناق وهم "التعددية القطبية"، فقد أدركنا أن أفضل وسيلة لترسيخ المنطقة في مواجهة الاضطرابات العالمية المتنامية تتلخص في تعزيز وتعميق شبكة العلاقات بيننا، وليس استبدالها.

لهذا السبب وقع صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة على اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA) مع الوزير أنتوني بلينكن. وكما ذكر الوزير بلينكن، فإن هذه الاتفاقية الجديدة "توسّع تعاوننا الأمني والدفاعي، وتعزز علاقتنا الاقتصادية، وتعزز التعاون العلمي والتقني بين بلدينا". 

هذه ليست مجرد اتفاقية دفاعية. وهي تدرك أن الأمن الفعال والدائم لا يعتمد على الأسلحة فحسب، بل يعتمد أيضا على النمو الاقتصادي والفرص. ولهذا السبب، يشكل الاستثمار والتعاون العلمي والتقني مكونات أساسية لاتفاق شامل. فهي لا غنى عنها لاستقرارنا وازدهارنا المتبادل على المدى الطويل. وهذا ما أشار إليه ولي العهد عندما قال: “إن هذا الاتفاق، من خلال التركيز ليس فقط على الأمن والدفاع، وهو أمر ضروري، ولكن أيضًا على الاقتصاد، وعلى الناس، وعلى التكنولوجيا، سيكون الأساس لدولة جديدة، وبنية عالمية جديدة". 

يرسل هذا الاتفاق رسالة واضحة لا لبس فيها إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء: مصالح الولايات المتحدة والمنطقة مرتبطة بشكل لا ينفصم. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحرين الولايات المتحدة الشرق الاوسط

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على صفيح ساخن| واشنطن تحذر من الحرب.. وخامنئي يتوعد بعواقب وخيمة

في خضمّ تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، تبرز الولايات المتحدة كلاعب رئيسي يتوخّى الحذر في خطواته العسكرية، رافضًا الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. تصريحات رسمية صدرت عن البيت الأبيض والبنتاغون تؤكد أن واشنطن لا تسعى للحرب، فيما ترد طهران بلغة تهديدية تعكس إصرارًا على الرد على أي تدخل عسكري. المشهد معقّد، والسيناريوهات مفتوحة، ولكن الجميع متفقون على خطورة التصعيد وأبعاده الإقليمية والدولية.

موقف أمريكي ثابت.. لا نية للهجوم

في تصريح رسمي، أعلن مساعد في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة إيران، وأن القوات الأمريكية في المنطقة لا تزال في وضع دفاعي دون تغيير. المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أكد أن البوصلة العسكرية الأمريكية تتركز على حماية الجنود والمصالح الأمريكية، وليس على خوض مواجهات هجومية جديدة في الشرق الأوسط.

ودعمت واشنطن هذا الموقف بنشر وسائل دفاعية إضافية، من بينها طائرات تزود بالوقود جويًا، وحاملة الطائرات USS Nimitz، وذلك لتعزيز الردع في مواجهة أي تهديدات قد تتطور على الأرض.

خامنئي: تهديدات أمريكا "سخيفة" والتدخل العسكري سيدمّرهم

في المقابل، وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي خطابًا ناريًا حمل في طياته رسالة تحذيرية إلى واشنطن. اعتبر أن أي تدخل عسكري أمريكي "سيقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها". خامنئي حيّا الشعب الإيراني على "ثباته وحكمته" في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني"، مؤكدًا أن الإيرانيين لن يقبلوا بأي فرض أو إملاءات من الخارج، سواء في الحرب أو في السلام.

وشنّ خامنئي هجومًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، واصفًا إياها بـ"التهديد السخيف"، مؤكدًا أن من يعرفون تاريخ إيران لا يخاطبونها بلغة القوة، لأن الشعب الإيراني لا يُخضعه التهديد.

انقسام داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي

من جانبه، كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي عُقد بالأمس لم يخرج بأي قرار حاسم، مشيرًا إلى وجود انقسام داخل المجلس بين فريقين؛ الأول يدفع باتجاه تدخل عسكري ويتزعمه الرئيس دونالد ترامب، وفريق آخر يرفض هذا الخيار إدراكًا منه لتبعاته الخطيرة.

وأكد فرج أن أي تدخل أمريكي مباشر قد يقود إلى ضربات إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى استهداف المنشآت البترولية ومضيق هرمز، وهو ما يشكل تهديدًا بالغًا لأمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي.

استبعاد الخيار النووي

وفيما يخص الحديث عن احتمالية استخدام الأسلحة النووية، استبعد اللواء سمير فرج بشكل قاطع هذا السيناريو، مؤكدًا أن الضربة النووية "مستحيلة ولن تحدث على الإطلاق". ولفت إلى أن إسرائيل، رغم تصعيدها الأخير، لا تملك الجرأة على تنفيذ هجوم نووي على إيران، لا سيما في ظل امتلاك إيران منشآت عسكرية محصنة تحت الجبال لا يمكن استهدافها بسهولة حتى بأقوى القنابل.

سيناريوهات الرد الإيراني

وحذر فرج من أن أي هجوم عسكري أمريكي على إيران سيقابل بإجراءات انتقامية من طهران، تشمل إغلاق مضيق هرمز وشن هجمات على القواعد الأمريكية والمنشآت البترولية في الخليج العربي، مما قد يفضي إلى أزمة إقليمية شاملة تؤثر على الملاحة العالمية وإمدادات النفط.

في ظل التصعيد المتواصل، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تجنب الانزلاق إلى حرب مباشرة مع إيران، رغم الضغوط الداخلية والتحديات الأمنية المتزايدة. وبينما يستبعد الخبراء استخدام السلاح النووي، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات من أن أي خطوة خاطئة قد تفجر صراعًا واسع النطاق تتجاوز تداعياته الحدود الإقليمية.

طباعة شارك واشنطن البيت الأبيض الولايات المتحدة طهران إسرائيل

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط على شفا الانفجار.. واشنطن تضرب في العمق وإيران ترد بالصواريخ
  • واشنطن بوست: ترامب يرهن مستقبله السياسي بالحرب.. ضربة إيران قرار مصيري قد يُغير قواعد اللعبة
  • رئيس وزراء بريطانيا: استقرار الشرق الأوسط «أولوية» وعلى إيران العودة لـ «المفاوضات»
  • استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب
  • عراقجي عن واشنطن: كيف يمكننا الوثوق بهم بعد الآن.. ما فعلوه “خيانة للدبلوماسية”
  • تحسبا لرد إيراني.. الولايات المتحدة تعيد تمركز طائراتها بالشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط على صفيح ساخن| واشنطن تحذر من الحرب.. وخامنئي يتوعد بعواقب وخيمة
  • قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط
  • لبحث تطورات الشرق الأوسط.. قائد الجيش الباكستاني يلتقي ترامب في واشنطن
  • خبير عسكري: التدخل الأمريكي في الحرب قد يُحول الشرق الأوسط إلى أوكرانيا جديدة