«قمة العلا» تناقش تحديات الحفاظ على الآثار
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
البلاد – العلا
أُختتمت فعاليات “قمة العُلا العالمية للآثار ” بالإعلان عن إطلاق جائزة تحت اسم “جائزة قمة العُلا العالمية للآثار للتميز الأثري”، التي تهدف إلى الإسهام في التحفيز نحو تطوير علم الآثار، والابتكار في المجالات الأثرية والتراث الثقافي.
وشهدت القمة التي نظمتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا لمدة ثلاثة أيام في قاعة “مرايا” بمحافظة العلا، بمشاركة 300 شخصية علمية من 39 بلداً يمثلون جميع قارات العالم، نقاشات موسعة ضمن 11 جلسة حوارية، حول واقع الآثار في العالم، وسبل تطوير التقنيات الخاصة بالحفاظ عليها، ودعم الاكتشافات الأثرية الجديدة، والاحتفاء بخبراء وعلماء الآثار الشباب ودعمهم.
وتهدف القمة إلى أن تصبح منصة عالمية أولى في قطاع التراث الثقافي وعلوم الآثار، تجسيدًا لما تزخر به محافظة العلا من ثراء ثقافي وإرث إنساني وأصول ثقافية صاغتها حضارات متعاقبة منذ أكثر من 200 ألف عام، وكانت مقصدًا لرحلات الرحالة والمستكشفين، ولا تزال حتى اليوم أحد أهم مواقع الاستكشافات التاريخية نظير ما تختزنه من آثار.
وعرض عدد من المختصين خلال القمة تجاربهم في المسح الأثري وتوثيق المواقع، مشيرين إلى أن استخدام التقنيات المتقدمة أسهم بشكل كبير في تقليص التكاليف الخاصة بالحفاظ على الآثار ومراقبتها بشكل كامل و على مدار الساعة، داعين إلى عقد شراكات مع الجهات المعنية في تطوير التقنيات المتطورة المتعلقة بالآثار.
وحفلت الجلسات الصباحية بطروحات علمية قدمها عدد من الخبراء العاملين في المتاحف العالمية عن آليات تطوير علاقة المجتمعات المحلية مع العناصر الأثرية والتاريخية المعروضة في المتاحف واستحداث منهجيات جديدة في إدارة المتاحف وتعزيز علاقتها بالمجتمع المحيط بها من خلال تطوير القوانين الخاصة بها والاستفادة من الخبرات المحلية في بناء المحتوى وتوفير المقتنيات المعروضة.
وشهدت الجلسات نقاش بين الخبراء والمهتمين بالتراث والآثار حول التحديات التي تواجه هذا القطاع ، ومنها الطلب المتزايد على الانشطة السياحية المرتبطة بالآثار والتنظيمات الجديدة التي تتباها الدول لتطوير هذه الصناعة.
وأكد المتحدثون أهمية تطوير المناهج التعليمية التي تحتوي مفردات عن علم الآثار وخاصة للناشئين والأطفال، وجلب دعم مالي ولوجستي أكبر لدعم مشروعات التنقيب عن الآثار والحفاظ على المواقع القائمة.
وأشار المدير التنفيذي لهيئة التراث بالمملكة الدكتور جاسر الحربش أثناء مشاركته في إحدى جلسات اليوم, إلى أن المملكة تجاوزت الكثير من التحديات في مجال البحث العلمي في مجال التراث والاكتشاف من خلال التعاون مع أشهر المؤسسات الثقافية والتعليمية والمعاهد المتخصصة في مجال الآثار والتراث من جميع دول العالم ، ممّا أدى إلى ظهور خبراء وباحثين من المملكة على مستوى عال يقومون بدور كبير في البحث والكشف عن الآثار.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تعرف على شبكة تنوع.. مبادرة قطرية لتعزيز التعاون العالمي في علم الجينوم والصحة الدقيقة
شبكة "تنوّع" هي مبادرة بحثية وتطبيقية رائدة، تهدف إلى إحداث تحول جذري في علم الجينوم والصحة الدقيقة. وأطلق المبادرة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو مركز وطني بحثي وتطبيقي ينضوي تحت مظلة مؤسسة قطر.
وقال معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة -في بيان صحفي وصل اليوم الجزيرة نت- إن هذه المبادرة الطموحة تُجسّد رؤية شاملة لتوحيد الجهود الفكرية والعلمية العالمية في هذا المجال الحيوي، فاسم "تنوع" دلالة عميقة على التكامل بين الخبرات المتنوعة من مختلف أنحاء العالم.
تسعى الشبكة إلى رسم ملامح جديدة لمستقبل الطب الشخصي من خلال بناء روابط علمية مستدامة بين الباحثين والخبراء. وقد انطلقت فعلياً في ديسمبر 2024 بعقد ورشة عمل دولية استمرت يومين تحت عنوان "إطلاق برامج شاملة لتمكين الرعاية الصحية الدقيقة"، وجمعت نخبة من الخبراء والباحثين من أكثر من 17 دولة. ناقش المشاركون خلال الورشة أحدث التطورات في مجال التخزين البيولوجي وعلم الجينوم التنبؤي وتطبيقاتهما في تعزيز الصحة العامة، ما يعكس الدور الريادي الذي تنهض به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي.
تعكس الشبكة الدور الريادي الذي تضطلع به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي، وسعيها لتوسيع آفاق التعاون الدولي في العلوم الصحية.
وفي هذا السياق، تؤكد السيدة ديما درويش، خبير تعليم جينومي في المعهد، أن "هذه المبادرة تمثل نموذجاً فريداً للتعاون العلمي الدولي، وتبرز كيف لوجهات النظر المتعددة أن تلتقي لتحقيق هدف مشترك". وأضافت: "تعتز دولة قطر بكونها من الدول الرائدة في تبني مفهوم الصحة الدقيقة، ونحن نعتز بدعوة العلماء وصناع السياسات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه الورشة والمبادرات المنبثقة عنها."
تعمل شبكة "تنوع" على تعزيز التعاون البحثي الدولي من خلال توفير منصة متكاملة لتبادل الموارد والخبرات، ودعم البحوث المشتركة التي تهدف إلى مواجهة التحديات الصحية العالمية. وبذلك، تُسهم "تنوّع" في بناء مجتمع علمي دولي يتبادل الأفكار ويعمل بروح الفريق لإيجاد حلول عملية في مجالي الصحة وعلم الجينوم.
إعلانتتميز المبادرة بتركيزها على الشمولية والتنوع، إذ تجمع تحت مظلتها خبراء من مختلف التخصصات والقطاعات والجنسيات، بما يعزز فرص تكامل البيانات وضمان خصوصية المرضى وتحويل نتائج البحوث إلى تطبيقات سريرية عملية تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة، وتدعم التقدم في التخزين البيولوجي وعلم الجينوم على مستوى العالم.
وبعد نجاح الورشة الأولى في الدوحة، واصل المعهد مسيرة التعاون العلمي بتنظيم ورشة عمل ثانية في الجزائر خلال الشهر الماضي، ركزت على تدريب المشاركين على أحدث التقنيات الحسابية في تحليل تسلسل الجينوم وتنبؤ الجينات واستدعاء المتغيرات، إلى جانب استكشاف أدوات تصوير البيانات المتقدمة، مع التركيز بشكل خاص على التطبيقات العملية في علم الجينوم السريري والدوائي.
تشكل كل فعالية تنظمها مبادرة "تنوع" ركيزة جديدة في صرح التعاون العلمي العالمي تسهم في توسيع شبكة الخبراء والباحثين العاملين في مجال الصحة الدقيقة. وقد نجحت الشراكات التي يقودها معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة في وضع أسس متينة لتنظيم ورش عمل مستقبلية تستهدف مجالات بحثية متخصصة وتدفع عجلة الابتكار العلمي إلى الأمام.
وتعليقاً على الخطط المستقبلية، توضح ديما درويش أن "هذه الانطلاقة ليست سوى البداية، فنحن نعمل حالياً على تطوير خطط طموحة لتعميق البحث في مجال التحليل الجزيئي واستكشاف إمكاناته الواعدة".
مبادرة "تنوع" تجسد قناعة راسخة بأن التقدم الحقيقي في مجال الرعاية الصحية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر جهود العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم، حيث تسهم هذه الشبكة الفريدة في صياغة مستقبل علم الجينوم والصحة الدقيقة على المستوى العالمي من خلال تعزيز التعاون طويل الأمد ودعم البحوث العلمية القائمة على البيانات الدقيقة.