قائمة التراث المعرض للخطر.. جهود أممية لحماية مواقع تاريخية في أوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، عن إدراج عدد من المواقع التاريخية في مدينتي كييف ولفيف بأوكرانيا في قائمة التراث العالمي "المعرض للخطر"، في ظل خطر الدمار المُحدق بهما بسبب الحرب الروسية.
وتعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لعدة ضربات صاروخية روسية خلال الحرب، مما دفع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو إلى تسليط الضوء على المخاطر التي تهدد بتدمير كاتدرائية القديسة صوفيا التاريخية ومجمع "كييف بيشيرسك لافرا"، المعروف أيضا باسم" دير الكهوف".
وإلى جانب المواقع الأثرية في العاصمة الأوكرانية أضافت الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة مجمع مدينة لفيف الذي يعود للقرون الوسطى إلى قائمة التراث المعرض للمخاطر الخاصة بها.
وقالت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، في إعلانها، إن الموقعين يقعان في دائرة خطر الهجمات المباشرة، الأمر الذي يعرضهما أيضا إلى موجات الصدمة الناتجة عن القصف الذي يستهدف المدينَتين.
يعود تاريخ كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف إلى القرن الحادي عشر، وقد تم تصميمها لتنافس آيا صوفيا، التي تعد اليوم واحدة من المباني القديمة الأكثر قيمة في إسطنبول.
وتقول أوكرانيا إن الكاتدرائية هي واحدة من المباني القليلة الباقية من ذلك الوقت. وتحيط المباني الرهبانية التي بنيت في القرنين السابع عشر والثامن عشر بالكاتدرائية ذات القبة الذهبية، والتي تضم فسيفساء ولوحات جدارية يبلغ عمرها حوالي 1000 عام.
وفي العاصمة الأوكرانية أيضا، صنفت اليونسكو مجمع "كييف-بيتشرسك لافرا" ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وهو مجمع مترامي الأطراف تم بناؤه بين القرنين الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر ويضم كنائس تحت الأرض، بعضها مرتبط بشبكة من الكهوف تمتد على ما يقرب من 2 000 قدما.
الموقع، وهو مركز للمسيحية الأرثوذكسية، له أهمية خاصة للمسيحيين الأوكرانيين والروس الأرثوذكس، وفقا لواشنطن بوست.
وواجه الدير غارات حيث أدت حرب الكرملين في أوكرانيا إلى حملة قمع على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التي تربطها علاقات تاريخية بموسكو، بحسب الصحيفة الأميركية.
من جهتها، ازدهرت مدينة لفيف، غرب البلاد، التي تأسست في نهاية العصور الوسطى كمركز إداري وديني وتجاري وثقافي من القرن الثالث عشر إلى القرن العشرين.
وحافظت المدينة على معمارها الحضري العائد إلى العصور الوسطى، ولا سيما على آثار المجتمعات الإثنية المختلفة التي كانت تقطن فيها، كما أبقت على أبنية من عصر الباروك وما بعده. وقد أُدرج مجمع الوسط التاريخي في لفيف في قائمة التراث العالمي في عام 1998.
ونجت لفيف، التي تقع بالقرب من الحدود البولندية بعيدا عن الخطوط الأمامية والمعارك الدائرة في مدن شرق وجنوب أوكرانيا.
وكانت المدينة في أيام الحرب الأولى بمثابة مركز عبور ومأوى للأوكرانيين الفارين من القصف إلى الأمان النسبي في لفيف أو للعبور إلى البلدان المجاورة.
وتهدف قائمة التراث المعرض للمخاطر التي أعدتها اللجنة التابعة لليونيسيف، إلى حشد الدعم الدولي لجهود الحفاظ على البيئة، لكنها لا تملك آلية للتنفيذ، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
من جانبها، أشارت اليونسيكو إلى أن إدراج هذين الموقعَين في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر يعد بـ"مثابة تذكير للدول الأعضاء المائة والخمس والتسعين الأطراف في الاتفاقية بأنّه يقع على عاتقها ضمان حماية هذين الموقعَين والمساهمة بذلك".
وكذلك يمنح الإدراج في هذه القائمة الحق بالحصول على مساعدات مالية وتقنية إضافية من أجل تنفيذ تدابير عاجلة جديدة في الميدان، وهي تندرج في سياق استمرارية التدابير التي سبق واتخذتها أوكرانيا بدعم من اليونسكو.
وسبق أن أدرجت اليونسكو، الأربعاء، "وسط مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود" إلى قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.
وأشارت المنظمة مطلع العام الجاري أنها تعترف "بالقيمة العالمية البارزة للموقع، وواجب البشرية حمايته".
وأكدت المنظمة، شهر مارس الماضي، أنها تتخذ إجراءات، قدر المستطاع، سعيا لحماية بعض تراث أوكرانيا القيّم من الدمار في مواجهة الغزو الروسي، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه أيضا واجب المساعدة في حماية المباني التاريخية للبلاد والكنوز الأخرى والحفاظ عليها.
وفي بداية النزاع، دعت اليونسكو إلى احترام القانون الدولي الإنساني - ولا سيما اتفاقية لاهاي لعام 1954 وبروتوكولاها، "لضمان منع الإضرار بالتراث الثقافي بجميع أشكاله".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی المعرض للخطر إلى القرن
إقرأ أيضاً:
إزفيستيا: ما أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها؟
سلّط تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية الضوء على أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها حاليا، ومدى قدرتها على تهديد الأراضي الروسية في خضم الحرب الجارية الآن.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن صاروخ "نبتون إم دي" قد يشكّل الركيزة الأساسية في منظومة الأسلحة الأوكرانية ضمن برنامجها لتطوير ترسانتها الصاروخية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من المهربين إلى الخونة.. 10 قرارات عفو رئاسية مدهشة في تاريخ أميركاlist 2 of 2صحف غربية: أوكرانيا شنت هجمة "بيرل هاربر روسيا" من دون التنسيق مع أميركاend of listويعدّ صاروخ نبتون نسخة مطوّرة من الصاروخ السوفياتي المجنّح المضاد للسفن "خ-35 كياك"، وقد خضع لتعديلات تقنية مكّنته من توسيع مداه العملياتي ومنحته القدرة على ضرب أهداف برية.
دعم ألمانيوأوضح التقرير أن ألمانيا تعد الداعم الأبرز لأوكرانيا في جهودها الحالية لتطوير برامجها الصاروخية، حيث وقّع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ونظيره الأوكراني رستم عمروف مؤخرا في برلين اتفاقية لتمويل أسلحة بعيدة المدى من إنتاج أوكراني.
ويضيف أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أعلن في وقت سابق أن بلاده ستدعم أوكرانيا في تطوير أسلحة بعيدة المدى من إنتاجها المحلي.
كما أكّد مسؤولون ألمان تخصيص مبلغ 5 مليارات يورو كمساعدات عسكرية لكييف، تُستخدم في شراء وتوريد منظومات الدفاع الجوي "إيريس تي" والصواريخ التابعة لها، وذخائر مدفعية وأسلحة خفيفة، بالإضافة إلى محطات ستارلنك التي ستتولى برلين أيضا تغطية تكاليفها التشغيلية.
إعلانويشمل هذا التمويل أيضا دعم برامج صاروخية لم تُكشف تفاصيلها، من المزمع أن ينفّذها مجمّع الصناعات الدفاعية الأوكراني خلال الفترة المقبلة.
وأشار بيان للمستشار الألماني إلى أن بلاده تدعم أوكرانيا في تطوير أنظمة صاروخية بعيدة المدى قد يصل مداها إلى 2500 كيلومتر، مع التلميح إلى احتمال بدء توريد الدفعة الأولى من هذه الأنظمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
على خط الإنتاجويرى الخبير العسكري الروسي ديمتري كورنيف أن الدعم الألماني يشير إلى أن المشاريع الصاروخية التي يجري تمويلها ضمن ترسانة الأسلحة الأوكرانية قد دخلت الخدمة، وأصبحت تُنتج على نطاق واسع.
ويوضح كورنيف: "إذا أخذنا بعين الاعتبار التصريحات التي تتحدث عن تحقيق نتائج أولية خلال بضعة أسابيع، فإن الأمر على الأرجح يتعلق بأنظمة قتالية جاهزة وموجودة بالفعل في خط الإنتاج، وبشكل أكثر تحديدا صاروخ نبتون إم دي".
وأكد أن هذا الصاروخ المطوّر من الصاروخ السوفياتي المضاد للسفن "خ-35 كياك" أصبح قادرا على استخدام بيانات الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وقد استُخدم بالفعل في إطار الحرب الحالية، وتمكّنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط عدد منها بنجاح.
ويضيف كورنيف أن أوكرانيا لا تمتلك حاليا القدرة على إنتاج هذه الصواريخ بكميات كبيرة بشكل مستقل، موضحا أن وتيرة الإنتاج المتوقعة لا تتجاوز تصنيع عدّة صواريخ كل شهرين أو 3 أشهر.
من جهته، يرى الخبير الروسي فيكتور ليتوفكين أن صاروخ "نبتون" لا يشكل تهديدا جديا لمنظومات الدفاع الجوي الروسية.
وقال إن سرعة صاروخ نبتون أقل من سرعة الصوت، ولا تواجه الدفاعات الجوية أي صعوبة في اعتراضه، إذ من الممكن إسقاطه بواسطة منظومات "تور إم 2″، و"بوك إم "، وحتى "بانتسير"، هذا دون الحديث عن قدرات منظومات "إس 300 وإس 400".
صواريخ بعيدة المدىووفقا للتقرير، يأتي في المرتبة الثانية بين الأنظمة المرشّحة للحصول على تمويل من برلين، النماذج الجديدة من الصواريخ المجنّحة بعيدة المدى، التي قد يصل مداها إلى 2500 كيلومتر.
إعلانيُذكر أن عملية الإنتاج التسلسلي للصواريخ المجنّحة السوفياتية بعيدة المدى من طراز "خ-35 كياك" كانت في السابق قد أُطلقت في مدينة خاركيف الأوكرانية، مما يعني -حسب التقرير- أن أوكرانيا لديها المعرفة اللازمة لإنتاج مثل هذه الصواريخ بعيدة المدى.
الطائرات المسيرةويمضي التقرير مؤكدا أن الطائرات المسيرة هي السلاح الثالث الذي يُرجح أن يبدأ إنتاجه على نطاق واسع بشكل فوري، حيث تُنتج أوكرانيا حاليا نماذج مخصصة للتصدير، ومن شأن التمويل الإضافي تعزيز حجم الإنتاج بشكل كبير.
وأشار كورنيف إلى أن وسائل الإعلام الألمانية تتحدث عن طائرات مسيرة من طراز "ليوتي" كمرشح محتمل للحصول على الدعم الألماني.
وأضاف: "الصواريخ أغلى وأكثر تعقيدا، بينما يمكن ببساطة إنتاج أعداد أكبر من الطائرات المسيرة بالميزانية ذاتها، وبالتالي فإن النتائج ستكون فورية".
السلاح الأثقليؤكد التقرير أن منظومة الصواريخ الباليستية "غروم 2" هي السلاح الأثقل من بين المشاريع المرشحة للتمويل، وتُعد محاولة من خبراء الصناعة العسكرية الأوكرانية لتطوير نسخة مماثلة للمنظومة الروسية "إسكندر إم".
ويقول كورنيف: "مرّ تطوير هذه المنظومة الصاروخية منذ سنوات بمخاض عسير وبحث طويل عن مشترين محتملين، لكن تقنيا يمتلك مجمع الصناعات الدفاعية الأوكراني خط إنتاج تجريبيا مكّنه على الأرجح من تصنيع وحدة إطلاق أو اثنتين وعدد من الصواريخ لأغراض الاختبار".
وفي أبريل/نيسان 2025، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف موقع اختبارات لبرنامج الصواريخ الباليستية الأوكراني، مما يشير -حسب رأيه- إلى استمرار جهود تطوير هذه المنظومة.
يُقدَّر مدى صاروخ "غروم" بحوالي 500 كيلومتر، ويقول كورنيف إنه "من المستبعد أن يتمكن مجمع الصناعات الدفاعية الأوكراني من تطوير صاروخ فعال بمستوى الصاروخ الروسي إسكندر إم، لكن لا يمكن إنكار امتلاكه بعض القدرات الفنية والخبرات اللازمة".
إعلان مشاريع أخرىيذكر التقرير أن أوكرانيا تمتلك برامج أخرى قيد التطوير، من بينها طائرات مسيّرة وصواريخ مجنّحة صغيرة الحجم تعمل بمحركات نفاثة مدمجة، فضلا عن مشاريع غير معروفة على نطاق واسع لإعادة تأهيل وتحديث ذخائر ومنظومات دفاع جوي سوفياتية قديمة.
على سبيل المثال، لا تزال القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتحويل صواريخ "إس 200" المضادة للطائرات إلى صواريخ "أرض-أرض"، وهي عملية تتطلب تمويلا إضافيا كذلك.
ويتساءل كورنيف: "على ماذا تراهن كييف هنا، لا سيما أن انطلاق أي مصنع في العمل فعليا وإنتاج أسلحة بشكل جدي، يجعله هدفا لضربات صاروخية من القوات المسلحة الروسية. ما الذي تعوَّل عليه كييف في مثل هذه الخطط غير الواقعية؟ أم ستقوم ألمانيا مثلا بتمويل إنتاج الأسلحة الأوكرانية على أراضيها؟".
وتختم الصحيفة بأن الخبراء يعتقدون أن الاحتمال الوحيد لاستمرار إنتاج الصواريخ الأوكرانية دون تعرضها للتدمير، هو نقل التصنيع خارج أوكرانيا، وما عدا ذلك يعد تبديدا للأموال.