تتعرض الأرض لأقسى موجة من التغيرات المناخية يعيشها البشر، في ظل ما تشهده الكرة الأرضية من تغيرات حادة في المناخ، ووجد العلماء أن هطول الأمطار بشكل متزامن مع ارتفاع درجات الحرارة سوف يصبح أكثر شدة وانتشارا في ظل الظروف الجافة والحارة، كما أن زيادة الظواهر المناخية مثل الفيضانات الأوروبية التي حدثت 2021، يخلق حاجة إلى أساليب جديدة للتكيف مع المناخ.

موجات حارة والجفاف 

كشفت دراسة جديدة، نشرتها مجلة Earth's Future، أن الظروف الرطبة الحارة عندما تضرب، فإنها تؤدي إلى موجات حرارة أولا ثم جفاف في التربة وتقليل قدرتها على امتصاص الماء، موضحة أنه يصعب على الأمطار اختراق التربة، وتمتد بدلا من ذلك على طول السطح، ما يتسبب في الفيضانات والانهيارات الأرضية وتلف المحاصيل.

محمود محيي الدين: تطوير منصة تحديد المخاطر يساعد المجتمعات على مواجهة التغيرات المناخية النائب محمد أبو العينين: مصر طالبت الدول التكاتف لمواجهة التغيرات المناخية.. فيديو

في هذا الصدد، قال هايجيانج وو، الباحث في جامعة نورثويست إيه آند إف، الصينية، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن الظواهر المناخية الطبيعية الأخيرة والمتطرفة والمعقدة، جذبت اهتماما كبيرا في العقود الأخيرة، نتيجة تأثيراتها الشديدة على قطاعات الزراعة والصناعة والنظم البيئية، واستخدم فريقه في الدراسة، سلسلة من هذه النماذج المناخية لتوقع الظواهر المتطرفة المعقدة، وهي مجموعات من عوامل الطقس والمناخ المتعددة والمخاطر التي تؤدي إلى تأثيرات كبيرة محتملة بحلول نهاية القرن، حال استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.

أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية

ووجد فريق العلماء في الدراسة، أن بعض مناطق العالم سوف تصبح أكثر جفافا، في ظل ارتفاع درجة حرارة الكوكب وهذه المناطق كالتالي:

جنوب أفريقيا.الأمازون.أجزاء من أوروبا.

وأشار إلى أن هناك العديد من المناطق، التي ستتلقي مزيدا من الأمطار، مثل:

شرق الولايات المتحدة.شرق وجنوب آسيا.أستراليا.وسط إفريقيا.

ولفت إلى أن الظواهر المتطرفة الرطبة والحارة، سوف تغطي مساحة أكبر، وتكون أكثر شدة من الظواهر المتطرفة الجافة والحارة.

وأكدت الدراسة، أن الظواهر الطبيعية الربطة والحارة، سوف تكون أكثر احتمالات في المستقبل، بسبب أن قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة، تزيد بنسبة تتراوح بين 6% إلى 7%، لكل ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، وسيحتوي الغلاف الجوي الأكثر دفئا على نسب رطوبة أعلى ومزيد من كميات بخار الماء، ما يعني تواجد المزيد من مياه الأمطار.

مناطق سوف تتضرر بشدة

وفيما يتعلق بالمناطق التي من المرجح أن تتضرر بشدة، بسبب الظواهر المناخية، فستكون المناطق التي تحتوي على العديد من المناطق المكتظة بالسكان والمعرضة بالفعل للمخاطر الجيولوجية مثل "الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية"، وتنتج المحاصيل في العالم ومن الممكن أن تتسبب زيادة سقوط الأمطار الغزيرة وموجات الحر في حدث مزيد من الانهيارات الأرضية التي تهدد البنية التحتية المحلية في حين يمكن أن تتسبب الفيضانات ودرجات الحرارة الشديد في تدمير المحاصيل.

الحكومة: كلمة الرئيس فى مجموعة العشرين حملت رسائل قوية عن مواجهة التغيرات المناخية وسط البحث عن حلول.. التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي العالمي

وقال هايجيانج وو، الباحث في جامعة نورثويست إيه آند إف، الصينية، ومؤلف الدراسة، أن بالنظر إلى حقيقة أن خطر الظواهر المتطرفة الرطبة والحارة المركبة في مناخ دافئ أكبر من الظواهر المتطرفة الجافة والحارة المركبة، يجب إدراج هذه الظواهر المتطرفة الرطبة والحارة في استراتيجيات إدارة المخاطر.

وأضاف أنه إذا تجاهلنا خطر الظواهر المناخية المتطرفة المركّبة والحارة وفشلنا في اتخاذ إنذار مبكر كاف، فإن التأثيرات على أمن المياه والغذاء والطاقة ستكون بشكل لا يمكن تصوره.

الأرض لم تعد آمنة

من ناحية أخر، وكشفت دراسة، نشرتها شبكة سكاي البريطانية، ومجلة ساينس أدفانسس، عن أن الأرض لم تعد آمنة على البشر، حيث تجاوزت معايير الأمان في 6 قياسات من إجمالي 9 قياسات رئيسية للصحة، و الـ 2 من 3 معايير المتبقية يسيران في الاتجاه الخاطئ، موضحة أن هذه المعايير الستة هي كالتالي:

معيار مناخ الكوكب.معيار التنوع البيولوجي.معيار جودة ونظافة الأراضي.معيار المياه العذبة.معيار تلوث المغذيات.معيار المواد الكيميائية الناتجة عن المواد البلاستيكية الدقيقة والنفايات النووية.

وأكدت الدراسة أن كل هذه المعايير غير متوازنة وخارجة عن السيطرة، حيث أوضح الباحثون في الدراسة، أن حموضة المحيطات وصحة الهواء وطبقة الأوزون هي فقط المعايير التي ما زالت ضمن الحدود التي تعد آمنة، مشيرة إلى أن تلوث المحيطات والهواء يسيران في الاتجاه الخاطئ.

الكوراث الطبيعيةالكوكب في حالة صعبة

في هذا الصدد، قال يوهان روكستروم، والمشارك في الدراسة، ومدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، إننا في وضع سيء للغاية، مشيرا إلى أن كوكب الأرض يفقد مرونته وأنه مريض للغاية، حيث أن تلوث الهواء يسير في الاتجاه الخاطئ وفقا لمعايير الأمان "أ.ب"، ومنذ 2009 يحاول هو وزملاؤه استخدام قياسات علمية متنوعة للحكم على صحة الأرض بشكل عام.

ووجد روكستروم، إن المياه انتقلت من فئة "بالكاد آمنة"، والتي وصلت إليها في عام 2015، إلى فئة "خارج حدود السيطرة"، نتيجة تفاقم مشكلات الأنهار بسبب وجود قياسات أفضل مكنت العلماء من فهم المشكلة بدقة.

وأكد الباحثون في الدراسة، على أن معايير الأمان الـ 9 مرتبطة ببعضها البعض، وعند استخدام عمليات المحاكاة بالكمبيوتر، وجدوا أن تدهور معايير الأمان مثل المناخ والتنوع البيولوجي، أدى إلى تدهور المعايير الأخرى، في حين أن إصلاح أحد المعايير ساعد في تحسين المعايير الأخرى، مشددة على أن عمليات المحاكاة أظهرت أن إحدى أقوى الوسائل المتاحة للبشرية لمكافحة تغيرالمناخ، وهي تنظيف أراضيها وإنقاذ الغابات. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية موجات حارة الظواهر المناخية الفيضانات الجفاف التغیرات المناخیة الظواهر المتطرفة الظواهر المناخیة فی الدراسة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المركز الثقافي القبطي و«تأثير» يطلقان ندوة «أرضنا مستقبلنا» لمواجهة التصحر

عقد المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي  بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ندوة «أرضنا مستقبلنا.. معا نستعيد كوكبنا» بالتعاون مع مؤسسة تأثير للعمل البيئي، بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للبيئة، وتضمنت محاضرة علمية للدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس بجانب عرض أفلام وثائقية تناقش ظاهرة التصحر وخطورتها وكيفية مواجهتها.

وقال الأنبا أرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن المركز يحتفل كل عام باليوم العالمي للبيئة، لافتا إلى أن استعادة الأراضي المتدهورة والسيطرة على الجفاف أمر ضروري، خاصة وأن الإنسان منذ أن وجد وهو يستغل الموارد الطبيعية لبناء الحضارة الإنسانية، موضحا أن مظاهر استغلال الإنسان للموارد زادت في النصف الثاني من القرن العشرين وأفسدت البيئة مع اختلال التوازن البيئي بفعل الإنسان، وتحولت الأراضي إلى صحاري لا قيمة لها، ويعد التصحر من أخطر المشاكل البيئية التي صنعها الإنسان.

التصحر ظاهرة تدهور للأراضي في المناطق المختلفة 

وأشار إلى أن البيئة الجافة هشة جدا وعرضة لأي مشكلة بيئية، كما أن التصحر هو ظاهرة تدهور للأراضي في المناطق المختلفة نتيجة للأنشطة البشرية المؤثرة على البيئة بشكل عام، لافتا إلى أن الاحتباس الحراري وزيادة الانبعاثات الكربونية أثر على شدة الظواهر المناخية العنيفة التي قضت بدورها على الطبيعة النقية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، أن البيئة تواجه تحديات كبيرة في ظل ظهور التلوث في شتى قطاعاتها، لافتا إلى أن الفحم والبترول والغاز من المواد التي في طريقها للفناء وبالتالي لا بد أن نهتم بإعادة التدوير، والمنظومة البيئية تتضمن العديد من القطاعات والجهات وسبل التعاون، ويجب أن ندرك جميعا الدور المهم الذي يقع على عاتق كل منا حفاظا على بقاء البيئة والإنسان، مشيدا بجهود مؤسسات المجتمع المدني ومنها مؤسسة تأثير في تعزيز ودعم تنفيذ خطة الدولة في الحفاظ على البيئة ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية.

وأكدت الدكتورة سوسن العوضي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تأثير للعمل البيئي، أن الاحتفال بيوم البيئة العالمي يوم وطني مهم نجدد خلاله الإشارة للأخطار التي تحيط بالبيئة وبحث سبل المواجهة، مشيرة إلى أن الشعب المصري حريص على الحفاظ على البيئة منذ مصر القديمة، فمصر هي أول من عرف التنمية المستدامة، وصور المصريين القدماء على المعابد خير دليل على اهتمامهم بالحيوان والنبات ومياه النيل.

مصر أول من عرف التنمية المستدامة والمعابد خير دليل

وأوضحت أن الشعب المصري يعيش على خيرات الطبيعة بشكل دائم، وأن المجتمع المدني له دور كبير في دعم جهود الحكومة لمواجهة آثار التغيرات المناخية التصحر وغيرها من الظواهر التي تهدد بقاء الإنسان، مشيرة إلى أن التصحر قضية بيئية حساسة تؤثر على بقاء البيئة والإنسان بشكل عام من خلال تهديد الأمن المائي والغذائي، وهناك بعض الدول تستغل تلك الأزمات على المستوى السياسي وتتصارع القوى على الموارد الطبيعة من أجل البقاء.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يصف التزامات المغرب في مجال الطوارئ المناخية بـ "النموذجية"
  • لو فرحك في العيد.. ماسكات طبيعية للعرائس لمواجهة جفاف الجلد وحب الشباب
  • دراسة تحذيرية: زلزال كارثي قد يضرب الولايات المتحدة
  • البيئة.. وتحديات الحياة
  • «عمرو» بورسعيدي يصل للعالمية في صناعة العطور.. كيف تفوق على منافسيه؟
  • المركز الثقافي القبطي و«تأثير» يطلقان ندوة «أرضنا مستقبلنا» لمواجهة التصحر
  • دراسة: تزامن موجات الحرارة مع المد البحري قد يهدد ملايين البشر
  • لمواكبة التطور في تطبيق المعايير المحاسبية الدولية.. "المصري للتأمين" يوضح مفهوم معيار 17
  • قبل الامتحانات.. مشروبات طبيعية تساعد طلاب الثانوية العامة على التركيز
  • خبير يحدد معايير يجب مراعاتها عند اختيار جهاز "الواي فاي"