موقع أميركي: الأردن لا يستطيع تحمل تكاليف مشاكل إسرائيل
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
نشر موقع "رسبونسيبول ستيب كرافت" الأميركي مقالا للكاتب ماثيو بيتي تحدث فيه أن النسخة الأكثر اعتدالا من خطة إسرائيلية -لإجلاء الفلسطينيين إلى الأردن- تقوم على وضع أجزاء من الضفة الغربية التي لا تريد إسرائيل إعادتها تحت الحكم الأردني. أما النسخة الأكثر تطرفًا فتنطوي على طرد الفلسطينيين بشكل نهائي إلى المملكة.
ورغم عدم وجود موافقة أردنية أو فلسطينية، فإن فكرة أن يكون الأردن وطنًا للفلسطينيين لا تزال متداولة في الأوساط القومية الإسرائيلية، وتكتسب زخما بأروقة غير متوقعة في واشنطن.
وينقل الموقع عن مجلة "جاست سيكيورتي" الليبرالية مؤخرا مقالا للكاتب جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، قدم فيه اقتراحا للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، كتب فيه أن "بعض المستوطنات في الضفة والأراضي المحتلة ستحتفظ بها إسرائيل حتما في أي اتفاق. ويتزايد عدد الأراضي التي ستصر إسرائيل على الاحتفاظ بها كل عام. ودون هذه الأراضي، لا يمكن لفلسطين أن تكون دولةً مستقلة قابلة للحياة".
ويتلخص حل بانيكوف في استبدال الأراضي التي بنيت عليها المستوطنات بأخرى أردنية. وفي المقابل، ستحصل المملكة على بعض الأراضي السعودية بالإضافة إلى امتيازات اقتصادية. ولإبرام الصفقة، سيُطلب من العائلة المالكة الأردنية مشاركة أغلى إرث لها (الوصاية على الأماكن المقدسة بالقدس) مع السعودية، وفقا للموقع الأميركي.
غالبا ما ينظر صناع السياسة الأميركيون إلى المصالح الإسرائيلية باعتبارها قضايا وجودية يجب التعامل معها بعناية فائقة لكن نادرا ما ينظرون إلى الدول العربية، حتى تلك الصديقة للولايات المتحدة، من الزاوية نفسها.
وأشار الموقع إلى أن اقتراح بانيكوف يكشف قصر نظر السياسة الخارجية لواشنطن فيما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث غالبا ما ينظر صناع السياسة الأميركيون إلى المصالح الإسرائيلية باعتبارها قضايا وجودية يجب التعامل معها بعناية فائقة، لكن نادرا ما ينظرون إلى الدول العربية، حتى تلك الصديقة للولايات المتحدة، من الزاوية نفسها.
وأوضح أن واشنطن اعتادت إجبار بقيّة دول الشرق الأوسط على تلبية المصالح الإسرائيلية. ولأسباب أيديولوجية، يعتقد الساسة الأميركيون أن عليهم مسؤولية حماية إسرائيل التي يعتبرونها دولة صغيرة ضعيفة محاطةً بأعداء عرب أقوياء. لكن العديد من الدول الإقليمية ومواطنيها أكثر عرضة للهجمات الإسرائيلية وليس العكس.
وأكد أن الولايات المتحدة تعتبر الأردن ومصر حليفين رئيسيين من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقد أغدقت الحكومة الأميركية الثناء الخاص على الأردن لالتزامه "بالأهداف الإستراتيجية المشتركة" حيث بذل الأردن جهودا حثيثة لتحقيق السلام مع إسرائيل بالشروط التي تفضلها واشنطن. ومن المفارقات أن المملكة وافقت على معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994، التي تخلت فيها عن مطالبتها بالضفة لتجنب تحمل تكاليف القضية الفلسطينية.
وختم الموقع بأنه إذا كانت إسرائيل ترغب حقا في الانفصال عن الضفة وتجنب حل الدولتين مع الفلسطينيين، فسوف تجد طريقة للقيام بذلك. ولا يوجد مبرر أخلاقي أو عملي لجعل الأردن يتحمل التكاليف. واقتراح بانيكوف أيديولوجي في واقع الأمر، ويستند إلى الاعتقاد الأميركي بأن الانزعاج الإسرائيلي أهم من المعاناة العربية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"المال ليس كافيا".. هل يستطيع ماسك تأسيس حزب جديد في أميركا؟
في فصل آخر من فصول الصراع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون وماسك، تبادل الطرفان الاتهامات والتهديدات، بعد عرض قانون خفض الضرائب للتصويت في مجلس الشيوخ.
ولوح ماسك بإمكانية إنشاء حزب ثالث منافس للحزب الديمقراطي والجمهوري، إذ قال: "إذا تم تمرير القانون الإنفاقي الجنوني، فسيتم تشكيل حزب أميركا في اليوم التالي".
وقد تم في الكونغرس تمرير قانون خفض الضرائب والإنفاق، بعد جلسة تصويت ماراثونية.
هل سيؤسس ماسك حزبا جديدا؟
ليست هذه المرة الأولى التي يلوّح فيها ماسك بإمكانية إنشاء حزب ثالث، فقد قال في مايو 2022 على منصة "إكس": "حزب أكثر اعتدالا في كل القضايا من الجمهوريين أو الديمقراطيين سيكون مثاليا".
وكان يعبر عن رغبته في الانفصال السياسي عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إنه لا يشعر بالانتماء إلى أي من الحزبين.
وبعد تجدد خلافه مع ترامب، نشر الملياردير على الأقل 8 منشورات هذا الأسبوع يروّج فيها لفكرة الحزب الجديد.
وقال إن "حزب أميركا" سيركز على خفض الدين الوطني، وهو أمر لا يستطيع الديمقراطيون أو الجمهوريون فعله، وفقا لإيلون ماسك.
هل يستطيع ماسك تأسيس حزب منافس؟
ذكر تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز"، أن شعبية ماسك منخفضة، إذ أظهرت استطلاعات الرأي في جامعة كوينيبياك أن 59 بالمئة من الناخبين المستقلين ينظرون إلى ماسك بشكل سلبي، مقابل 29 بالمئة يرونه بشكل إيجابي.
وأشار التقرير إلى أن شعبية ماسك تراجعت منذ أن غادر منصبه في إدارة ترامب قبل أشهر.
لكن في المقابل، يمتلك ماسك موارد كبيرة، فهو أغنى رجل في العالم ويمتلك منصة "إكس"، وهذه الأصول قد تساعده في إطلاق حزب سياسي جديد، وفقا لـ"إن بي سي نيوز".
ويسيطر الجمهوريون والديمقراطيون على السياسة الأميركية، لكن هناك أحزابا صغيرة مثل "الحزب الليبرتاري" و"الحزب الأخضر"، وتشغل مناصب معدودة.
وقال برنار تاماس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فالدوستا في جورجيا، إن ماسك سيواجه العديد من العقبات من أجل تأسيس حزب ثالث.
وأضاف: "الأمر ليس كتشغيل شركة، يجب أن يكون أكثر اجتماعية، يجب أن تكون لديه قاعدة شعبية ومناصرون متحمسون ومندفعون للنضال".
وأوضح: "حتى لو تمكن من ضخ الأموال، لا يمكنه تكرار حجم الهيكل المؤسسي الذي يملكه هذان الحزبان. السؤال مفتوح إذا كان يستطيع ذلك أم لا، لكن المال ليس كافيا. المال ليس العقبة الوحيدة أمام الأحزاب".
وأشار التقرير إلى أن أحد منظمي "حزب الأمام"، من الأحزاب الثالثة، أندرو يانغ، الذي خاض الانتخابات التمهيدية الديمقراطية الرئاسية عام 2020 دون نجاح، أبدى اهتمامه بالتحالف مع ماسك.
وكان ماسك قد دعم يانغ في 2022، لكن من غير الواضح ما إذا كان ماسك لا يزال مهتما.
وتختلف قوانين تأسيس الأحزاب من ولاية إلى أخرى، ولكن عموما تنص القوانين على جمع آلاف التوقيعات.
وفي تكساس، حيت يسكن ماسك، يحتاج حزب جديد إلى جمع 81,000 توقيع، وهو أمر يمكن تحقيقه بالمال والوقت، وفقًا للمصدر.
وقال أستاذ العلوم السياسية، تاماس، إنه حتى لو أسس ماسك حزبا ثالثا، فسيتم امتصاصه من قبل حزب كبير يتنافس على نفس قاعدة الناخبين.
وأشار التقرير إلى أن إيلون ماسك ليس أول من طرح فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث في الولايات المتحدة. ففي بداية الألفينات، أبدى دونالد ترامب رغبته في تأسيس حزب ثالث، لكنه تراجع عن ذلك.
كما توجد شخصيات سياسية أخرى حاولت تأسيس أحزاب ثالثة لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا، مثل الملياردير روس بيروت الذي أسس حزبا ثالثا لكنه لم يصمد لفترة طويلة.