موقع النيلين:
2025-12-05@01:48:01 GMT

التبسيط والتركيب في أسس التفكير في الحرب

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

التبسيط والتركيب في أسس التفكير في الحرب


التبسيط والتركيب في أسس التفكير في الحرب:
يرى الكثير من المعلقين أنه لا يوجد فرق بين الجنجويد والجيش، وبالتالي فإن الموقف الصحيح هو اعتماد الحياد بين طرفي الحرب السودانية. ولكن هذه طريقة مقاربة خاطئة وبالتالي تقود إلى نتائج خاطئة أو إشكالية على أقل تقدير.

السؤال الذكي ليس له علاقة بما إذا كان الجيش متفوقا أو أدنى من الجنجويد في مسابقة جمال أخلاقي.

السؤال الحقيقي الذي ينبغي أن يضبط ويوجه التفكير والمواقف هو ما هي العواقب التي سترثها الأمة والسياسة والمجتمع إذا انتصر الجنجويد، أو انتصر الجيش، أو انتهت الحرب بالتعادل. من الواضح أن عواقب كل سيناريو تختلف جذريًا ويجب على كل شخص أن يختار جانبه اعتمادًا على المزايا والمشاكل التي يخلقها تحقق أي من السيناريوهات.

ومن الواضح أن من يعتقدون أن السودان سيكون أفضل إذا انتصر الجنجويد وتم سحق الجيش عليهم أن يدعموا الجنجويد صراحة كما يقع عليهم واجب صياغة حجة تقنعنا بالانضمام لموقفهم الذي يحقق مصلحة السودان. والأمر نفسه ينطبق على من يعتقدون أن انتصار الجيش سيخلق عالماً اجود أو على الأقل عالما مشوهاً وإشكالياً، لكنه يظل أفضل من عالم يشكله ويسيطر عليه الجنجويد.

لكن موقف الحياد يبدو هو الاغرب لأن الوقوف على مسافة متساوية بين الجانبين لا يمكن الدفاع عنه إلا إذا أمكن القول بأن السودان الذي سيخرج من الحرب لن يتأثر بتاتا بمن يفوز ومن يخسر وسيكون جيدًا أو سيئًا بنفس القدر بغض النظر عن انتصار الجيش أو الجنجويد. لكن هذه الحجة لا تبدو منطقية على الإطلاق لأنه من المستحيل القول إن مصير السودان لن يتأثر أو يتشكل بأي درجة استنادا على من يفوز ومن يخسر. الحرب

اتعاطف مع وادعم تمامًا الأصوات المدنية التي تفهم أن كلا من الجيش والجنجويد يجب أن يخرجا من السياسة. ولكن علينا أن نتذكر شعار الثورة وكان ولا يزال “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” ولم يساو الشعار بين جهة واجبة الحل والفناء وجهة عليها الانسحاب من المشهد السياسي الي ثكناتها.

وأن هذه حرب تدور رحاها بين ميليشيا وجيش وأن الحركة الديمقراطية المدنية لن تخرج منتصرة من هذه الحرب لأن القتال الماثل هنا الان سينتهي بانتصار الميليشيا أو الجيش، وليس بانتصار لقوي مدنية لا بندقية لها ولا عصا ولا نبلة. وبالطبع فإن القوى المدنية الديمقراطية، وأنا منها، ستعمل على تغيير معادلة الحكم، ولكن هذا حلم ويمكن تحقيقه على المدى الطويل أو المتوسط في أحسن الأحوال وليس في المدي القصير عقب نهاية الحرب مباشرة.

ودعونا لا ننسى أن المدى الطويل يتكون من سلسلة ما يحدث في المدي القصير، وهذا يعني أن الوضع الذي سينتهي عليه السودان على المدى المتوسط والمدى الطويل يعتمد إلى حد كبير على ما يحدث في المدى القصير – أو بعبارة اخري سيتحدد المستقبل السياسي – بما في ذلك ممكناته ومستحيلاته – بهوية من سينتصر في الحرب.

اختلفنا ام اتفقنا مع داعمي الجيش يجب الا نغفل عن ان موقف الكثير منهم، اخطأوا ام أصابوا، على الأقل يمكن تبريره بدفاعهم عن الدولة السودانية لا عن قيادة الجيش الحالية ولا تاريخ انتهاكاته ولا دفاعا عن كيزان. وهذا التفسير واضح في حالة الكتاب الذين يخلو تاريخهم الطويل من دعم أي حكم عسكري أو دكتاتوري أو إسلامي وهكذا يأتي موقفهم مبنيا على تقدير امين لا دخل للمصلحة الخاصة أو الحزبية فيه.

لذلك لا افهم مزايدات أصوات تدعي المدنية والديمقراطية على هذه الأصوات الامينة وبالذات مزايدات القوي التي تحالفت مع نفس الجيش وبنفس قيادته عقب سقوط نظام البشير – لا دفاعا عن الدولة السودانية، بل بهدف اقتسام كيكة السلطة معه وفي حماية بندقيته ونامت دهرا معه في العسل نوما مثاليا متناغما. وكانت هذه القوي جاهزة لتجديد شراكة العسل مع نفس الجيش وإذا بها فجأة تكتشف انه جيش فاسد يسيطر عليه الكيزان، ولكن فقط بعد ان اختلفت المصالح وكوش الجيش علي جل الكيكة. فتأمل.

هناك فرق بين قوي تحالفت مع الجيش للالتفاف على الثورة السودانية واجهاضها بقسمة كيكة السلطة وبين أصوات ناصرت الجيش دفاعا عن مؤسسات دولة سودانية من غير أي مكسب شخصي أو حزبي آني أو مستقبلي أو في ماض.

في الدولة المدنية الديمقراطية المستقبلية، يجب على المناهج المدرسية تدريس الفلسفة والمنطق ونظرية المعرفة والمنهج لتمكين المواطن من التفكير المعقد وعدم الوقوع في فخ التبسيط المخل الخطير. الشعب لا يحتاج مفكرين يفكرون نيابة عنه، المطلوب هو انتاج شعب قادر على التفكير بنفسه لنفسه.

ونحن بحاجة أيضاً إلى خلق مواطن شجاع لا يهاب الكيزان وفي نفس الوقت لا يهاب إرهاب الاتهام بالتواجد في معسكر الإخوان. من يخاف تهم دعاية جزافية بمناصرة الكيزان قد يسبب نفس اضرار الذين انحنوا للكيزان رهبة.

معتصم أقرع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الحرب

إقرأ أيضاً:

الإبادة الثقافية

الكدمول هو المظهر الغالب لكل أفراد وجنود مليشيا الدعم السريع ، يحرصون علي ارتدائه بدافع التباين الذي يحدد هويتهم .
الهوية الإثنية هي تعبير ثقافي قامت عليه الحرب، وبموجبه تمت عمليات الإبادة للإفناء العرقي الثقافي والحضاري، وكان ذلك واضحاُ في استهداف المخالفين للدعم السريع، صاحب قيم وثقافة عرب الشتات الذين هاجمونا وعلي ألسنتهم عبارات قيمهم التي تفرق الناس إلى(أمباغة) و (فلنقاي) وهي من عباراتهم الغريبة علينا والتي تسود في تشاد والنيجر ومالي.

الأهداف الثقافية والحضارية كانت واضحة في الذي استهدفوه … من ضحايا حرب الجنجويد مكتبة البروفيسور عبد الله علي إبراهيم والتي تم حرقها بما تحتوي من آثار ثقافية وتراثية وفلوكلورية … مكتبة تضم العديد من النفائس والبحوث عن القبائل والثقافة السودانية.
قبلها أهلكت مكتبة البروف علي محمد شمو الغنية بالكتب والوثائق الصوتية والمرئية لأعظم تجليات دولة 56 القيمة التي يستهدفها هذا العدوان وكان منها ما يوثق لدوره والسودانيين في نهضة دولة الإمارات ودورنا في تثبيت اللحمة العربية بعد النكسة.

أبشع ما نالته الدلالات الثقافية حرق الكتب من هذه المكتبات الشخصية والعامة التي أحرقت لأجل بيع رخيص يستبدلون أحرفها بقيمة نحاس تحرق أوراقها لأجل إستخلاصه وسرقته.
التدخلات الخارجية في هذه الحرب لم تقم لأجل المطامع المادية فقط بل لأجل قيم المجتمع .
الحرب كانت واضحة في أهدافها الحضارية التي ترمي لإبادة حضارة السودان لتستوطن ثقافة أخري بقيم أخرى وحتى بمفردات غريبة علي المستهدفين من أهل الشمال والقبائل غير العربية.

مع عمليات النهب والسرقة والقتل الممنهج كان الهدف رموز ثقافتنا وإبادتها ولأجل ذلك ومن أثره لقيت الفنانة الكردفانية شادن محمد الحسن مصرعها . وليعاني أبو عركي البخيت من شرورهم التي لم تثنه عن البقاء في بيته وحيه . وما أصاب الفنان عبد القادر سالم و عانت الممثلة بلقيس عوض و فايزة عمسيب التي نقلت علي (كارو) كما بترت ساق المفكر و السياسي محمد جلال هاشم.
وكان من ضحايا الحرب الثقافية والحضارية المتحف القومي الثر بمقتنيات يصعب تقديرها بالمال.

الولايات المتحدة تدخلت عبر الوساطة لفرض قيمها ومفاهيمها لذا حددت أهدافها في حرب التيارات الإسلامية والإخوان المسلمين.
حتي الإمارات تدخل من ذات المنطلق ، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة (نحن دولة مؤثرة في الإقليم وتدخلنا في السودان لمصلحتنا ودول الاقليم، حتى لا يحكم الاسلاميون الراديكاليون السودان مرة أخرى) .

التكايا قيمة ثقافية وحضارية نهض بها أبناء شمال السودان
يسدون بها حاجة ورمق من هجرهم (الأشاوس) ويقدمون بها معاني وقيما في العطاء الإنساني للعالم دون مطامع وتدخلات تدعم الحرب تحت هذا الغطاء.
فات علينا أن نسوق هذا المعنى عالمياً، والذي يدلل أيضاً علي سماحتنا المستمدة من قيمنا التي لم نكن بها دعاة عنف ولم يخرج من بيننا إسلامي يمارس الإرهاب في العالم ولم نشهد سودانياً يفجر أو يقتل في بلده أو خارجها.
كنا ولا زلنا دولة غنية بإمكانياتها المادية وقيمها الحضارية التي نشرنا بها الفن السوداني في أفريقيا وكان مطربونا هم الذين يثرون القارة كلها ويقدمون سيد خليفة ومحمد وردي وغيرهم للشعوب الأفريقية الصديقة والشقيقة .
راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/03 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة المصرية السودانية ومحاولات تأسيس جديد لمفهوم العلاقة بين البلدين2025/12/03 إبراهيم شقلاوي يكتب: زحام المبعوثين والبنك الدولي2025/12/03 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ويالها من ذكرى)2025/12/03 المبادرة المطلوبة من الرئيس ترامب لإنهاء حرب السودان2025/12/01 أبرز قيادات المليشيا المتبقية هم (..)2025/12/01 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم..)2025/12/01شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات إبراهيم شقلاوي يكتب: البرهان يستخدم تكتيكاً جديداً 2025/12/01

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • حليمة: تحديد وضعية الجيش السوداني أساس أي حل.. والدعم السريع ميليشيا ارتكبت جرائم حرب
  • الجيش السوداني ينفي سيطرة الدعم السريع على بابنوسة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الجيش حَكَم.. لا عزاء للسابلة والمخذلين
  • تقنية الخرائط الذهنية الإلكترونية تثبت كفاءتها في تطوير مهارات التفكير
  • لو أنفقتم ما في الأرض جميعاً
  • الإبادة الثقافية
  • الجيش السوداني: الهدنة مناورة وبابنوسة تحت القصف
  • الجيش السوداني يُحرز تقدماً في عدة محاور بولاية جنوب كردفان
  • محافظ بنك السودان المركزي تعلن قرار مهم للبنك لأول مرة منذ إندلاع الحرب
  • الجيش السوداني: هدنة المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة