رؤية الإمارات للوظائف 2023 يعزز جهود الشركات لتحقيق أهداف التوطين
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
دبي في 21 سبتمبر /وام/ يعد توطين الكفاءات والخبرات الإماراتية في القطاعين الحكومي والخاص من الأولويات الرئيسية التي حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيقها طوال السنوات الماضية، من خلال تعزيز إمكانات المواطنين وتأهيلهم ليقودوا عجلة التطوير الاقتصادي، حيث وضعت الدولة أحكاماً قانونية تنظم توظيف وتدريب المواطنين في العديد من المجالات.
وأطلقت الدولة العديد من البرامج والمبادرات التي تُعنى بتدريب المواطنين وتطوير مهاراتهم الحياتية والوظيفية، أبرزها برامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية "نافس" الذي أسهم منذ تأسيسه في العام 2021 في زيادة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص من 30 ألفا إلى ما يقرب من 80 ألف مواطن، وذلك عبر تنفيذ المبادرات الوطنية الهادفة إلى دعم المواطنين في القطاع الخاص ورفع تنافسيتهم عالمياً.
وشملت الجهود والقوانين التنظيمية التي وضعتها الدولة لتحقيق نسب أعلى في التوطين لاسيما في القطاع الخاص، قرار مجلس الوزراء بشأن رفع نسب التوطين الحالية في منشآت القطاع الخاص التي تضم 50 موظفاً فأكثر بمعدل 2% سنوياً للوظائف المهارية، وذلك اعتباراً من بداية العام 2023، لتحقيق معدل زيادة إجمالي بنسبة 10% في عام 2026.
وأكد سعادة عبد الله بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الدائرة على تأهيل أبناء الإمارات لشغل وظائف المستقبل، تنفيذاً لرؤية القيادة الحكيمة بالدولة، والسعي لاستقطاب المواهب الإماراتية وتأهيلها لقيادة العمل الحكومي المستقبلي.
وقال سعادته، إن حكومة دبي تولي ملف التوطين أهمية كبيرة، باعتباره أولوية وطنية تستدعي تضافر وتكامل الجهود بين جميع الجهات، وإن دائرة الموارد البشرية في حكومة دبي تواصل الاستثمار في القدرات والطاقات الشابة والعمل على بناء اقتصاد المعرفة.
بدوره يحرص "رؤية"- معرض الإمارات للوظائف، من خلال دورته الحالية المنعقدة في مركز دبي التجاري العالمي، على توفير منصة مثالية للمواطنين ممن يسعون إلى تطوير مسيرتهم المهنية، للتواصل بشكل مباشر مع نخبة من الجهات في القطاعين العام والخاص، والتعرف على الفرص الوظيفية المتاحة وتقديم طلباتهم بهدف تعزيز مشاركتهم الفاعلة في سوق العمل لقيادة اقتصاد وطني قائم على المعرفة.
وتشارك "مجموعة طيران الإمارات" في المعرض ضمن إطار التزامها بالمساهمة في جهود الدولة الرامية إلى توفير فرص وظيفية مناسبة للمواطنين في قطاع الطيران، وهو ما ينعكس من خلال استراتيجيتها لتنمية الكفاءات الوطنية "رحلتي" التي تشمل أربع مراحل تبدأ باستقطاب الكفاءات المواطنة وتطويرها ومن ثم قياس مستويات أدائها، وهي تقدّم بما ينسجم مع هذه الاستراتيجية، برنامج المنح الدراسية للمواطنين في الهندسة، والطيران، وتكنولوجيا المعلومات والتخصصات المالية، بالتعاون مع الجامعات ووزارة الموارد البشرية والتوطين ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي.
وتستعرض المجموعة خلال مشاركتها في المعرض "برنامج تسريع تطوير وتأهيل المواهب الإماراتية" "رحلتي"، الذي يعد من أحدث البرامج التي أطلقتها لتطوير الكفاءات الوطنية التي تتطلع إلى تعزيز حياتها المهنية في شركات "طيران الإمارات" و"دناتا"، والهادف إلى تعزيز وتنمية الكفاءات الوطنية بهدف استقطاب المزيد منها؛ حيث يقدم البرنامج للمواطنين أربع فرص تشمل برنامج الإقلاع التدريبي، وبرنامج المنح الدراسية العالمية للبكالوريوس، وبرنامج فلاي هاي للخريجين، وبرنامج المنح الدراسية العالمية للماجستير.
بدوره، أوضح خالد بن بريك، شريك في الخدمات الاستشارية والمسؤول عن برنامج التوطين في "بي دبليو سي الشرق الأوسط"، أن جهود الدولة مستمرة في دعم وتمكين المواهب الوطنية وصقل مهاراتها وتطويرها لتلبية الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل، لافتاً إلى تعزيز التزام الشركات تجاه المواطنين من خلال المشاركة في معارض التوظيف المحلية والعالمية عبر إطلاق برنامج التوطين "وطني" لبناء قادة الجيل القادم في الإمارات.
من جانبها أكدت شركة خدمات الطاقة الرائدة "إس إل بي"، التزامها بتوفير فرص وظيفية متنوعة للمواطنين، بالتعاون مع الجامعات، وحرصها عاى تسليط الضوء على الوظائف التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الجيل القادم من المبتكرين، والعمل على تطوير فرص مجزية للمواهب الإماراتية الشابة.
وقالت إنها ستوفر برامج توجيهية لإلهام الموظفين من الكفاءات المواطنة واستكشاف مواهبهم ليصبحوا قادة في المستقبل ويسهموا في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.
ويشكل المعرض الذي يشارك في نسخته الثانية والعشرين أكثر من 100 شركة من مختلف القطاعات، منصة للاحتفاء بالمواهب الشابة وتزويدهم بما يحتاجونه من معرفة ونقاشات لتطوير خبراتهم على نحو يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديث، فضلاً عن أنه يسهم في دعم العديد من الشركات الرائدة في دولة الإمارات لتحقيق أهداف التوطين لديها.
محمد جاب الله/ إبراهيم نصيراتالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الموارد البشریة القطاع الخاص فی القطاع من خلال
إقرأ أيضاً:
«سلطة بورتسودان».. مناورات هزيلة لإفشال جهود السلام
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاعتبر خبراء ومحللون أن قرار «سلطة بورتسودان» قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات يُعد إلهاءً سياسياً ومناورة هزيلة لتبرير رفض جهود السلام التي تسعى الدولة بكل قوة لدعمها من أجل إنهاء الاقتتال الداخلي، وإعادة الأمن والاستقرار إلى السودان.
واستنكر الخبراء والمحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، تصريحات «سلطة بورتسودان» ضد الإمارات، واعتبروها «مشينة وخارجة عن الأعراف الدبلوماسية»، ولا تليق بالعلاقات الدولية، مؤكدين أن الشعب السوداني الشقيق يستحق قيادة أفضل تحقق تطلعاته، وتعمل من أجل مصالحه وأمنه ورفاهيته، بعيداً عن الصراعات والمصالح الضيقة.
وأكدوا على التزام الإمارات بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم السلام في السودان، وبناء مستقبل يسوده الازدهار، مؤكدين أن سيطرة جماعة «الإخوان» على مفاصل «سلطة بورتسودان» تهدد الأمن الإقليمي.
إلهاء سياسي
شدد المحلل السياسي السوداني، مصعب يوسف، على أن قرارات «سلطة بورتسودان» الأخيرة بقطع العلاقات مع الإمارات لا تخرج عن كونها مراوغة هزيلة، جاءت كرد فعل متسرع على خسارتها الدعوى التي قدمتها إلى محكمة العدل الدولية، والتي أقرت بعدم اختصاصها بالنظر في القضية، ما يجعل مثل هذه القرارات مجرد إلهاء سياسي لتبرير رفض جهود السلام التي تسعى الدولة بكل قوة لدعمها من أجل إنهاء الاقتتال الداخلي، وإعادة الأمن والاستقرار إلى السودان.
وذكر يوسف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية تحاول صرف الأنظار عن رفضها المتكرر لجهود السلام التي تعمل الإمارات على دعمها، معتبراً التصريحات الصادرة عن زمرة البرهان بحق الإمارات «مشينة» وخارجة عن كل الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول، مؤكداً أن الشعب السوداني الشقيق يستحق قيادة وطنية مسؤولة تلبي تطلعاته، وتضع مصالحه فوق الحسابات الضيقة والصراعات المفتعلة.
وأشار إلى أن خطاب التصعيد الصادر عن «سلطة بورتسودان» لا يخدم إلا أجندات ضيقة تسعى إلى إطالة أمد الصراع الداخلي في السودان، في وقتٍ باتت فيه المبادرات الإقليمية والدولية أقرب من أي وقت مضى لتحقيق تسوية عادلة وشاملة تُنهي الاقتتال الداخلي.
وأكد المحلل السياسي السوداني أن الاستهداف المتكرر للإمارات من قبل «سلطة بورتسودان» يكشف عن أزمة داخلية تعانيها قيادة القوات المسلحة السودانية، وتحاول التغطية عليها بتوجيه سهامها نحو الخارج، بدلاً من تحمل المسؤولية أمام الشعب السوداني الذي يرزح تحت المعاناة، موضحاً أن قرارات «سلطة بورتسودان» لن تُثني دولة الإمارات عن مواصلة دعمها للشعب السوداني.
فشل داخلي
من جانبه، أوضح أيمن عثمان، القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أن الهجوم السياسي والإعلامي الممنهج الذي تشنه «سلطة بورتسودان» ضد الإمارات يمثل محاولة يائسة لتصدير الفشل الداخلي، مؤكداً أن هذه المحاولات المغرضة تعمل على تغذية خطاب الكراهية، بهدف صرف الأنظار عن الأزمة المتفاقمة في السودان، في ظل سيطرة جماعة «الإخوان» على مفاصل «سلطة بورتسودان»، ما يهدد مستقبل البلاد ويزعزع الأمن الإقليمي.
وأشار عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هذه اللغة لا تعبر عن إرادة الشعب السوداني، بل تمثل فقط صوتاً سلطوياً يرفض السلام، ويصر على خنق أي مبادرة تفضي إلى انتقال ديمقراطي حقيقي، موضحاً أن الإمارات لم تدخر جهداً في دعم الشعب السوداني خلال أصعب المراحل، سواء عبر قوافل الإغاثة الإنسانية أو من خلال الدعم السياسي لجهود إنهاء الحرب.
وذكر أن مثل هذه التصريحات المشينة لن تغير من الواقع شيئاً، فالسودانيون يعلمون جيداً من يقف معهم في محنتهم، ومن يستغل آلامهم لأغراض سلطوية، مؤكداً أن المطلوب الآن هو إعلاء صوت العقل والمسؤولية الوطنية، والالتفاف حول حل سياسي شامل تدعمه دول شقيقة وصديقة، في مقدمتها الإمارات التي أثبتت على الدوام حرصها على وحدة السودان واستقراره، بعيداً عن المزايدات والشعارات الفارغة.
تخبط وتوتر
من جهته، أكد الأستاذ المشارك في الأكاديمية الرئاسية الروسية، مدير مركز خبراء رياليست، الدكتور عمرو الديب، أن قرار القوات المسلحة السودانية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات يعكس توتراً متصاعداً وتخبطاً سياسياً في دوائر «سلطة بورتسودان»، وهو ما يشكل إحراجاً للبرهان، حيث يثبت إصراره على استمرار الحرب رغم تداعياتها الكارثية.
وقال الديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن قرار «سلطة بورتسودان» لا يبدو منفصلاً عن سياق داخلي مأزوم، إذ تُعاني هذه الحكومة من أزمات متزايدة وفشل واضح في تحقيق تقدم ميداني أو سياسي، وهو ما يدفعها إلى البحث عن عدو خارجي مفتعل تحمّله فشل مشروعه، فكانت الإمارات هي الهدف، بالرغم من تاريخها الداعم للسودان في محطات كثيرة، سواء عبر المبادرات الإنسانية أو عبر جهود السلام الإقليمية.
وأضاف أن ما زاد من غرابة موقف حكومة البرهان الرسمي، هو الخطاب الإعلامي والتصريحات التي ترافقت مع قرار قطع العلاقات، والتي حملت طابعاً عدائياً وغير دبلوماسي تجاه الإمارات، مؤكداً أن هذه التصريحات لا تعكس تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا تنسجم مع الأعراف الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول، حتى في ظل الخلافات.
وشدد الديب على أن التطاول على الإمارات، هو مؤشر على أن زمرة بورتسودان تحاول صناعة معركة موازية لتبرير رفضها لمسارات السلام، خاصة المبادرات التي تدعمها الدولة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وأوضح أن ما يحتاج إليه السودان اليوم ليس مزيداً من العزلة أو التصعيد، بل قيادة تتحمل واجباتها وتسعى لحل النزاع، لا لتعقيده. والإمارات، بمواقفها المتزنة، تظل شريكاً موثوقاً يمكن أن يُعوّل عليه في بناء السلام.