قال اللواء طيار هشام الحلبي المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن المصريين لم ينكسروا بعد حرب 1967 رغم الهزيمة، موضحًا: «أثناء الحرب، ورغم تدمير الطائرات والممرات اشتبك طيارون مصريون مع طائرات العدو وأسقطوا عددا ليس كبيرا من الطائرات».
وأضاف الحلبي، في حواره ببرنامج «صباح الخير يا مصر» ، اليوم الخميس، على القناة الأولى والفضائية المصرية: «بداية النصر كانت في عدم انكسار المصريين مدنيين أو عسكريين، وكانت مرحلة الإعداد مشتركة بين القوات المسلحة وكل المصريين، حيث جرى بناء الدشم في المطارات والقواعد الجوية وتم بناء ممرات جديدة لاستيعاب أعداد كبيرة من الطائرات وكل ذلك شاركت فيه شركات مدنية، وعند حدوث استهداف في هذه الفترة كان يستشهد مدنيين مع العسكريين».

وتابع، أن مصر خاضت حرب الاستنزاف أثناء الإعداد، وبعد هذا الإعداد الضخم جرى وضع خطة محترفة ما زالت تُدرس في الأكاديميات والمعاهد العسكرية الغربية بأنها الحالة المثالية لقوات مسلحة أقل إمكانيات حققت أهدافا على قوات مسلحة أعلى منها في الإمكانيات وهي إسرائيل، مثلا، كان لدى إسرائيل طائرات الجيل الثالث مثل الفانتوم التي تحتوي على صواريخ رادارية وبها إمكانيات تكنولوجية عالية جدا –آنذاك- بينما كانت مصر تمتلك طائرات من الجيلين الأول والثاني. 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب 1967 القوات المسلحة حرب الاستنزاف

إقرأ أيضاً:

اللواء طلبة رضوان.. كيف استردت القوات المسلحة تبة الشجرة في 60 دقيقة؟

جدد رحيل اللواء أركان حرب، طلبة رضوان، اليوم الثلاثاء، التذكير بدوره المشهود مع قواته في تحرير منطقة «تبة الشجرة» التي كانت مركز القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي في سيناء، قبل حرب أكتوبر عام 1973.

تبعد «تبة الشجرة» 10 كم من الإسماعيلية.. تضم موقعين حصينين، متصلين بواسطة أنفاق محصنه، ببراعة منقطعة النظير.. الجزء الأول يضم مقر القيادة وأجهزة الاتصال بالوحدات والقيادات الفرعية والقيادة الجنوبية والقيادة العامة للاحتلال.

كان الجزء الثاني من «تبة الشجرة» يضم وحدات إدارية وأماكن مبيت للأفراد ووسائل معيشة لقوات الاحتلال، وظلت حتى تحريرها من المواقع الأكثر تحصينا، لذا، كانت أحد أهم وأخطر المهام القتالية في بداية حرب أكتوبر.

كانت المنطقة المحيطة بالموقع مزروعة بالألغام، اتخذ منها العدو الإسرائيلي حصنًا منيعًا (مبنى مصنوع من الصخر المطاطي، يزداد صلابة مع أي هجوم أو محاوله اقتحام، مكون من 15 غرفة، منها 12 غرفة للعمليات العسكرية، ليكشف ما يحدث داخل سيناء.

يشكل موقع تبة الشجرة موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا للعدو.. كانت السيطرة عليه أول وأهم المهام التي أُلقيت على عاتق الجيش الثاني.. كانت هذه التبة تتمركز عليها دائمًا الدبابات الإسرائيلية وتقوم بضرب محافظة الإسماعيلية.

حماية الإسماعيلية

كان ينبغي بمجرد بدء عملية الهجوم السيطرة على التبة، قبل تحرك الدبابات من داخل قيادة القطاع الأوسط للوصول إليها، لأنها لو سبقتنا فستتمكن من ضرب القوات المصرية، وتمنعها من استكمال عبور القناة، وتحرق محافظة الإسماعيلية.

في بداية حرب أكتوبر، صدرت الأوامر لقائد السرية الأولى بكتيبة 12 مشاة، التابعة للواء الرابع، الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني، بأسبقية العبور، للسيطرة على منطقة «تبة الشجرة».

اللواء طلبة رضوان

تظهر أهمية وصعوبة المهمة (بحسب ما سمعت من اللواء طلبة رضوان) في أن موقع «تبة الشجرة» يرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 74 مترًا، ويكشف المنطقة المواجهة له (من غرب شمال قناة السويس، حتى الجنوب).

كان الإسرائيليون يطلقون على تبة الشجرة اسم «رأس الأفعى المدمرة»، لأنها كانت من أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلي.. كانت تتحكم في 8 نقاط حصينة (موجودة بالقطاع الأوسط)، من إجمالى 18 نقطة حصينة لخط بارليف.

خط بارليف

قال لي اللواء طلبة رضوان: «اندفعنا بأقصى سرعة دون استخدام سترات نجاة، وتسلقنا الساتر الترابي دون سلالم الحبال رغم وجودها في القوارب، بعدما لاحظنا أن أمطار الشتاء صنعت ممرًات مائية في الساتر الترابي/خط بارليف الحصين».

يضيف اللواء الراحل «تم تكليف الكتيبة التي يقودها قائدي العظيم، اللواء الراحل رجب عثمان، بالاستيلاء على موقع تبة الشجرة الحصين، كان رأيه، عبر عملية الرصد والمتابعة الطويلة، أن الهجوم على الموقع يجب أن يكون ليلًا، بعد المغرب».

يشير اللواء طلبة إلى أنها «الفترة التي يقوم فيها العدو بتجميع دباباته لتأمينها وصيانتها قبل معاودة المواجهة مع أول ضوء، يوميا.. قبلها، نقل لنا القائد المباشر، العقيد محمود المصري -قائد الحرس الجمهوري، لاحقًا- تعليمات العميد حسن أبو سعدة».

كان العميد حسن أبو سعدة، حينها، قائد الفرقة الثانية. في «الوقت المناسب، الذي اختاره قائد الكتيبة - الراحل، رجب عثمان- بدأ الهجوم مع آخر ضوء، يوم 8 أكتوبر، لم يكن ممكنًا الهجوم من الأمام، لانخفاض الأرض بشكل حاد أسفل النقطة».

يقول الجنرال الراحل، طلبة رضوان «تم الهجوم من الأجناب، حيث تم تحرير الموقع في أقل من 60 دقيقة، وتم إبلاغ القيادة: نحن فوق تبة الشجرة، ونعيد نشر قواتنا في محيط المنطقة، لم تكن القيادة مصدقة ما فعلناه في وقت وجيز مقارنة بأهمية الموقع».

اللواء طلبة رضوانعمل عظيم

يضيف: «قالوا لنا: عمل عظيم. كيف حدث؟. أبلغناهم بالتفاصيل، لاسيما هروب من بقي حيًّا من الجنود الإسرائيليين، لدرجة أن الـ15 جنديًا منهم كانوا يستقلون سيارة واحدة خلال عملية الهروب، وتفحم الجثث، مع وجود معدات عسكرية ووثائق».

يوضح اللواء طلبة رضوان أن مجموعة الوثائق والخرائط، التي تم العثور عليها داخل موقع «تبة الشجرة» أفادت القوات المسلحة، لاحقا، في الهجوم على مواقع أخرى للعدو في مناطق أخرى من سيناء.

كان الاستيلاء على مركز قيادة تبة الشجرة (بحسب اللواء طلبة رضوان)، من بين الأسباب القوية التي أدت لانهيار معنويات العدو الذى حاول مرارًا استرجاعها بكل الوسائل عبر قصف الموقع بالطيران والمدفعية والدبابات.

أكد أن عقيدتنا (النصر أو الشهادة) وقوة وحرفية مقاتلينا أجهضت طموحات العدو في انسحابنا أو ارتدادنا عن المواقع التي استولينا عليها.. وعندما اشتدت كثافة النيران طلبت من مقاتلينا النزول من التبة ناحية الشرق في اتجاه العدو.

تراجع العدو

بدأ العدو (وفق ما وراه اللواء طلبة رضوان) في التراجع، وبعدها شرع في الحشد للهجوم المضاد باستخدام لواء مدرع مكون من 111 دبابة، فتم التعامل مع مفارز العدو ودحره.

يستدرك اللواء الراحل، طلبة رضوان: «قضينا خمس سنوات من التدريب الشاق حتى حفظنا كل ما يتعلق بالمهمة -خاصة طبوغرافية الموقع، وقوة العدو العددية والتسليحية- أعددنا دراسة وافية قبل الحرب».

يوضح اللواء طلبة رضوان «كنا على دراية بتدريبات قوات العدو خلف الساتر الترابي شرق القناة، وكيف أنهم كانوا يحتاجون إلى 15 دقيقه لتجميع الاحتياطي القريب في منطقة تبة الشجرة».

عانت محافظة الإسماعيلية كثيرًا من خطورة موقع تبة الشجرة العسكري قبل حرب أكتوبر الذي كان يتابع التحركات غرب قناة السويس من منطقة «البلَّاح» شمالًا حتى «الدفرسوار» جنوبًا، كما يحقق له السيطرة على أجزاء كبيرة من الأرض المحيطة به.

اللواء طلبة رضوانشهادة تأكيد

قال لي اللواء أركان حرب، رجب عثمان (قائد الكتيبة 12 مشاة، التابعة للواء الرابع في الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني) خلال حديث صحفي، نشر قبل وفاته في «الأسبوع»: «نجاح السرية الأولى بالكتيبة، بقيادة النقيب، طلبة رضوان، حينها، كان مهما».

يضيف اللواء رجب عثمان: «كانت السرية في طليعة العبور العظيم، لولاها لتأثر أداء الفرقة الثانية، ووقعت خسائر كثيرة محتملة، كنا نضعها بعين الاعتبار، ومن ثمَّ ركزنا على تدريب عناصرنا بصفة دورية والمبيت كل ليلة على الضفة الشرقية للقناة».

يوضح أن الهدف كان «مراقبة مسرح عمليات العدو وحقول الألغام، والعودة مجددًا، قبل أول ضوء للنهار، كان يتخللها القيام بغارات وأسر جنود إسرائيليين.

اقرأ أيضاًاللواء طلبة رضوان.. رحيل أحد أبطال حرب أكتوبر.. أسقط القيادة الوسطى الإسرائيلية

محمد الغباري لـ"الشاهد": مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر

حاولوا «أخونة حرب أكتوبر» وفشلوا.. «مصريون» لا يحتفلون بذكرى النصر وتحرير سيناء!

مقالات مشابهة

  • اللواء طلبة رضوان.. كيف استردت القوات المسلحة تبة الشجرة في 60 دقيقة؟
  • هشام الحلبي يكشف عن وجه التشابه بين حادثي الطائرتين في مالاوي وإيران (فيديو)
  • طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية تبدأ اختبارات التحليق (فيديو)
  • بدء الاختبارات لاعتماد طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية (فيديو)
  • عصام السيد: تغيير الهوية سبب ثورة المصريين في 30 يونيو
  • حزمة توجيهات عاجلة من التنمية المحلية للمحافظات قبل عيد الأضحى
  • وزير التنمية المحلية يوجه برفع درجة الاستعداد بجميع المحافظات لاستقبال عيد الأضحى
  • شركة إمبراير البرازيلية لتصنيع الطائرات تدخل سباق تزويد المغرب بـ188 طائرة
  • وزير التنمية المحلية يتابع مع محافظ الجيزة موقف تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية
  • طائرات الاحتلال المروحية تطلق نيرانها شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة