شاهد: مطعم في الموصل يساعد العراقيات الأرامل على توفير استقلاليتهن
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أسست مهية يوسف الملقبة بأم عماد مشغل "مذاق الموصل" في العام 2017 حين وضعت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية أوزارها، وهو يوظّف اليوم نحو 30 طاهيةً، وامرأتين في خدمة التوصيل، غالبيتهنّ أرامل أو مطلقات.
وفي مجتمع محافظ وذكوري، شكّلت هذه المبادرة بارقة أمل للكثير من النساء في المدينة التي دمّرتها الحرب وأفقدت آلاف النساء أزواجهنّ.
في العراق، لا تزال مشاركة النساء في سوق العمل خجولة، لأسباب عدة أبرزها اجتماعية.
وبحسب مسح لمنظمة العمل الدولية نشرت نتائجه في تموز/يوليو 2022، "هناك حوالى 13 مليون امرأة في سن العمل" في العراق، "ومع ذلك هناك حوالى مليون فقط يعملن". ويشير المسح إلى أن "معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة كان منخفضاً بشكل خاص إذ بلغ 10,6 في المئة مقارنة بـ68 في المئة للذكور".
وخلّفت الحرب في الموصل التي انتهت في صيف العام 2017 الآلاف من "أرامل الحرب"، وفق تقديرات المفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وأشارت المفوضية حينها في مقال إلى أن "معظم الأزواج كانوا المعيلين الوحيدين لأسرهم"، مضيفةً أن "أرامل الموصل اللواتي يعشن من دون دخل ولدى معظمهن أطفال من بين أكثر الفئات ضعفاً".
تمكين المرأة الموصليّة
كا ذلك الوضع دافعاً أمام مهية يوسف الملقبّة بأم عماد، لتفتح مشغل "مذاق الموصل" للأكلات التقليدية، وتخلق فرص عمل للنساء اللواتي أصبحن من دون معيل.
وتقول إن الهدف من المشروع خصوصاً "إخراج المرأة إلى سوق العمل" في مدينة مدمّرة واقتصادها متعثّر.
وتشرح مهية "لنكن واقعيين، حتى أصحاب الشهادات لا عمل لديهم لذلك فكرت أي عمل يناسب المرأة الموصلية حتى تعيل أطفالها وتكون قوية؟".
قبل ستّ سنوات، بدأ المشغل بعاملتين لكنه يضمّ الآن 30 امرأة، منهنّ أرامل أو مطلقات، وأخريات طالبات وخريجات جامعيات بحاجة إلى دخل.
وتشرح المرأة البالغة من العمر 58 عاماً والأمّ لخمسة أولاد أن "أكثر الأرامل اللواتي يعملن هنا فقدن أزواجهن في وقت دخول داعش إلى المنطقة، منهم من استشهد أو فُقد أو تعرّض إلى إعاقة".
الشعور بالإكتفاء
تنهمك عبير جاسم في حشو الخضار في إطار عملها كطاهية ضمن فريق من النساء حصراً في مشغل للأطباق التقليدية في الموصل في شمال العراق، والذي يؤمن الأمان المادي لها ولأطفالها الثلاثة اليتامى.
وتقول عبير البالغة من العمر 37 عاماً "إذا لم أعمل لا نأكل ولا نشرب".
دراسة: ثلث الرجال في ألمانيا يرون أن العنف ضد المرأة "مقبول"وتوفي زوجها خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل جراء إصابته بمرض التهاب الكبد. عندما تحررت المدينة من قبضة التنظيم، عارضت عائلتها أن تعمل في مكان مختلط يوجد فيه رجال.
وتشرح لوكالة فرانس برس "أنا أرملة وأمّ لثلاثة أطفال، ليس لدي مصدر دخل، لذلك أردت أن أعمل لكي لا أكون بحاجة الى أحد".
في ذلك اليوم، كانت عبير تعدّ طبق الكبّة التقليدية على طريقة سكان مدينة الموصل المعروفة بتميّز مطبخها، وتتقاضى 15 ألف دينار (حوالى 11 دولارا) في اليوم.
يسدّ هذا العمل احتياجات عبير، لكنه أيضاً يعطيها شعورا بالاكتفاء.
بعد مقتل 3 أفراد من مكافحة الإرهاب.. العراق يدين "العدوان التركي المتكرر" على أراضيهبشغف تتحدّث عبير عن مطبخ المشغل. وتقول بابتسامة "نحن نتميّز بأطباق مصلاوية تراثية مثل الدولمة والكبة، لا يستطيع أحد طبخها فقط أهل الموصل يجيدونها".
إلى جانب عبير في المشغل القائم في منزل متواضع في أحد أحياء الموصل، تجمّعت نساء حول طاولات عدة، كلّ منهن تقوم بمهمّة، فيما صدح صوت المغنية اللبنانية فيروز في المكان.
تقوم إحداهنّ بلفّ ورق العنب وحشوه بالأرزّ واللحم، فيما تقطّع أخرى البطاطا، وتمدّ امرأة عجينة الكبة المحشوة بخليط من اللحم والبصل.
العراق يؤكد بدء إبعاد مجموعات كردية إيرانية مسلحة معارضة لطهران"أكل بيت"
وتراوح أسعار الأطباق بين دولار واحد وعشرة دولارات. أما الربح الشهري للمشغل فيناهز ثلاثة آلاف دولار وفق مهية يوسف التي تطمح لتوسيع عملها، وافتتاح مشاغل مماثلة في المحافظات الأخرى، ومطعماً كبيراً تكون كلّ العاملات فيه من النساء.
وتفخر مهية بأن ما يمير أطباق مشغلها "أننا نعمل حسب طلب الزبون". فالمكان له طابع خاص وشخصي ويقدّم كلّ ما تشتهر به الموصل من أطعمة، فضلاً عن "الأكلات الموصلية القديمة" مثل البرغل مع اللحم والهندية وهي كبّة مطبوخة مع الكوسى واللحم والتي لا تقدّم في المطاعم عادةً.
النساء العاملات في مشغل "مذاق الموصل"، لسن طباخات فقط، إذ تكسر مكارم عبد الرحمن الكثير من القيود الاجتماعية لتكون سائقة توصيل لأطعمة المشغل.
هي أرملةٌ وأمّ لولدين، فقدت زوجها في العام 2004 بعدما خطفه تنظيم القاعدة.
وتقود مكارم البالغة 51 عاماً سيارتها لتوصل الطعام للزبائن.
وتقول "أفرح حين تأتيني طلبات وحين تطلبني العائلات بالاسم"، على الرغم من "الانتقادات" التي تتعرض لها في الوقت نفسه. وتقول "توجد تقاليد وقد يسألني البعض لماذا أعمل ولماذا أعمل سائقة توصيل، وأتلقى انتقادات بالشارع، لكنني تخطيتها".
وتكمل "أنا مصرّة على هذا العمل وأعتبره جزءاً من شخصيتي".
بعد كلّ هذه السنوات، بات للمشغل زبائن أوفياء، مثل طه غانم وهو صاحب مقهى في الموصل يطلب الطعام مرتين إلى ثلاث في الأسبوع من "مذاق الموصل" منذ اكتشف المكان قبل حوالى ثلاث سنوات.
ويقول الشاب البالغ من العمر 28 عاماً والأب لطفلين "كوني صاحب عمل، أكون غالبية الوقت خارج البيت. لذلك أفتقد وأشتاق لأكل البيت، وهم وفروا لنا هذا الأمر".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تعرف على "نيزا بازي".. رياضة شعبية يمارسها الأفغان منذ قرون شاهد: اليهود المتشددون ينتقون الدجاج لطقوس كاباروت عشية يوم الغفران الرئيس السنغالي يقول إن الحل الدبلوماسي في النيجر "لا يزال ممكناً" الموصل عمال مطاعم العراق مجتمع نساءالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الموصل عمال مطاعم العراق مجتمع نساء إسرائيل روسيا أرمينيا فرنسا جو بايدن ناغورني قره باغ نزاع مسلح أذربيجان الملك تشارلز الثالث محكمة إسرائيل روسيا أرمينيا فرنسا جو بايدن ناغورني قره باغ ناغورنی قره باغ یعرض الآن Next فی الموصل
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن رسالته لـإسرائيل حول إيران ويصف سؤال صحفية بـالبغيض (شاهد)
رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على سؤال لأحد الصحفيين حول تحذير الاحتلال الإسرائيلي من اتخاذ أي إجراءات قد تُعطّل المحادثات مع إيران، قائلا أود أن أكون صريحًا. نعم، فعلت"، وبعدما قم بمهاجة صحفية بسبب سؤالها عن "نمط التراجع" في تنفيذ تهديداته التعريفية.
وقال ترامب في مؤتمر عقد في المكتب البيضاوي إن ما قاله لـ"إسرائيل ليس تحذيرًا قلتُلا أعتقد أنه مناسب. نجري مناقشات جيدة جدًا وقلتُ: لا أعتقد أنه مناسب الآن. لأنه إذا استطعنا حلّ الأمر بوثيقة قوية جدًا، قوية جدًا، مع عمليات تفتيش وانعدام الثقة".
وأضاف "أنا لا أثق بأحد. لا أثق بأحد. لذا لا ثقة. أريدها (وثيقة الاتفاق) قوية جدًا بحيث يمكننا الدخول مع مفتشين، ويمكننا أخذ ما نريد، ويمكننا تفجير ما نريد، ولكن دون أن يُقتل أحد. يمكننا تفجير مختبر، ولكن لن يكون هناك أحد داخل المختبر، على عكس وجود الجميع داخل المختبر وتفجيره، أليس كذلك؟ هناك طريقتان للقيام بذلك".
وأوضح "نعم، أخبرته (نتيناهو) أن هذا لن يكون مناسبًا الآن لأننا قريبون جدًا من الحل الآن، ةقد يتغير هذا في أي لحظة. قد يتغير بمكالمة هاتفية. لكن في الوقت الحالي، أعتقد أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق، وإذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق، فسننقذ أرواحًا كثيرة".
????THERE IT IS????
Trump confirms that he told Netanyahu to stand down so they can reach a peaceful agreement with Iran!
Now all the idiotic people who have been saying Trump is controlled by Israel and will start war with Iran, can finally shut up.
pic.twitter.com/3AMDU4OHG2 — Clandestine (@WarClandestine) May 28, 2025
وفي سؤال آخرلمراسلة "سي إن بي سي" ميغان كاسيلا، التي استفسرت عن رأيه فيما يصفه محللو "وول ستريت" بأنه "نمط التراجع" في تنفيذ تهديداته التعريفية، وهو ما يشار إليه بمصطلح "صفقة التاكو - TACO Trade" اختصارا لعبارة "ترامب يتراجع دائما".
وجاء السؤال في الصيغة التالية: "سيدي الرئيس، لقد صاغ محللو وول ستريت مصطلحًا جديدًا يُسمى تجارة التاكو، يقولون إن ترامب دائمًا ما يتراجع، كما لو كان ذلك إعادة صياغة، وذلك بتحديد 50 أعلى، ما ردك على ذلك؟".
ورد ترامب بالقول: "هل أتراجع؟ لم أسمع بذلك من قبل. هل لأنني خفضت الصين من 145 في المائة التي حددتها إلى 100 ثم إلى رقم آخر؟ وقلت إن عليك فتح بلدك بالكامل؟ افتح بلدك بالكامل، ولأنني فرضت على الاتحاد الأوروبي تعريفة ضريبية بنسبة 50 بالمئة، واتصلوا بي وقالوا من فضلك، دعنا نلتقي الآن". وأضاف "قلت، حسنًا، سأمنحك مهلة حتى 9 تموز/ يوليو، في الواقع سألتهم، وقلت، ما هو التاريخ؟ لأنهم لم يكونوا على استعداد للقاء. وبعد أن فعلت ما فعلت، قالوا، سنلتقي في أي وقت تريد. ولدينا تاريخ انتهاء في 9 تموز/ يوليو، تُسمون ذلك تراجعًا، لأن لدينا الآن 14 تريليون دولار مُستثمرة، مُلتزمون بالاستثمار بينما لم يكن لدى بايدن أي شيء تقريبًا، في زمن بايدن هذا البلد كان يحتضر".
A reported asked Trumpy about his TACO tendencies ????pic.twitter.com/HnfCRAehLR — Canadian Jennifer ???????? (@cdntradegrljenn) May 28, 2025
وقال "لدينا الدولة الأكثر إثارة في العالم. ذهبتُ إلى السعودية. أخبرني الملك. قال: لديكم الأكثر إثارة، لدينا الدولة الأكثر سخونة في العالم الآن. قبل ستة أشهر، كان هذا البلد في حالة يرثى لها، كان لدينا بلد ميت. كان لدينا بلد لم يعتقد الناس أنه سينجو، وأنت تسألين سؤالًا بغيضًا كهذا. هذا ما يُسمى بالتفاوض. تحدد رقمًا، وإذا انخفض، كما تعلم، إذا حددت رقمًا مرتفعًا للغاية، وانخفض قليلاً، كما تعلم، قليلاً، يريدون مني تثبيت هذا الرقم، تعريفة جمركية 145 بالمئة".
وأوضح "حتى أنا قلت أن الرقم مرتفع.. أين نحن الآن؟ نحن عند 145 بالمئة، قلت، يا إلهي، هذا مرتفع. هذا مرتفع. لم يكونوا يمارسون أي أعمال تجارية على الإطلاق، وكانوا يواجهون الكثير من المشاكل. كنا لطفاء للغاية مع الصين. لا أعرف إن كانوا سيعاملوننا لطفاء، لكننا كنا لطفاء للغاية مع الصين. وأعتقد أننا ساعدنا الصين بشكل كبير، بطرق عديدة، لأنهم كانوا يواجهون صعوبات جمة، لأننا انسحبنا فجأةً من التعامل التجاري مع الصين".
واعتبر "لم نكن نجري أي معاملات تجارية بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة، لكنني كنت أعرف ذلك. لكن إياكِ أن تقولي ما قلته. هذا سؤالٌ بغيض.. بالنسبة لي هذا هو السؤال الأكثر بغضا".