من حصار رام الله إلى ذاكرة الأجيال - 21 عاماً على استشهاد أبو عمار
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
يصادف اليوم، الموافق 11 تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ21 لاستشهاد الرئيس الرمز والقائد ياسر عرفات "أبو عمار".
وتأتي ذكرى استشهاد "أبو عمار" في ظل حرب ابادة وتطهير عرقي يستهدف الوجود الفلسطيني، حيث يتسم المشهد اليومي بالواقع الدموي، إذ لا تكاد تتوقف آلة العدوان الإسرائيلية عن عمليات القتل والاقتحام والتدمير والقتل والتهجير والاعتقالات المصحوبة بالتنكيل، بشكل شبه يومي للمدن والقرى الفلسطينية، ولا يزال دم أبناء شعبنا في قطاع غزة ينزف، مخلّفا حتى اللحظة 69,176 شهيدا و170,690 مصابا، عدا عن الأوضاع الكارثية التي يمرون بها.
الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيتنا الوطنية لعشرات الأعوام، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده في العام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله .
لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة القائد والشهيد ياسر عرفات الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة الى أمد بعيد.
على هذا النحو، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن إرثه النضالي ما زال راسخا لدى أبناء شعبنا وقيادته.
ولد الرئيس الراحل "أبو عمار" في القدس في الـرابع من آب عام 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.
درس القائد الراحل في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.
كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.
ألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد "أبو عمار" خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".
حل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.
وفي الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.
وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 آذار 1989.
وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.
وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
عام 2004 تدهورت الحالة الصحية للشهيد ياسر عرفات وأعياه المرض، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني.
رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 20 عاما بجسده، لكنه ترك إرثا نضاليا وثوابت وطنية ورسخ نهجا سار عليه القادة المؤسسون، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس .
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يخطر بهدم منزل ذوي شهيد في عقابا شمال طوباس واشنطن تضغط لحلّ أزمة مسلحي حماس برفح سريعاً "الخارجية" تُرحّب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 طقس فلسطين: أجواء حارة في معظم المناطق تحديات الأبعاد الإنسانية والآثار النفسية للإبادة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: تشرین الثانی یاسر عرفات أبو عمار من تشرین عشر من
إقرأ أيضاً:
عاجل: "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية
في مؤتمر ومعرض الحج رصدت "اليوم" جناح دروب الحج والذي ياخذ الزائر في جولة زمنية استثنائية وكأنك تمشي على خُطى القوافل القديمة التي حجّت على ظهور الجمال، قبل أن تقف أمام عدسات الزمن التي رصدت التحول المذهل في خدمة ضيوف الرحمن عبر مئة عام.
وتتحدث الصور النادرة ببلاغة لا تحتاج إلى كلمات، فهذه لقطة من عهد الملك عبدالعزيز وهو يفتح صفحة جديدة في تاريخ مكة، وتلك صورة أخرى تُظهر أولى خطوات التطوير في المشاعر المقدسة وعلى الجدار المقابل، تتلألأ مشاهد العطاء في عهد الملوك الذين تعاقبوا على خدمة الحرمين، وصولاً إلى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي جسّد ذروة العناية بالحاج والمعتمر.مشروع ضخم يسلط الضوء على تاريخ الحجوأكد الدكتور فهد الوهبي، المشرف العام على مشروع تاريخ الحج والحرمين الشريفين في دارة الملك عبدالعزيز، خلال حديثه لـ"اليوم" أن المشروع يُعد أحد أضخم المشاريع الوطنية التي تتبناها الدارة، ويهدف إلى توثيق تاريخ الحج والحرمين الشريفين عبر العصور المختلفة، متناولاً جميع الجوانب المرتبطة بهذه الشعيرة العظيمة.
أخبار متعلقة عاجل: في 6 نقاط.. تعرف على أبرز أهداف مؤتمر ومعرض الحج 1447هـبالفيديو.. انطلاق حفل افتتاح مؤتمر ومعرض الحج في نسخته الخامسةالأحد المقبل.. مؤتمر ومعرض الحج يناقش الاستدامة وتجربة ضيوف الرحمن .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم صناعة كسوة الكعبة - اليوم "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم خيام الحجاج في مشعر منى 1930 - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأوضح الوهبي أن المشروع يسلّط الضوء على تاريخ الحج وطرق الحجاج القديمة والحديثة، والخدمات المقدمة لهم، ومحطات وصولهم إلى الديار المقدسة، إلى جانب رصد تطور المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين، وتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة وجغرافيتها، إضافةً إلى إعداد أطلس تاريخي شامل للسيرة النبوية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وثيقة تشير إلى وصول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - إلى مشعر مزدلفةمراحل تطور خدمة الحجاجوأضاف أن دارة الملك عبدالعزيز أقامت، ضمن فعاليات ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين، معرضاً مصاحباً يوثّق مئة عام من العناية بالحرمين الشريفين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم صناعة كسوة الكعبة - اليوم قصر منى مقر إقامة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وأبنائه من بعده أثناء إشرافهم على مواسم الحج - عبد الله قليبي أرشيف الدارة قصر منى مقر إقامة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وأبنائه من بعده أثناء إشرافهم على مواسم الحج - عبد الله قليبي أرشيف الدارة "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم مطار جدة، حيث كان وصول أول فوج من الحجاج القادمين عن طريق الجو على متن ثلاث طائرات خصصت لنقلهم. عبد الله فيلي، أرشيف الدارة الحافلات المخصصة لنقل الحجاج في المشاعر المقدسة - مجموعة عبد الله بالخير أرشيف الدارة قوافل حجاج بيت الله الحرام على الجمال "اليوم" تقف على ذاكرة الحرمين في جناح يوثق قرنًا من العناية السعودية - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ويستعرض المعرض مجموعة نادرة من الصور التاريخية واللقطات الفيلمية الوثائقية التي تُعرض لأول مرة، لتجسّد مراحل تطور خدمة الحجاج والزوار منذ دخول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - إلى مكة المكرمة عام 1925م، وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله.
وأشار الوهبي إلى أن الزائر للمعرض سيعيش تجربة ثرية، إذ سيشاهد مقتنيات وأدوات تاريخية كانت تُستخدم في خدمة الحجاج قديماً، إلى جانب صور نادرة من عهد الملك المؤسس، وأفلام وثائقية توثق مسيرة التطور الكبير الذي شهدته منظومة الحج في مجالات الخدمات والتنظيم والصحة والتوسعة، مما يعكس حجم العناية والاهتمام الذي أولته المملكة على مدى قرن كامل بالحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.