المفتي: المذهب المالكي أخضع مسألة النقاب إلى ثقافات الشعوب
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
قال الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن العلاقة الزوجية قائمة على السكن والمودة والمناقشة والحوار، يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، فلا يستطيع الإنسان أن يجبر أحدًا على طاعة إلا أن يُقبل عليها طواعية، أمَّا الإجبار فيمكن أن يتولَّد منه نوع من النفاق أو الشكلية في أداء العبادات.
وتابع فضيلته -خلال حديثه الأسبوعي في برنامج نظرة على قناة صدى البلد مع الإعلامي حمدي رزق- مجيبًا على سؤال عن حدود طاعة الزوجة، والقوامة للرجل، وهل له الحق في إجبار زوجته على ارتداء الحجاب، مؤكدًا أن الرجل عليه أن يوجه أهله إلى الطاعة برفق وبإجراءات تحفيزية، ولكن ليس له أن يجبر أحدًا على الطاعة، ودَور الزوجين معًا لا ينبغي أن يتعدَّى حدود الموعظة الحسنة لا الإجبار.
وأضاف: إذا رفض الرجلُ حجابَ زوجته فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق؛ لأنها مأمورة بالحجاب والحشمة، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]، ويقول أيضًا: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وأوضح فضيلة المفتي أن العلماء فسروا "إلا ما ظهر منها" بالوجه والكفين، ولا يوجد شكل معيَّن للحجاب الشرعي، ولكن توجد مواصفات له: وهي ألا يشف ولا يصف، ويكون ساترًا لجميع البدن ما عدا الوجه والكفين.
وحول رأيه في الزي المدرسي الذي تحدِّده الدولة للفتيات وحظرها لارتداء النقاب في المدارس، قال فضيلة المفتي: إن الزيَّ المدرسي الذي تحدِّده الدولة المصرية محقق للستر، حيث ترتدي الفتاة الحجاب الذي يغطي الشعر والرقبة، مع الالتزام بما تحدده المدرسة من لون للزي المدرسي، مشيرًا إلى أن الفتوى استقرت على أن النقاب عادة مرجعها إلى عادات المجتمعات، والإمام مالك والمذهب المالكي عندما تكلم في هذه المسألة أخضع قضية النقاب إلى قضية ثقافات الشعوب، وهي أنه يجب أن تراعي المرأةُ سياقَ المجتمع الذي تعيش فيه، ما دامت محتشمة وحققت التكليف والوصف الشرعي للحجاب، فما يصلح ارتداؤه في القاهرة قد لا يمكن ارتداؤه في البدو، والعكس.
وحول أزمة ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية قال فضيلته: إذا أمكن ستر البدن بغير العباءة فلا إشكال في ذلك، فالأمر في المأكل والمشرب والملبس على السَّعة إلا إذا حرمه الله سبحانه وتعالى تحريمًا قاطعًا، فالمرأة تلبس ما تشاء بشرط ألا يكون كاشفًا أو واصفًا بأي صورة من الصور، وأن يكون ساترًا لجسدها ما عدا الوجه والكفين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
راشد الشرقي يشهد ختام الدورة الـ 13 لمهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي
الفجيرة (وام)
أخبار ذات صلةأكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أن المسرح يعد مرآة حضارية تعكس تطور المجتمعات، وشدد على أهمية تعزيز الموهبة والإبداع في هذا المجال لدى الطلبة، من خلال المسرح المدرسي والمهرجان المميز الذي تستضيفه الفجيرة كل عام ويسهم بشكل كبير في بناء جيل مسرحي لافت. وشدد على البنية الثقافية الكبيرة التي تتمتع بها الفجيرة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، ودعم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة.جاء ذلك خلال حضوره حفل اختتام فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي، التي نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، على مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، بحضور الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، وبمشاركة طلاب المدارس الذين قدموا على مدار 3 أيام 15 عرضاً مسرحياً مميزاً من مدارس منطقة الفجيرة التعليمية.
وأشاد بالدور الذي يؤديه المسرح المدرسي في تنمية مهارات الطلبة وتعزيزها وتوجيه إبداعاتهم، إذ يسهم في تقديم أسماء تعزز حضورها في العالم الفني والوطني، مشدداً على أهمية المهرجان كملتقى يحتضن إبداعات الطلبة ويجمع ما بين الإبداع والمعرفة.
وكرم الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، في ختام الحفل، لجنة التحكيم والفائزين في المسابقات المسرحية المختلفة والمتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل والإخراج والمكياج والملابس، إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل.
وأكد ناصر محمد اليماحي، المدير التنفيذي للهيئة، أن المهرجان يأتي بدعم من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، ومتابعة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس الهيئة، وأن إمارة الفجيرة تعد مركزاً حاضناً فنياً وإبداعياً وتسهم في صقل مواهب الطلبة وتفعيل دورهم في الحراك الثقافي والفني داخل المجتمع.
حضر الحفل عدد من مديري المؤسسات الاتحادية والمحلية، وأعضاء اللجنة التحكيمية والمنظمة، وعدد من القيادات التربوية وأولياء الأمور وطلاب وطالبات المدارس.