بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
كان المعلمون في مدارسنا الابتدائية يطالبون صغار التلاميذ بالهدوء والتوقف عن الكلام، فيأمرونهم بالسكوت بعبارة حاسمة حازمة: (خيطوا حلوقكم). والحلق: هو الفم والبلعوم واللسان. .
اللافت للنظر ان سياسة تكميم الأفواه وتخييط الحلوق عادت إلى الظهور من جديد في معظم مؤسساتنا الحكومية لإسكات أصوات المعترضين والمعارضين والمنتقدين.
في ظل هذه الاجواء البوليسية المؤمنة بسياسة التكميم والتعتيم والخنق والاسكات التعسفي. تطوع بعض الخبراء والمهنيين الشجعان للظهور على شاشات الفضائيات في حوارات مباشرة تحوم حول الملابسات المصيرية والخروقات الإدارية، فجاءتهم التهديدات المزلزلة من القوى الفوقية بوجوب الالتزام بعدم الظهور الاعلامي في الفضائيات، ثم خيروهم بين السكوت والاستقالة. وبين السبات والبطالة. .
فالموظفون غير مسموح لهم الآن بالتحدث في اللقاءات المتلفزة. وغير مصرح لهم بكتابة المقالات، أو تدوين التعليقات على صفحات منصات التواصل. .
فالموظف الآن خاضع بالكامل لقوة صارمة ترغمه على السكوت الأبدي. وغير مسموح له بالمطالبة بحرية التعبير في ظل شيوع سياسة تخييط الحلوق والأفواه. .
فاحذر الحقود إذا تسلط، والجاهل إذا قضى، واللئيم إذا حكم، والفاشل إذا تكبر، والغبي إذا تجبر، والمتحزب إذا سيطر. فقد يعتلي ظهر الجياد ذبابُ، ويقود أسراب الصقور غرابُ.لكن ما يدمي الفؤاد مرارة. أسدٌ وتنبح فوقهن كلابُ. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تصعد سياسة التهجير والتجويع تمهيدًا لطرد جماعي للفلسطينيين
أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن إسرائيل أصدرت منذ بداية العام 35 أمر تهجير قسري في قطاع غزة، بسياسة منهجية في إطار "هندسة تجويع وتهجير الشعب الفلسطيني".
وأوضح المرصد في بيان صدر اليوم أن تصعيد عمليات التهجير الجماعي يأتي في سياق تطبيق فعلي لاشتراط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف العدوان على غزة بتنفيذ ما يُعرف بخطة ترامب، والتي تتضمن ترحيل الفلسطينيين من القطاع.
واعتبر المرصد أن إعلان نتنياهو صراحة أن الهدف النهائي هو تهجير سكان غزة يشكّل اعترافا صريحا بأن الحرب لم تكن موجهة ضد فصيل بعينه، بل استهدفت الوجود الفلسطيني برمّته، في تعبير واضح عن نية الإبادة والاقتلاع الجماعي.
وأضاف المرصد أن القتل الجماعي، والتجويع المتعمد، والتدمير واسع النطاق الذي تنفذه إسرائيل ضد قطاع غزة، ليست أفعالا عشوائية، بل أدوات ممنهجة تستخدم في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن أوامر النزوح القسري تصدر دون أي مبرر عسكري حقيقي، وتهدف فقط إلى اقتلاع السكان من أراضيهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن حملة التهجير الحالية هي الأخطر منذ بدء العدوان، نظرا لتزامنها مع تصعيد في سياسة التجويع واتساع رقعة التدمير، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والتدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.