دبي في 24 سبتمبر/وام/ شهد قطاع الإعلام تطوراً لافتاً في دبي التي تمكنت من الوصول خلال فترة وجيزة إلى مكانة مرموقة كمركز رئيس للعمل الإعلامي في المنطقة، ما أهلها أن يتم اختيارها من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب كعاصمة للإعلام العربي على مدار عامي 2020 و2021 ، تقديرا لما قدمته من إنجازات أسهمت من خلالها في خدمة الإعلام العربي عبر العديد من المبادرات التي تركت بصمة واضحة على صفحة إعلام المنطقة ومن أهمها "منتدى الإعلام العربي" الذي تستضيف دبي هذا العام دورته الـ21، وجائزة الصحافة العربية التي تحولت إلى جائزة عامة للإعلام العربي بكافة أفرعه الصحافية والمرئية وكذلك الرقمية.


ولم تكن الريادة الإعلامية لدبي تتحقق في فترة قياسية لولا رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي كانت وراء تلك المبادرات والمشاريع التي أثبتت دبي من خلالها جدارتها كمحور للعمل الإعلامي في المنطقة العربية .
ولاشك أن المكانة المتقدمة لدبي في مضمار العمل الإعلامي هي ثمرة عمل تواصل على مدار سنوات بدأت ضمن أطر بسيطة واكبت البدايات الأولى لبزوغ نجم دبي كمركز اقتصادي رئيسي في المنطقة وأحد أهم مراكز المال والأعمال على مستوى العالم، والتي تسعى اليوم لتكون متصدرة لقوائم التنافسية العالمية في كافة المجالات، بما في ذلك مجال استكشاف الفضاء. وفيما يلي نستعرض أهم المحطات التي مر بها ركب التطور الإعلامي في دبي خلال فترة تناهز نصف قرن من الزمان.
تلفزيون دبي
في التاسع من سبتمبر عام 1969 وبمتابعة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، بدأ بث تلفزيون دبي باللونين الأبيض والأسود حتى عام 1974 الذي شهد البث بالألوان تزامناً مع احتفالات الدولة بذكرى الاتحاد الثالثة ليكوِّن النواة الرئيسية في إنشاء مؤسسة دبي للإعلام في العام 2003.
إذاعة دبي
تأسست إذاعة دبي عام 1971 وكانت معنية بالبرامج الإخبارية، وبرامج البث المباشر، إلى جانب البرامج الثقافية والشعرية الهادفة. وفي عام 2011 بدأ بث الإذاعة الجديدة "دبي إف إم"، التي أطلقتها مؤسسة دبي للإعلام بإشراف مجموعة من أمهر الكوادر الإماراتية والعربية.
صحيفة البيان.
في العاشر من شهر مايو عام 1980 أطلقت دبي أول صحيفة يومية حملت اسم "البيان" والتي تحولت إلى مدرسة صحفية استقطبت ألمع الأسماء العربية في عالم الصحافة المكتوبة و أشرفت على تخريج كوكبة من الصحفيين الإماراتيين، وهي اليوم تواصل تأدية رسالتها مؤكدةً مكانة دبي كمحطةٍ رائدة في صناعة الإعلام، وقد انضمت إلى مؤسسة دبي للإعلام عام 2003 إلى جانب قنوات المؤسسة التلفزيونية و الإذاعية.
صحيفة الإمارات اليوم.
تعد أول صحيفة من نوع " تابلويد" في المنطقة حيث صدر العدد الأول من الصحيفة في 19 سبتمبر 2005 وهي تركز على الشأن المحلي والقضايا التي تهم وتشد القراء من خلال القصص الصحفية الشيقة بالإضافة إلى تغطية معظم الفعاليات والأخبار في الإمارات والعالم، وانضمت في العام 2009 إلى مؤسسة دبي للإعلام.
نادي دبي للصحافة.
يعد نادي دبي للصحافة الذي تأسس في العام 1999 أحد أنشط نوادي الصحافة في العالم، كمنصة حيوية للصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي بصفة عامة. ومنذ انطلاقه، أخذ النادي على عاتقه مسؤولية تطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الطموحة لمستقبل الإعلام الإماراتي والعربي على وجه العموم.
جائزة الصحافة العربية.
تأسست جائزة الصحافة العربية في العام 1999 بهدف تعزيز الدور الإيجابي الذي تلعبه الصحافة في خدمة قضايا المجتمع، وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع من خلال تكريم المتميزين منهم، وتقدير إسهامهم في استعراض ومناقشة أهم الموضوعات الأكثر تماساً مع حياة الناس والأعمق تأثيراً في واقعهم ومستقبلهم. ويتولى نادي دبي للصحافة تنظيم الجائزة بصفته ممثل أمانتها العامة منذ انطلاقها وحتى الآن.
منتدى الإعلام العربي .
منتدى الإعلام العربي انطلق في العام 2001 وهو أحد أبرز مشاريع نادي دبي للصحافة، ويعد من أهم المبادرات التي شهدها قطاع الإعلام في المنطقة العربية قاطبة، مع نجاحه في تبوُّء مكانة متميزة كأبرز وأشمل ساحة للحوار المهنيّ المتوازن حول الموضوعات والقضايا المعنيّة بواقع ومستقبل الإعلام في عالمنا العربي، مع استقطابه لنخب الخبراء وقيادات العمل الإعلامي والمعنيين به من مختلف أنحاء المنطقة العربية والعالم.
جائزة الإعلام العربي.
في نوفمبر 2021، وعملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبمتابعة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، تحولت جائزة الصحافة العربية إلى "جائزة الإعلام العربي"، لتصبح أكثر شمولية بإضافة قطاعين جديدين إلى جانب قطاع الصحافة العربية، وهما قطاع الإعلام المرئي وقطاع الإعلام الرقمي علاوة على جائزة شخصية العام الإعلامية.
منتدى الإعلام الإماراتي
أطلق نادي دبي للصحافة "منتدى الإعلام الإماراتي" في العام 2013 كمنصة حوارية جديدة تبتعد عن القوالب التقليدية للنقاش بتبني رؤية جديدة تتيح المجال أمام مشاركة أرحب تجمع جيل الشباب بطموحه وتطلعاته الوثّابة نحو المستقبل
قمة رواد التواصل الاجتماعي.
القمة أطلقها النادي في مارس 2015، وكانت الحدث الأول من نوعه والأكبر على مستوى العالم للمؤثرين على قنوات التواصل الاجتماعي. وفّرت القمة عدة منصات لاستعراض أبرز التجارب والمشاريع والأفكار والمواهب في مجال التواصل الاجتماعي، واستكشاف أفضل سبل الاستفادة منها بما يعود بالخير على شعوب المنطقة العربية.
مدينة دبي للإعلام.
تعد الحلم الذي أصبح حقيقة مع بداية الألفية الجديدة حيث انطلقت مدينة دبي للإعلام في العام 2000 لتكون المشروع الواعد في صناعة الإعلام على مستوى العالم حيث تضم المدينة الحرة 4000 شركة إعلامية متخصصة وأصبحت مركزاً لكبرى وسائل الإعلام التي اختارت دبي لتكون مقراً لمكاتبها الخارجية لتكلل الجهود بالنجاح عام 2020 باختيار دبي عاصمة الإعلام العربي من قِبَل مجلس وزراء الإعلام العرب حيث لعبت مدينة دبي للإعلام دوراً محورياً في دعم مسيرة الإعلام العربي وتوفير البيئة المثالية لنجاحه
مؤسسة دبي للإعلام.
شهد العام 2003 ظهور كيان إعلاميّ رائد بإنشاء مؤسسة دبي للإعلام حيث تضم عدة قنوات متخصصة موجهة إلى المشاهد المحلي والعربي بالإضافة إلى إذاعاتٍ متخصصة تبث أثيرها على مدار الساعة وأول صحيفة صَدرَت في دبي " جريدة البيان " إذ لعبت المؤسسة دوراً محورياً في نقل صورة دبي إلى العالم من خلال التغطيات والبرامج التي تعزز من مكانة الإمارة عربياً وعالمياً
مجلس دبي للإعلام.
تم تأسيس مجلس دبي للإعلام بموجب قانون رقم (5) لسنة 2022 برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي، ويضم المجلس تحت مظلته مؤسسة دبي للإعلام والمكتب الإعلامي لحكومة دبي بهدف توحيد الرؤية الإعلامية للإمارة وتطوير استراتيجيتها كمركز إعلامي ريادي على المستوى الإقليمي والعالمي.
المنتدى الإعلامي للشباب.
تنطلق في 25 سبتمبر الجاري أولى دورات المنتدى الإعلامي للشباب، وذلك بالتزامن مع أعمال الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي.

ويؤكد المنتدى الجديد الدور الريادي لدبي في التصدي لأهم التحديات ومواكبة متطلبات التطوير الإعلامي في المرحلة الراهنة وبما يسهم في صنع مستقبل إعلامي أفضل على يد شباب موهوب ومبدع.

محمد نبيل أبو طه/ زكريا محي الدين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: محمد بن راشد آل مکتوم منتدى الإعلام العربی مؤسسة دبی للإعلام نادی دبی للصحافة المنطقة العربیة قطاع الإعلام الإعلامی فی فی المنطقة فی العام من خلال

إقرأ أيضاً:

الصورة الذهنيّة لمجلس التعاون في الصحافة العربية والغربية

ناصر أبوعون

في محاولة للبحث عن شكل ومضمون الصورة الذهنيّة لـ(مجلس التعاون لدول الخليج العربية) في عيون العالمين العربيّ والغربيّ، والتي تمثل الصحافة وشاشات التلفزة مرآة عاكسة لها؛ اتضح أن هناك مرآتين، الأولى: تعكس اهتمامات الإعلام الغربيّ والآسيوَيّ على السواء وتركّز على محور (الطاقة) من منظور اقتصادي وجيوسياسيّ، ولكنه يغمز تارةً ويصرّح أخرى إلى حقوق العِمالة الوافدة، ويوظّفها كورقة ضغط بإيعاز من قباطنة السياسة وأباطرة الرأسمالية العالمية وتوجهات ومصالح الحركة الصهيونية.

أمّا مرآة الإعلام العربيّ فتسلّط الضوء على الدور الإيجابي لمجلس التعاون الخليجي في تحقيق الأمن والاستقرار، وإن كانت توجّه سهام النقد الإيجابي نحو مسيرة المجلس والتي بلغت عمرها الرابعة والأربعين من منظور إقليميّ وقوميّ، ويرى الإعلام العربيّ في تراجع ملف "التكامل الاقتصاديّ"، وتباطؤ وتيرة تنفيذ مشاريع التعاون المشترك بين سائر بلدان المجلس، حجرَ عثرةٍ أمام حركة التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعيّ التي تستهدف النهوض بالشعوب الخليجية.

أمّا على صعيد المضمون، فنجد الإعلام الغربيّ يضع ثقله كاملًا في محورين استراتيجيين اثنين؛ يرتكزان على مبدأ تحقيق احتياجات الحكومات الغربيّة وتلبية تطلعات مواطنيهم، ويتمثل المحور الأول في تمتين "استراتيجية الطاقة"، والتي ترى في دول مجلس التعاون ذات الكتلة الجيوسياسية الممتدة مضافًا إليها العراق لا تعوقها أيّة موانع طبيعية أو صناعية وتمتلك الاحتياطي الأكبر حول العالم من النفط والغاز وتمثل شريان حياة للعالم الغربيّ والآسيويّ وعصب الأنشطة الاقتصادية وفي القلب منها الصناعة.

ثم يأتي المحور الثاني وينطلق من "استراتيجية التعاون الأمنيّ ذات البعد الاقتصاديّ"، من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربيّ والهند؛ للتأكيد على أنّ استقرار هذا الإقليم سياسيًا وأمنيًا يرتكز على معاهدات شراكة في مجالات الأمن والدفاع، وأنّ إمداد دول المجلس بأحدث الصناعات العسكريّة يُسهم في مزيد من تبريد بؤر الصراع، ويمثل حائط صدّ ضد أية أطماع خارجية.

لكن تظل سلطنة عُمان هي رُمانة الميزان التي تدير عملية تمتين العلاقات وأواصر القُربى بين دول المجلس وجيرانهم أو فيما بينهم وفق نهج الحياد الإيجابيّ.

أما على صعيد الإعلام العربيّ فنجده يركز على 3 محاور متساندة هي:

 الأمن الإقليمي: وفي هذا المحور تدور معظم المعالجات الصحفية والنقاشات المتلفزة ورؤى المحللين الخليجيين والعرب حول الإجابة عن سؤال: كيف نواجه الجريمة المنظمة؟ وكيف نواجه الإرهاب وتجفيف منابعه؟ وكيف نحمي الحدود السياسية والجغرافية من خطر الاختراق والتسلل؟ وكيف نطوّر "منظومة درع الجزيرة"؛ لتكون مظلة خليجيّة رادعة يركن إليها الجميع؟  التكامل الاقتصادي: ونجد في فلكه تدور 3 قضايا، ولكن ما زالت عالقة، ويتردد صداها منذ نشأة المجلس في ثمانينيات القرن العشرين، وهي: "ربط البنية التحتيّة" وهذه القضية قطعت دول مجلس التعاون فيها شوطًا كبيرًا، ثم تأتي قضية "الاتحاد الجمركيّ"، وهذه في طريقها إلى الحلحلة، ولكن ما زالت هناك بعض العناصر التقنيّة وسياسات التنفيذ تتقدّم بوتيرة بطيئة، وفي قضية "السوق الخليجية المشتركة" ما زال الأمل بعيد المنال، وهو ذروة سنام الوحدة، وحلمٌ يمكن تحقيقه من وجهة نظر مواطني دول المجلس.  السياسة الخليجية: المؤكد أن سائر دول المجلس تتفق على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمنيّ لبلدان المجلس، والنأي عن سياسة التجاذبات والاستقطابات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط التي تتقلب على سطح صفيح ساخن، وخاصةً بعد التغوّل الإسرائيليّ في فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان والصدام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودخول الصراع العربيّ الصهيوني إلى مناطق شائكة انتهت إلى صراع مسلح.

ويبقى القول.. إنّه رغم التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلّا أن الكثيرين يُعوّلون على "قمة المنامة" العديد من الآمال؛ وأهمها: إعادة النظر في التنسيق الأمني لحماية خطوط الملاحة البحرية، ولن يتأتى هذا إلّا بحلحلة القضايا العالقة مثل الصراع اليمني، ثم اتخاذ خطوات عملية في مسارين متوازيين؛ الأول: الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة وخاصة الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية لمواجهة خطر نضوب النفط مستقبلًا أو تدهور أسعار البيع وارتفاع كلفة الإنتاج.. إلخ من المتغيرات. وأمّا المسار الآخر فيركز على فلسفة التنويع الاقتصادي، وهو مرهون بالمضي قدمًا بوتيرة أسرع نحو سوق خليجية مشتركة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "الرسالة الدينية في الأثير من الوعظ إلى الإقناع" .. محاضرة لعميد إعلام الأزهر
  • هيئة تنظيم الإعلام الروسية تحجب روبلوكس بسبب تبرير الإرهاب ونشر محتوى مجتمع الميم
  • بعد تصدره تريند تويتر.. المسلماني يشكر المتفاعلين ويؤكد: ملتزمون ببناء إعلام وطني قوي
  • تطوير قاعات الأنشطة الإعلامية بمجمعات أسيوط والوادي الجديد
  • الصورة الذهنيّة لمجلس التعاون في الصحافة العربية والغربية
  • انطلاق فعاليات الدورة التدريبية التخصصية رقم «13» للإعلاميين الأفارقة الناطقين بالفرنسية
  • الأعلى للإعلام: انطلاق فعاليات الدورة التدريبية التخصصية رقم 13 للإعلاميين الأفارقة الناطقين بالفرنسية
  • وزارة الإعلام تشارك في المركز الإعلامي المصاحب للقمة الخليجية بالمنامة
  • "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة سوزان القليني لتوليها منصب المستشار الإعلامي لرئيس جامعة عين شمس
  • القومي للمرأة يهنئ سوزان القليني بمنصب المستشار الإعلامي لرئيس جامعة عين شمس