تمتلك مصر موارد طبيعية هائلة من الغاز الطبيعي، وتاريخ استكشاف واستغلال هذا المورد يعود إلى عقود عديدة، حيث تمثل صناعة الغاز الطبيعي في مصر نموذجًا للنجاح والتقدم، وتعزز من استقرار الاقتصاد وتسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية.

الغاز الطبيعي 

يشهد قطاع الغاز الطبيعي في مصر تطورًا مستدامًا ومثيرًا، وتلبي احتياجات السوق المحلية وتسعى إلى تعزيز مكانتها على الساحة العالمية كمورد رئيسي للغاز الطبيعي.

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، الثلاثاء، نتائج المزايدة العالمية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية لـ البحث عن الغاز الطبيعي والزيت الخام واستغلالهما في مناطق البحر المتوسط ودلتا النيل، المعلنة من خلال بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج والتي أغلقت في منتصف يوليو 2023.

وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان، إنه تمت ترسية 4 مناطق استكشافية منها 3 مناطق بالبحر المتوسط  - منطقتان لشركة إيني الإيطالية ومنطقة لتحالف شركات إيني وبي بي وقطر إنيرجي - ومنطقة واحدة بدلتا النيل لشركة زاروبيج نفط الروسية بحد أدنى للاستثمارات في فترات البحث تقدر بحوالي 281 مليون دولار، لحفر 12 بئرا كحد أدنى خلال مراحل الاستكشاف هذا بالإضافة إلى 7.5 مليون دولار منح توقيع.

وكانت الحكومة مدّدت في وقتٍ سابق من هذا العام موعد إغلاق المزايدة الخاصة بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في مناطق الامتياز المعلنة، التي تمّ طرحها في ديسمبر 2022، من شهر أبريل حتى منتصف يوليو، ومن ثم حتى أغسطس الماضي، لإتاحة المزيد من الوقت للشركات المتقدّمة، وتمتد فترة تلقي العروض في المزايدة حتى 25 فبراير 2024.

ونجحت الحكومة جزئياً في التحول إلى مركز للطاقة في المنطقة من خلال تسييل الغاز وإعادة تصديره، بعدما توقفت عن استيراد الغاز نهاية 2018، وتحولت إلى مصدّر له.

من جانبه قال مدحت يوسف الخبير البترولي، إن نتائج المزايدة العالمية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية لـ البحث عن الغاز الطبيعي والزيت الخام واستغلالهما في مناطق البحر المتوسط ودلتا النيل تؤيد جهد قطاع البترول في اجتذاب الشركات العالمية في البحث والاستكشاف عن البترول والغاز الطبيعي.

وأضاف "يوسف" لـ صدى البلد، أن جهد قطاع البترول واضح من كم عدد الآبار الملزم حفرها في تلك المناطق بما يعطي دفعة جديدة في إمكانيات مصر النفطية والغازية ومازالت الشركات العالمية تري مصر واعدة في المزيد من إنتاج النفط والغاز الطبيعي.

وتابع: المزايدة وقعت على لأربع مناطق هي ايني وبي بي وقطر للطاقة وزاروبيج نفط الروسية، بحد أدنى للاستثمارات في فترات البحث تقدر بحوالي 281 مليون دولار، لحفر 12 بئرا كحد أدنى خلال مراحل الاستكشاف.

جدير بالذكر أن وزارة البترول أعلنت الاثنين، طرح مزايدة عالمية جديدة للتنقيب عن الغاز والبترول في 23 منطقة جديدة، ويشمل الطرح 10 مناطق في الصحراء الغربية، واثنتين في الصحراء الشرقية، وسبع مناطق في خليج السويس، وأربع مناطق في البحر الأحمر.

جهود وزارة البترول 

يشار إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية  تخطط لحفر 35 بئراً جديدة للغاز الطبيعى باستثمارات تزيد على 1.5 مليار دولار خلال العامين الماليين 2023-2024 و 2024-2025 بهدف زيادة معدلات الإنتاج والاحتياطيات.

وكان قال وزير البترول المصري، طارق الملا، إن مصر تعتزم حفر 35 بئر غاز طبيعي بحلول 2025 باستثمارات 1.5 مليار دولار.

وأضاف الوزير أنه تم حفر 10 آبار خلال العام المالى المنتهى 2022-2023، والتي اسفرت عن تحقيق عدد من الاكتشافات أهمها كشف نرجس بالبحر المتوسط باحتياطيات حوالى 2.5 تريليون قدم مكعب غاز.

وأشار الملا إلى أنه جار تقييم نتائج المزايدة العالمية للبحث عن الغاز الطبيعى في 12 منطقة برية وبحرية بالبحر المتوسط والدلتا عقب اغلاقها في نهاية يوليو الماضى.

وأكد الوزير أن استراتيجية الوزارة، تعمل على الإسراع بتنمية الاكتشافات المتحققة، ووضعها على خريطة الإنتاج في اسرع وقت ممكن، مع ضرورة ترشيد الاستهلاك وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وسرعة التحول للطاقة الجديدة والمتجددة، ضمن استراتيجية الحكومة في هذا الصدد.

واستعرض الوزير الموقف التنفيذي لخطط تنمية حقل غاز ظهر، والتي تضمنت حفر واكمال 20 بئراً، علاوة على 5 آبار إضافية بدءاً من عام 2024، لدعم معدلات الإنتاج من الحقل التي تبلغ حاليا نحو 2.2 مليار قدم مكعب غاز يوميا، لافتاً الى الإجراءات المنفذة لدعم كفاءة أداء المحطة البرية للحقل، المخطط الانتهاء منها في منتصف العام المقبل، وتشمل مشروعات تطوير وتدعيم الشبكة الكهربائية التحت سطحية، والمرحلة الثانية لزيادة سعة وحدات المعالجة وتركيب وحدات الضواغط .

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 

يتوزع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر على عدة مناطق، حيث تأتي منطقة البحر المتوسط في المقدمة بنسبة 62% من الإنتاج الوطني، تليها دلتا النيل بنسبة 19%، وتأتي الصحراء الغربية في المرتبة الثالثة بنسبة 18%.

هذا الإنتاج يتم عبر عدة شركات مصرية وأجنبية مثل شركة بتروبل، وشركة إيني الإيطالية، وشركة أباتشي الأمريكية، وشركة بي بي الإنجليزية، وشركة شل الهولندية.

مؤخرًا، شهد قطاع البترول في مصر اكتشافات هائلة للغاز الطبيعي لتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة، من بين هذه الاكتشافات نجد حقل نورس بدلتا النيل وكشف شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل بالبحر المتوسط، ولكن أكبر هذه الاكتشافات كان كشف ظهر الذي يُعتبر من ضمن أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم.

وحقق قطاع البترول زيادة غير مسبوقة في الإنتاج خلال الخمس سنوات الماضية، ارتفع المتوسط اليومي للإنتاج من حوالي 4 مليار قدم مكعب يوميًا في عام 2015 إلى حوالي 7.1 مليار قدم مكعب يوميًا، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018، ثم ارتفاع مرة أخرى مع دخول بعض الحقول والآبار البحرية على خريطة الإنتاج ليصل أكثر من 7.3 مليار قدم مكعب غاز يوميًا.

من بين المشروعات الهامة في مصر هو حقل ظهر، حيث يقدر إجمالي استثمارات تنميته بحوالي 15.6 مليار دولار، حيث بدأ الإنتاج في ديسمبر 2017 وتزايد تدريجيًا ليصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا في أغسطس 2019، تم تنفيذ مراحل متعددة لهذا المشروع، بما في ذلك وضع الآبار وتشغيل وحدات تسهيلات الإنتاج برية وخطوط الإنتاج البحرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغاز الطبيعى البترول وزارة البترول قطاع البترول الغاز الطبیعی فی بالبحر المتوسط ملیار قدم مکعب البحر المتوسط وزارة البترول قطاع البترول ملیون دولار عن الغاز یومی ا فی مصر

إقرأ أيضاً:

نداء أممي لجمع 33 مليار دولار من أجل 135 مليون محتاج

جنيف - صفا أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلًا لجمع 33 مليار دولار للعام المقبل، بهدف الوصول إلى 135 مليون محتاج في 50 دولة. وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير يوم الاثنين، إلى أن الأولوية هي دعم 87 مليون شخص من ذوي الاحتياجات المنقذة للحياة. وأوضح أن النداء الإنساني العالمي سيعطي الأولوية للوصول إلى الأشخاص الموجودين في المناطق الأكثر تضررًا من الحروب وكوارث المناخ والزلازل والأوبئة ونقص الغذاء. وشدد على أن 23 مليار دولار من التمويل المطلوب، ستُستخدم بشكل عاجل لإنقاذ حياة 87 مليون شخص. وأفاد بأن الأمم المتحدة جمعت 12 مليار دولار فقط في إطار نداء المساعدات الإنسانية لعام 2025، وهو أدنى مستوى خلال السنوات العشر الماضية. ولفت إلى أن موظفي الإغاثة وصلوا هذا العام إلى 25 مليون شخص أقل مقارنة بعام 2024. وذكر أن المدنيين يتعرضون لانتهاكات صارخة لقوانين الحرب، وأن أكثر من 320 من عمال الإغاثة، ومعظمهم من الموظفين المحليين، قُتلوا خلال العام أثناء الصراعات الدائرة في مناطق تواجدهم. وبحسب التقرير، فإن أكبر خطة استجابة فردية لعام 2026 ستُخصَّص للأراضي الفلسطينية المحتلة "التي تشهد مستويات صادمة من العنف والدمار"، موضحًا في هذا الإطار أن الوصول إلى 3 ملايين شخص يتطلب توفير 4.1 مليارات دولار. وعلى صعيد السودان، أوضح التقرير الأممي أن البلد المذكور يشهد أكبر أزمة نزوح حول العالم، وأن هناك حاجة إلى 2.9 مليار دولار لدعم 20 مليون شخص. وأفاد بأنه من المخطط تخصيص 2.8 مليار دولار من التمويل المطلوب لمساعدة 8.6 ملايين شخص في سوريا. 

مقالات مشابهة

  • أدنوك للإمداد والخدمات تتسلم رابع ناقلة للغاز الطبيعي المسال
  • إنشاء مركز للغاز الطبيعي.. استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة النظيفة بالمغرب
  • مصر تكشف عن آبار جديدة للغاز
  • صادرات النفط العُماني تتخطى 256 مليون برميل.. و47.5 مليار متر مكعب إنتاج الغاز الطبيعي
  • وزارة البترول: نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية «شمال البسنت» بإنتاج 10 ملايين قدم مكعب غاز يوميا
  • الهجرة الدولية تطلب 4.7 مليار دولار لإنقاذ 41 مليون شخص
  • إنتاج الغاز الطبيعي في سلطنة عُمان يرتفع بنسبة 0.8%
  • أكثر من 47.5 مليار متر مكعب إنتاج الغاز الطبيعي في سلطنة عُمان
  • نداء أممي لجمع 33 مليار دولار من أجل 135 مليون محتاج
  • هل يسرّع الغاز الأميركي وتيرة تحول تركيا لمركز إقليمي للطاقة؟