محبة المصريين الكبيرة لسيدنا رسول الله من المسلَّمات المعروفة بين كل بلاد العالم، فهى محبة خالصة صادقة لا ينكرها أحد، وقد لا تجد فى بلدان العالم من يذكرون النبى فى كل كبيرة وصغيرة كما يذكره المصريون فى حياتهم وكلامهم اليومى، فلا يبدأ المصرى حديثاً إلا بقوله «طب صلى على النبى»، و«صلى على الحبيب.. قلبك يطيب»، ولا ينهى اتفاقاً إلا بقوله «اتفقنا بالصلاة على النبى»، ولا يستفتح أمراً إلا بقراءة «الفاتحة للنبى»، ولا يفض مشاحنة إلا بقوله «صلى على النبى»، وغير ذلك مما تعج به الثقافة المصرية العامية من ذكر وصلاة على رسول الله.

ويزخر التراث الكلامى المصرى بعبارات تعكس الحب والتقديس والتعظيم لمقام سيدنا رسول الله، فهذا يقول «النبى تبسم»، للدلالة على سُنة التسامح، وآخر يقول «خلى البساط أحمدى» للدلالة على سنة التواضع، وهذا يقول «والنبى ماتزعلش»، للدلالة على سنة التعظيم وعلو القدر لمن يحلف باسمه تعظيماً له.

بدوره، قال الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب مسجد الإمام علىّ زين العابدين لـ«الوطن»: «سيدنا النبى حاضر مع المصريين فى يومهم بالكامل، فمنذ الصباح تجد مقولة «بدأنا يومنا بالصلاة على سيدنا النبى»، وتجد من يدفع عنه الحسد يقول «يا عم ما تصلى على سيدنا النبى»، كأنه بالصلاة على النبى يدفع هذا الشر عنه، ويرد الحاسد لدينه، فالمصريون هم الشعب الوحيد فى العالم الذى يربط أداء فريضة الحج والعمرة بزيارة الحبيب فيقول «رايح أزور سيدنا النبى»، فهو يقدم سيدنا النبى ويعتبر محبته فرضاً أكبر من واجب العمرة ذاتها، كذلك فى السوق تجد التاجر يقول «صلاة النبى أحسن»، وللمصريين تكبيرات خاصة سميت باسم «التكبيرة المصرية»، والتى يذكر فيها الصلاة على النبى فى صلاة عيدى الفطر والأضحى».

وقال الشيخ أحمد تركى من علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله أحب مصر، ودعا لها وأحبه المصريون كما لم يحبوا أحداً غيره، مضيفاً: «الذى لا يعرفه الكثير أن المصطفى زار مصر ومر عليها وصلى على أرضها المباركة ليلة الإسراء والمعراج، فعن أنس بن مالك أن رسول الله قال: «أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها عند منتهى طرفها، فركبت ومعى جبريل، فسرت، فقال: انزل فصلِّ، ففعلت. فقال: أتدرى أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر. ثم قال: انزل فصَلِّ، فصليت، فقال: أتدرى أين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله عز وجل موسى. ثم قال: انزل فصلِّ، فنزلت فصليت، فقال: أتدرى أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى». وبحسب «تركى»، فكانت تسمية رسول الله لابنه من مارية المصرية «إبراهيم» أيضاً مجاملة لأهل مصر، حيث كانوا أهل كتاب، والعرب لا يشتهرون بتسمية أبنائهم إبراهيم، فسمى ابنه هذا الاسم ترضية لهم ومد جسر حب بينه وبينهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية رسول الله على النبى صلى على

إقرأ أيضاً:

فضل الأذان وثواب المؤذن للصلاة بالشرع

يعد الأذان شعيرة من شعائر الإسلام؛ قد رغَّب فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، ورتَّب الأجر العظيم على القيام به؛ حيث ورد في السنة المطهرة فضل الأذان وأجر المؤذنين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفقٌ عليه.

الأذان 


قال العلامة ابن رجب في "فتح الباري" (5/ 286، ط. مكتبة الغرباء): [فقوله: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول)، يعني: لو يعلمون ما فيهما من الفضل والثواب، (ثمَّ لم يجدوا) الوصول إليهما إلَّا بالاستهام عليهما -ومعناه: الإقراع-؛ لاستهموا عليهما؛ تنافسًا فيهما، ومشاحَّة في تحصيل فضلهما وأجرهما] اهـ.

وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (4/ 92، ط. دار إحياء التراث العربي): [فقيل معناه: أكثر الناس تشوفًا إلى رحمة الله تعالى؛ لأن الْمُتَشَوِّفَ يُطيلُ عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب] اهـ.

الكيفية الصحيحة لترديد الأذان عند سماعه

ورد في السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» متفقٌ عليه.

الأذان والمؤذن

فيُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا في الحيعلتين، وهي قول المؤذِّن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وعند قول المؤذِّن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت".

شروط الأذان:

هناك مجموعة من الشروط لصحة الأذان والمؤذن، كما أن هناك مأثور عن رسول الله ﷺ، يردد عند سماع الأذان؛ إذ قال سيدنا رسول اللهِ ﷺ : «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ». [أخرجه أبو داود].

شروط الأذان

- أن تكون كلماته متوالية؛ بحيث لا يفصل بينهما بسكوت طويل أو كلام كثير.

- وأن يقع كله بعد دخول الوقت، فلو وقع بعضه قبل دخول الوقت لم يصح، إلا في أذان الصبح فإنه يصح قبل دخول الوقت على تفصيل في المذاهب.

- وأن تكون كلماته مرتبة، فلو لم يرتبها؛ كأن ينطق بكلمة حي على الفلاح قبل حي على الصلاة لزمه إعادة ما لم يرتب فيه، فإن لم يعد لم يصح أذانه.

- وأن يقع من شخص واحد، فلو أذن مؤذن ببعضه ثم أتمه غيره لم يصح، كما لا يصح أذان تناوبه اثنان أو أكثر بحيث يأتي كل واحد بجملة غير التي يأتي بها الآخر.

- وأن يكون باللغة العربية، إلا إذا كان المؤذن أعجميًّا ويريد أن يؤذن لنفسه أو لجماعة أعاجم مثله.

- ويشترط النية؛ فإذا أتى بالألفاظ المخصوصة بدون قصد الأذان لم يصح.

شروط المؤذن:

وأضافت الإفتاء أن هناك شروط أيضًا للمؤذن، وهى:

- أن يكون مسلمًا؛ فلا يصح من غيره.

- وأن يكون عاقلًا؛ فلا يصح من مجنون أو سكران أو مغمى عليه، ولا من صبي غير مميز.

- وأن يكون ذكرًا؛ فلا يصح من أنثى أو خنثى.
 

مقالات مشابهة

  • محمد بن سعود: ذكرى عطرة خالدة في الوجدان
  • تعرف على الأحاديث التي تبيّن فضل الصدق وثماره
  • دعاء لمن تراكمت عليه ديون.. 7 كلمات تقضي عنك ولو كانت مثل جبل
  • الجيش الإسرائيلي يقول إن اليونيفيل تتعاون مع حزب الله
  • الاحتلال يغلق بوابة عطارة وينصب حاجزا قرب النبى صالح شمال رام الله
  • من هم ورثة الأنبياء؟
  • علي جمعة: المسلم يتعامل مع الكون كله برِقة ولِينٍ وانسجام
  • حكم الدعاء الجماعي بعد دفن الميت
  • فضل الأذان وثواب المؤذن للصلاة بالشرع
  • أفضل صيغ الصلاة على النبي لقضاء الحوائج وفك الكروب.. رددها دائما