موقع 24:
2025-11-08@06:47:52 GMT

سوناك بريطاني.. وعجمي أمريكي!

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

سوناك بريطاني.. وعجمي أمريكي!

قرأت مؤخراً مقالات وتغريدات تهاجم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك؛ بسبب مواقفه من الهجرة، وتتهمه بالعنصرية والمزايدة على أعضاء من حزبه المحافظ وتطالبه، بسبب جذوره الهندية ولأنه ابن مهاجرين، بمواقف أكثر تفهماً، بحسب وجهة نظرهم.



وفي الواقع، فإن هذه الاتهامات هي العنصرية، وليست قرارات سوناك؛ لأنها تنطلق في موقفها المنتقد عرق سوناك، وتطالبه بناء عليه بأن يتخذ قراراته.

أي بما أنه من جذور هندية فيجب عليه أن يقرّ سياسات، ويختار مواقفه السياسية والاقتصادية وربما حزبه بناء على ذلك، وأي خروج عن ذلك يوصف بأنه عنصري، أو يتخذ مواقف متصلبة، حتى لا يوصف بأنه يحابي المهاجرين.
ينسى هؤلاء الناقدون أن سوناك هو رئيس وزراء بريطانيا وليس الهند، لهذا فإن دوره الأساسي أن يخدم مصالح المملكة المتحدة قبل كل شيء. قراراته يجب أن تُرى بهذا المنظور ولو قرر أن يخدم مصالح بلاد أو أمة أخرى سيعدّ خيانة. بمجرد أن يأخذ الشخص جنسية بلد آخر فهو ملزم بخدمته والحفاظ على مصالحه والدفاع عن ترابه. وهذا ينطبق على كل البلدان وليس فقط الدول الأوروبية، فلو أن شخصاً أصبح عراقياً أو مصرياً أو سعودياً فيجب أن تكون مواطنته الكاملة خالصة لهذا البلد حتى لو كان قادماً من أقاصي آسيا أو أفريقيا.
وفي السياق نفسه، شاهدت مقابلة أخرى تتحدث عن المفكر الراحل فؤاد عجمي، ويشير المتحدث منتقداً عجمي، الذي تعود أصوله إلى جنوب لبنان، إلى أنه يقول في أحاديثه لوسائل الإعلام: «نحن الأميركيين»! وكأن هذا عيب أو نقيصة، ولكن العكس هو الصحيح. نعم هو أميركي كامل وخالص منذ أخذ الجنسية، ولم يعد لبنانياً حتى لو كانت جذوره كذلك. ولكن فكرة الاستنقاص منه وجعله يشعر بالحرج، والتوقُع منه أن يتخذ أفكاراً بناء على عرقه أو جذوره... هي، مثل سوناك، نوعٌ من العنصرية المستترة.
عجمي انتُقد كثيراً بسبب مواقفه من الغزو الأميركي للعراق الذي عدّه تحريراً من «الديكتاتورية البعثية»، ولكنّ ناقديه اتهموه بالخيانة واغتالوا شخصيته؛ بسبب خلفيته ومكان ميلاده. ويتهمونه بأنه «معادٍ للقضايا العربية» كما يصفونها. وبالطبع بالإمكان انتقاد عجمي بكل قسوة ولكن ليس بناء على جذوره وطفولته، بل بناء على مواقفه الفكرية والسياسية بشكل خالص من دون أن نخلط عرقه بفكره، ولكن الصحيح أن نفصل بينهما. لذا عندما يقول «نحن الأميركيين» علينا أن نصدقه ونراه أميركياً كامل الأميركية.
على الجانب الآخر نرى الظاهرة ذاتها تحدث مع المفكرين الأميركيين من الجذور السوداء الذين يوصفون بأنهم مثل بسكويت «أوريو»، أي سود من الخارج وبيض من الداخل. من هؤلاء الكاتب المفكر شلبي ستيل، فقد ذكر في كتبه ومحاضراته الانتقادات التي تُوجه له لأنه لا يتبنى العقيدة الآيديولوجية التي لا ترى في العنصرية سبباً في تراجع المجتمع الأسود داخل أميركا، ولكن يعيدها لأسباب ثقافية مثل الإحساس بالمظلومية، وأسباب سياسية عندما يستغلها الساسة لكسب أصوات السود بتعزيز الإحساس بالظلم في أوساطهم، ولسياسات حكومية بسبب تقديم التعويضات التي أدت إلى قتل الطموح ووهن العزيمة (أشرت إلى كتاب شلبي ستيل «عقد الذنب البيضاء» في مقال «لنوقف إطلاق النار على أقدامنا!»). المطلوب من ستيل أن يتبنى الخطاب السائد لدى النخب والساسة والمجتمع الأسود، وإلا سيعد خائناً لعرقه حتى لو كان في ذلك ضرر عليهم وعلى المجتمع الأميركي والدولة. مثل سوناك وعجمي وستيل وكثيرين غيرهم مطلوب أن يحاصروا بعرقهم وجذورهم ولا يخرجوا عن هذه القوالب الآيديولوجية حتى يوم وفاتهم وإلا سيعدون خائنين وخارجين عن مبادئ أمتهم. ولكن ستيل يرى في نفسه أميركياً قبل أي شيء آخر، ويبحث عن الخير لها من دون أن يؤثر عليه أي شيء آخر.
هذا النوع من العنصرية والاستنقاص من كل أحد يأتي من جذور مختلفة بأن عليه أن يؤمن بأفكار معينة ويتبنى خطاباً محدداً هدفه الابتزاز الفكري والنفسي، بحيث تمنع الأشخاص أن يختاروا الفكر أو الحزب أو البلد الذي يريدون، بناء على خلفياتهم الإثنية والثقافية، والهدف الآخر هو منع تشكُل نماذج أو موديل يحفز الشباب ليسلكوا الطريق ذاتها من دون خوف، لهذا هم يتعرضون سريعاً للاغتيال وتحطيم السمعة. لكن الواقع أن الإنسان حر في أن يختار ما يريد، ولا علاقة لطفولته وجذوره بأن تدفعه نحو نمط معين من التفكير والانتماء السياسي كما يطالبون، وخياره لجنسية بلد معين يعني ولاءه الكامل له والدفاع عنه، وليس خيانته والتنكر له.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بناء على

إقرأ أيضاً:

بطولة عامل سكك حديدية بريطاني تنقذ أرواح ركاب قطار ... إيه الحكاية؟

أشادت السلطات البريطانية بالعامل في السكك الحديدية سمير زيتوني ذو الأصول الجزائرية والبالغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، بعدما أظهر شجاعة استثنائية خلال هجوم طعن جماعي وقع على متن قطار متجه من دونكاستر إلى لندن، حيث تمكن من إنقاذ عدد من الركاب والتصدي للمهاجم رغم تعرضه لإصابات بالغة في الرأس والعنق، وقد وصفت شرطة النقل البريطانية تصرفه بأنه بطولي بكل المقاييس، مؤكدة أنه ما زال في حالة حرجة لكنها مستقرة في المستشفى، وذلك وفقًا لما نشره موقع BBC

إشادة واسعة من الشركة وزملائه

أعربت شركة LNER المشغلة للقطار عن فخرها بالعامل الشجاع الذي يعمل ضمن طاقمها منذ أكثر من عشرين عامًا، وقال ديفيد هورن، المدير العام للشركة، إن سمير لم يتردد لحظة واحدة في حماية الركاب أثناء الأزمة، مشيرًا إلى أن تصرفه يعكس روح التضحية والشجاعة، وأكد أن الشركة تقف إلى جانب عائلته وتدعمه حتى تعافيه الكامل

دعم وتعاطف من العائلة والمجتمع

أصدرت عائلة سمير بيانًا أعربت فيه عن فخرها الكبير به، موضحة أن ما فعله لم يكن مفاجئًا لأنه بالنسبة إليهم كان دائماً بطلًا، وأضافت العائلة أنها تأثرت بشدة برسائل الدعم والمواساة التي تلقتها من الناس، وأشادت بالرعاية التي يتلقاها في المستشفى وبالدعم الكبير من زملائه في العمل.

تفاصيل الحادث الأليم

بحسب شهود العيان، تصدى سمير للمهاجم ومنعه من طعن فتاة صغيرة مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وقد وقع الهجوم على متن القطار المتجه من دونكاستر في جنوب يوركشاير إلى محطة كينغز كروس في لندن عند الساعة السادسة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءًا بتوقيت غرينتش، وأفادت الشرطة بأن المشتبه به ويدعى أنطوني ويليامز البالغ من العمر اثنين وثلاثين عامًا، وُجهت إليه عشر تهم بمحاولة القتل.

تصريحات رسمية وتطورات الحالة

أشادت هايدي ألكسندر، وزيرة النقل البريطانية، بشجاعة سمير قائلة إن ما أبداه من بطولة كان مذهلًا حقًا، مؤكدة أن هناك أشخاصًا أحياء اليوم بفضل أفعاله، فيما أعلنت الشرطة نقل عشرة أشخاص إلى مستشفى أدينبروك في كامبريدجشير، وخرج ستة منهم بعد تلقي العلاج، بينما لا يزال أربعة آخرون في حالة مستقرة.

بطل من بين الركاب

أجمع ركاب القطار على أن تصرف سمير زيتوني كان حاسمًا في تقليل عدد الضحايا، إذ بادر بشجاعة إلى مواجهة المهاجم رغم خطر الموت، ليصبح رمزًا للبطولة والتضحية في وجه العنف، وشاهدًا على إنسانية تتجاوز الحدود والأصول، وتبقى خالدة في الذاكرة البريطانية كقصة رجلٍ ضحّى بنفسه لإنقاذ الآخرين.

طباعة شارك عامل بريطاني سكك حديدية قطار ركاب قطار بطولة عامل بريطاني بريطاني عامل سكك حديدية

مقالات مشابهة

  • الأمير هاري يعتذر مازحا لكندا بسبب خطأه في ارتداء قبعة فريق بيسبول أمريكي
  • نتنياهو: لا نطلب الإذن من أمريكا بالتحرك ولكن نخبرهم فقط بخطواتنا
  • نتنياهو: لا نطلب الإذن من أميركا بالتحرك ولكن نخبرهم فقط بخطواتنا
  • تل أبيب .. إجتماع عاجل للمجلس الوزاري المصغر بسبب حزب الله
  • جدعون ليفي: المقهورون في إسرائيل بحاجة إلى ممداني خاص بهم
  • تحقيق بريطاني يكشف شبكة كوردية تدير نشاطات غير قانونية للمهاجرين
  • هل صلاة قاطع الرحم صحيحة؟.. «الإفتاء»: نعم .. ولكن ثوابها منقوص
  • 100 سائح بريطاني يحطون الرحال في وهران
  • بطولة عامل سكك حديدية بريطاني تنقذ أرواح ركاب قطار ... إيه الحكاية؟
  • "يو.إس ستيل" تعتزم استثمار 11 مليار دولار مع "نيبون ستيل"