نوافذ :أنفسٌ تستوطن الألم
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
[email protected]
من قال: «إن الفضيلة بين طرفين؛ كلاهما رذيلة» كأنه وضع حكما قطعيا في مجموع الممارسات التي نقوم بها، ففي كل الممارسات التي نقوم بها نضع أنفسنا على محك الحكم؛ الذي يكاد أن يكون قاطعا، وذلك لحساسية النتائج المتوقعة من أي فعل نقوم به، فكلنا بلا استثناء نستحضر معنى الفضيلة في كل ما نقوم به، وليس هناك من يشذ عن ذلك؛ إلا من كان في قلبه مرض، فذلك يعد من الاستثناء، ولأن هذه الفضيلة محفوفة بمخاطر الانزلاق نحو الرذيلة، فترانا نُجَيِّرُ بعض الممارسات بمخالفات نحسب أنها تغطي فعل الرذيلة، فمن شدة حرصنا على الصدق، قد نقع في الكذب، فنقع في «قتل الحقيقة؛ وإعدام الصدق» وكلاهما فضيلة، حيث نتوارى خلف الكذب، حتى لا يكشف الآخر حقيقتنا، وما ينطبق على الكذب؛ ينطبق على سوء الظن بالآخر؛ الذي يوصف بـ «قتل اليقين والأمل» والصورة ذاتها تنطبق على كل ما نقوم به في حياتنا اليومية، وبالتالي فهذه الصورة لن تبهج النفس إذا سارت على نفس النسق، فهي صورة مؤلمة، ولا بد من تجاوزها، فبقاؤها على امتداد خط سير الحياة اليومية، لا أتصور أنها تُعلي من شأن الحياة التي نود أن نعيشها آمنة مطمئنة.
يندر أن يمر يوم لا نسمع فيه عن حالة قتل، أو اغتصاب، أو خيانة أمانة، أو حالة فساد، يحدث كل ذلك «مع سبق الإصرار والترصد» أي يحدث ذلك بملء إرادة الإنسان، وغير مجبر على الإطلاق، وهذا في حد ذاته استيطان للألم، وليس مكافحته، والتقليل منه، مع أن الحقيقة الماثلة أن مجمل الأسباب التي تجعل هذا الإنسان يقوم بكل ذلك، لا تتحقق من أثر الفعل السيئ الذي يقوم به، وهل يعقل أن تبنى الحياة الآمنة المطمئنة، والفضائل والمثل السامية بتأسيس سيئ؟ هذا ما لا يتصوره عاقل إطلاقا؛ إلا من كان في قلبه درن، وما أكثر الأنفس المحملة بأدران الممارسات السيئة.
تحل اللحظة الآنية؛ وكأنها صورة حالمة لتحقيق الحلم، فتثير في الأنفس أهواءها، فتظن أن اللحظة الحاسمة التي ترتكب فيها غواية ما، من شأنها أن تفضي إلى مساحة زمنية تحقق فيها الأنفس ما تحلم به، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخر، والإشكالية هنا هي المبالغة في الفعل السيئ، الذي يرى فيه البعض أنه اللحظة الحاسمة لتحقيق المراد، فمن يُقْبِلُ على قتل نفس، يظن أنه بهذه الخطوة سوف تتسع له مساحة الأفق أكثر، لأنه أزال ما يراه سدا منيعا لتحقيق ما يصبو إليه، والفكرة أو النظرة ذاتها تنطبق على الكذب والظلم والفساد والسرقة والغش والخيانة، وعلى هتك الأعراض؛ وغيرها.
في مشهد تلفزيوني؛ كانت المذيعة تحاور المستضاف؛ وكادت أن تُقَطِّعَ ثوبها القصير من كثرة ما تشده لكي يغطي ركبتيها البارزتين، كل ذلك لإعادة الحياء والعفة إلى نفسها، ولو في تلك اللحظة القصيرة من عمر البرنامج، وهي بسلوكها هذا تعكس معاناة مؤلمة للنفس، لا تستطيع إخفاءها، مع أن الحقيقة لم يجبرها أحد على ارتداء ذلك الفستان القصير لكي توقع نفسها في ذلك الموقف، وتمتحن نفسها أمام جمهورها العريض، وكثير من هذه الصور نراها؛ حيث يتوارى الناس خلف الستائر في لحظات تتيح لهم أن يعيدوا لأنفسهم اعتبار الفضيلة، ليقينهم أنهم أوقعوا أنفسهم بين طرفيها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تقنيات الوخز بالإبر الجافة… دورة تدريبية في جامعة حمص
حمص-سانا
اختتمت اليوم في كلية العلوم الصحية في جامعة حمص دورة تدريبية باختصاص العلاج الفيزيائي، تحت عنوان “تقنيات الوخز بالإبر الجافة”.
واستهدفت الدورة التي استمرت 20 يوماً، طلاب وخريجي قسم المعالجة الفيزيائية في الجامعة، وطلاب جامعة الرشيد الخاصة، وحملة شهادات المعاهد المتوسطة، وفق عدة محاور هي: الألم الليفي العضلي والنقاط المؤلمة، وتعريف ومدخل في تقنيات الإبر الجافة، والتقييم الفيزيائي ودواعي تطبيق التقنية على مختلف أنحاء الجسم.
وأشار عميد كلية العلوم الصحية الدكتور حازم دهمان، إلى أن الدورة تأتي ضمن سلسلة الدورات التي تنظمها الكلية على مدار العام، وتهدف إلى تزويد الطلاب بمعلومات وخبرات عملية غير موجودة ضمن المنهاج الدراسي.
وشارك في الدورة، بحسب نائب عميد كلية العلوم الصحية والمشرف عليها الدكتور صلاح غازي، نحو 51 متدرباً ومتدربة، وتضمنت عدداً من المواضيع العلمية المتقدمة، منها التعريف بتقنية الإبر الجافة ومبادئها وآلياتها الفيزيولوجية، واستطباباتها ومضادات استطباباتها، وآلية تأثيرها على الألم العضلي الليفي والنقاط الحساسة.
وأشارت المشاركة بالدورة، اختصاصية العلاج الفيزيائي سلوى حسن، إلى أن الدورة متقدمة جداً وتعالج حالات شائعة، منها متلازمة الألم الليفي العضلي، وتم التدريب عليها وتطبيقها على المرضى، وعادت بنتائج جيدة جداً مقارنة بالعلاج التقليدي.
بدورها بينت اختصاصية العلاج الفيزيائي رشا عبد السلام، أن تقنية الوخز بالإبر تعطي نتائج سريعة وتقلص عدد جلسات العلاج الفيزيائي التي يحتاجها المريض.
تابعوا أخبار سانا على