"قطر الندى" .. صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، عدد خاص من مجلة "قطر الندى" احتفالا باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة.

وحفل عدد شهر أكتوبر بموضوعات منوعة تمثل دفترًا لأحوال الحرب، وقد حرصت هيئة التحرير على رسم صورة لمصرنا الحبيبة منذ خمسين عامًا، وتصوير كل مشاعر العزة والفرح للشعب المصرى بالنصر العظيم، من خلال الأشعار والقصص والسيناريوهات المصورة، وغيرها، حتى يتعرف الطفل على أجواء وبطولات حرب أكتوبر.

وقد جاء مقال رئيس التحرير الكاتبة نجلاء علام بعنوان "فرحة النصر"، حيث كتبت: 
"تحتفل مصر باليوبيل الذهبي لانتصار قواتنا المسلحة فى حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث سطر الشعب المصري مع جيشه أعظم تضحيات وبطولات، وتقديرًا لهذه التضحيات والبطولات، تصدر مجلتكم قطر الندى عددًا خاصًا بهذه المناسبة العظيمة".

تنوع العدد بالمواد الأدبية والفنية عن حرب أكتوبر، وكانت البداية مع الغلاف الذي يمثل شجاعة الجندي المصري في المعركة، وهو من رسوم الفنانة مروة إبراهيم، كما جاء الغلاف الخلفي بعنوان "شهداء وأبطال" من تأليف الكاتب جار النبي الحلو ورسوم الفنان الكبير حسن عبد الغني.

واحتوى العدد على سيناريو مصور بعنوان "جيش البطولات" للكاتب محمد فرح، ورسوم الفنان زكريا عبد العال، واستعرض السيناريو في صفحاته المعارك المهمة التي خاضها الجيس المصري منذ عهد مينا موحد القطرين، ثم قصيدة بعنوان "أغلى انتصار" للشاعر بهجت صميدة ورسوم الفنانة دعاء رمضان، وتناول موضوع "معارك وبطولات" أهم وأشرس معارك حرب أكتوبر، ومنها معركة تبة الشجرة ومعركة المزرعة الصينية ومعركة الفردان، وغيرها.

الجندي المجهول


وفي العدد نقرأ "الجندي المجهول" قصة للكاتب مصطفى غنايم والفنانة آية يوسف، وقد حرصت القصة على تعريف الطفل بالنصب التذكاري ومعنى الاحتفاء بالجندي المجهول الذي ضحى في سبيل وطنه.
ومن حكايات الحرب الحقيقية تصحبنا الكاتبة منى الشيمي حول "المصحف الذي أنقذ صاحبه" وكيف كان الإيمان بالله رفيق الجنود والأبطال على الجبهة.

ويحتفي الشاعر أشرف قاسم بالنصر بقصيدة بعنوان "أكتوبر يا شهر النصر" من رسوم الفنانة رحاب جمال الدين، وفي بستان ندى تسأل الكاتبة عفت بركات الأطفال: في ذكرى النصر ماذا تريد أن تقدم لوطنك. وفي محبة يتنافس الأطفال على الإجابة حيث تظهر مشاعر الانتماء لوطنهم الحبيب، وتصاحبهم رسوم الفنان الكبير صلاح بيصار.

وتكتب رئيس التحرير موضوعًا عن "أشهر أغنيات حرب أكتوبر"، ويتناول أغنيات بسم الله، الحلوة بلادي، دولا مين، عبرنا الهزيمة، سمينا وعدينا، رايات النصر، وكلها أغنيات تم إذاعتها في أوائل أيام الحرب.

كان نداء حرب أكتوبر "الله أكبر" ملازمًا للجنود ومبشرًا بالنصر، وعن هذا النداء يقدم الكاتب زياد فايد قصته برسوم الفنانة منى حسين، وبعدها يقرأ الطفل قصيدة "نحبك مصر" للشاعر محمد عبد الستار الدش، ورسوم الفنانة سيدة أحمد، ويتناول سيناريو "شارع انتصارات أكتوبر" للكاتب عبد الهادي شعلان، ورسوم الفنان عمرو رجب فرحة الأطفال بالاحتفال بذكرى النصر العظيم، وتزيين شارعهم برسوم تعبر عن حرب أكتوبر، وفي قصة "نصر" من تأليف الكاتب جمال مراد مصباح، ورسوم الفنانة نشوى سعيد، يتعرف الطفل القارئ على الضابط نصر الذي يضرب مثلا يحتذى به للأطفال.

وتنشر مجلة قطر الندى بوستر على صفحتين من رسوم الفنان محسن عبدالحفيظ، يعبر عن فرحة الأطفال بعودة سيناء الحبيبة لحضن الوطن بعد حرب أكتوبر المجيدة، ثم يأتي السيناريو المصور "صالح عطية بطل من سيناء" للكاتبة عزة أنور ورسوم الفنان عبد الله أحمد، ويتناول حكاية هذا الصبي الذي كان عين القوات المصرية على معسكر الأعداء، ويعظم الشاعر طارق مراد دور الشهيد من خلال قصيدته "الشهدا ما بيموتوش" ورسوم الفنان نبيل السمالوطي.

وفي موضوع بعنوان "البطل الشهيد" يتم استعراض سيرة أشهر شهداء حرب أكتوبر، ومنهم، اللواء شفيق متري سدراك، الرقيب محمد حسين محمود وهو أول شهيد في حرب أكتوبر، الرائد طيار عاطف السادات، اللواء مهندس أحمد حمدي.  

ويحكي الكاتب إبراهيم حمزة، عن مشاركته في جائزة أدب الحرب التي كانت تقيمها الشئون المعنوية بالتعاون مع جريدة أخبار الأدب، وفرحته بالفوز وهو مجند في القوات المسلحة. ويغني الشاعر طاهر سعيد للشهيد من خلال قصيدته، المنشورة برسوم الفنانة منى حسين.

وعن المقاومة الشعبية ودورها في مدن القناة يقدم الكاتب فؤاد مرسي موضوعًا يستعرض أبرز رموز المقاومة.

وإلى كل أطفال مصر الآن الذين لم يعرفوا الكثير عن حرب أكتوبر، قدمت مجلة قطر الندى مقتطفات من خطاب الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام والذي ألقاه يوم 16 أكتوبر 1973.

وفي باب ألوان وحروف يصحبنا الكاتب د. حمدي سليمان، مع الأطفال الموهوبين حيث يعبروا برسومهم الجميلة عن فرحة النصر، ثم نقرأ قصيدة للشاعرة الصغيرة الموهوبة "ندى جمعة مقلية" من محافظة البحيرة بعنوان "هوامش نصر"، وكذلك نقرأ مقالة للصديقة الموهوبة "جنى هشام" من الجيزة بعنوان "خمسون عامًا على النصر".

ويتألق الجندي المصري في باب التلوين عالم ألوان، رسوم الفنان سعيد بدوي.
ويقدم الشاعر مسعود شومان قصيدة تتغنى بسيناء الحبيبة بعنوان "فيروزة الأوطان" مع رسوم الفنانة رشا منير وتلوين الفنان تامر شاهين.

وفي يوميات النصر يستعرض الموضوع أهم محطات أيام حرب أكتوبر، من الساعة الثانية يوم السادس من أكتوبر، وكيفية تحديد ساعة الصفر، حتى وقف إطلاق النار، يتبعها لوحة للفنانة الصغيرة "أميرة إبراهيم حمزة" تعبر عن حرب أكتوبر المجيدة.

وتختتم هيئة التحرير التي تضم الكاتب الطاهر شرقاوي مدير التحرير، والفنانة رحاب جمال الدين سكرتير التحرير، مواد المجلة ببورتريه للبطل الشهيد إبراهيم الرفاعي، أكد على شجاعته وبسالته، فقد حصل على نوط الشجاعة العسكري، كما حصل على وسام نجمة سيناء بعد استشهاده.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني انتصارات اكتوبر اليوبيل الذهبى عن حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا

في أوضاع كالحرب، ينجرف الناس في الغالب، كالقطيع، وراء عصبية يؤمنون بأنها محقة، فلا يرون لا الآخر ولا المستقبل، ولا يدركون أنهم بذلك يزرعون بذور كراهية تقود إلى اندثار. ومن الجائز أن هذا المنطق ينطبق أكثر من أي جهة أخرى على الإسرائيليين الذين ما إن وقع السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اصطفوا جميعهم تقريبًا خلف موقف لا يرى في الفلسطينيين إلا وحوشًا بشرية ينبغي إبادتها.

ومن قلة من الكتاب وأصحاب التجارب، وقف الكاتب المسرحي يهوشع سوبول، البالغ من العمر 86 عامًا، ليحذر من منطق القطيع ويشير بأصبعه نحو طريق آخر. والحقيقة أنه كان سبّاقًا إلى نقد اليمين الإسرائيلي وتشبيه سلوكياته ومواقفه بالمواقف النازية.

في مقابلة مطولة مع ميريام إليستر نُشرت في موقع "زمان" بمناسبة عيد "شفوعوت"، ينتقد سوبول الوضع الراهن ومجريات الحرب والعصبية الحاكمة والمحركة للأحداث. وبشكل متواضع يرى أن لديه الكثير مما يقوله، ولكن المشكلة أن آذان الأغلبية باتت صماء لا تود الاستماع إلا لما يروق لها.

ولا تشفع له في ذلك مسرحيات كتبها وشاع أثرها السياسي والفكري في الماضي، لتركيزها على عرض تساؤلات حول الهوية اليهودية والإسرائيلية مثل: "فلسطينية"، و"روح يهودي"، و"ثلاثية الغيتو"، و"سيندروم أورشليم". كما لم تشفع له أغانٍ كتبها ورددها كثيرون قبل حوالي 50 عامًا مثل "أغنية الأرض المجنونة".

إعلان

سوبول من مواليد "بيت ليد" عام 1939، لوالدين هاجرا من أوكرانيا، وخدم في الجيش في الكتيبة 50 التابعة للواء "ناحال" في أواخر الخمسينيات. ويقول إنه طوال خدمته في الجيش لم يقتل أحدًا، رغم أنه كان بوسعه فعل ذلك.

ويضيف: "ذات مرة في عام 1959 ذهبنا في دورية في رمال نيتسانا للقبض على مهربي أسلحة قادمين من مصر إلى القطاع. كان معروفا أنهم يأتون على ظهور الجمال. سرنا على الكثبان الرملية، وفجأة في الأفق، على بعد 400 متر، ظهر جمل وراكبه. كنت رامي المدفع الرشاش، فقال لي قائد فرقتنا: اقتلوه! صوبت المدفع الرشاش فوق رأسه بحوالي متر ونصف، حسب تقديري. قفز الرجل عن الجمل واختفى. تقدمنا نحو الجمل الذي كان واقفا هناك ساكنا. فتحنا الكيسين الكبيرين المعلقين به، وظننا أننا سنجد بداخلهما قنابل يدوية، لكنهما كانا يحتويان على علف دجاج".

وأضاف "شعرت أنني فعلت الصواب. شيء ما في داخلي قال: لست متأكدا من أنه خطير حقا. كنت في التاسعة عشرة والنصف من عمري آنذاك".

وشدد سوبول في المقابلة على أن "استخدام العنف كفرد وكشعب يجب أن يكون في حالة لا خيار فيها. عندما يكون هناك خيار، لا تستخدم العنف". وأكد "وجوب تطبيق تعليمات إطلاق النار كتعليمات لبدء الحرب، مع استخدام القوة بشكل متناسب".
وأضاف "استخدام القوة بشكل متناسب هو أحد أهم مبادئ حكمة الشعب. لا تستخدم كل قوتك، لأنك إذا فعلت ذلك ستفقد التناسب، مما يؤدي إلى تدمير البيئة، وفي النهاية تدمير نفسك أيضًا".

مظاهرة في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإصراره على الاستمرار في الحرب لتأمين موقعه في رئاسة الوزراء (رويترز) الفوضى التي تخدم نتنياهو

قال سوبول "أعتقد أن هذا ما يحدث لنا الآن في غزة، والهدف بالطبع هو كسب الوقت وإبقاء بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء". واعتبر أن السابع من أكتوبر "سقط على نتنياهو من السماء. كان في ورطة مع ائتلافه والمحاكمة التي كانت جارية ضده. لولا 7 أكتوبر، لكان قد اخترع الحرب بالفعل". وأضاف: "حتى الآن يتحدثون عن هجوم آخر على إيران، بينما يعلن ترامب أنه سيعقد صفقة معهم. بمعنى آخر، هناك حرب من أجل الحرب، لا هدف لها سوى إبقائنا في حالة من الفوضى. والفوضى تخدمه".

إعلان

وفي رده على سؤال: كيف حالك؟ أجاب: "هناك معنى ضمني لهذا السؤال: هل أنت في سلام مع نفسك، فما سلامك؟ أقولها صراحة، من الصعب هذه الأيام أن تكون في سلام مع نفسك. أنا غاضب جدا مما يحدث هنا. أدرك أن تأثيري على الواقع معدوم، ولا يعبر عنه إلا بالكلمات والفن والمسرحيات. لكن هذا مجال تعتمد فيه على النظام، فهل يريدون سماع ما لديك لتقوله؟ حسنا، لدي ما أقوله، لكن لا توجد رغبة في سماع ما لدي. كأنك تبث، وجميع أجهزة الاستقبال مغلقة. لذا فأنت تخاطب نفسك".

وأضاف "لنأخذ على سبيل المثال ما قاله يائير غولان. لقد أخطأ خطأ واحدا: ليس لدى اليهود هوايات، بل لديهم فرائض. لدينا حكومة تنظر إلى الفلسطينيين كعماليق. "اذكروا ما فعل بكم عماليق" (تثنية 25). ومن المعروف أن إبادة عماليق، بما في ذلك نسله وأولاده وزوجاته وما إلى ذلك، هي فريضة. هناك خبراء في الشريعة اليهودية يدعون أن مصطلح عماليق قد ألغي في مرحلة ما على يد حكماء التلمود الذين قالوا إنه منذ أن فعل سنحاريب ما فعله، اختلطت الأمم، ولم يعد هناك سبيل لمعرفة من هو عماليق ومن ليس كذلك. بعبارة أخرى، لقد أدركوا أن هناك اندماجا، وأن هناك على الأرجح الكثير من نسل عماليق بيننا. أي أن إبادة عماليق هي إبادة أيضا للجزء منا الذي يتصرف كعماليق. أعتقد أننا ندفع ثمن اغتيال رابين اليوم.

في نظره، كان إسحاق رابين آخر قائد اتسم بالنزاهة والقوة وفهم معنى الحرب. وليس من قبيل المصادفة أنه مر بأزمة قبل حرب الأيام الستة، وخرج منها وأدار الحرب بأفضل ما يمكن لقائد عسكري أن يديرها. لقد أدرك أن الحرب أسوأ ما يمكن أن تقحم نفسك فيه، حتى لو انتصرت. قبل اغتياله الفعلي، اغتالوه معنويا. اغتالوه أخلاقيا. وصفوه بأنه مضطهد، مضطهد للشعب. وعقوبة "المضطهد" هي الموت. بمعنى آخر، استخدموا ضده جميع القيم الظلامية الموجودة في اليهودية، التي تحتوي أيضا على عناصر أخلاقية ومستنيرة. زعم سبينوزا أن "القيم المشتركة بين جميع الأديان هي ما فيها من خير، وما يفرقها هو ما فيها من شر".

يهوشع سوبول: نحن الآن في دوامة انتقام، وهذه هي أكثر العلاقات تدميرا، لأن الانتقام لا حدود له (رويترز) عُصاب الحرب

يرى سوبول أن "الحرب في الأساس تعبير عن العصاب، ونادرا ما تكون مسألة ضرورة وجودية، مثل الصراع على مصدر مياه. نحن في حالة عصاب تام". ويضيف: "لا أعتقد أن العيش بدافع الكراهية أمر جيد. إذا شعرت بكراهية شيء ما، فابتعد عنه".

ويشرح واحدة من أهم مشاكله: "حدث لي هذا بعد مسرحية متلازمة القدس، التي كتبتها وأخرجتها جدليا بيسر، وعُرضت عام 1988 على مسرح حيفا. ظننت أنني أقدم هدية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الدولة. تحذر المسرحية من سيطرة التعصب على العقلية والسياسة الإسرائيلية. رأيت، وما زلت أرى، في التعصب سبب تدمير الهيكل الثاني والخطر الكامن في اليهودية، لأن كل تعصب في نظري انتحار. عندما عرضت المسرحية، تعرضتُ للضرب ردا على ذلك".

ويعتقد أن "اليمين هو من أدرك شيئا عميقا. أدرك أن المسرحية كشفت، كصورة أشعة سينية، عن ورم خبيث سيهدد وجودنا جميعا. ذلك التعصب الذي جعلنا نعتبر الأرض عطية من الله، وكل هذا الهراء الذي يبرر كل شيء. بمجرد أن تؤمن به، يزول الشك تماما. لا داعي لمراجعة أفعالك. أنت تتصرف وفقا، إن صح التعبير، للتبرير الإلهي".

إعلان

ويضيف "تلقيت حينها ضربة موجعة. تركت أنا وجدليا إدارة المسرح، وشعرت بموجات من الكراهية حتى من داخل معسكري. لم يقف أي مسرح بجانبنا. لم يتضامن معنا أحد. تلقينا أيضا انتقادات سلبية من النقاد، حتى اللاذعين منهم. شعرت بالكراهية. وعندما شعرت أنني بدأت أكره نفسي، تراجعت وغادرت البلاد لبضع سنوات".

وقال إنه عاد بعد سنوات من الغربة في بريطانيا وفرنسا: "اشتقت للوطن. اشتقت إليه فحسب. لطالما كانت علاقتي به علاقة حب مشوب بالجروح. جروح وقبل، كما في الأغنية التي كتبها ابني. أي حب مكان أو شخص مصاب بعصاب. رأيت سيطرة الغطرسة -وهي في الحقيقة عصاب- على الوطن، بعد حرب الأيام الستة. الانفصال عن الواقع. الجبروت. أستحق كل شيء، وما لا يعطونني إياه راضين، سأخذه بالقوة. لأنني هنا، أستطيع أخذه بالقوة".

ويتابع "كما يحدث الآن في غزة. لكننا نرى أن هذا لا يجدي نفعا، لأسباب عديدة. كما تغير شكل القتال. من جهة، الصواريخ. ومن جهة أخرى، حرب العصابات، التي أصبحت متطورة للغاية. إن مواجهة عدو لديه نزعة انتحارية أمر سيئ للغاية. فليس لديه ما يخسره. يقطعون عليه مستقبله ويقولون له: لا أفق لديك. لا شيء تنتظره. في اللحظة التي لا شيء تنتظره ولا أفق لديك، يهيمن عليك الاندفاع الجنوني نحو الموت، لأن الموت هو الأفق الوحيد".

ويختم "نحن الآن في دوامة انتقام، وهذه هي أكثر العلاقات تدميرا، لأن الانتقام لا حدود له".

الكاتب يهوشع سوبول يشير إلى مخاطر الحرب كـ"عصاب تام"، داعيا للتخلص من الكراهية والتركيز على المستقبل والسلام (غيتي) "لامك" الانتقام

يقول سوبول "في الكتاب المقدس تعبير شيق عن الانتقام. أول تعبير له هو لامك (شخصية توراتية، حفيد قابيل) في سفر التكوين: "وسمع لامك صوت المرأة في أذنيه قائلا: قتلت رجلا لأجل جرحي وطفلا لأجل كدماتي". وهذا ما طرحه يائير غولان، ربما ليس بأفضل صيغة. طرح حقيقة لا يمكن تجاهلها. نحن نمارس فعل لامك. لامك مخلوق بلا عقل. لا يشغل باله شيء سوى: أَقتل، أَقتل".

إعلان

ويرى: "نحن شعب أسس دولة من رماد الانتقام العنصري، يفعل ما فعل به بعد بضع عشرات من السنين. وأعتقد أن نقطة التحول الحاسمة في إسرائيل جاءت مع النصر المذهل في حرب الأيام الستة، والذي أحدث انقساما في الساحة الإسرائيلية فورا. بالمناسبة، كان بن غوريون مؤيدا لإعادة القدس الشرقية، ثم منع من إجراء مقابلة معه على إذاعة (غالي تساهل). هذا ما أخبرني به يعقوب أغمون آنذاك. وبالطبع، البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش، الذي تحدث عن إمكانية أن نصبح يهودا نازيين. لقد فهم ما تفعله السلطة بشعب حقق نصرا كهذا ويظن أن كل شيء جائز له".

ويخلص سوبول إلى القول "هناك جوانب في العقلية الإسرائيلية تعجبني. الصراحة، على سبيل المثال. أنا حذر من التعميمات، لكن هذا ليس شعبا غبيا، مع أنهم بذلوا قصارى جهدهم لكسب قلوبهم. لقد جعلَنا النصر في الأيام الستة ثملين بالسلطة، والسلطة غبية، إذا أدمنتها. هناك 3 أشياء تجعل الإنسان غبيا: السلطة، والمال، والشرف. هذه الثلاثة لا يشبع المرء منها".

ويبدي تفاؤله بالمستقبل: "انظروا إلى ما حدث في أوروبا خلال الـ100 عام الماضية، على سبيل المثال. لقد عانت أوروبا من جحيم مرتين: 15 مليون ضحية في الحرب العالمية الأولى، و70 مليون ضحية في الحرب العالمية الثانية. دمار شامل للمدن والقرى والبلدان. حتى أدركوا أن المصلحة المشتركة تفوق ما يفرقهم".

مقالات مشابهة

  • حلا شيحة تحتفل مع الجمهور بهذه المناسبة
  • الأنبا بيجول يهنئ الأنبا ويصا باليوبيل الذهبي لسيامته أسقفا
  • قصور الثقافة تفتتح معرض "تجربة شخصية" بالمنيا ضمن مشروع المعارض الطوافة
  • الحد الأقصى للسحب ورسوم ماكينات ATM وتطبيق إنستاباي
  • شاهد.. جنات في ظهور نادر لها عبر انستجرام
  • أفراح الكرامة.. مهرجان للفن التشكيلي في جمعية بيت الخط العربي والفنون
  • «بعد افتتاح عيادتها الثانية بـ قطر».. شام الذهبي في صدارة التريند
  • الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا
  • 10 آلاف متفرج يعودون لزمن الفن الذهبي.. نوستالجيا فورها يشعل جدة
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تبارك للإمبراطور العودة من جديد وحسناء السوشيال ميديا تسخر منها: (أحمد ده بيغني من قبل ما تنفخي وتشفطي اتلهي)