لبنان ٢٤:
2025-06-26@23:59:31 GMT

باسيل يحاول إنقاذ تياره...

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

باسيل يحاول إنقاذ تياره...


نجح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بتجاوز أزمة المرحلة التي تلت إنتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون، اذ ان كل التوقعات كانت تشير الى ان "التيار" سيتعرض لانتكاسة سياسية تكاد تضعه على هامش الحياة العامة بعد خروج عون من قصر بعبدا، لكن هذا الأمر لم يحصل، واستطاع باسيل، لاسباب كثيرة، معظمها خارج عن ارادته،الاحتفاظ بدور جدي لا يمكن تجاوزه، وهذا ما يحاول البناء عليه.



منذ العام ٢٠٠٦ بدأت خسائر التيار الشعبية، بعضها كان مرتبطاً برفض فئة شعبية من جمهور عون السير بالتحالف مع "حزب الله"، والبعض الآخر مرتبط بالاداء الحزبي لباسيل وبالدور الذي لعبه "التيار" عموما داخل المؤسسات الدستورية والذي لم يترقِ الى مستوى الشعارات الكبرى التي رفعت وارتبطت بمكافحة الفساد والمحسوبيات والمحاسبة العامة، لكن الضربة القاضية جاءت في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩.

تراجع حضور "التيار" شعبيا بشكل كبير بعد الثورة وانفجار المرفأ والانهيار الاقتصادي الذي اصاب لبنان خلال عهد عون، ووصل تأييده داخل الشارع المسيحي الى ادنى مستوى له، لذلك وفور الخروج من السلطة قرر باسيل الاستفادة من الوقت الضائع الذي قد يطول، في ظل الفراغ، من أجل اعادة تحسين واقعه الشعبي، خصوصا انه بات خارج السلطة وقدرته على إقناع الناس بأنه غير مسؤول باتت أسهل..

وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يقوم بنوع من اعادة تصحيح الاداء الحزبي من خلال مصالحة الحزبيين الذين ابتعدوا عن "التيار" في السنوات الاخيرة ولم يذهبوا الى تأييد أحزاب اخرى، وتساعده في ذلك قدرته على تعيين مسؤولين محليين في المناطق تابعين له بشكل كامل، حيث يتم التواصل مع عدد كبير من الحزبيين والمؤيدين الذين باتوا غير ناشطين، ويتم الأخذ بملاحظاتهم الحزبية، وتخفيف حدة التوترات والاشكالات التي سيطرت على علاقة بعض القيادات ببعضهم البعض. 

وترى المصادر أن الخطاب اليميني، او الأصح الخطاب المتمايز عن "حزب الله" الذي يرفعه باسيل مؤخرا، يعيد شد العصب العوني وتحديدا الفئات التي ترفض تاريخيا اي تقارب مع حارة حريك، في الوقت الذي لا يؤدي هذا الخطاب الى إزعاج المتعايشين مع تفاهم مار مخايل في البيئة المسيحية على اعتبار أن التحالف السياسي لا يزال قائما وستعود الامور الى سابق عهدها. هذا التوجه الجديد يرعاه الرئيس السابق ميشال عون بشكل كامل من خلال جولاته المناطقية مانحاً شرعية حزبية وسياسية لباسيل.

هكذا يحاول باسيل اعادة تنظيم وتحسين الواقع الشعبي لحزبه بالتوازي مع سيطرته على حالة الاعتراض النيابية التي كادت تفجر تكتل "لبنان القوي" قبل أشهر، ولعل نجاح رئيس "التيار" في مهمته سيؤدي الى تكريسه زعيما جدياً للعونيين، أما فشله فيها فسيعني أن الحالة العونية ستستمر في الإنحسار السريع شعبيا ونيابيا في ظل تعاظم قوة بعض خصومها المسيحيين...
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خطاب الحرب

أما وقد رفعت الحرب راياتها، وشدت إليها مطايا وأرحل، وأكلت النيران العباد والبلاد، وسنت القاتلات الماحقات، وأعِدت الهالكات المفنيات، وسويت الشاهقات العاليات بأسافل الأرض، وعاث بنو صهيون في الأرض تِيه مارد طليق اليد واللِسان، وأقيم خطاب القوة قبل السلام، فإن عجْزا في خطاب الفكر قد حل، وصمْتا للعقل قد ساد، إذ أطلقت أيادي مجانين المال وتحصيله من الحروب والأوبئة قد غلب.

يعنيني جدا أن يتفكر الأدب -وهو مجالي وعالمي- في ما يحيط به من عوالم، يعنيني أن يقول الفكر قوله في هذا العالم الذي يقام فيه خطاب الكراهية ويعيد توزيع العالم وفق إرادة القوة. أهتم كثيرا بالخطاب، بما في ذلك الخطاب السياسي، لأني أعتقد أن اللغة هي -دوما- أداة أثر وتأثير، ومنها يمكن أن نتبين أبعادا وأن نقرأ أرضيات، وأن ندرِك نفسيات.

أولا وجب أن نقف على نمط من خطاب المخاتلة و«الكذب» الذي يسوغ في حالة الحرب لا في حالة السلم، وأن نتبين أن حرب القول، لا تقل منزلة ولا أثرا عن حرب السلاح، حرب إيران، مشروع قتال مفن، وضع الناس على فوهة بركان، وخاصة أناس الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج العربي.

هنالك خطاب قوي سائد أولا هو خطاب الكيان الإسرائيلي، هو خطاب لا منطق فيه، ولا سند له، غير أن العالم أعرض عن الوجاهة وعن المنطق وانخرط في زمن «فتونة الأقوياء»، خطاب الكيان الصهيوني، هو خطاب معاقبة من يرفضه، ومن يقف ضده بقوة السلاح، بقوة التدمير، دون حد أو ضبْط، ودون رقيب أو حسيب، وقد سادت عبارة صدرت عن رأس السلطة في هرم حكم الكيان الضالِ المضل، ابن يامين نتنياهو، تبدو عادية، بسيطة، تلقاها العالم بكل رضا واستسلام، وهي المقولة التي قال فيها: «الرئيس ترمب وأنا أقول دائما إن السلام يأتي من خلال القوة، القوة أولا، ثم يأتي السلام»، معادلة جديدة في منطق جديد لكون جديد، القوة ثم سلام يفرضه الأقوياء، أو هو استسلام في شكل سلام.

لا تعنيني السياسة في شكلها العملي في هذا المقال، ولكن تعنيني كثيرا سياسة الخطاب، كيف يبْني القوي خطابا مختلفا، خارجا أحيانا عن حدود الأعراف، وعن المنطق، ليصبح هو ذاته منطقا يحتج به. خطاب نتنياهو بعد ضربة أمريكية لدولة مستقلة، لها حرمة حدودها، وهي إيران، هو خطاب القوي، الذي انطلق بمفرده، لضرْب دولة قرر هو معاقبتها ومنعها من امتلاك السلاح النووي، قدر هو أنها اقتربت من صناعة النووي، ولذلك وجب أن ينقذ العالم منها، وسوق لهذا الخطاب، خطاب المنقذ، في حين أنه علنا، محا بفعلته تلك، كل ما بنته الحضارة الحديثة، من أمم متحدة تتخذ القرار بمعاقبة أو محاربة الدول التي تقدر أنها تهدِد السلم الكوني.

منطق الأشياء أن العالم الحديث تخلص من شريعة الغاب، ومن اتخاذ القرارات الفردية بإقامة الحروب، وتحديد الخارج عن السِرْب، من هي إسرائيل لتنوب الكون وتعتدي على دولة سيادية، لا تربطها بها حدود، وتتهمها بما هي مالكته، تتهمها بنية الطموح لامتلاك سلاح نووي تشرِع إسرائيل لنفسها امتلاكه، وتمنع الغير حتى من التفكير في تحصيله؟ هل صارت إسرائيل قاتلة الأطفال والنساء، الدولة التي تتهمها الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية، هي حامية العالم؟ يكتسب الكيان الإسرائيلي قوة خطابه من مباركة أمريكا له، ومن مساندة العالم أيضا لما يفعله، وكأن أصحاب عصبة الأمم المتحدة اتفقوا على أن الفعل الغاصب هو الفعل الحق.

هذا باب من خطاب استسلم له الكون وقبله وروج له، وهو خطاب حول جذريا من اعتقاد إنساني ساد إيمانا بالإنسانية وبالعدالة الكونية، وهو اعتقاد سقط وهوى في أيامنا هذه، في انتظار قيام وعي جديد وإنسان جديد يؤمن بمبادئ كونية جديدة، لا نعرف محتواها.

في السياق نفسه يصرح وزير الدفاع الأمريكي بعد ضرْب أمريكا لإيران قائلا: «العملية ضد إيران كانت جريئة ورائعة»، استرعت اهتمامي في هذا التصريح عبارة «رائعة»، وهي عبارة متساوقة مع خطابات سائدة لترمب يسم بها كل فعل أمريكي عموما، ويصف فيها الانتصار الساحق الذي وصف به تدمير المفاعلات النووية الإيرانية، وما فعله أيضا من «تخليص» للكون من «الشرير»، دور المخلِص هو دور عقدي يؤديه شخص ترمب من جهة ونتنياهو من جهة ثانية، ودور «الشرير» تحدد لأهل غزة أولا، ثم لإيران ثانيا، وعودا إلى عبارة وزير الدفاع الأمريكي في وسْمه للعملية ضد إيران بالرائعة، فإن الروعة تلحق عملا فيه إبهار وتأثير، وله أثر إنساني عادة، فالرائع في المعاجم هو «الذي يجاوز الحد فنا أو حسنا أو شجاعة أو أخلاقا»، وما قام به الطيار الأمريكي الذي ألقى قنبلة، وهو عديم كل شعور إنساني، أو معرفة ذاتية بأثرها، أو وعيا وعلما بمن يحارب، هو فعل جمادي، لا يرتقي للحيوانية، لأنه قد يبيد مدينة كاملة برضعها وشيوخها بفعله «الرائع»، المروع، فالحيوان يقتل بحثا عن الطعام، أما الإنسان الأمريكي فإنه يقتل وهو يؤدي وظيفته. خطاب الروعة، لا صلة له بالشجاعة، فالطيار يمتطي حصانا معجِزا، ولا صلة له بالفن ولا بالجمال، وإنما صلته الأمتن بالتكنولوجيا التي يمتلكها صاحب الخطاب ويذل بها الكون، ويريد أن يقلب بها مفاهيم الوجود، «مطرقة منتصف الليل» درس في الخطاب وأثره، هي بيان لقوة تعيد توزيع مفاهيم الحق والباطل، العدل والجوْر، المنقذ المخلِص والشرير، المحور والهامش.

«مطرقة منتصف الليل» هي استعادة لخطاب ديني، يتبوأ فيه المنقذ المخلص دور حامي الكون، وهو الذي يحدد المارق، الكافر، وهو أيضا الذي يستمد قوته من شرعية دينية «عادلة، تمكنه من «معاقبة» الأشرار، صاحب قوة القول، مستند إلى قوة فعل، وهو حامل مطرقة يهرس بها كل رأس يخرج من قمقمه.

مقالات مشابهة

  • التجدد للوطن: لاغتنام فرصة التهدئة والسلام للعمل الى اعادة لبنان الى دوره كنموذج حي لحرية المعتقد
  • باسيل استقبل رئيس بلدية بسكنتا مع وفد
  • استمرار خطة الترشيد.. مدبولي: لا تخفيف لأحمال التيار الكهربائي
  • عبد المسيح التقى الرئيس عون: لضرورة الاستمرار في سياسة الحياد التي حمت لبنان
  • خلال 24 ساعة... إليكم المهام التي أنجزها الدفاع المدني
  • التيار السلفي التزم الصمت.. ثروت الخرباوي: الإخوان أردوا ظهور أنفسهم في حرب إيران وإسرائيل
  • تأجيل اعادة إجراءات محاكمة متهم بأحداث فض النهضة لـ 28 يوليو
  • خطاب الحرب
  • منسى دان التفجير الارهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق
  • سفير السودان بالقاهرة يشارك في فعاليات النسخة العاشرة لملتقى بناة مصر