اهتمام عالمي متزايد بالطاقة النووية.. ما هي مشاريع دول الشرق الأوسط ؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التحول الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في مجال الطاقة مع تزايد اهتمام العديد من دول المنطقة بالطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة المستدامة بعد سنوات من الاعتماد على النفط والغاز.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "عربي21"، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد اهتماما متزايدا بتطوير صناعة الطاقة النووية، حيث أعلنت كل من الإمارات والسعودية عن مشاريع جديدة للطاقة النووية، حيث تبدي العديد من الحكومات في العالم اهتماما مجددا بالطاقة النووية "منخفضة الكربون" كوسيلة لتنويع مصادرها بعيدا عن الوقود الأحفوري ودعم الاحتياجات المتزايدة للسكان أثناء الانتقال الأخضر.
وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية مؤخرا عن خطط لتطوير محطات نووية جديدة بناء على قدراتها النووية الحالية لإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة.
وحاليا يبدو أن العديد من دول الشرق الأوسط ترغب في تطوير برامجها النووية الخاصة لضمان أمن الطاقة مستقبلا والمساهمة في التحول الأخضر العالمي، وفق الموقع.
وذكر الموقع أن العديد من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما الخليج، تدرس برامج الطاقة النووية أو تخطط لها أو شرعت في تنفيذها، بما في ذلك السعودية وقطر والكويت.
وأشار التقرير إلى أن صناعة الطاقة النووية تتوسع في الشرق الأوسط ولكنها لا تزال في مراحلها الأولى، وتقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية المساعدة للعديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة لتطوير برامج نووية.
وتابع، "في الشرق الأوسط لا يوجد حاليا سوى محطتان نشطتان للطاقة النووية، هما محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران التي تضم مفاعلا واحدا قيد التشغيل ومحطة براكة للطاقة النووية في الإمارات التي تضم أربعة مفاعلات.
ومع التزام العديد من دول الشرق الأوسط بتعهداتها بخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول منتصف القرن، تمثّل الطاقة النووية بديلا منخفض الكربون للنفط والغاز، اللذين لا تزال العديد من الدول تعتمد عليهما في الطاقة والإيرادات، بحسب التقرير.
وأردف، أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنت الطاقة النووية في الشرق الأوسط، بإطلاق محطة براكة للطاقة النووية في سنة 2019 بطاقة إنتاجية تصل إلى 5.6 جيغاواط كهربائي. حيث تأمل أن تظل رائدة عالميا في مجال الطاقة طوال فترة التحوّل الأخضر.
وأورد الموقع أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية "الجهة المسؤولة عن تطوير قطاع الطاقة النووية في البلاد"، وقّعت في وقت سابق من هذا العام الجاري ثلاث اتفاقيات مع معهد بحوث عمليات الطاقة النووية الصيني، والمؤسسة النووية الوطنية الصينية لما وراء البحار، والمؤسسة الصينية لصناعة الطاقة النووية من أجل زيادة قدرتها النووية.
وتشمل الاتفاقيات الثلاث التعاون في عمليات الطاقة النووية، والمفاعلات المبردة بالغاز ذات درجة الحرارة العالية، وإمدادات الوقود النووي والاستثمار فيه. وقد تعهدت الحكومة مؤخرًا بزيادة إنتاجها من الطاقة النووية لتغطية 6 في المائة من احتياجاتها الطاقية بحلول سنة 2050، وتتوقع العمل في إطار شراكة مع الصين لتحقيق هذه الأهداف على مدى العقود المقبلة.
ويذكر تقرير الموقع، أن السعودية تطمح إلى بلوغ 17 جيغاواط من القدرة النووية بحلول سنة 2040، حيث أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي، التزامها بتطوير برنامج للطاقة النووية وتعهّدت بضمان لوائح أكثر صرامة في هذا القطاع.
وسبق أن صرح وزير الطاقة السعودي سلمان آل سعود بأن البلاد ستعمل بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للخضوع لفحوصات أكثر صرامة استعدادًا لتطوير قطاعها النووي.
وخلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، أكّد وزير الطاقة السعودي أن "بلاده اتخذت موخرا قرارا بإلغاء بروتوكول الكميات الصغيرة الخاص بها والانتقال إلى تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة كاملة النطاق"، مضيفا أن "المملكة ملتزمة من خلال سياستها المتعلقة بالطاقة الذرية بأعلى معايير الشفافية والموثوقية".
ويأتي القرار السعودي بعد سنوات من الضغوط التي مارستها الوكالة الدولية للطاقة الذريّة لحمل العديد من البلدان التي لديها بروتوكولات الكميات الصغيرة على الانتقال إلى اتفاقية الضمانات الشاملة لضمان الالتزام بالجهود الدولية لمنع الانتشار النووي، بحسب التقرير.
وفي الوقت الحاضر، تملك السعودية مفاعلاً نوويا صغيرا تم تطويره بدعم من الأرجنتين لكنه لم يدخل قيد التشغيل بعد.
وأضاف، أن السعودية ستتمكن وبموجب اتفاقية الفضاء الكندية، من الوصول إلى المواد الانشطارية لبدء العمليات.
واستدرك التقرير، أن السعودية تسعى للحصول على امتيازات من الولايات المتحدة لتطوير برنامجها للطاقة النووية، وهي تطالب بمساعدة أكبر في مجال الطاقة النووية من واشنطن مقابل الموافقة على التطبيع مع "إسرائيل".
وأشار، "إلى أن إسرائيل تعارض هذا الطلب نظرا لخوفها من إمكانية قيام السعودية بتطوير إمكاناتها في مجال الأسلحة النووية. وعلى نحو مماثل، رفض العديد من المشرعين في الولايات المتحدة وأوروبا هذه الخطوة".
ويرى الموقع، أن منطقة الشرق الأوسط تعد أقل تطورا إلى حد ما من عدة أجزاء أخرى من العالم، إلا أنها تُظهر اهتماماً متزايداً بتطوير قطاع الطاقة النووية، حيث تعمل كل من الإمارات والسعودية على تسريع تطوير برامج الطاقة النووية وضخ مبالغ ضخمة من التمويل في المفاعلات النووية الجديدة.
كما تعمل عدة دول أخرى في المنطقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتخطيط للتطوير النهائي لبرامج الطاقة النووية الخاصة بها.
ومن شأن تطوير القطاع النووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط أن يساعد العديد من البلدان في الحفاظ على موقعها الريادي في قطاع الطاقة في عالم يبتعد تدريجياً عن النفط والغاز، بحسب الموقع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الطاقة النووية الإمارات السعودية السعودية الإمارات الطاقة النووية التحول الاخضر تقليل الانبعاثات صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الدولیة للطاقة الدولیة للطاقة الذریة فی الشرق الأوسط للطاقة النوویة الطاقة النوویة النوویة فی العدید من فی مجال
إقرأ أيضاً:
ميناء المستقبل يحتضن مشاريع الطاقة العملاقة
استقبلت "دي بي ورلد – مصر" في ميناء العين السخنة سفينة "إنيرجوس إسكيمو" وهي وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة (التغويز: التحويل إلى غاز)، ضمن عملية تقنية معقدة تعكس التوسّع النوعي في قدرات الميناء لخدمة مشاريع الطاقة المتقدمة، في إنجاز جديد يُجسّد جاهزيتها للعمليات على المستوى العالمي.
وتعد هذه العملية دليلاً على مرونة البنية التحتية وكفاءة التشغيل في ميناء السخنة، أحد أهم أصول "دي بي ورلد" في مصر والمنطقة.
ورست السفينة التي تديرها شركة "نيو فورترس إنيرجي" في الميناء لاستكمال تعديلات فنية دقيقة تشمل تعديل مشعب الغاز عالي الضغط، وذلك تجهيزًا لرسوها على رصيف ميناء سوميد لبدء عمليات الضخّ إلى الشبكة القومية للغاز الطبيعي، ما يُبرز قدرة دي بي ورلد – مصر على دعم المشاريع التقنية الدقيقة لقطاع الطاقة العالمي، وتنويع خدماتها البحرية، تماشيًا مع المتطلبات المتنامية للاقتصاد المصري.
تساهم سفينة "إنيرجوس إسكيمو" بشكل مباشر في تعزيز مرونة مصر في مجال الطاقة، مما يضمن إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
وكان رسوّ سفينة "إنيرجوس إسكيمو" من بين ثلاث عمليات بحرية استراتيجية رسّخت بها دي بي ورلد – مصر ريادتها الإقليمية خلال أسبوع، فهي لم تقتصر على استقبال السفن فقط، بل ساهمت أيضاً في تشكيل مستقبل التجارة والطاقة والسياحة في مصر والمنطقة، حيث أثبت ميناء السخنة مرونته العالية في التعامل مع السفن الضخمة، سواء كانت منصّات تغويز، أو ناقلات حديد، أو سفنًا سياحية، ما يعزز موقع الميناء كمركز لوجستي وتجاري وسياحي متكامل.
وبهذه المناسبة، قال محمد شهاب، الرئيس التنفيذي، "دي بي ورلد مصر": "أثبتت "دي بي ورلد - مصر" كفاءتها ودقتها في استقبال وخدمة السفن الضخمة على اختلاف أحجامها وأنواعها، سواءً كانت ناقلات بضائع سائبة أو منصات غاز طبيعي مسال أو سفن سياحية، حيث تتم مناولة البضائع وخدمة المسافرين وفق أعلى المعايير العالمية. وباعتباره بوابة رئيسية لمصر ومنطقتي شرق وشمال أفريقيا وآسيا وغيرها، يواصل ميناء السخنة، من موقعه الاستراتيجي، عملياته المتقدمة لتسهيل تدفق الحركة التجارية والسياحية دعمًا لرؤية مصر الاقتصادية الطموحة".
أكبر شحنة حديد في تاريخ مصر
وفي إطار إنجازاته المتواصلة، استقبل ميناء السخنة سفينة "بيرج كوجو" العملاقة، القادمة من البرازيل، وعلى متنها 180.008 طن من خام الحديد لصالح شركة حديد عز، وتُعدّ هذه الشحنة أكبر حمولة لمركب صبّ جاف تستقبلها الموانئ البحرية المصرية، تمت مناولتها بكفاءة باستخدام الأرصفة بعمق 17 مترًا ورافعات متطورة، ما يعكس جاهزية "دي بي ورلد" للتعامل مع شحنات المواد الخام الضخمة التي تخدم قطاعي الصلب والصناعة في مصر.
يبلغ طول السفينة 300 متر، وتحتل مكانة عالمية ضمن أكبر سفن الصبّ الجاف، ما يُجسد الثقة المتزايدة في البنية التحتية المتطورة لميناء السخنة، فيما يتعلق بالعقود الاستراتيجية طويلة الأجل التي تدعم مستهدفات الدولة نحو تحقيق ريادة صناعية مستدامة.
ويشكل استلام هذه الشحنة جزءًا من اتفاقية استراتيجية طويلة الأجل لنقل 6 ملايين طن من خام الحديد عبر السخنة سنويًا، ما يؤكد أهمية الميناء في تمكين الطموحات التصنيعية في مصر.
السياحة البحرية.. ركيزة متنامية في عمليات الميناء
وفي ختام أسبوع حافل بالنجاحات، استقبل الميناء سفينة الرحلات السياحية "أرويا" وعلى متنها 2300 راكب في ثاني زيارة لها هذا العام ضمن عقد سنوي مع "كروز السعودية". وتمت إجراءات استقبال الركاب وعمليات التخليص الجمركي بسلاسة، مما يعزز ثقة الشركاء العالميين في كفاءة "دي بي ورلد – مصر" كبوابة مثالية للسياحة البحرية في منطقة البحر الأحمر.
ويساهم هذا التدفق المتزايد من ركاب السفن السياحية في تحفيز الاقتصاد المحلي في مصر، ليعود ذلك بالنفع على قطاعات النقل والضيافة وتجارة التجزئة.
وفي هذا السياق، أضاف محمد شهاب: "إنّ استثماراتنا في البنية التحتية للمحطات والحلول اللوجستية المتكاملة، تسهم في تعزيز جاهزية مصر للتعامل مع العمليات البحرية التي تتزايد تعقيداتها كل يوم وكذلك العمليات التجارية ذات الصلة، ويشمل ذلك، سفن الرحلات البحرية السياحية".
وتواصل "دي بي ورلد – مصر" استثماراتها طويلة الأجل في دعم الاقتصاد المصري، عبر مشاريع حيوية مثل المنطقة اللوجستية في السخنة بقيمة 80 مليون دولار أمريكي، والتي أوشكت على الاكتمال، إلى جانب حلول الشحن المتكاملة والتعاون مع شركاء الخدمات اللوجستية لتقديم تجربة تجارية ذكية ومترابطة للأسواق المحلية والدولية.
ومن المتوقع أن تعمل المنطقة اللوجستية على جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات المصرية عبر تحسين الوصول إلى البنية التحتية التجارية وتقليل الاختناقات اللوجستية.