في ذكري أحمد شوقي أمير الشعراء.. ننشر تحفة بيرم التونسي في رثاه
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يبقي أمير الشعراء أحمد شوقي فعلاً أفضل شعراء العربية الفصحي بحسب كبار النقاد في تاريخ الأدب العربي وحتي المستشرقين الذين حاورهم كثيرا في باريس وفي منزلة فقد كان صالون شوقي جامعة كبري تستقبل عظماء عصره من الأدباء والسياسين وله صداقات مهمة مع طاغور الشاعر الهندي الكبير وحتي غاندي نفسة كان من محبي شوقي بك وترجمت أشعر شوقي للهندية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية وهو من كتب الشعر بالفرنسية ويجيد الأسبانية والإنجليزية، وشوقي بك من مواليد 16 أكتوبر 1868 م، لكن في حياة أمير الشعراء قصص وحكايات غربية، فكان يحب صديق عمره بيرم التونسي، كان يزوره في باريس أثناء نفي شوقي لمدريد، ونفي بيرم لفرنسا، في عاصمة النوركان لقاء العمالقة بيرم وشوقي وطه حسين والمؤرخ الكبير صبري السربوني ومولانا الجليل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور مصطفي عبد الرازق ( شلة باريس بتعبير بيرم )، كانت أشعر بيرم جعلت شوقي يقول بيرم يقد ينسي الناس اللغة العربية الفصحي، كانت عبارة شوقي تشيرإلى هذا الذيوع غير المسبوق لأشعار بيرم العامية وجريانها على الألسنة عبر الوسيط الموسيقي والغنائي، وكان الشيخ زكريا أحمد صاحب النصيب الأكبر في تلحين نصوص بيرم التونسي.
يوم البطولة لو شهدت نهاره.. لنظمت للأجيال ما لم ينظم
غبنت حقيقته وفات جمالها… باع الخيال العبقري الملهم
لولا عوادي النفي أو عقبانه.. والنفي حال من عذاب جهنم
لجمعت ألوان الحوادث صورة… مثلت فيها صورة المستسلم
وحكيت فيها النيل كاظم غيظه… وحكيته متغيظا لم يكظم
دعت البلاد إلى الغمار فغامرت… وطنية بمثقف ومعلم
ثارت على الحامي العتيد وأقسمت…بسواه جل جلاله لا تحتمي
ثم ينفعل بيرم ابن الثورة المطرود من جنة بهية كما كان يطلق علي مصر، ويكتب للثورة ولسعد والثوار مرة أخري فيقول:
اطْـلَـعْ نَـهَـارِ الْـجُـمْـعَـة فُوقِ الْمِنْبَرْ وَقُـولْ يَـعِيشْ سَعْدِ الرَّئِيسِ الْأَكْبَرْ
قُـولُـوا لِـعِـينِ الشَّمْسِ مَا تِحْمَاشِي إِلَّا رَئِــيـسِ الْـوَفْـدِ صَـابِـحْ مَـاشِـي
سِـمِـعْ طُـبُـولِ الْـحَـرْبِ مَاسْتَنَّاشِي وِقَـالْ وَكِـيـلِ الْـبِـنْـتِ لَازِمْ يِـحْضَرْ
وِقُـولْ لِـمُـوجِ الْـبَـحْرِ يَا مُوجْ هَدِّي وُاصْـبُـرْ كِـدَا لَـمَّـا الـسَّـفِـيـنَة تْعَدِّي
وِيَــا سَـحَـابَـة يَـاللِّـي فُـوقُـه مِـدِّي ظِـلِّـكْ عَـلَـى قَـدِّ الْـكَـبِـيـنْ وِالْـعَنْبَرْ
يَـا يُـومْ مُبَارَكْ يُومْ مَا شُفْتِ بْلَادَكْ وِالْأُمَّـــة حَـــوْلَــكْ كُــلَّــهَــا أَوْلَادَكْ
وِالْـغِـيظْ دَخَلْ قَطَّعْ قُلُوبْ حُسَّادَكْ لَــمَّــا عَــلَــى إِيــدَكْ بِــلَادْ تِـتْـحَـرَّرْ
الــزَّهْـرِ مِـنْ شُـوقُـه لِـرُؤْيَـاكْ فَـتَّـحْ وِالشَّمْسِ بِتْقُولْ لَكْ يَا سَعْدِ تْصَبَّحْ
شاء القدر أن يرحل شوقي الذي قال عن شعر بيرم: “هذا زجل فوق مستوى العبقرية” ويرثيه وكان ما يزال بمنفاه بباريس قائلا:
مكتوب لي في الغيب مصيبة و الغيب عن علمي خــــافي
تطــــــــــول حياتي الكئيبة و أرثي أميــــــر القـــــوافي
يا شوقي ساعة رهيبـــــة لما المنـــــايا توافـــــــــي
عزيز على الشرق بات له الشرق صـــــارخ و لاطم
و قفت أرثيك بصـــــــوتي و الصوت على البعد خافت
موتك، و يا ريتــــــه موتي أنطق لســـــان كل ساكت
و مين ما يسمـــــع خفوتي في ميتمك لمــــا ناحـــت
النواحــــــين في البــوادي و المنشدين في العواصم
شعوب محمد و عيسى لهم مذاهـــب مذاهـــب
جامع يخالــــــــف كنيسة و شيخ على عكس راهب
قروا صحـــــايف نفيسة لك فيها وحـــي المواهب
الكل صلـــــــــــوا عليها القبعـــــات و العمــــايم
تسأل باريس عن غيابك وإنت عــــــارف جوابها
دي مكتبك في شبابك وملعبك في شبــابها
وصفتها في كتابــــــك يوم كنت تخشى خرابها
لو كان تقــــدر جميلك تنصب عليـــك المياتم
من جاك وزارك في دارك و قال يا دار ابن هاني
يقـــــول لقبرك مبــارك اقبل يا قبــــــر التهاني
يا قبــــــر طال افتخارك على القبور و المباني
فيك الأمير اللي ساهر فيك الأمير اللي نايــم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحمد شوقي ثورة 19 أمیر الشعراء
إقرأ أيضاً:
أبواب المسجد النبوي.. تحفة فنية ورمز للهوية الإسلامية الخالدة
تعد أبواب المسجد النبوي الشريف التي يبلغ عددها 100 باب، أحد أبرز ملامح العناية المتواصلة بالمسجد عبر العصور، إذ تمتاز بجمال التصميم وروعة التفاصيل والدقة في الصناعة، ما يمنحها هيبة في الوقوف وسلاسة في الفتح والإغلاق، في مشهد يعكس الترحيب بالجميع دون تفرقة في الشكل أو اللغة، ويجسد القيم الإسلامية في الانفتاح والسلام.
وتتميز هذه الأبواب، لا سيًما الشهيرة منها مثل باب السلام، وباب الرحمة، وباب جبريل، وباب النساء، وباب الملك عبدالعزيز، وباب عبدالمجيد، بكونها نماذج متفردة للفن الإسلامي، تتجلى فيها الزخارف الدقيقة والنقوش الفريدة التي تعبر عن الهوية المعمارية للمسجد النبوي.7 مداخل رئيسةومن أبرز هذه الأبواب، تلك التي أُنشئت في توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، التي صُممت بأعلى المواصفات العالمية، إذ خُصص لهذه التوسعة 7 مداخل رئيسة، 3 في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية.
أخبار متعلقة الجدعان: المملكة تعمل مع جميع شركائها لتعزيز أمن الطاقةالأماكن والمواعيد.. أتربة مثارة وعوالق على أجزاء من منطقة الرياضيتفرع من كل مدخل 7 أبواب ضخمة، اثنان منها متباعدان وبينهما 5 متجاورة.
ويبلغ عرض كل باب 3 أمتار، وارتفاعه 6 أمتار، فيما تتجاوز سماكته 13 سنتيمترًا، ويصل وزن الباب إلى طن وربع، ورغم ضخامته، فإنه يتميز بسهولة الفتح والإغلاق بيد واحدة، بفضل تقنية "المكره الخاصة" التي زوّد بها، لتوفير مرونة عالية في الاستخدام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أبواب المسجد النبوي.. تحفة فنية تجسّد العناية والرؤية الجمالية عبر العصور - واس أبواب المسجد النبوي.. تحفة فنية تجسّد العناية والرؤية الجمالية عبر العصور - واس var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });خشب "الساج" الفاخروصُنعت هذه الأبواب من أكثر من 1600 متر مكعب من خشب "الساج" الفاخر، واستهلك كل باب أكثر من 1500 قطعة نحاسية مذهبة، منقوشة بتصميم دائري يحوي اسم "محمد رسول الله".
وتنقلت مراحل تصنيعها بين عدة دول، فجرى صقل النحاس المذهب في فرنسا، واختيار الأخشاب وتجميعها في أمريكا، ثم تجفيفها في أفران خاصة بمدينة برشلونة الإسبانية خلال 5 أشهر.
قبل أن تُقص بتقنية الليزر، وتصقل وتطلى بالذهب، وتُثبّت باستخدام طريقة التعشيق التقليدية دون مسامير.
وتبقى أبواب المسجد النبوي، بثرائها الفني، رمزًا للهوية الإسلامية الخالدة، ومعلمًا يجمع بين عبق التاريخ وروعة الحاضر في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم.