بدور القاسمي: ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً عالمياً للبحث
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
الشارقة: «الخليج»
ترأست الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الاجتماع الأول لمجلس إدارة المجمع الذي تم تشكيله بموجب المرسوم الأميري رقم (48) لعام 2023، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويضم نخبة من رؤساء ومديري المؤسسات والأكاديميين والمبتكرين ورواد الأعمال، وخبراء مشهد الصناعة والأعمال من جميع أرجاء المنطقة.
رحبت الشيخة بدور القاسمي بأعضاء مجلس إدارة المجمع وشكرتهم على قبول تعيينهم في مناصبهم. وبدأ الاجتماع بعرض مفصّل قدّمه حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حول تاريخ المجمع ومكانته الحالية، وشهد الاجتماع نقاشات حول وضع وتنفيذ استراتيجيات لتعزيز دور المجمع في دعم رؤية إمارة الشارقة وأهدافها الرامية إلى ترسيخ مكانتها وريادتها العالمية في مجال التكنولوجيا المستدامة والابتكار، والبحث، والتطوير.
وحول الاجتماع الأول لمجلس إدارة المجمع، قالت الشيخة بدور القاسمي: «سعدت بلقاء مجلس إدارة المجمع والعمل معهم على تعزيز الأثر الاستراتيجي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ومدى ونطاق عمله، وأثمّن جميع المساهمات التي قدّمها أعضاء مجلس الإدارة في اجتماعنا الأول».
وأضافت: «ونحن نتطلّع إلى مستقبل ريادي، أثق بأن مجلس الإدارة سيكون داعماً كبيراً لخطوات ومسيرة المجمع على كافة المستويات الاستراتيجية والتنظيمية والتشغيلية. وأعتقد أن أمامنا فرصة كبيرة للاستفادة من معارف ومهارات وخبرات ورؤى الأعضاء، وأؤمن بأننا معاً سنكون قادرين على تعزيز حجم مساهمة المجمع في ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً عالمياً للبحث والتطوير والتكنولوجيا، وأتطلّع إلى لقاء أعضاء مجلس الإدارة مجدداً في المستقبل لمتابعة النقاشات المثمرة والهادفة التي أجريناها اليوم».
وقامت الشيخة بدور القاسمي، يرافقها حسين المحمودي وأعضاء مجلس الإدارة، عقب انتهاء الاجتماع، بجولة في مبنى المجمع، وحضرت افتتاح أحدث مرافقه التكنولوجية «ماهر»، أول مركز بيانات مستدام لأنظمة الحوسبة السحابية عالية الأداء في منطقة الخليج، والمدعم بخوادم التبريد السائل.
ويمثل مركز البيانات المستدام، الذي تم تأسيسه بالشراكة مع «الحثبور بيكال» و«لينوفو العالمية»، إضافة قيّمة لمنظومة الأعمال والابتكار في المجمع، حيث سيوفر إمكانات كبيرة يمكن الاستفادة منها من قبل رواد الأعمال والباحثين والعلماء الذين يجرون بحوثاً متقدمة، بفضل قدرته على التعامل مع المهام المعقدة ومعالجة كمية ضخمة من البيانات في الوقت نفسه، كما سيسهم بتعزيز الابتكار في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الرقمية، والروبوتات.
والتقى أعضاء مجلس إدارة المجمع عقب افتتاح مركز البيانات بالمبتكرين الذين يحظون بدعم «مختبر الشارقة المفتوح للابتكار» وتعرّفوا الى حجم مساهمة المجمع في دعم مسيرتهم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات بدور القاسمي مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الشیخة بدور القاسمی مجلس الإدارة
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: سيرة الضوء والكلمات في فضاء ميسون صقر القاسمي
لا تشبه ميسون صقر القاسمي أحدًا، لكنها تشبه كل شيء. كأنها نهر يبحث عن مجراه بين الشارقة والقاهرة، حاملة في حقيبتها ثقافتَين بحرين: ذاكرة خليجية تتدفق كالمد، وثقافة مصرية تتراكم كالطمي. تكتب بلا جذور ثابتة، لأنها تؤمن أن الهوية ليست أرضًا نرثها، بل سماء نصنعها بأجنحة الكلمات. هكذا تتحول اللغة عندها إلى مركبٍ يبحر بين الأزمنة، حاملًا أسئلة الوجود في حقائب الرحلات: الخروج عن الجغرافيا، التحرر من التصنيف، تجاوز الذات نفسها.
أعرفها منذ سنوات طويلة، ولا أتذكر أنني كتبت عنها سوى بعض الأخبار العابرة، كمن يمر بسرعة أمام لوحة معلقة في زاوية معتمة من متحف، ثم يندم لاحقا لأنه لم يقف طويلا أمام تفاصيلها. هي لا تشبه أحدًا، ولا تشبه نفسها. كل قصيدة تكتبها، كل لوحة ترسمها، هي محاولة للهروب من النسخة السابقة منها. ربما لهذا السبب يصعب علي أن أتحدث عنها ببساطة، لأنها ترفض أن تكون حكاية تختزل في سطور.
ابنة مصر والشارقة..
"أنا ابنة المكان الذي أختاره كل صباح"، قد تقول ميسون لو سئلت عن هويتها. هي ابنة مصر بثقافتها المتشعبة، وابنة الشارقة بفضائها المفتوح على الخليج والعالم. لكنها، في النهاية، ابنة اللغة. تلك اللغة التي تتحول تحت يدها إلى فرشاة ترسم بها ألوانًا لا ترى إلا بالقلب. في شعرها، تذوب الحدود بين الجملة واللوحة، بين الكلمة واللون. ليست شاعرة تشكيلية أو فنانة تكتب الشعر، بل هي كائن يختزل العالم في حروف تشبه النوافذ.
تقول إن "الصداقات تفسد الإبداع"، وأنا أفهمها. فالصداقة الحقيقية، مثل النقد الحقيقي، تتطلب نوعًا من الخيانة. خيانة الصورة النمطية التي نصنعها عن الآخر، وخيانة التوقعات التي نحملها لأصدقائنا. ميسون تعرف هذا جيدًا، ولهذا ترفض أن تكون ضحية للعواطف الجاهزة. هي لا تكتب لترضي أحدًا، ولا ترسم لتذكر في سجل المجاملات. إبداعها هو فعل تمرد على كل ما هو متوقع.
لو سألتها عن النقد، لربما قالت إنه "تزييف للنظرة". لكنها تعرف، كما أعرف، أن النقد الحقيقي هو أقرب إلى الحب منه إلى الحكم. هو محاولة لقراءة ما بين السطور، لرؤية ما خلف اللوحة. النقد الذي تستحقه ميسون ليس ذلك الذي يختزل أعمالها في كلمات مكرورة، بل ذلك الذي يعترف بأنها تخلق عوالم لا تختزل.
ميسون صقر القاسمي تحمل البحر في حقيبتها. بحر مصر، وبحر الشارقة، وبحر اللغات التي تتدفق في أعمالها. هي تعرف أن الإبداع ليس وطنًا، بل هو منفى نختاره كل يوم. وربما لهذا السبب تظل لغتها طازجة، كأنها تكتب للمرة الأولى. لأنها، في النهاية، ترفض أن تكون أي شيء سوى نفسها.
2. الدواوين الشعرية: حين تصبح الكلمات ألوانًا
في دواوينها مثل "هكذا أسمي الأشياء " و"الآخر في عتمته "، تتعامل ميسون مع القصيدة كـ"مساحة تشكيلية". هنا، لا تنفصل تجربتها البصرية عن الكتابة: القصيدة كلوحة تجريدية: تكتب بكلمات مختزلة، كأنها "خطوطٌ أساسية" في رسمة، تترك للقارئ مهمة إكمال المشهد. في "رجل مجنون لا يحبني "، تتحول الأوراق إلى "أشباح ألوان" تتدفق بين السطور:
"هل سترعي النبتة التي تستيقظ جوارك
هل ستمضي في الحب نحوها
زهرة الحناء أم زهرة الليمون أحب إليك "
تشكيل العالم بلونين
في عالمها، تذوب الحدود بين الحرف واللون. الكلمات تصبح حروفًا متحركة، أشبه بدهانات سائلة ترسم بها لوحات نصية. ديوانها "رجل مجنون لا يحبني" فسيفساء من الذكريات الملونة، ترصع بها جدران الذاكرة كأنها نوافذ تطل على عوالم موازية. أما "مقهى ريش"، الذي نال جائزة الشيخ زايد، فهو كتاب نجح في أن يجعل المقهى إلى كائن حي ينبض بأنفاس الرواة، وتتحول الطاولات إلى مساحات للسرد الجماعي، حيث تذوب الفواصل بين الواقع والمتخيل.
لعبة الظل والنور
أما لوحاتها التشكيلية فهي لا تنفصل عن نصوصها، إنها وجه آخر للقصيدة. ففي معرض "السرد على هيئته"، تتحول الحروف إلى نقاط لونية، كأنها ندى يتراكم على زجاج الذاكرة. تقول: الصداقات تفسد الإبداع، لأنها ترفض أن تكون سجينة توقعات الآخرين. نقدها لا يكتفي بقراءة السطح، بل يحفر في طبقات النص كما ينقب الأثري عن مدن مطمورة، مكشوفةً عن أسئلة الهوية والتنقل بين الأزمنة .
إنها الشاعرة التي ترفض أن تختزل في تعريف. شعرها ليس حداثيًا ولا تراثيًا، بل كائن هجين يولد من رحم التناقضات. في ديوان "في فمي لؤلؤة"، تنسج حكايات اللؤلؤ بالشعر الشعبي، كأنها تحيك سجادة من خيوط التراث والحداثة، مذكرة بأن الخروج عن التقاليد ليس قطيعة، بل استعادة جديدة للجذور. هي لا تكتب لترضي أحدًا، لكن لترسم مسارًا للضوء يتجاوز المألوف، ضوء يخترق السرد التقليدي كما تخترق الشمس زجاج النوافذ.
ميسون لا تسكن مكانًا واحدًا. هي ابنة التشكيل والشعر، ابنة اللغات المتعددة، ابنة الزمن السائل الذي يذوب فيه الماضي في الحاضر. تكتب كما يعيش البحر مترددًا بين المد والجزر، لكنه يظل بحرًا". في نصوصها، تخلق أوطانًا موازية تلتقي فيها الشارقة بمصر، والحروف بالألوان ، والذاكرة بالحلم. هكذا تظل صوتًا فريدًا، لا يشبه سوى نفسها، صوت يحمل البحر المسافر في حقيبة، الذي يختار دائمًا أن يبحر نحو المجهول.
لماذا تظل ميسون صقر القاسمي كاتبة "غير مريحة"؟
لأنها ترفض أن تكون في المكان المتوقع: فهي لا تنتمي إلى مدرسة شعرية محددة: شعرها يهرب من التصنيف، فهو ليس حداثيًا تقليديًا ولا معاصرًا سائبًا، بل هو "كائن هجين" بين الأنواع. كما أنها تدمر الحدود بين الفنون بدمجها الشعر والتشكيل والسرد، تذكرنا بأن الإبداع الحقيقي لا يسكن في الصناديق.
هكذا، تصبح ميسون ابنة شرعية لذلك التقليد العريق الذي يمزج بين الفنون، لكنها تظل "صوتًا فريدًا" لأنها، في النهاية، لا تشبه إلا نفسها.