عندما تُمجّد السفاهة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
عندما يُسَلّط الضوء على دائرة مُعينة فكل العابرين حولها سيلفت نظرهم ذلك الضوء الساقط على تلك الدائرة ولو كانت لا تحتوي على شيء لِيُرى ويُشاهد، ولكن ذلك الضوء هو الذي أحدث ذلك الفارق وشدَّ الانتباه ولفت نظر الجميع وحفّز لديهم لغة الفضول للمشاهدة، بينما في زاوية أخرى يوجد هُناك شيء ثمين ومُحفّز للرؤية غير أنّه بعيد عن دائرة الضوء المسلّط عليه ولذلك لم يلتفت إليه أحد رغم كثرة العابرين نحوه وبِقُربه وبذلك فَقَد بريقه ولمعته ورونقه وجودته التي هو عليها.
لذا فإن وجود الشيء المرئي ولو كان عديم الفائدة هو كفيل بأن يَشد انتباه الناس وينظرون إليه بشغف ولو كان بلا جودة ولا مضمون، ولكن تسليط ضوء الإعلام عليه أوصله للشهرة من العدم بينما فشل كثيرين من إبراز محتواهم الراقي والمُفيد وبجودة عالية في المضمون كي يصل ليُرى وليستفيد منه العامة كون الإعلام لم يعطيه حقّه ورُبما قصده عَنوة وصد عنه صدودًا وأبقاه بعيدًا عن دائرة الضوء.
في زماننا الحالي أوجدت مواقع التواصل مساحات شاسعة للفئة ذات المضمون الهابط تتداول من خلالها ورفعت من قَدرهم كي يُشاهدهم المُغرمين بهم ويقلدونهم ويقتدون بهم، بينما أحطّت من قيمة القيّمين النابغين وخفضت من مستواهم وهمّشتهم كي تستفيد منهم الفئة التي تَسعى لتعلّم المفيد منهم والتأسّي بهم والانتفاع بأفكارهم وبعِلمهم ومحتواهم الراقي والمُفيد الذي يجتهدون فيه ويُقدمونه للعامة بطريقة جميلة ومُفيدة.. إذن؛ فالأزمة هي أزمة ثقافة الإعلام المُعاصر وفي كيفية انتقاء المضمون وإبرازه بالطريقة التي يستحقها.
والمشهد الحالي في شتى مواقع التواصل التي نتصفحها ونُتابعها والتي تمر بنا ونعيشها يوميًا هو انشغال الأغلبية في تمجيد المحتوى الهابط وفئته الهابطة وتزيينه وتسويقه شكلًا ومضمونًا كي تتقبله العقول بقبولٍ حسن وتعيد نشره وتداوله لأكبر شريحة من المجتمع المتتبعين لمواقع التواصل، بل وتنشغل به جميع القنوات وهو في أصله لا يمت لمضمون نافع ولا يَفيد بشيء ذارع بقدر ما هو ضار وهابط تزرعه المواقع لفئات المجتمع بل ويشغل الناس ويشد انتباههم له لترك الشيء المُفيد والنافع والتغافل عنه، وسامح اللّه تلك الفئة التي سوّقت له وأبرزته وسَعت لإشهاره بين العامة.
خلاصة القول.. إنْ لم تكن هناك عقول ناصحة وصدور واسعة وأفكار راقية تواجه وتدحض كل من يُسوّق للتفاهة والتافهين، فإننا سننغمس في وَحل الفئة الضالة والمُضلّة، فنحن في زمان انتشرت فيه الفتن بسبب تسويقها وانتشر التعرّي بسبب اشهاره وكثر أهل الباطل وقل فيه الناصحون، فساعد المجتمع أيها الأخ العزيز في تطوير ذاته ونقاهة أفكاره بالمحتوى النافع والمُفيد والذي يرتقي بالعقول نحو الهِمم، وبقدر المستطاع كُف أصابع يدك أيها الناشر للتفاهة ودعها تقف عندك واحذفها ولا تُساعد في نشرها وتداولها كي لا تُساهم في ضياع القِيم والمبادئ وتضيع معها القافلة بأكملها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سترة منفوخة في اليابان ستجعلك تنام بأي مكان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غالبًا ما تُوصف اليابان بأنها من أكثر الدول حرمانًا من النوم في العالم، إذ تحتل مراتب متأخرة، بشكل متكرّر في الدراسات والاستطلاعات الدولية المتعلقة بمدة وجودة النوم.
طورت إحدى شركات التصميم حلاً إبداعيًا تعتقد أن لديه القدرة على منح القيلولة قوة حقيقية.
يهدف مفهوم السترة المنفوخة "الذكية" إلى تحسين فترات القيلولة القصيرة من خلال توفير صوت وإضاءة مخصصين بناءً على البيانات البيومترية للمستخدم، مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والتي تُجمع عن طريق خاتم ذكي قابل للارتداء.
قال داي مياتا، وهو المدير الإبداعي الفني لدى شركة "Konel"، التي طورت السترة بالتعاون مع قسم تكنولوجيا النوم لدى شركة "NTT DX Partners"، وهي شركة استشارات رقمية: "أدركنا أن النوم أمر شخصي للغاية".
وأضاف مياتا: "لا يمكنك إجبار أحد على النوم، عليه أن يخلد للنوم بنفسه. لذا فكرنا إذا ما كان هناك شيء يمكننا ابتكاره لمساعدة الناس للدخول في النوم بطريقتهم الخاصة"؟
صُمم زي النوم "ZZZN" ليُرتدى يوميًا كسترة عادية (رغم أنها كبيرة الحجم)، لكن يمكن للمستخدمين تفعيل "وضعية النوم" ببساطة عبر رفع غطاء الرأس عند رغبتهم في أخذ غفوة أثناء التنقّل يوميًا.
لا يُقصد من المنتج أن يُطرح في الأسواق حاليًا، بل سيتم عرض نموذج أولي تجريبي لهذا الابتكار خلال فعاليات معرض "إكسبو 2025 أوساكا" بين 24 يونيو/ حزيران و7 يوليو/ تموز، حيث سيتمكن الزوار من تجربته بأنفسهم.
يأمل مياتا أن يثير هذا الابتكار فضول الناس بشأن النوم، ويحفّز النقاشات حول كيفية تحسين الراحة.
وأوضح: "النوم جزء مألوف جدًا من حياتنا، مع ذلك لا نزال نجهل الكثير عنه".
"اندماج بين الملابس وأغطية النوم"بدأت شركة "Konel" تطوير السترة في العام الماضي بتمويل من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، ضمن برنامج يهدف لتحويل بيانات الرعاية الصحية الشخصية إلى خدمات ومنتجات قابلة للاستخدام.
صرح تيبيه أوجاتا، وهو مدير الإنتاج بقسم تكنولوجيا النوم بشركة "NTT DX Partners": "نظرًا لأن اليابان تُعد من أكثر الدول حرمانًا من النوم، فقد كنا نفكر في كيفية معالجة هذه المشكلة من خلال مبادرات تجارية".
وأشار أوجاتا إلى أن المحاولات السابقة للشركة لم تؤدِ إلى تغييرات سلوكية كبيرة، لذا قرروا اتباع نهج "ممتع وإبداعي" من خلال طرح فكرة مرحة بعنوان "النوم المتنقّل".
والسترة مستوحاة من رداء "yogi"، وهو عبارة عن كيمونو مبطّن مخصص للنوم كان شائعًا خلال فترة إيدو (1615–1868)، خاصة في فصل الشتاء.
قال مياتا إنه "رغم تشبيه yogi بالبيجاما، إلا أنه أقرب إلى رداء يمكنك أن تنام فيه، ثم تستيقظ وتخرج مباشرة"، مضيفًا أنه "أقرب إلى اندماج بين الملابس وأغطية النوم".
بفضل القلنسوة العميقة التي توفر الخصوصية، تحتوي سترة "ZZZN" على نظام مدمج يحوّل البيانات البيومترية لمرتديها إلى ضوء وصوت.
تستخدم السترة الضوء الأحمر لتحفيز النوم، بينما يُستخدم الضوء الأزرق لكبح هرمون الميلاتونين من أجل إيقاظ الجسم.
لفت مياتا إلى أن الضوء ينبض بمعدلات تحاكي أنماط التنفس البطيء لتعزيز النوم العميق، وتُصاحبه "موسيقى عصبية" بترددات "تؤثر مباشرة على موجات الدماغ للمساعدة على النوم".
وجدت بعض الدراسات الأولية أن الموسيقى أو الأصوات ذات الترددات المعينة قد تحسّن النوم، رغم الحاجة إلى مزيد من البحث.
يستمر الخاتم البيومتري في مراقبة مستوى التوتر لدى المستخدم أثناء غفوته، إذ قال مياتا: "إذا انخفض مستوى التوتر بشكل كبير، يتم الحفاظ على الضوء والصوت بالمعدل ذاته، ولكن إذا لم ينخفض التوتر كثيراً، يتحول النظام إلى أصوات أكثر فعالية لتعزيز النوم".
تبدو السترة وكأنها حيلة دعائية، لكنها تستند إلى مشكلة حقيقية. وقد أظهرت دراسة نُشرت هذا العام أن اليابان حلّت في المرتبة الأخيرة من بين 20 دولة من حيث مدة النوم، حيث بلغ متوسط مدة النوم خلال فترة الليل فيها أقل بـ94 دقيقة من فرنسا، التي تصدّرت التصنيف.
ووجد تحليل لتكلفة قلة النوم من الناحية الاقتصادية (من حيث انخفاض الإنتاجية، وحوادث السير الناتجة عن التعب، وغيرها من الحوادث أو الإصابات) أن اليابان تخسر ما يصل إلى 138 مليار دولار سنويًا، أي ما يعادل نحو 3% من ناتجها المحلي الإجمالي.
يُعد نقص النوم منتشرًا إلى درجة أن بعض المدارس والمكاتب أفادت بإدخال فترات قيلولة ضمن جدول اليوم، وليس من غير المألوف رؤية أشخاص ينامون في الأماكن العامة، وهي ظاهرة تُعرف باسم inemuri، أي النوم أثناء ساعات العمل
بحسب مجموعة "مايو كلينك" الطبية، فإن فترة القيلولة القصيرة التي تدوم حوالي 20 دقيقة يمكن أن تحسّن من اليقظة، والمزاج، والذاكرة.
مع ذلك، فإن النوم لفترات أطول قد يعطل دورة النوم، كما أن الاستيقاظ من المراحل العميقة للنوم يكون أصعب، ما يسبب الشعور بالدوار والخمول.
نشر الأربعاء، 18 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.