نشر موقع "موندويس" الأمريكي، تقريرا، تحدث فيه عن كيفية تشويه وسائل الإعلام الأمريكية للأخبار الواردة عن فلسطين، وتأثير ذلك على فهم الجمهور للأحداث في المنطقة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية تستخدم كلمة "رهائن" لوصف الإسرائيليين الذين أسرهم مقاتلو حماس.

وتحليل هذا الاستخدام يمثل وسيلة جيدة لتحديد كيفية تشويه وسائل الإعلام الرئيسية للمعطيات المتعلقة بهذه الأزمة الأخيرة". 

وأوضح أنه "أولا، بعض الأسرى الإسرائيليين هم في الواقع جنود وينبغي أن يُطلق عليهم في هذه الحالة "أسرى حرب"، خاصة أن بنيامين نتنياهو أعلن بالفعل الحرب على غزة. أما بقية الأسرى الإسرائيليين الآخرين فهم مدنيون، ويمكن القول إن "رهائن" هو الوصف الذي يليق بهم".

وأشار الموقع إلى أن "هذا الصراع لم يبدأ صباح يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فقد احتلت إسرائيل كلاً من الضفة الغربية وفلسطين وقطاع غزة منذ حوالي 60 سنة وخلال تلك الفترة اعتقلت وسجنت مئات الآلاف من الفلسطينيين، غالبًا دون حتى محاكمات صورية".

وأشار المقال إلى أنه "في كتابه المثير للإعجاب، أوضح ناثان ثرال، أنه خلال الانتفاضة الأولى (1967-1993) قام المحتلون الإسرائيليون بسجن حوالي 700 ألف رجل وصبي فلسطيني في الضفة الغربية، أي حوالي 40 بالمئة من إجمالي السكان الذكور هناك. واليوم، يواصل المحتلون الإسرائيليون اعتقال الفلسطينيين واحتجازهم لفترات طويلة دون أي محاكمة عادلة. ولكن لا يبدو أن وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة تصف هؤلاء الفلسطينيين بأنهم "رهائن".


وذكر الموقع أن "المعايير المزدوجة توضح بشكل مثالي قواعد اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام الأمريكية حول كيفية تشويه الأزمة. أولا، قم بتحريف تقاريرك الفعلية باستخدام لغة أحادية الجانب وإطار متحيّز. ثانيًا، وربما الأكثر أهمية، تجاهل أي جزء من التاريخ في إسرائيل/ فلسطين، بحيث يبدو الهجوم الفلسطيني وكأنه نوبة غير مبررة من العنف وكراهية اليهود".

وأورد الموقع أن صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" تصف المقاتلين الفلسطينيين "بالمسلحين"، في حين أن الكثير من القنوات مثل "سي إن إن" و"إم إس إن بي سي"، و"فوكس نيوز"، تصفهم "بالإرهابيين"، مما يبرز أن "هناك تحيّز لغوي أكثر دقة" وفق المقال. 

وأشار أحد المراقبين، الذي يُدعى جيف شارليت، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إلى أن "شبكة "سي إن إن" تصف الإسرائيليين بشكل روتيني "بالشعب"، لكنها تشير إلى الفلسطينيين بشكل أساسي باسم "الفلسطينيين"، وهو "نوع من اللغة غير المقصودة التي تشكل الروايات". وفي ظل استمرار التغطية خلال يومها الثاني، زاد التحيّز فقد أجرت الشبكات مقابلات حصرية تقريبًا مع الضحايا الإسرائيليين لكنها تجاهلت الفلسطينيين تقريبًا".

إلى ذلك، يضيف المصدر نفسه أن "خريطة "سي إن إن" المرمّزة بالألوان تشكّل إسرائيل/ فلسطين، التي عرضتها على الشاشة بانتظام طوال نهاية الأسبوع، مثالاً آخر على الانحراف. أظهرت الخريطة الضفة الغربية المحتلة بأكملها على أنها "خاضعة للسيطرة الفلسطينية"، وهو ما يعد بمثابة مفاجأة للفلسطينيين الذين يضطرون كل يوم إلى المرور عبر نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية هناك".


يتابع التقرير: "كما فشلت وسائل الإعلام الرئيسية في الإبلاغ فعليًا عن الأسباب التي أعلنتها حماس لشن الهجوم. في المقابل، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، اتهم إسرائيل بتدمير المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس. وقد اتهم إسرائيل بمواصلة التطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة قائلا: "لقد حذّرناهم من مواصلة سياسة التغيير الديمغرافي في الضفة الغربية، وتسريع المشروع الاستيطاني، لكنهم يواصلون مداهمتهم على المدن ومخيمات اللاجئين". واختتم هنية حديثه قائلا: "لقد كان بإمكان إسرائيل إسكاتنا بإعطائنا الفتات، لكن الحكومة أدارت ظهرها لأي احتمال لصفقة تبادل أسرى، واستمرت في محاصرة القطاع".

وحسب الموقع، "تشمل أهم النقاط التي تغفِلها وسائل الإعلام الرئيسية الأمريكية الفشل الفادح لحكومة نتنياهو في كشف الهجوم القادم، والأهم من ذلك كيف ولماذا ساهمت غطرسة ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم في الكارثة".

ويؤكد المصدر نفسه على أن "النقيض من ذلك، هو أن تتلاعب صحيفة "هآرتس" بالكلمات. فقد هاجم المراسلون وكُتّاب الأعمدة ائتلاف نتنياهو مشيرين إلى أن حكومة اليمين المتطرف واصلت دفع حملة "الاستيطان" في الضفة الغربية ووقفت متفرجة بينما كان "المستوطنون" ينفذون مذابح ضد الفلسطينيين. وبعد استفزاز المقاومة الفلسطينية المتزايدة، اضطر نتنياهو إلى نقل وحدات الجيش إلى الأراضي المحتلة، تاركًا الحدود الجنوبية مع غزة بلا حماية نسبيًا".


وأضاف أنه "بدلًا من "الوقوف مع إسرائيل" دون تفكير، لم يتردد معلقو صحيفة "هآرتس" في مهاجمة حكومتهم. لقد كانت هناك استثناءات قليلة للتحيز السائد في الولايات المتحدة. وخلال الصباح الأول للهجوم، قام علي فيلشي، وأيمن محيي الدين، على قناة "إم إس إن بي سي" بإعداد تقارير مدروسة قدمت بعض الحقائق. حتى أن فيلشي أجرى مقابلة مع ديانا بوتو، الخبيرة القانونية الفلسطينية المعروفة".

وأردف: "كانت التغطية التي أشرف عليها وولف بليتزر، في شبكة "سي إن إن" الأكثر نموذجية. لقد تحدث بليتزر عن نقاط الحوار المؤيدة لإسرائيل، مستشهدا بعدد القتلى الإسرائيليين دون أن يذكر الضحايا الفلسطينيين داخل غزة. وجاءت لحظاته الأكثر إثارة للسخرية عندما دعا المتحدثين العسكريين الإسرائيليين الناطقين باللغة الإنجليزية وسمح لهم بإلقاء خطابات دعائية طويلة، متناسيًا على ما يبدو أن جزءًا من وظيفته يقوم على تحدي الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات بأسئلة متابعة". 

وتابع: "كان أحد المتحدثين العسكريين، وهو المقدم جوناثان كونريكوس، معروفًا بالفعل في هذا الموقع. ففي سنة 2021، أبلغنا كيف خدع صحيفة "نيويورك تايمز" لإصدار تقرير كاذب مفاده أن القوات البرية الإسرائيلية كانت تهاجم غزة بالفعل. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" وغيرها مقالات تتحدث عن تصريحه. ولكنّه في الواقع كذب".

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن "وسائل إعلام إسرائيلية أوضحت أن الأخبار الكاذبة كانت عبارة عن محاولة إسرائيلية لخداع مقاتلي حماس للتواري في مخابئهم تحت الأرض، حيث ستتمكن الطائرات الحربية الإسرائيلية من ضربهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإعلام الأمريكية فلسطين غزة فلسطين غزة الإعلام الأمريكي طوفان الاقصي طوفان القدس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة سی إن إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية تحت نيران الاقتحامات والتطهير العرقي

 

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في الضفة الغربية المحتلة، من خلال تنفيذ اقتحامات واعتداءات على المدنيين الفلسطينيين في عدة مدن، ما أدى إلى حالة من التوتر والمواجهات، وسط تحذيرات من خطط تهجير قسرية ممنهجة.

 

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس فجر اليوم من عدة مداخل، وانتشرت في شوارعها، وداهمت منازل ومباني ومحال تجارية، وسط إطلاق نار كثيف باتجاه الشبان الفلسطينيين في المنطقة الشرقية، وخاصة في شارع فيصل قرب قاعة البلور والمقبرة الشرقية، بحسب شهود عيان.

كما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بناية سكنية في حي المخفية غرب المدينة، وظهرت مقاطع مصورة توثق انتشار الجنود في الحي واقتحام أحد المباني.

وفي مدينة طولكرم، اقتحمت آليات الاحتلال بلدة بيت ليد شرق المدينة، ترافقها وحدات مشاة، ونفذت عمليات تمشيط واسعة شملت توقيف المركبات وتفتيشها، دون تسجيل اعتقالات حتى اللحظة. وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال خرّب مشروعًا لتعبيد طريق يربط قريتي نزلة عيسى وقفين شمال المدينة، واستولى على معدات المقاول واحتجز العاملين.

 

في تطور خطير، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن مليشيات المستوطنين أجبرت سكان تجمع "مغاير الدير" البدوي شرق رام الله على الرحيل القسري من مساكنهم، في أحدث حلقات التهجير الذي طال أكثر من 30 تجمعًا بدويًا منذ بداية العام، ويشمل 323 عائلة فلسطينية.

البيان وصف ما يجري بأنه "إرهاب منظم للمستوطنين يتم بدعم مباشر من مؤسسات الاحتلال الرسمية"، مشيرًا إلى أن تجمع "مغاير الدير" الذي يتألف من 25 عائلة تضم 124 مواطنًا، أصبح فارغًا نتيجة الاعتداءات المتكررة وإقامة مبانٍ استيطانية داخله.

اعتداءات ممنهجة ومخططات تهويدية متواصلة

وفق معطيات رسمية فلسطينية، ارتكب المستوطنون الإسرائيليون منذ مطلع 2025 نحو 1200 اعتداء، 38% منها استهدفت التجمعات البدوية في السفوح الشرقية والأغوار، بينما شهد أبريل/نيسان وحده تنفيذ 341 اعتداء ومحاولة إقامة 10 بؤر استيطانية جديدة.

وارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة إلى نحو 770 ألف مستوطن، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة رعوية وزراعية، ضمن مساعٍ لضم الضفة الغربية وفرض واقع استيطاني على الأرض.

 

وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك المستوطنين، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، منذ حوالي 18 شهراً، أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 969 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا.

ويتزامن هذا التصعيد مع استمرار المجازر في قطاع غزة، حيث يرتكب الاحتلال الإسرائيلي ، بدعم أمريكي، إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، راح ضحيتها أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند الضفة الغربية تحت نيران الاقتحامات والتطهير العرقي تعيين زيني رئيسًا لـ"الشاباك" يشعل أزمة داخل " إسرائيل" ويدفع لموجة احتجاجات نصائح للتغلب على حساسية الجيوب الأنفية في الصيف أبراج تحب التملص من العمل والمماطلة.. من هم؟ نصائح مهمة للسلامة أثناء موجات الحر Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاًسعر الدولار اليوم في مصر الجمعة 8 نوفمبر 2024.. الأخضر أقوى © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • استطلاع: الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون تهجير الفلسطينيين من غزة
  • استطلاع: 82% من الإسرائيليين يريدون تهجير الفلسطينيين من غزة
  • خريطة تفاعلية تستعرض هجمات المستوطنين في قرى الضفة الغربية
  • حماس تدعو الفلسطينيين لضرورة التصدّي لجرائم المستوطنين في الضفة الغربية
  • الضفة الغربية تحت نيران الاقتحامات والتطهير العرقي
  • السلاح المسعور.. إسرائيل تسلح مستوطنيها لتهويد الضفة الغربية
  • تخريج دفعة من برنامج «استباقية التعامل مع الإعلام»
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • عاجل- غضب أوروبي عارم: استدعاء جماعي للسفراء الإسرائيليين بعد إطلاق نار على دبلوماسيين في جنين