لبنان ٢٤:
2025-07-12@15:50:02 GMT

إعلام الحرب والسلام.. والحق بالقدس

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

إعلام الحرب والسلام.. والحق بالقدس

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالاً تحت عنوان: "إعلام الحرب والسلام، والحق بالقدس"، وجاء فيه:    لأن القدس قِبلة المؤمنين و مرتكز اهتمامات الاديان السماوية ، فإن أيَّ فعل جهادي و تحريري لأرض فلسطينية  يعتبر ًخطوة أولى نحو القدس  ذاتها. وتتشكل تحدياتُ إرساءِ  قَواعِدِ  إعلام النصرِ و بناء السلام  في زمن النزاعات  ، بالإستناد الى  حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، إحدى  اساسيات إستراتيجيات الإعلام السياسي الحديث ، حول كيفية الإنتقالِ  المرحلي من  إعلامِ الحرب الى إعلامِ الهِدْنَةِ فإعلام النصرِ  و السلام ، بهدفِ الوصول الى حالةٍ سلامية يكون الإعلام أبرزَ أُسُسِها ، من حيثُ هي ضرورة مُجتمعيَّةٌ إنتقالية بين حالتي الاحتلال و المقاومة ، و نموذج إنساني عام يُبنى عليه  لإستشرافِ المراحل المستقبلية بعيداً عن الفُجائِيَّات و محاولات الإستهداف غير المُتَوقَّعة في حروب قتالية  ذات حركية غير  كلاسيكية.

  إنَّ أبرز التحديات التي يواجهها إعلام السلام في مرحلة ما بعد النصر وتحرير الأرض و إستعادة الحَق ، هي ان يبقى على جهوزية قصوى تحرص على تحصين الحالة السلامية ، ببُعْدِها التصالحي المتوازي ، مسؤوليةً وإسهاماً ميدانياً . فضلاً عن الجهوزية الإستعدادية الدائمة ، للتَصَّدي لأي مُحاولةٍ إستفزازيَّة قد تَطرأ  ، إختراقاً لوضعيةِ التوافق على شروط السلام بكل مندرجاتها و تمتين  أصول التوافق بين المتفاوضين  للإنتقال من  السلام المرحلي الى حالة السلام الدائم تأسيساً على نتيجة النصر المُحَقَّق . و يتلازم ذلك مع  الحرص على وضع إستراتيجية صلبة لبناءاتِ إعلام السلام ، مَنْعاً لأيِّ إهتزازاتٍ مُفَاجِئَة ، و تصدياً لمحاولات  إفتعالِ  أحداثٍ على هامش الهدنة السلامية ، لزعزعة الأمن الاعلامي والنيل من نتائج النصر، اضافة الى  التحوُّلُ التدريجي من إعلامِ النِزاعَات  و ما يَسْتَتبعهُ من تبدُّلٍ  مرحلِيٍّ في الاهداف الميدانية لإعلامِ الأزَمات ، إرتقاءً للوصولِ الى حَالات عقلانيةٍ للتعاطي الواعي مع فنيَّةِ الصورة و حِرفيَّةِ الكلمة و رصانة الرأي تحصيناً للسلم العام إنطلاقاً من إعلام السلامِ . و لا يخرج ذلك عن  إتباع خطة اعلامية منهجية للتركيز على الشحن الشعبي و المعنوي و التعريف الدائم  بالحق ، بعيدا عن التضخيم و التضليل ، بالتوازي مع وضع استراتيجية للتصدي لإعلام العدو ، وفق رؤية إستباقية متحركة تتزامن مع مخاطر و تطورات كل مرحلة من مراحل النزاع.   حَفَّزتني حالة التضافر الثقافي والشعور بالإعتزاز  القومي العربي في  إحتفالية صمود غزَّة و  مجابهتها للإحتلال ، لأن  أُعطيَ  تَقويماً خاصّاً للحالة الاعلامية  التي واكبَتْ مراحل ( عملية الطوفان)  و  رافقَتْ ماجريَّاتِ المعركة و نتائجها  و قدَّمَتها للناس  بِحِرَفيَّةٍ إعلامية  راقية و مسؤولة ،  وذلك بالإرتكازِ الى منظورٍ ثلاثيِّ الأبعاد كَوَّنتُه من خلال خبرتي في مجال النقد الاعلامي و تفكيك النصِّ الخبري و تحليل الصورة الفيلمية و مضامينها: أ-البُعدُ القومي ، و تأثيراتِ  عملية المباغتة و تحقيق النصر على المعنويات،
ب- البُعدُ الايماني و القومي و الوطني  ، و ما تعنيه فلسطينُ والقدسُ تحديداً ، للأديان السماوية، ج-البُعدُ الإعلامي ، وكيفية الانتقال من  عملية المقاومة بالإعلام الى إرساء قواعد إعلام النصر ، تمهيداً لتأسيس قواعد إعلام السلام ، الذي يمهد لقواعد جديدة من النضال والحفاظ على الحق وتحصين النصر بثوابتَ إعلامية ذات إستراتيجياتٍ صلبة و واضحة ، تتطلبها مرحلة مابعدَ الصمود و تَقعيدِ أسس النصر المَرحَلِيِّ وتركيز دعائم الإنتصار النهائي.   لقد تفاعلتُ شخصيّاً مع هذه المقاربة الاعلامية  إنطلاقاً من ركيزة مَفهومِيَّةٍ  قاعدتُها ،  أن فلسطين هي أرض الأديان الربَّانيَّة و عاصمة الإيمانيات السماوية ، وليسَ لأحدٍ أنْ يَدَّعي مُلكِيَّتَها و توارثَها و تَوْريثَها أو إحتكارِ بركاتها و محاولة وَضعَ اليَدِ لا عليها و لا على مُستَقبلها. اللَّافتُ في مشهدياتِ الحرب الأخيرة بين غزَّة و اسرائيل أن ميدانياتِ القتال و مجالاتِ التقاصفِ التبادلي، من خلال ما ظهَّرَتْهُ وسائل الاعلام ، أرست قواعد جديدة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية . بمعنى أن التدامُرَ المُتزامِنَ بين لامُتَكافِئَيْنِ أثبتَ صحة إستراتيجية الإستبسال الإيماني والعناد الوطني بالدفاع عن الأرض و العِرْض ، من منطوق أن مَنْ يخسرُ أرضه يخسر إيمانَه ويكون غيرَ مُستحِقٍّ لا لهُوِيَّتِهِ ولا لتُراثه و لا أن يكون إبنَ إيمانه و غيرَ مُؤَهَّلٍ لأن يكون من أبناء الغدِ و لا من أهل الحرِّيَّة. إن نجاح الاعلام بخَوضِ معركةِ الدفاعِ عن غزَّة ، في ما قدمه من مواكباتٍ لحظويةً للوقائع  و ترويجاً  إندفاعِيَّاً للنصر ، أكَّدَ و بالقُدراتِ  القليلة التي يمتلكها هذا الإعلام  على  قناعَةٍ مُفادُها  إِنَّما النصرُ لِلحَقِّ أبداً ، بعيداً  عن الإدعائيَّةِ و الإعتدادِ بهذا الحَقِّ. و عنصرا الدفاع عن الحقِّ كما  الإنتصارُ بالحَقِّ ، ظهَرا جَلِيَّاً من خلال تركيز إعلام المرحلة على مستويين من الحَقِّ ، في المجال القتالي الميداني و على مدى الفضاء الإعلامي المفتوحِ على تحديَّاتٍ كَثرَتْ فيها التَشَّعباتُ و المُزايداتُ والتدخُلات:   أ- المستوى الأول من الحق  ، هو  الحق الفلسطيني   كقضية محوريَّةٍ سياسيَّةٍ و قَوْمِيَّة ، غير خاضعة للإبتزاز ولا للتنازل ولا للإذعان، ب- المستوى الثاني ، هو  الحَقُ القُدْسِي ، كقضية روحية ايمانية وانسانية تعني كلَّ الكِتابيين وأبناءَ الديانات الإبراهيمية. وهذان الحَقَّان هما انتصاران مُتكاملانِ ، لا يقتلهما زَمَنٌ ولا تغتالهما  مؤتمرات  تقسيمية ولا تقوى عليهما مؤامرات مجزرية و لا نيات  أوْ قرارات ابادية. هذا النصر الجهادي الذي نجح الإعلام بتظهيره بإحترافيةٍ وإلتزامٍ بالقضية ،  هو فعل لٌ  تمجيدي  لإنتصار  إرادة الدَّم على صواريخ التدمير و سلاح الشرِّ ، كَعَتبةٍ لإستكمالِ التحرير و حمايةِ عِرضنا الروحي  و إستعادة المقدَّسات المسيحية والإسلامية. وهذهِ ركيزة أساس  في رسمِ إستراتيجية  تحرُّكٍ روحي إيماني  و إنساني عام يساعد على تظهير النصر الميداني و حُسنِ إستثمارهِ في وسائل الاعلام  ، بما يتوافق وظروف الانتصار و نتائجه و إستشراف ما بعدَ الإنتصار و ضرورة متابعة ما بعدَ الصمود والنصر في المحافلِ والأندية الدولية ، دفاعاً و شرحاً وإستثماراً  للإعلام في السلام. إنَّ   مَقتَلَةَ فلسطين ، هي عندما  يصورها  بعضُ الإعلام  على انها قضية بعضِ العرب أو بعضِ المسلمين ، مع تجاهلٍ قَصدِيٍّ و تجهيلٍ عَمْدِيٍّ لعلاقةِ المسيحية بفلسطين و معنى فلسطين و دلالاتها الروحية لهم ، من حيثُ أنَّها  الأرضُ المقدسة  ، وِلادَةً و مَهْداً و بُشرىً و صَلْباً و آياتٍ و قيامةً و صعوداً و عنصرةً دائمة ، مع تسليمٍ نَوْمِيٍّ أوْ تَغفيلٍ  جَهْلِيٍّ ، من  بعْضِ المسيحيين ، دُوَلاً و مرجعياتٍ و جماعات ، باتوا يعتبرونَ أن أرضَ المسيحية أضحَتْ مَحَجاً سياحياً ، يكتفون بزيارتها  من دون ان تكون  مُرتَكَزَاً إيمانياً أساسيًا لهم.   والخوفُ كلُ الخوف، أَنْ يأتيَ يومٌ تَفْرغُ فيه أرضُ  المسيح من المسيحيين ، إِذَّاكَ لَنْ ندري ماذا سَيَحُلُّ بالمُقَدَّسات و لا كيف يكون إرتباطُ كنائس العالم بأرضهم الإيمانية المسلوبة !؟ و لا بماذا  سيشعر المسيحيون  عندما تصبحُ كنائسُ القدسِ أشبَهَ    بِقنصلياتٍ تمثيليةٍ  لمذاهب مسيحية مُغَرَّبة و مُغْتَرِبَة و مهاجرة أوْ مُهجَّرَة  من أرضها ؟ وهذا ما لَنْ نرتضيهِ ولن نسمحَ به ، قناعةً أننا أبناء الأرض و أهلها. ان مِحوَر إنشغالِ  الوجدان المسيحي المشرقي  و عُمْقِيَّاتِ  تفكير الهَمِّ  الانساني العام و مركزية  تطلُّعاتنا اليوم هو : كيف نُنتجُ  موقفاً إعلامياً مركَّزاً ، يعرفُ كيف يخاطبُ الغربَ المسيحي ، دولاً و شعوباً وجماعات ، من خلال تعريفهم بالمسألة الفلسطينية ، كَحَقٍ قومي و وطني وروحي ، و العمل الستمرِّ  لتحريضهم و دفعهم للتشارك والتفاعل مع القدس والانتصار للحق والدفاع عن الحقوق الانسانية والوطنية لأهل البلاد و أصحاب الإيمان و أهل  الارض وأبنائها.   إن السُبُلَ مُتاحَةٌ أكثرَ اليوم  لتقعيدِ أُسُسِ إعلامٍ النصر  و ترسيخ بناءاتِ إعلام السلام  ، الذي ينطلق من مُقترَحٍ  طوباويٍّ ، هو أن تكون القُدسُ مدينة الله و عاصمة الأديان الربِّيَّة. و لَيسَ هَمُّنا أن نسأل فقط   كيف عليْنا أن نستعيدَ القدس ؟   بل أن نعمل و نسأل كيف نُعيدُ الله الى القدس؟  وهذا محورُِ إنشغالاتِ  إعلام السلامِ الذي يتطلَّعُ الى قابلِ الأيامِ و إنتظاراتها ، من منظورٍ يحملُ رَجاءاتٍ كثيرةً ، و يتذكَّرُ دَوْماً عتيق الأيام بإنكساراتها و خيباتها  و نضالاتها و إنتِظاراتها  ونجاحاتها وإنتصاراتها ، بما يُحَفِّزُ على بِناءِ رؤية مستقبلية  نتَطلَّعُ  معاً الى تحقيق بنودها ، و أن نحلمَ بِرؤيا  إفتراضية نستشرف معها المُستَقبَلَ  ، مُتحَضِّرينَ بجهوزية تامة لِكلِّ مُفاجاءاته بالأَسوَدِ و الأبيض و بكلفة الدم.    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إعلام السلام من خلال

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري : حدث أمني جديد شمال غزة

#سواليف

أفادت وسائل إعلام عبرية، قبيل فجر اليوم الجمعة، بتعرض #الجيش_الإسرائيلي لـ” #حدث_أمني_صعب ” جديد شمالي #قطاع_غزة، في إشارة إلى تعرضه لعملية أخرى من المقاومة الفلسطينية.

وأفادت أنباء بقيام مروحية إسرائيلية بإجلاء جنود من القطاع نحو مستشفى في إسرائيل.

يأتي هذا التطور بعد ساعات من تفجير مبنى مفخخ في قوة إسرائيلية بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن قتيلين و6 جرحى، وفقا لمصادر إسرائيلية.

مقالات ذات صلة الاحتلال يقتحم الخليل 2025/07/11

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: 20 ألف جندي يعانون نفسيا بسبب الحرب في غزة.. والعدد يتضاعف
  • "تعمّد إطالة حرب غزة".. وسائل إعلام إسرائيلية: مصلحة نتنياهو السياسية تتجاوز توصيات الجيش
  • 50 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • إعلام عبري : حدث أمني جديد شمال غزة
  • لقاء مهم بين حزب الأمة القومي وحركة العدل والمساواة السودانية يؤكد وحدة الصف الوطني ودعم الانتقال المدني والسلام الاجتماعي
  • روسيا تنفي تعثر محادثات السلام مع أوكرانيا
  • إعلام عبري: نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين أن مفاوضات إنهاء الحرب ستبدأ مع الهدنة
  • شيخ الأزهر: السلام الحقيقي لن يتحقَّق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف
  • إعلام إسرائيلي: كمين بيت حانون يكشف عن عبثية الحرب وتطور المقاومة
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة