سوني تعلن عن سماعات لاسلكية صغيرة بميزات فائقة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أعلنت سوني عن سماعاتها اللاسلكية الجديدة InZone Buds التي زودتها بميزات تتفوق فيها على الكثير من السماعات الرائدة المطروحة حاليا.
وتبعا للخبراء في سوني فإن السماعات الجديدة تم تصميمها خصيصا لتكون مريحة في الأذن وتمكن المستخدم من استعمالها لساعات طويلة، إذ حصلت على تصميم خارجي خاص، وجهّزت بملحقات مطاطية تجعلها مريحة في فتحات الأذنين.
ومن بين أبرز ميزات هذه السماعات هو التقنيات المتطورة التي حصلت عليها والتي تمكنها من إجراء مسح داخلي لشكل قناة أذن المستخدم لإيصال الأصوات إليها بأفضل شكل ممكن، كما تخصص هذه السماعات النغمات الصوتية للأذن بالاعتماد على برنامج InZone Hub PC الذي يحلل الأصوات.
وحصلت InZone Buds على تقنيات عرض الصوت المكاني والتي توفر تجربة ممتعة في الاستماع خصوصا عن مشاهدة الأفلام أو تشغيل ألعاب الفيديو التي تضم مؤثرات صوتية خاصة، كما جهّزت ببطاريات داخلية تمكنها من العمل لـ 12 ساعة متواصلة، وتقنيات تجعلها قادرة على تبادل البيانات مع الأجهزة الإلكترونية بمعدل تأخير أقل من 30 ميلي ثانية.
إقرأ المزيدوتبعا لسوني فإن السماعات الجديدة ستعتمد معيارية الصوت Dynamic Driver X المستخدمة في سماعات WF-1000X، والتي توفر تجربة صوتية ممتازة للمستخدم.
المصدر: 3dnews
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أجهزة إلكترونية أجهزة محمولة إلكترونيات جديد التقنية سوني Sony
إقرأ أيضاً:
الحياكة.. غرزات صغيرة تصنع سلاما كبيرا للعقل والجسم
تخيل نفسك تجلس في ركن هادئ من منزلك، تمسك إبرتين وكرة من الصوف الملون، وتحرك يديك بإيقاع ثابت لا يصاحبه سوى خشخشة خفيفة للخيط وهو ينزلق بين أصابعك. شيئا فشيئا يبتعد صخب العالم، وتخف الضغوط عن كتفيك، لتكتشف أن السعادة قد تكمن أحيانا في غرزة صغيرة.
ورغم أن الحياكة قد تبدو للبعض هواية قديمة، فإن العلم الحديث أعاد إبراز قيمتها كوسيلة فعّالة لتهدئة العقل واستعادة التوازن. ففي زحمة الحياة المتسارعة، تبرز هذه الحرفة كملاذ لطيف يمنح صاحبه مساحة للتنفس، وفرصة لنسج الطمأنينة بيديه؛ حيث تتحول من مجرد صناعة قطع صوفية إلى رحلة علاجية تنسج خيوط السلام داخل النفس.
تخيّل نفسك جالسا في ركن هادئ من منزلك، تمسك إبرتين وكرة من الصوف الملون، وتحرك يديك بإيقاع منتظم لا يُسمع فيه سوى خشخشة خفيفة للخيط وهو ينزلق بين أصابعك. شيئا فشيئا يتلاشى صخب العالم من حولك، وتخف الضغوط عن كتفيك، لتدرك أن السعادة قد تختبئ أحيانا في غرزة بسيطة.
ورغم قدم تاريخ الحياكة، فإن العلم الحديث أعاد تسليط الضوء على قيمتها كوسيلة فعّالة لتهدئة العقل واستعادة التوازن. ففي زحمة الحياة المتسارعة، تبرز هذه الحرفة كملاذ لطيف يمنح ممارسها مساحة للتنفس، وفرصة لنسج الطمأنينة بيديه؛ حيث تتحول من مجرد صناعة قطع صوفية إلى رحلة علاجية هادئة تنسج خيوط السلام داخل النفس.
تمرين شامل للدماغالحياكة ليست مجرد حركة بسيطة باليدين، بل نشاط يحفّز عدة مناطق في الدماغ في الوقت نفسه. فالمراكز المسؤولة عن الحركة تنسّق بين اليدين لإتمام الغرز، بينما تعمل المناطق البصرية على متابعة شكل النمط والألوان. ويتولى الجزء المسؤول عن التفكير والتنظيم إدارة التركيز وحل المشكلات، في حين يقوم مركز الذاكرة بتسجيل المهارات الجديدة وترسيخها.
إعلانهذا التكامل يجعل الحياكة تمرينا ذهنيا فعّالا يحافظ على نشاط الدماغ وقد يساعد على تأخير ضعف الذاكرة مع التقدم في العمر. وقد دعمت هذه الفكرة دراسة أجرتها مايو كلينك في الولايات المتحدة عام 2011 على 1321 من كبار السن، وأظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون أنشطة معرفية مثل الحياكة والقراءة والألعاب تقل لديهم احتمالات الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ.
على المستوى الجسدي، تمنح الحياكة دعما واضحا لصحة اليدين من خلال حركاتها الدقيقة والمتكررة والتي تحسن مرونة المفاصل وتقوي العضلات الصغيرة، مما يساعد على تقليل التيبس والحفاظ على نطاق الحركة، وهو ما يجعل بعض المعالجين الفيزيائيين يوصون مرضى التهاب المفاصل بممارستها بشكل معتدل. كما يعزز التنسيق المستمر بين العينين واليدين المهارات الحركية الدقيقة ويقوي التواصل بين الجهاز العصبي والعضلي، وهو تطور لا يخدم الحياكة وحدها بل ينعكس أيضا على أداء المهام اليومية التي تتطلب دقة وتحكما أفضل، فيما يسهم تدفق الدم المتزايد في الأنسجة الدقيقة في دعم صحة الأوتار والعضلات الصغيرة.
رفيق في رحلة الشفاء النفسيتُعدّ الحياكة أداة فعّالة للتعامل مع القلق والاكتئاب؛ إذ يتركز ذهن الممارس على تشكيل الغرز، فيكسر حلقة الأفكار السلبية، ويمنحه المنتج النهائي شعورا ملموسا بالإنجاز حتى في أصعب الأيام. كما أن طبيعتها التأملية تهدّئ العقل المضطرب وتوفّر لحظات من الراحة الذهنية، لتصبح وسيلة غير دوائية لإدارة التوتر يمكن اللجوء إليها في أي وقت.
تشير دراسة أُجريت في مركز "بالانس" الطبي في كولومبيا البريطانية بكندا ونُشرت عام 2024 في مجلة فورتنز إلى أن الأنشطة الإبداعية مثل الحياكة تنشّط شبكة المكافأة الدوبامينية في الدماغ، خصوصا في المناطق المرتبطة بالمتعة والمزاج، لكنها توفّر مكافأة أبطأ وأكثر استقرارا مقارنة بالمحفزات السريعة مثل التمرين أو السكر.
كما وجدت دراسة صادرة عن "معهد العقل والجسم" بكلية الطب في جامعة هارفارد عام 2007 أن الحياكة تخفّض معدل ضربات القلب بنحو 11 نبضة في الدقيقة، وتخلق حالة من الهدوء تشبه تأثير اليوغا. لذلك يستخدمها بعض المختصين كعلاج بسيط يجمع بين الانشغال الذهني والحسي والتواصل الاجتماعي، ويساعد في بناء روتين يومي داعم للصحة النفسية.
لم تعد الحياكة نشاطا فرديا تقليديا تمارسه الجدات وربات البيوت فقط، بل تحولت إلى حركة اجتماعية وثقافية حديثة تجمع بين المتعة الشخصية والفائدة النفسية والاجتماعية. فقد شهدت السنوات الأخيرة انتشار مجموعات ونوادي الحياكة حول العالم، لتصبح منصات حقيقية للتواصل الإنساني بعيدا عن ضغوط الوسائط الرقمية، حيث يتبادل الأعضاء الخبرات والنصائح والقصص، ويجدون دعما متبادلا يكسر شعور الوحدة والعزلة ويعزّز الإحساس بالانتماء ضمن شبكة من الأشخاص الذين يشاركونهم الهواية نفسها.
إعلانكما تسمح بعض المبادرات التطوعية للهواة بحياكة قطع تُهدى إلى المحتاجين، مما يخلق إحساسا عميقا بالقيمة والعطاء. بهذه الطريقة، أصبحت الحياكة نشاطا متعدد الأبعاد يجمع بين الهدوء الذهني، والإبداع الشخصي، والدعم الاجتماعي، ويثبت أنها ليست مجرد هواية تقليدية، بل أسلوب حياة حديثا يدعم الصحة النفسية والاجتماعية معا.
الحياكة تتجاوز مجرد خيوط وصوف؛ فهي طريقة للحياة تعلمنا الصبر والتأني والعيش في الحاضر. كل غرزة صغيرة تقربنا من السلام الداخلي، وكل قطعة منتهية تحتفل بقدرتنا على الإبداع. في عالم سريع وفوضوي، تمنحنا الحياكة فرصة للتوقف، والتنفس، والاستمتاع باللحظات البسيطة التي تصنع السعادة. لذا، في المرة القادمة التي تعرض عليك فيها جدتك تعلم الحياكة، لا تتردد، أو يمكنك الاستفادة من مئات دروس المبتدئين المتاحة على اليوتيوب.