جريدة الوطن:
2025-05-28@09:29:28 GMT

بين بغداد وغزة

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

بين بغداد وغزة

هي ليست مقاربة بَيْنَ مدينتَيْنِ، وإنَّما بَيْنَ صمودين عزَّزا مكانة ودَوْر كُلٍّ مِنْهما في مسار الأحداث الجسام التي عاشتها الأُمَّة وما زالت تواجهها. وبفعل هذا الدَّوْر والمكانة أصبحتا عنوانًا لمقاومة الاحتلال ومشاريعه التي استهدفت حاضر ومستقبل الأُمَّة.
ففي غزَّة كما في بغداد سجّلت على أديمهما أروع الملاحم البطوليَّة التي سطَّرها المقاومون دفاعًا عن عروبة فلسطين واستقلال وسيادة أقطار العروبة، التي وجدت في المشروع الصهيوني تكريسًا لواقع التجزئة ومصادرة الحقوق، الذي وجد في الدعم الأميركي والغربي مناسبة لتكريس التهويد والاستيطان وقضم الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف.


وما نراه اليوم في استبسال المقاومين في غزَّة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإرادة أذهلت العالَم، كما فاجأ كيان الاحتلال من عزيمة المقاومين ورفضهم الحصار والتجويع ومصادرة الحقوق، هو صفحة مشرِقة في نضال الشَّعب الفلسطيني الذي يقاوم المشروع الصهيوني الذي يستهدف ابتلاع فلسطين وجعلها بؤرًا استيطانيَّة عنصريَّة على حساب حقِّ الفلسطينيِّين المشروع في دَولتهم المستقلَّة.
وعِندما نتحدَّث عن مَسيرة نضال الشَّعب الفلسطيني نتوقف عِند محطَّات مضيئة من سفر مشاركة العراقيِّين في جميع معارك الأُمَّة ضدَّ العدوِّ الصهيوني التي جسَّدت وحدة الموقف العربي، وتلبية نداء الواجب القومي عِندما تقتضي المصلحة القوميَّة التي كان العراقيون سبَّاقين في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة، ويشهد ثرى فلسطين وسيناء والجولان والقدس صولات العراقيِّين لتحرير الأرض ونصرة العروبة أيْنَما كانت المعارك.
لقَدْ فجَّرت معركة «طوفان الأقصى» ينابيع البطولة والعزَّة والكرامة، كانت استجابة لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض المغتصبة، ووقف تمادي «إسرائيل» في القتل والتهجير والحصار والتجويع إلى حدِّ إنكار ورفض حتَّى تنفيذ الاتفاقات التي أُبرمت مع عدَّة دوَل عربيَّة في مسار التطبيع، وهو الأمْرُ الذي تزامَنَ مع الدَّعم الأميركي لهذا الكيان الذي وجدَ في الرعاية الأميركيَّة تسليحًا وتمويلًا ليس له حدود حوَّله إلى تكريس واقع الاستيطان واستدارة ظهره عن سماع دعوات ومطالبات الخيرين لوقف ما يجري من ممارسات يندى لها الجبين.
ويُسجَّل لأبطال المقاومة الفلسطينيَّة أنَّهم أطلقوا العنان للسماء في صرخة مُدوِّية أذهلت العالَم، وأسقطت نظريَّة الأمن الصهيوني من شدَّة مفاجآتها وما تمخَّض عَنْها من عِبَر ونتائج هي بالأحوال كافَّة كانت انتصارًا على الباطل والظلم، وانتكاسة وهزيمة للمشروع الصهيوني الذي تهاوت مرتكزاته في طوفان الأقصى. ومهما تكُنْ نتائج المعركة فإنَّها كانت رسالة للعالَم أجمع أنَّ فلسطين ستبقى حيَّة وغير قابلة للإلغاء والتهويد ما دام أبطالها متمسكين بعروبتها مهما طال الاحتلال. فمعركة «طوفان الأقصى» أكَّدت هذه الحقيقة التي قلبت موازين الصراع مع العدوِّ الصهيوني لصالح الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وعِندما نتوقف عِند دَوْر بغداد وغزَّة فإنَّهما لوحة مشرِقة للصمود والملاحم والبطولة، لا سِيَّما صوَر ودَوْر بغداد التي كانت محاصرة وتواجه التهديدات العدوانيَّة كانت ترنو إلى القدس الشريف وتعلن جهوزيَّتها لأيِّ عمل ومسار يؤدِّي إلى تحرير فلسطين، وهذا المسار عبَّدته معركة «طوفان الأقصى» لسلوك هذا الطريق.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

خريجو “طوفان الأقصى” في الحديدة يجسدون روح التعبئة بمناورات ومسيرات ميدانية

يمانيون../
شهدت محافظة الحديدة، اليوم الأحد، فعاليات ميدانية واسعة ضمن برامج التعبئة العامة والدورات الصيفية، عكست مستوى الجاهزية والانتماء الوطني المتصاعد لدى الشباب في مواجهة التحديات المصيرية.

ففي مديرية المنصورية، نفّذ خريجو دفعة من دورات “طوفان الأقصى” مناورة ميدانية في مناطق يفاعة والحسينية، جسّدوا خلالها مهارات عسكرية وتكتيكية عكست ما تلقوه من تدريبات تعبوية، وأكدوا استعدادهم الدائم لخوض غمار المواجهة والانخراط الفاعل في جبهات الشرف والكرامة.

وفي مديرية التحيتا، نظّم المشاركون في دورات “طوفان الأقصى” مسيرة راجلة في عزلة القراشية السفلى، عبروا فيها عن وفائهم لمسيرة الجهاد والتضحية، مؤكدين مضيّهم على درب الأبطال وثباتهم في معركة التحرر والكرامة، ووقوفهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الصهيونية.

أما في مديرية باجل، فقد أقيمت مسيرة طلابية حاشدة لطلاب المدارس الصيفية، تخللتها زيارة إلى روضة الشهداء، حيث قرأ المشاركون الفاتحة ووضعوا أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، في مشهد عبّر عن عمق الارتباط بثقافة العطاء والانتماء لمسيرة الدماء الزكية التي مهّدت طريق العزة والاستقلال.

وشهدت الفعالية حضور مدير مديرية باجل عبد المنعم الرفاعي، ومسؤول التعبئة العامة ياسر الحسني، ومسؤول القطاع التربوي محمد عثمان، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية، حيث أشادوا بالدور الحيوي لطلاب المدارس الصيفية في تنمية الوعي الوطني وتعزيز الروح الجهادية في أوساط الأجيال الصاعدة.

وأكدت الفعاليات الثلاث أن الحديدة، كما عهدها الوطن، ميدان حيّ للتعبئة والإعداد، وقاعدة انطلاق لأجيال مدرّبة وواعية، ماضية بثقة نحو مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته، في معركة تحرير الأرض والقرار والسيادة.

مقالات مشابهة

  • تطبيق قتالي ومسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بالحديدة
  • تطبيق قتالي ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عدد من مديريات الحديدة
  • فلسطين تحذر من خطورة مواصلة العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
  • مسير وتطبيق لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بدبدة بمأرب
  • مسير وتطبيق لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جبل الشرق بذمار
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • كيف أشعلت طوفان الأقصى الحرب بين نتنياهو وقيادة الشاباك؟
  • خريجو “طوفان الأقصى” في الحديدة يجسدون روح التعبئة بمناورات ومسيرات ميدانية
  • جبهة تحرير فلسطين تشيد بموقف اليمن الشجاع وتؤكد أن اليمن نموذجاً ملهماً للانتصار لفلسطين وغزة