قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن قصف القدس المحتلة خلال جلسة الكنيست الإسرائيلي يدل على تحكم كتائب القسام بسير المعركة بهدوء واتزان، وأشار إلى أن قرار البنتاغون بإرسال 2000 جندي لدعم إسرائيل يؤكد انخراطا أميركيا مباشرا في الحرب على غزة.

ولفت الدويري، خلال تحليله لقناة الجزيرة، إلى أن قصف القدس خلال جلسة الكنيست، يؤكد وجود بنك معلومات لدى القسام يُحدّث لحظيا من خلال منظومة استخبارية قادرة على تزويده بالوقت المناسب.

وأشار إلى أن الفارق في القدرات بين الجانبين رهيب ولكن حماس توظف إمكانياتها المحدودة بطريقة ناجحة ليكون لها رد فعل من خلال اقتناصها فرصة اجتماع الكنيست وما يدور فيه من تهديد ووعيد لقطاع غزة، وكذلك تأجيل اجتماع الطاقم الوزاري المصغر "الكابينت".

ويرى أهمية استهداف العمق الإسرائيلي -من وجهة نظر عسكرية- مبينا أنه يضم مراكز الثقل سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا، وذلك من مبدأ العين بالعين والسن بالسن في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالمراكز المماثلة في غزة.

أما بشأن إطلاق طائرات بالونات حرارية فوق تل أبيب يوضح الدويري أنها تأتي سعيا لتجاوز عدم نجاعة القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، وبين أن هذه البالونات تطلق حرارة أكثر من أي جسم معدني آخر "وبالتالي قد تتجه صواريخ المقاومة إليها".

ووضع الخبير العسكري 3 سيناريوهات حول العملية البرية المحتملة، الأول يتعلق باحتلال غزة وهو سيناريو فاتورته باهظة للغاية وفق قوله، أما السيناريو الثاني فهو تجزئة غزة إلى كانتونات، فيما يقوم السيناريو الثالث على دخول المنطقة الزراعية شمالي قطاع غزة وشرقي غزة لكي تكون نقطة تفاوض من أجل الأسرى.

قوات أميركية

وحول التطور الجديد بإرسال 2000 جندي أميركي لدعم إسرائيل، يرى الدويري أن الأمر له دلالتان الأولى هشاشة الدولة التي هزمت الدول العربية على مدار العقود الماضية، إذ تطلب حاليا العون وقدوم قوات مقابل مئات من المقاتلين لديهم إمكانيات متواضعة.

أما الدلالة الثانية -بحسب الخبير العسكري- فإنها محاولة من قوات الدلتا الأميركية للوصول إلى الأسرى داخل قطاع غزة خاصة أنها معروفة بالأعمال الاستخبارية لتقديم المعلومات ومتخصصة بتحرير الرهائن.

ويضيف أن استعانة إسرائيل بقوات أميركية يدلل على هشاشة منظومتها، حيث تحولت من دولة تعتمد على كفاءة العنصر البشري إلى دولة تحتمي خلف الجدران والأمن السيبراني، مبينا أن هذه التطورات تؤكد انخراطا أميركيا مباشرا وهي في رأس الحربة في الهجوم على غزة.

وحول تصريحات الرئيس الأميركي بشأن ضرورة دخول غزة بريا والقضاء على حماس بشرط عدم احتلالها مجددا، يرى الدويري أنها رغبة من واشنطن في عدم التورط خشية مما سيترتب على هذا الهجوم البري.

جبهة لبنان

أما على صعيد التطورات في الجبهة الشمالية وإخلاء 28 مستوطنة إسرائيلية بعمق كيلومترين، يوضح الدويري أنه يؤشر إلى تصعيد يأخذ منحى تصاعديا منذ أيام ولكنه يبقى منضبطا ولا يشي إلى تحول لحالة الحرب.

ويؤكد أن حزب الله اللبناني لا يزال يعمل ضمن غرفة العمليات المشتركة التي تضم كتائب القسام وسرايا القدس، قبل أن يؤكد أن الحزب وإسرائيل لا يسعيان لحرب في الجبهة الشمالية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ما دلالات الزيارة الشرع المفاجئة إلى تركيا؟

 

أنقرة- في زيارة غير معلنة هي الثالثة له إلى تركيا منذ توليه السلطة مطلع العام الجاري، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، إلى إسطنبول حيث التقى نظيره التركي رجب طيب أردوغان في قصر دولما بهتشة.

وعُقد اللقاء خلف أبواب مغلقة، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين من الجانبين، من بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية خلوق غورغون، كما ضم من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصر.

في زيارة غير معلنة.. الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى #تركيا ويلتقي نظيره التركي رجب طيب #أردوغان في #إسطنبول، ووزيرا الخارجية والدفاع السوريين يرافقان الرئيس الشرع في زيارته#الأخبار #الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/Znsk3dN1dp

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 24, 2025

سياق الزيارة

تأتي زيارة الرئيس السوري إلى تركيا في سياق إقليمي ودولي بالغ الأهمية، إذ تزامنت مع إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسميا رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في تحول كبير للسياسة الغربية بعد إطاحة نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

إعلان

ويكتسب توقيت الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي بعد يومين فقط من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن إلى دمشق، والتي تناولت ملفات أمنية حساسة، خاصة قضية تسليم وحدات حماية الشعب الكردية سلاحها واندماجها في قوات الأمن السورية، وهو الملف الذي شهد تأخراً في التنفيذ عما كان معلنا سابقا.

وتأتي أيضا في ظل تصريحات أردوغان الأخيرة حول التواصل مع العراق وسوريا بشأن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، مما يعكس مساعي تركيا لتحقيق تقدم في هذا الملف الأمني الحساس.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره السوري أحمد الشرع، أن احتلال إسرائيل وعدوانها على الأراضي السورية أمر غير مقبول(وكالة الأناضول) أهم الملفات

أفاد بيان صادر عن الرئاسة التركية بأن اللقاء تناول جملة من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية، في مقدمتها تطورات المرحلة الانتقالية في سوريا ومسارات التعاون بين البلدين.

وأكد الرئيس أردوغان، خلال المباحثات، أن "أياما أكثر إشراقا وسلاما" تنتظر سوريا، مجددا التزام بلاده بالوقوف إلى جانب الشعب السوري كما فعلت منذ بداية الأزمة.

ورحب أردوغان بقرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا، واعتبر ذلك خطوة مهمة تهيئ الأرضية لعودة الاستقرار.

وفي ما يخص التصعيد الإسرائيلي، وصف الرئيس التركي الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية بأنها "غير مقبولة"، مؤكدا استمرار تركيا في رفضها لهذه الانتهاكات عبر كل المنابر الإقليمية والدولية.

وأشار البيان إلى أن الجانبين ناقشا آفاق التعاون في مجالات حيوية، على رأسها الطاقة والدفاع والنقل، حيث أكد أردوغان أن تركيا ستواصل الوفاء بما تقتضيه علاقات "الجوار والأخوة"، بما يشمل الدعم الفني والسياسي خلال مرحلة إعادة بناء الدولة السورية.

إعلان

وفي المقابل، عبّر الرئيس السوري أحمد الشرع عن امتنانه للموقف التركي، مثنيا على الدور الحاسم الذي لعبته أنقرة في رفع العقوبات ودفع المجتمع الدولي للاعتراف بالسلطة الجديدة في دمشق.

من جهتها، قالت الوكالة السورية للأنباء، إن وزيري الخارجية والدفاع السوريين سيلتقيا نظيريهما التركيين في تركيا لبحث الملفات المشتركة بين البلدين.

وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري ووزير خارجيته التقيا المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا، توم باراك، لبحث تطورات الملف السوري خلال الزيارة.

في السياق، يرى الباحث في مركز سيتا للدراسات كوتلوهان قورجو أن غياب أي إعلان رسمي أو تغطية إعلامية مسبقة لزيارة الرئيس السوري إلى تركيا، لا يعني بالضرورة أنها كانت سرية، بل يعكس، برأيه، ضيق الحيز الزمني للزيارة، وطبيعة الملفات الحساسة المطروحة خلالها.

ويعتقد قورجو في حديث للجزيرة نت، أن من بين العوامل التي دفعت لعقد هذا اللقاء، رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وتعيين السفير الأميركي في أنقرة مبعوثا خاصًا إلى سوريا، إلى جانب تصاعد أهمية ملف وحدات حماية الشعب (قسد) في الأجندة الأمنية التركية.

ويلفت إلى أن مشاركة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصر في اللقاء، تعزز الاعتقاد بأن قضية انتشار القوات الكردية وقضية “المواقع العسكرية المحتملة” كانتا ضمن أولويات جدول الأعمال، إلى جانب ما وصفه بـ”التقدم الفني في الحوار التركي-الإسرائيلي بشأن سوريا”، الذي قد يكون طُرح أيضًا في اللقاء.

وأضاف قورجو أن لقاء الرئيس أحمد الشرع بالمبعوث الأميركي الخاص، توم باراك، يعكس حرص القيادة السورية الجديدة على التواصل المباشر مع واشنطن، وإدراكها لحساسية هذا المسار، في ظل استمرار وجود ملفات عالقة بين الطرفين. وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الزيارات الميدانية التي أجراها مسؤولون سوريون إلى تلك المخيمات قد تكون جاءت استجابة ضمنية لبعض التوقعات الأميركية.

لقاء  في مكتب الرئاسة بقصر دولما بهتشة بإسطنبول، بين الرئيس طيب رجب أردوغان والرئيس السوري أخمد الشرع    (وكالة الأناضول) أهمية الزيارة

يرى المحلل السياسي محمود علوش أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا تكتسب أهمية استثنائية في ظل التحولات الجوهرية التي طرأت على المشهد السوري مؤخرا، لا سيما في ما يتعلق بمسار التسويات السياسية والأمنية.

إعلان

وبحسب علوش، فإن أنقرة تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمعالجة ملف قسد ضمن إطار اتفاقية الاندماج الجارية، التي تشكل جزءا من مسار أوسع متعلق بإحياء عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. ويعتقد أن الظروف أصبحت ناضجة لتحقيق تقدم فعلي في هذا المسار، خاصة في ظل ما وصفه بـ”الانسجام الأميركي النسبي” مع مقاربة تركيا للملف السوري.

كما يشير إلى أن أنقرة معنية أيضا بالتوصل إلى ترتيبات أمنية ثنائية مع دمشق ودول الإقليم لمواجهة تهديد عودة تنظيم الدولة (داعش)، بما يشمل ملف تسليم سجون داعش ومعسكرات الاحتجاز إلى الحكومة السورية، وهي خطوة ترى فيها تركيا ضرورة لتمكين دمشق من تولي المسؤولية الأمنية الكاملة على حدودها.

ويختم علوش بالقول إن النتائج المباشرة لهذه الزيارة قد لا تظهر فورا، لكنها – برأيه – ستتجلى تدريجيا من خلال استكمال مسار الاندماج وتنفيذ التفاهمات الأمنية والعسكرية التي جرى التوافق حولها بين الجانبين

 

 

مقالات مشابهة

  • ما دلالات الزيارة الشرع المفاجئة إلى تركيا؟
  • خبير عسكري: الاعتراف المرتقب بالدولة الفلسطينية يحظى بـإجماع دولي متزايد
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يسعى عبر خطته العسكرية لتغيير هندسة قطاع غزة
  • بينها عسكري.. 3 حالات انتحار في نينوى خلال 24 ساعة
  • “الدويري: تسييس الجيش الإسرائيلي وتعيينات متطرفة تعمّق أزمته البنيوية”
  • الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية
  • فندق الجيروسالم.. قصر عثماني بأثاث مصري في قلب القدس
  • الرئيس الفلسطيني يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات لقطاع غزة
  • خبير عسكري: هجمات الحوثيين تؤكد أنهم لم يفقدوا قدراتهم العسكرية
  • قتيـ لا السفارة الإسرائيلية بواشنطن خططا للزواج في القدس