تختلف الكائنات الحية في متطلبات تحقيق سعادتها فبعضها يكفيه القليل من المتطلبات والآخر تتزايد متطلباته مع تقدم مراحل العمر. فعلي سبيل المثال، تحتاج النباتات لكي تعيش وتنمو إلى عدد من المتطلبات منها البيئية والمناخية والغذائية وبقدر توفُّر هذه المتطلبات ، تزداد سعادة النباتات وتتعايش وتنمو من خلال نظام معقّد من التفاعلات الفسيولوجية والكيموحيوية والتي من خلالها يظهر شكله العام من نمو خضري وزهري وثمري وقدرة على تحمل الإجهادات المختلفة وتجاوزها بأقل قدر من التأثير على حياته وأجزائه المختلفة.
منتجو الغذاء (المزارعون) هم ممّن لهم القدرة والدراية والخبرة لمتابعة نمو النباتات وتلبية إحتياجاتها من بداية موسم النمو أو الزراعة وحتى الإنتهاء من قطف المحصول. ويتم هذا بصورة تقليدية من خلال إختبارات التربة والفحص العيني الميداني وهي في الغالب ذات تكاليف مالية مرتفعة وتستهلك القدر الكبير من الزمن والمجهود والإمكانيات البشرية المتخصصة. وقد تتم كذلك الإستعانة ببعض التقنيات مثل البيانات والمصورات من الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيّرة الزراعية لمتابعة نمو وحالة المحاصيل الزراعية وتلبية إحتياجاتها وخصوصاً للنطاقات الكبيرة من الأراضي أو الأعداد الشجرية.
خلال العام 2022-2023 م تم تطوير تقنية حديثة تستخدم من خلال حساسات إلكترونية ذات مناعة عالية ضدّ المؤثرات الخارجية والعوامل المناخية وبحجم لا يتعدّى حجم الإبرة تثبت على بعض أجزاء النبات (وبصفة خاصة الأشجار) ليتم من خلالها متابعة الحرارة والرطوبة ونسبة المياه المتاحة لاستخدام النبات والمحتوي من العناصر المعدنية والمؤشرات للإصابات المرضية والآفات الحشرية وذلك من خلال تقنية قياسات التردُّدات الكهربائية والتي تنتقل معلوماتها بطريقة لاسلكية (إلكترونية) إلى أجهزة حاسب آلي متخصصة لتحليل البيانات ووصفها بصورة فورية. وكذلك تم تحديث تطبيقات خاصة بالأجهزة الهاتفية المحمولة لكي تعطي تقريراً مفصّلاً لحالة النبات الصحية والمتابعة اللحظية والتوصية بالإجراءات الواجب إتباعها والأعمال الزراعية المطلوبة من أعمال للري أو التسميد أو الوقاية من الآفات والأمراض أو الاحتياطات اللازمة لتلافي الإجهادات المناخية.
وقد طوّرت هذه التقنية عدة شركات مختصة ولعل من أهمها شركة جروفيرا وشركة فيا تيك الأمريكية لشرائح رقمية مجهرية تثبت على النبات ولا تتأثر بالعوامل الخارجية والمناخية والتي تم تطبيقها واختبارها في عدد من مناطق العالم والتي ساهمت في النمو المثالي للنباتات والزيادة الكمية والنوعية الثمرية لعدد من المحاصيل الزراعية. ففي تجربة تطبيق هذه التقنية على أحد بساتين أشجار اللوز في أستراليا لمساحة 9262 هكتار (96.260.000 مليون متر مربع) ، انخفض معدل استهلاك المياه بقدر 600 مليون لتر خلال عام واحد بما يعادل توفير مبلغ 250.000 ألف دولار لما تم توفيره من بيانات ومعلومات مبكّرة لمدى التعرض للإجهادات الحرارية وكذلك الفترات الحرجة لحاجة الأشجار لمياه الري وتواجد الرطوبة الكافية في التربة. وفي تطبيق آخر لهذه التقنية لنوع نباتي آخر، ساهمت هذه التقنية بخفض المقنن المائي بواقع 76% مع زيادة المحصول الى أكثر من الضعف من خلال تحديد الفترات الحرجة من الإجهادات المائية خلال مرحلة إزهار النباتات وجاهزيتها لعمليات التلقيح والإخصاب وعقد الثمار ومعدل نموها وحاجتها للمحتوي من معدلات التسميد خلال تلك الفترات.
هذه التقنية الحديثة المبتكرة ساعدت في التعرّف على الإحتياجات والمتطلبات اللحظية التي تساهم في متابعة النمو الخضري والثمري للنباتات ووصولها للحجم والنضج المناسبين لضمان جودة المنتج من حيث المحتوي من العناصر الغذائية والفيتامينات والزيوت العطرية والنكهات والمحتوي السكري والنشوي وإنتاج محصول مثالي تحت الظروف المتاحة بصورة اقتصادية. وهذا قد يساهم خلال الأعوام القادمة لزيادة المنتوج الغذائي العالمي وجودته بصورة اقتصادية وتقليل المهدور المائي ليتواءم مع توصيات منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء لأهمية زيادة الإنتاج الزراعي الى ما نسبته 70% بحلول عام 2050 لتحقيق الأمن الغذائي وتلبية إحتياجات معدّلات النّمو السكاني حول العالم.
bahgethamooh@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذه التقنیة من خلال
إقرأ أيضاً:
إزالة 2271 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالمحافظات خلال 5 أيام
أزالت وزارة التنمية المحلية 2271 حالة تعدٍ متنوعة بالمحافظات خلال 5 أيام من تنفيذ الموجة الـ26 لإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة.
وتلقت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، تقريراً اليوم الأربعاء حول جهود المحافظات فى تنفيذ المرحلة الأولي من الموجة الـ 26 لإزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة والأراضي الزراعية خلال أيام السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الجاري.
وأشارت الدكتورة منال عوض إلى أن المحافظات بالتعاون مع الأجهزة المعنية وقوات إنفاذ القانون وجهات الولاية نجحت فى إزالة حوالي 961 حالة مبانى على أراضي أملاك الدولة على مساحة 271 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 348 حالة زراعة على 3502 فدان بأراضى أملاك الدولة.
وأوضحت وزيرة التنمية المحلية أنه فيما يخص المتغيرات المكانية الغير قانونية فقد تم إزالة 709 حالة مبانى على مساحة 78 ألف متر مربع، و54 حالة زراعة على مساحة 2 فدان كما تم إزالة 601 حالة تعديات بالبناء على الأراضى الزراعية على مساحة 39 أفدنة.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، بالوزارة يتابع مع مراكز السيطرة بالمحافظات وغرفة العمليات وإدارة الأزمات حملات إزالة التعديات التي يجري تنفيذها أولاً بأول لتحقيقً المستهدف من المرحلة الأولى وتذليل أي معوقات.
وطالبت وزيرة التنمية المحلية، القيادات التنفيذية ورؤساء المراكز والمدن والأحياء بالمحافظات بضرورة الإلتزام بالمستهدف من المرحلة الأولى لموجة الإزالات، ومنع التعدي مجددًا على الأراضي المُستردة، والتنسيق بين جهات الولاية والوحدات المحلية وقوات إنفاذ القانون، لمتابعة تنفيذ قرارات الإزالة على كافة التعديات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
جدير بالذكر أن الموجة الـ26 سيتم تنفيذها على 3 مراحل، (المرحلة الأولى فى الفترة من ١٠-٥-٢٠٢٥ وحتى ٣٠-٥-٢٠٢٥)، و (المرحلة الثانية فى الفترة من ٧-٦-٢٠٢٥ وحتى ٢٧-٦-٢٠٢٥)، و (المرحلة الثالثة فى الفترة من 5 إلى 25 يوليو 2025.
اقرأ أيضاًمحافظ الدقهلية يتابع أعمال تنفيذ الموجة 26 لإزالة التعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة
تمهيدا لإدراجه في خطة التطوير.. وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القليوبية يتفقدان مجزر الخانكة