ألقى  الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دار الإفتاء المصرية "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة"، أكد فيها على أننا نقف صفًّا واحدًا خلف قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وحرصه على السيادة الوطنية وإحلال السلام العادل، وأننا نرفض وبحسم أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وهذا نص كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين.


فيشرفني أن أنقل لحضراتكم جميعًا تحيات السيد الدكتور المهندس/ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي شرفني بالإنابة عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر مع ترحيبه بضيوف مصر الكرام، وتمنياتِه للمؤتمر بكل التوفيق.
وبعد : 
فإذا كانت الفتوى هي مراعاةُ مقتضى الحال، والزمان، والمكان، وأحوال المخاطبين وفق دِلالة عنوان المؤتمر "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة"، فلا شيء يتقدم في ذلك كله على الأحداث الجارية في قطاع غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وقطع للمياه والكهرباء ومحاولات تهجير قسري في حرب إبادة جماعية لم يشهد تاريخنا المعاصر لها مثيلًا، ولا سيما في استهداف وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل على مرأى ومسمع ممن يدعون أنهم أساطين العالم الحر وأدعياء حقوق الإنسان، مؤكدين أن قصف مستشفى المعمداني بغزة سيظل جريمة يندى لها جبين الإنسانية ولا يمحوها الزمن. 
وألخص حديثي في نقاط : 
أولًا : نرفض وبحسم أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني ونكبته نكبة أخرى وتفريغ أرضه منه في محاولة لإنهاء قضيته وتصفيتها، ونحيي الوعي الفلسطيني في رفضه القاطع والحاسم لأي محاولة لتهجيرهم من أرضهم وإنهاء قضيتهم، كما نحيي الموقف العربي والإسلامي الداعم لذلك. 
ثانيًا : نحيي بشدة صمود وثبات شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته وحقه المشروع في أرضه، كما نحيي تضحياته في سبيل الحفاظ على المسجد الأقصى ليظل أولى القبلتين عهدة إسلامية خالصة .
ثالثًا : نقف صفًّا واحدًا خلف قيادة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وحرصه الشديد على السيادة الوطنية على كل ذرة من تراب مصر، مرددين قول أمير الشعراء أحمد شوقي: 
لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنــا نَقيهِ
وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ
إِذا ما سالتِ الأَرواحُ فيهِ
بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا
نَقومُ عَلى الحماية ما حيينا
وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا
وفيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا
وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيَّا

إحلال السلام العادل


كما نشيد بجهود سيادته الرامية إلى إحلال السلام العادل، وعمله الدءوب على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وإنهاء كل عوامل التصعيد والتوتر، مثمنين جهود سيادته في ذلك.
سيادة الرئيس من هنا من مؤتمر دار الإفتاء نقول لسيادتك إن الأمة بعلمائها ومصر بجميع أبنائها وأزهرها وأوقافها وإفتائها خلف سيادتك وتثمن مواقفك المشرفة.
رابعًا : أن أمر الأوطان العام يقدره أولو الأمر وليس آحادُ الناس أو فريقٌ منهم، فقيادة الدول والعبور بها إلى بر الأمان يحتاج إلى تراكم خبرات، وتوفر معلومات، وإعمال العقل، وترجيح المصالح المعتبرة، بما يمكن أولى الأمر من اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب.
خامسًا : أنه لا سلامَ حقيقيًّا للمنطقة والعالم دون إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وأخصها إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ونحذر من اتساع رقعة الصراع القائم أو امتداده، وندعو كل عقلاء العالم ومؤسساته الدولية إلى النظر بعين الإنسانية والإنصاف إلى ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله ونساؤه من قتل وحصار وتجويع وتعطيش، فيما يعد جريمة حرب وإبادة جماعية مصورة وموثقة، كما ندعوهم إلى العمل على سرعة إدخال المساعدات الإنسانية إليه ورفع المعاناة عنه.
سادسًا : إذا كان ضمير الأعداء وبعض من كنَّا نعدهم محايدين أو أصدقاء قد مات فإن لدينا وفق بيان أزهرنا الشريف أملًا كبيرًا في قوة ووحدة الصف العربي والإسلامي وأحرار العالم ومن لا يزالون يحملون منه ضميرًا إنسانيًّا حيًّا بما يعيد للعالم صوت الحكمة والعقل والاتزان، وإعلاء الحس الإنساني وإيثار السلام العادل.
علماء الأمة الأجلاء لقد حددنا موضوع خطبة الجمعة القادمة عن الدفاع عن الأوطان والأرض والعرض ، ونأمل المشاركة الواسعة منكم فيه بخطبكم بندواتكم بمقالاتكم بأحاديثكم الإعلامية ، سائلين الله (عز وجل) أن يعجل برفع الكرب عن كل مكروب وأن يوفق كل من يسعى إلى السلام والعدل للحق والخير والإنصاف وما ذلك على الله بعزيز. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيسى وزير الأوقاف الاوقاف دار الافتاء الإفتاء الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الأسبق: توني بلير ليس جزء من لجنة السلام بغزة

قال حسن عصفور، وزير شؤون المفاوضات الأسبق، في معرض رده على سؤال الإعلامية لميس الحديدي، إن الرئيس الأمريكي لم يتطرق إلى حل الدولتين، وأن ما حدث اليوم عمليًا يختص بغزة فقط ووقف الحرب فيها، ولم يكن هناك أي حديث عن حل الدولتين أو وقف الاستيطان أو الضفة الغربية أو القدس أو تهويدها.

طارق فهمي: مؤسسات دولية كبرى تشارك بمؤتمر دعم إعادة إعمار غزة نوفمبر المقبلأحمد موسى: توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم تاريخي يحدد مستقبل الشعوبرئيس البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام وتوقيع اتفاق غزةجاتوزو: سعيد بإيقاف الحرب في غزة وتأثرت بمشهد عودتهم لمنازلهم


تابع خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "الصورة" على شاشة "النهار"، قائلاً:"ترامب أراد أن يختزل الصراع فيما حدث في غزة فقط."

وأشار إلى خطورة ما قاله الرئيس الأمريكي واحتفائه بإنهاء حرب عمرها ثلاثة آلاف سنة، وهي عبارة بالغة الخطورة تعني أن فلسطين يهودية.

وأوضح أن هناك مدلولًا سياسيًا مهمًا، وهو أن هناك فرقًا بين وقف الحرب والسلام، قائلاً:"صحيح أن وقف الحرب عمل إنساني مهم جدًا، لكنه لم يصنع السلام، وليس بوابة السلام، وإنما هو نقطة نحو السلام إذا ما تم إكماله."

وحول تولي توني بلير للجنة السلام، علق قائلاً:"الرئيس ترامب أنهى فكرة توني بلير، وأعتقد أن من سيحل محله هو ترامب نفسه أو ويتكوف وكوشنر، أو الأخير وحده في قيادة غزة."


وأضاف أن كوشنر هو من خطط لمشروع غزة الكبرى، وظهر ذلك في فبراير 2024، مما يعكس أن المخطط موجود قبل السابع من أكتوبر، قائلاً:"الموضوع كله مصنوع، وبدأ تنفيذه لاحقًا."


وشدد على ضرورة وجود موقف عربي داعم لمصر، قائلاً:"أركز على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي مع مصر، وأنا حريص على التعبير أن الوضع لن يكون سهلًا."


ولفت إلى أن الأخطر أن حركة حماس حركة غير مسؤولة تتصرف بصبيانية عالية، وتعتقد أنها حققت ما تريد وبقيت، قائلاً:"أي خطأ بسيط من حماس سيجعل فكرة الحرب تعود، وإسرائيل ليس لديها مشكلة، لأن هذه الحرب تخدم مشروع التهويد في الضفة الغربية، فأكبر خدمة قدمتها حرب غزة هي تهويد الضفة الغربية التي أصبح بها مليون مستوطن."

طباعة شارك توني بلير غزة قطاع غزة الاحتلال فلسطين

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف ينعى الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
  • «الموسيقيين»: الرئيس السيسي عبّر عن موقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • برلماني: اتفاق شرم الشيخ يعكس مكانة مصر ودور الرئيس السيسي التاريخي في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • وزير الأوقاف السابق: الرئيس وقف سدا منيعا ضد التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • المشاط: السيسي لديه رؤية حاسمة تقوم على إحلال السلام والالتزام الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني
  • سياسي أنصار الله: تحرير الأسرى الفلسطينيين انتصار للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني
  • وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الأسبق: توني بلير ليس جزء من لجنة السلام بغزة
  • الرئيس المصري: من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره
  • «الشيوعي السوداني»: خطة السلام في غزة محاولة لتجميل واقع استعماري
  • الرئيس الفلسطيني يغادر رام الله باتجاه شرم الشيخ لحضور قمة السلام