ما تحديات دبلوماسية بايدن بعد قصف مستشفى المعمداني؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
رأت عميدة أكاديمية الملكة إليزابيث الثانية للقيادة في الشؤون الدولية ضمن "معهد تشاتام هاوس" الدكتورة ليزلي فينجاموري، أن تصدّر استهداف أحد مستشفيات غزة عناوين الأخبار بينما كان الرئيس جو بايدن يسافر إلى إسرائيل، عقّد زيارة رئاسية تحتم أن تكون محفوفة بالمخاطر.
وأتت رحلة بايدن إلى إسرائيل هذا الأسبوع في أعقاب جولة دبلوماسية إقليمية لا هوادة فيها لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
أضافت الكاتبة أن فكرة شرق أوسط تحل فيه الصين محل القوة الأمريكية تبدو بعيدة المنال.. يوم الأربعاء، تجنب الرئيس الصيني شي جينبينغ أي ذكر للحرب خلال خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق.. إن عرض الصين اقتصادي ويحظى بقبول واسع النطاق في جميع أنحاء الجنوب العالمي، بما فيه الشرق الأوسط. لكن حلول مشاكل المنطقة لا يمكنها تجنب مسائل الحرب والسلام.
أمر بالغ الصعوبةكانت هجمات حماس والرد الإسرائيلي عليها سبباً في تعبئة الناس وتقسيمهم في مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنه حرم الجامعات الأمريكية، حيث يعمل الجيل المقبل من الناخبين الأمريكيين على إسماع أصواته، كان كل هذا سبباً في رفع الرهان بالنسبة إلى الدبلوماسية الأمريكية التي ستحتاج للتحدث إلى جماهير متعددة وفق فينغاموري.
لا بد للدبلوماسية الهادئة المصممة للتأثير على الرد الإسرائيلي أن تكون متوازنة مع الدبلوماسية القادرة على أن تثبت لحكومات المنطقة أن الولايات المتحدة جادة في التزامها بحماية المدنيين على جانبي الصراع.. هذا أمر بالغ الصعوبة، لكن قدرة الولايات المتحدة على المساهمة في إحلال السلام في المنطقة تعتمد عليه.. يتعين على الولايات المتحدة أن تثبت قدرتها على العمل مع إسرائيل ومصر وغيرهما من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في المنطقة للمساعدة على وضع تدابير إنسانية فعالة.
خلال جولته بالمنطقة.. #بلينكن من #الرياض يدعو لحماية المدنيين في #غزة وإسرائيل https://t.co/npdHjTJDHv
— 24.ae (@20fourMedia) October 14, 2023ربما تكون الدبلوماسية العامة الأمريكية أكثر أهمية لمنع اتساع نطاق الصراع، ويتعرض الدعم الأمريكي لإسرائيل لضغوط شعبية مكثفة.. وقد تؤدي الحرب البرية المتوقعة على نطاق واسع في غزة إلى المزيد من الوفيات وتأجيج نيران العداء لأمريكا في الخارج ونيران الانقسام في الداخل، كما أصبحت الدبلوماسية العامة أكثر حيوية بكثير لكن أصعب بما لا يقاس بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي في غزة.
تغيير في المسارأدى التأثير الإنساني المدمر لانفجار المستشفى إلى تعقيد رحلة بايدن، في الأسبوع الذي تلا هجمات حماس، أدلت الولايات المتحدة بتصريحات علنية عن الدعم غير المشروط لإسرائيل، في حين أن الدبلوماسية الإقليمية المكثفة التي قام بها الوزير بلينكن شخصياً كانت بعيدة عن الأضواء.. يوم الأحد، حدث تغيير في المسار، حيث دعا بايدن إسرائيل إلى ممارسة ضبط النفس وحماية المدنيين، في مقابلة مسجلة لبرنامج 60 دقيقة.
على الرغم من قرار الرئيس بايدن الإعلان عن هذه النقطة، قد تكون قدرة الولايات المتحدة في التأثير على إسرائيل في المدى القصير محدودة: حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن رد بلاده على هجمات حماس "سيتردد صداه لأجيال"، وبالإضافة إلى الجهود الرامية لتشجيع إسرائيل على ضبط النفس، لدى الولايات المتحدة مهمة أساسية تتمثل في محاولة ردع إيران وحزب الله عن التورط بشكل مباشر.
#بايدن يزور #تل_أبيب متضامناً ويحتضن #نتانياهو https://t.co/oeZRxQG80h
— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023كما يشكل العمل على ضمان بقاء أوروبا والولايات المتحدة على توافق وثيق في استجابتهما أمراً بالغ الأهمية، وقد يترك أي شيء أقل من ذلك تأثيراً سلبياً على المجالات ذات الاهتمام المستمر للتعاون عبر الأطلسي، وخصوصاً أوكرانيا.
بين الداخل والخارجيجب أيضاً على إدارة بايدن أيضاً مضاعفة دبلوماسيتها العامة حسب الكاتبة، قال الرئيس الأمريكي إنه "غاضب وحزين بشدة" بسبب انفجار المستشفى في غزة، وبينما يتم تداول الاتهامات حول هوية المسؤول، سيدرك أن الدعوات الأمريكية لإسرائيل لحماية المدنيين، ستترك تأثيراً أكبر على الجمهور إذا تمكن من رؤية خطوات ملموسة لحماية المدنيين.. وسبق أن سعت الدبلوماسية الهادئة إلى إنشاء مناطق آمنة في غزة، كما عملت على إقناع إسرائيل ومصر بتوفير ممر إنساني وفتح معبر رفح الحدودي.
أطباء يتحدثون عن لحظات "الرعب والدم" في #مستشفى_المعمداني https://t.co/49vV8uoF9F
— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023إن الضغط الذي يمارسه جمهوريو ترامب في الكونغرس لإعادة توجيه المساعدات من أوكرانيا إلى إسرائيل، كما الاستقطاب الحزبي الراديكالي يهددان بتقويض الجهود الدبلوماسية لتوجيه إشارة إلى الشعوب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بأن ضبط النفس الإسرائيلي يمثل أولوية لإدارة بايدن.. كما تعمل السياسات التخريبية التي يمارسها الكونغرس على تقويض الجهود الرامية إلى بناء الجسور بين المجتمعات في الولايات المتحدة التي انقسمت بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
لا احتلال.. لا انسحابقبل أيام قليلة من شن حماس هجماتها، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان علناً، إن الشرق الأوسط "أكثر هدوءاً اليوم مما كان عليه خلال عقدين من الزمن"، وأشاد بقدرة الولايات المتحدة على التركيز على الأولويات الإستراتيجية خارج منطقة الشرق الأوسط.. إن الانسحاب الفاشل من أفغانستان صيف 2021 وانحدار أفغانستان إلى الفوضى، والآن هجمات حماس القاتلة على المدنيين الإسرائيليين، هي تذكير بأن مظهر الاستقرار كان مجرد واجهة.
لقد كشفت الكارثتان عن مخاطر التفكير الثنائي وأنه لا بد للسياسة الأمريكية في المنطقة أن تصاغ في منزلة ما بين الاحتلال والانسحاب.. تشكل الهجمات التي تشنها حماس أيضاً تذكيراً مذهلاً بأن المشاكل في الشرق الأوسط تظل مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة، لا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى دولة، والمشكلة لن تحل نفسها ببساطة.
لا تشك الكاتبة في أن هذه الحرب ستجدد المخاوف بشأن قدرة أمريكا على العمل بشكل إستراتيجي عبر مسارح متعددة.. إلى جانب التساؤلات حول الفاعلية الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، كشفت هذه المخاوف عن مصدر قلق آخر، ربما يكون أكبر: إنه انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة والذي يأتي بثمن باهظ.
بناء الجسورفي الأسابيع المقبلة، سوف تلعب الدبلوماسية الأمريكية دوراً حيوياً.. ويجب على إدارة بايدن أن تعمل بنشاط لطمأنة إسرائيل بإمكانية استعادة أمنها، ومطالبة جميع الأطراف بحماية المدنيين، وإبقاء الدول في جميع أنحاء المنطقة ملتزمة بشدة باستعادة السلام والاستقرار، كما يتعين عليها أيضاً أن تسعى إلى بناء الجسور القادرة على منع الحرب بين إسرائيل وحماس من الانتشار وخلق انقسامات عامة مريرة في الغرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل جو بايدن أوكرانيا أمريكا الولایات المتحدة الشرق الأوسط هجمات حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت 6 مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في قطاع غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيّرة أميركية فوق غزة، كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في ملاحقة الأسرى الإسرائيليين ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال 5 من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل، بينما ذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة. ورفض المصدران تحديد متى اتُّخذ هذا القرار.
وجاء القرار مع تزايد مخاوف مجتمع المخابرات الأميركية بشأن عدد المدنيين الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) للأسرى الفلسطينيين.
وقال 3 من المصادر إن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وذكر مصدران أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
وأفادت المصادر بأن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية، وفقا لقانون الحرب.
إعلانوقال مصدر مطلع إن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
وذكر مصدر آخر مطلع أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
تبادل واسع للمعلومات المخابراتيةوأفاد مصدران بأن بايدن وقّع -بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- مذكرة توجّه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وقالت 3 مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) والمخابرات المركزية (سي آي إيه) التي أطلقت طائرات مسيّرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم. وساعد البث أيضا في جهود إطلاق أسرى إسرائيليين، حسب قولهم.
وجاء قرار وقف تبادل معلومات المخابرات بعدما قررت إدارة بايدن أن إرسال الولايات المتحدة لأسلحة ومعلومات مخابراتية لإسرائيل لا يزال قانونيا، رغم تزايد مخاوف بعض المسؤولين من أن الجيش الإسرائيلي انتهك القانون الدولي خلال عملياته في غزة.
وذكر عدد من المسؤولين السابقين أن محامي إدارة بايدن ظلوا يرددون أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي رغم تصاعد تلك المخاوف.
وقال مصدران مطلعان إن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف المصدران أنه كان من المقرر أن تنتهي شراكة تبادل معلومات المخابرات، وقال مسؤولو المخابرات إن مخاوفهم بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة زادت.
وذكر المصدران أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة الرئيس المقبل -آنذاك- دونالد ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وإن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وذكرت وكالة رويترز أن كل المصادر اشترطت عدم نشر أسمائها للحديث عن معلومات المخابرات الأميركية.