هل ما زال العراق يبحث عن الدعم العسكري الامريكي؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
أكتوبر 19, 2023آخر تحديث: أكتوبر 19, 2023
محمد حسن الساعدي
بالرغم من أنه واقعاً لم تعد هناك حاجة، لوجود قوات قتالية أجنبية في العراق، إلا أن وجود “مستشارين” يشكلون جزء مهم من هذه القوات المتواجدة، الموجود، بادعاء حربها على الإرهاب، وبعد مرور اكثر من ست سنوات، على انتهاء الحملات العسكرية ضد داعش، الا أن العراقيين جميعاً لم يلمسوا موقفاً رسمياً ولو واحدا، لدعم بلدهم وفق المعاهدة الاستراتيجية، بين الولايات المتحدة والعراق، والتي شملت أبوابا متعددة ولم تقتصر على الجانب العسكري فقط .
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تحدث في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن توجهات العراق الجديدة، نحو أنهاء وجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حين أكد أن القوات العراقية وبمختلف صنوفها القتالية، قادرة على مواجهة أي تحدي يهدد البلاد وشعبها، وأنها قادرة على بسط الأمن على كافة أراضيها بعد خروج القوات الأجنبية.
بالرغم من ذلك فقد ارتفعت أصوات هنا او هناك مؤخراً، تنادي ببقاء هذه القوات، لأنها تعتقد بأن الوجود الأمريكي أمر حيوي لاستقرار العراق، وأن هناك فجوات في داخل البنية الهيكلية للقوات الامنية، في حين يرى القادة الأمنيون، ان القوات الامنية قادرة على ضبط الأمن، وصد أي هجمة من أي تهديد ضد بلدهم..وأن وقت أي وجود عسكري أجنبي، سواءً مدربين أو مستشارين أو غيره قد انتهى تماماً.
بغض النظر عن وجود الجيوب المتبقية من عصابات داعش في العراق، الا أن العراق أصبح بلداً اكثر أستقراراً من الناحية الامنية، بالإضافة لتصاعد قدرة قواته الامنية، على التدخل في أي اشتباك عسكري مع هذه العصابات وحسمه بسرعة، ما يعني أن هذه القوات أمست قادرة على حفظ امنها وامن المواطن، ولا تحتاج لوجود أي دعم لها “أن وجد” بالإضافة الى تكبد العراق كلفا مالية، والتي ينبغي ان تصرف على جوانب اخرى تلامس حياة المواطن العراقي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: قادرة على
إقرأ أيضاً:
من القرصنة إلى التهريب.. تحليل: الحوثي يبحث عن بدائل مالية لتعويض نقص الدعم الإيراني
يحذر تحليل حديث نشره منتدى الشرق الأوسط، من سيناريوهات خطيرة قد تلجأ إليها ميليشيا الحوثي في اليمن في حال تراجع أو توقف الدعم الإيراني، موضحًا أن الجماعة – التي تسيطر على صنعاء ومحافظات اخرى بقوة السلاح – قد تتحول إلى كيان إجرامي يماثل نموذج القراصنة الصوماليين في حال واجهت أزمة تمويل خانقة.
ووفقًا للتحليل فإن الضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني، والانشغال المتزايد بأزماته الداخلية وتقلص قدرته على تمويل حلفائه في الخارج، قد تدفعه إلى خفض أو حتى قطع الدعم عن ميليشيا الحوثي. وأوضح أن إيران تواجه مأزقًا ماليًا مع تزايد تكلفة العمليات الخارجية، من دعم حزب الله إلى محاولات الحفاظ على النفوذ في سوريا، ما يجعل الاستمرار في تمويل الحوثيين خيارًا مرهقًا.
التحليل أعده الباحث مايكل روبين، وهو متخصص في دول الشرق الأوسط، وخاصةً إيران وتركيا. وعمل كمسؤول في البنتاغون، وله خبرات ميدانية في إيران واليمن والعراق. ويرى الباحث أن الحوثيين، الذين يديرون مناطقهم بسطوة السلاح وسياسة الإقصاء، يعتمدون بشكل كبير على ما يردهم من دعم خارجي، إلى جانب تحصيل ضرائب غير قانونية واستخدام المساعدات الدولية كورقة نفوذ.
يشير روبين إلى أن ميليشيا الحوثي لن تختفي بسهولة رغم أي أزمة مالية محتملة، لكنها قد تعمد – كما حدث في الصومال عقب انهيار الدولة – إلى تبني مسارات إجرامية أكثر خطورة لتعويض الفاقد المالي. وأوضح أن موانئ الصيد اليمنية شمال الحديدة، قد تتحول إلى مراكز لانطلاق زوارق القرصنة، على غرار ما فعله الصيادون الصوماليون الذين تحولوا إلى قراصنة نتيجة استنزاف مصادر رزقهم وغياب الدولة.
ويلفت التحليل إلى أن المناطق الحيوية مثل خليج عدن والبحر الأحمر ستكون هدفًا محتملاً لأعمال القرصنة، ما يهدد الملاحة الدولية، ويفرض تحديات حقيقية على شركات الشحن والدول المطلة على هذه الطرق الحيوية.
ولم يستبعد التحليل لجوء الحوثيين إلى أنشطة إجرامية أخرى لتأمين مصادر تمويل بديلة، من بينها تجارة المخدرات. ويُرجّح روبين أن تستغل الجماعة الشبكات التي أسسها حزب الله في أفريقيا وأوروبا، لتهريب المواد المخدرة إلى داخل الجزيرة العربية أو عبرها، مستفيدة من شبكات تهريب تقليدية وطلب متزايد في بعض الأسواق الخليجية.
وفي ختام تحليله، يحذّر روبين من أن مجرد فقدان الحوثيين لداعمهم الإيراني لا يعني نهاية الجماعة، بل قد يُؤسس لتحولها إلى "كارتل مسلح" يعمل خارج القانون على غرار الميليشيات الإجرامية العابرة للحدود. ويطرح تساؤلًا مهمًا: هل يعي المجتمع الدولي مخاطر المرحلة المقبلة، وهل هناك استعداد حقيقي لمواجهة النسخة القادمة من الحوثيين، إذا ما تحوّلوا من وكلاء لإيران إلى قراصنة ومهربين على شواطئ البحر الأحمر؟