حثت الولايات المتحدة ودول أوروبية، إسرائيل أن يكون لديها استراتيجية واضحة بشأن أهدافها، إذا شنت غزواً برياً لغزة، محذرين من احتلال طويل الأمد للقطاع، ودعوهم بالتركيز بشكل خاص على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين، القول إنه خلال مناقشات خاصة مع نظرائهم الإسرائيليين، لم يحاول مسؤولو الدفاع الغربيون إثناء إسرائيل عن التوغل في غزة بقوات برية، ولكنهم أكدوا أن على إسرائيل أن يكون لها أهداف واضحة، عندما يتعلق الأمر بإضعاف "حماس"، والسعي إلى تجنب احتلال طويل الأمد لقطاع غزة.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ: "نصيحتنا لهم ليست لا تفعلوا ذلك، لأننا نحترم تماما حقهم في ملاحقة حماس، وهذا يعني ملاحقتهم أينما كانوا".

وأضاف: "لذلك فإن الأمر لا يتعلق بلا تفعل ذلك، بل فكر فيما يحدث وامتلك استراتيجية، وليس مجرد مناورة تكتيكية".

وتابع: "نتوقع من إسرائيل أن تتصرف في إطار القانون الإنساني الدولي، وندرك أنهم يتعاملون بهذا الأمر".

وسبق أن أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مشاعر مماثلة في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، الأسبوع الماضي، حين قال إن "إخراج المتطرفين هو مطلب ضروري" لإسرائيل، لافتا إلى أن "حماس والعناصر المتطرفة في حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني.. وأعتقد أنه سيكون من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة مرة أخرى".

اقرأ أيضاً

لتأمين رهائنها.. أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل العملية البرية في غزة

والأربعاء، أثناء وجوده في تل أبيب، حذر بايدن في تصريحات علنية من أن القيادة في زمن الحرب "تتطلب الوضوح بشأن الأهداف وتقييمًا صادقًا حول ما إذا كان المسار الذي تسلكه سيحقق تلك الأهداف".

فيما كشف مسؤول إسرائيلي أن هذه المناقشات جارية مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير منفصل الجمعة، إن "إسرائيل تدرك جيدا القضايا الإنسانية وتتخذ خطوات لمعالجتها بالتعاون مع الحكومة الأمريكية.. حماس هي التي حولت سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة إلى درع بشري".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن "إسرائيل ليس لديها مصلحة في احتلال غزة"، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين حذروا من أن العملية هناك ستكون طويلة.

ويعتقد أيضًا أن حماس تحتجز أكثر من 200 رهينة، والذين قد يتعرضون للخطر إذا غزت إسرائيل.

وأطلقت الجماعة سراح رهينتين أمريكيتين هما أم وابنتها، الجمعة.

ووفق الشبكة، فإنه ليس لدى المسؤولين الأمريكيين حتى الآن فهم واضح لنوايا إسرائيل في غزة، ويعتقدون أنه سيكون من الصعب القضاء على "حماس" بالكامل.

اقرأ أيضاً

"صبرا لدينا وقت".. بينت يدعو لعدم التعجل بشن العملية البرية ضد غزة

وعلى الأقل علناً، لم يعبر المسؤولون الإسرائيليون عن خططهم إلا بشكل عام، قائلين إن الهدف هو القضاء على "حماس" وبنيتها التحتية.

وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، حسب ما نقلت صحيفة "هاآرتس"العبرية: "مسؤوليتنا الآن هي دخول غزة، والذهاب إلى الأماكن التي تنظم فيها حماس، وتعمل، وتخطط، وتطلق الصواريخ، لضربهم بشدة في كل مكان، كل قائد، كل ناشط، وتدمير البنية التحتية".

يشار إلى أنه في عام 2014، شرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إضعاف "حماس" من خلال الغزو البري لغزة.

وفي حين وجهت تلك الحرب ضربة كبيرة لـ"حماس"، إلا أنها كانت تحديًا كبيرًا، ولم تحاول إسرائيل توغلًا آخر منذ ذلك الحين.

وأوضح المسؤولون أن هناك أيضًا مخاوف متزايدة من أن يؤدي الغزو البري إلى زيادة تأجيج التوترات في المنطقة، والتي تصاعدت بعد انفجار مستشفى في غزة، والذي ألقت إسرائيل و"حماس" باللوم فيه على بعضهما البعض.

وقدرت الولايات المتحدة أن إسرائيل لم تكن مسؤولة، لكنها لم تحدد بشكل قاطع الجاني.

اقرأ أيضاً

بايدن: نناقش مع إسرائيل بدائل الغزو البري الكامل لغزة

قال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون، إن الاحتجاجات اندلعت في جميع أنحاء العالم العربي في أعقاب انفجار المستشفى، وأن التوغل البري الإسرائيلي واسع النطاق والعشوائي على ما يبدو في غزة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.

وتعرضت القوات الأمريكية بالفعل للهجوم عدة مرات في الأيام الأخيرة في العراق وسوريا، حيث استهدفت الطائرات بدون طيار والصواريخ قواعد التحالف هناك.

وهدد "حزب الله"، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في لبنان، باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا دخلت قوات إسرائيلية إلى غزة.

وقال أحد المصادر المطلعة على الاستخبارات الأمريكية: "أعتقد أننا جميعاً ندرك أهمية احتياطي حرب المعلومات.. ومهما فعلوا، فإنه يجب أن يكون مدروسا ومتعمدا".

ويخشى المسؤولون الأمريكيون أيضًا من أن الهجوم الدموي على غزة قد يؤدي إلى خطر جر "حزب الله" إلى الشمال، أو حتى إيران، إلى الصراع.

وفي الوقت الحالي، يقول العديد من المسؤولين المطلعين على الاستخبارات الأمريكية والغربية، إنه يبدو أنه لا طهران ولا "حزب الله" حريصان بشكل خاص على التدخل بشكل مباشر.

ولكن إذا كان هناك عرض من صور الفلسطينيين الذين يعانون تحت الهجوم الإسرائيلي، فإن سياساتهم الداخلية يمكن أن تتغير.

اقرأ أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة

وقال مسؤول أمريكي كبير للشبكة، إن من بين فوائد رحلة بايدن إلى إسرائيل هذا الأسبوع، أنها "تمنحنا بعض الوقت"، عندما يتعلق الأمر بتوغل بري إسرائيلي محتمل.

وأضاف أنه كان مفهوما بشكل عام قبل الرحلة أن إسرائيل لن تقوم بالتصعيد في غزة أثناء زيارة بايدن.

وتابع المسؤول أنه كلما طال أمد تأجيل الإسرائيليين لهذا النوع من العمليات العسكرية كلما كان ذلك أفضل، لأنه يسمح لإسرائيل بالتخطيط بشكل أكثر استراتيجية وعدم الرد بشكل عاطفي على أهوال 7 أكتوبر/تشرين الأول.

من جانبه، يقول جوناثان بانيكوف المحلل الاستخباراتي الكبير المتخصص في المنطقة، إن "الخبر السار هو أنهم (القوات الإسرائيلية) أخذوا الوقت.. ولم ينطلقوا على الفور ويطلقوا عملية برية في اليوم التالي.. أعتقد أن بايدن يستحق بعض الفضل في شراء الوقت".

لكن بانيكوف يضيف أن "أي نوع من العمليات البرية لن يكون سريعاً أو سهلاً، لأن حرب المدن في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان تشكل تحدياً فريداً من نوعه، وخاصة في مكان حيث تتمركز حماس مع السكان المدنيين".

ويتابع: "لا أعتقد أن الهدف (من رحلة بايدن) كان بالضرورة منع غزو واسع النطاق".

ويزيد: "أعتقد أن الهدف كان إظهار دعم واضح وفهم استراتيجية إسرائيل لما يأتي بعد الغزو إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حماس. ما هي خطة الحكم في قطاع غزة؟".

اقرأ أيضاً

بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا أوروبا بايدن إسرائيل غزة المقاومة الرهائن احتلال غزة حزب الله الغزو البری اقرأ أیضا أعتقد أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: حماس خرجت من الحرب متماسكة وتحققت أهداف السنوار

قال محلل إسرائيلي في صحيفة هآرتس إن الحرب في غزة تقترب من نهايتها، لكنها لا تمثل انتصارا حقيقيا لإسرائيل، إذ خرجت حركة حماس من الصراع متماسكة وحررت الأسرى الفلسطينيين، وأعادت القضية إلى مركز الاهتمام العالمي، في حين لم تحقق تل أبيب انتصارا حقيقيا في القطاع.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي حاييم ليفينسون في مقاله التحليلي بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حماس استطاعت حتى اليوم الأخير من الحرب الحفاظ على هيكلها التنظيمي وقيادتها السياسية في القطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: الغزيون يشعرون بفرح ممزوج بالخوف والسيطرة على القطاع السؤال الأصعبlist 2 of 2تايمز: اتفاق غزة كان جاهزا منذ عامend of list

ولفت المحلل إلى صمود أفراد الحركة الذين لم ينشق منهم أحد أو يحاول إنشاء منظمة منافسة أو التفاوض بشكل مستقل على الاستسلام أو بيع الأسرى الإسرائيليين مقابل المال، وهو ما يدل على صلابة بنية حماس التنظيمية وقدرتها على البقاء رغم الحصار والدمار.

وأكد أن حركة حماس ستظل فاعلا مؤثرا في مستقبل القطاع، مشيرا إلى أن التهديدات التي تواجهها من المليشيات الموالية لإسرائيل داخل غزة ضئيلة، ومن المرجح أن تتلاشى هذه المجموعات بمجرد توقف الجيش الإسرائيلي عن حمايتها.

جانب من احتفالات الفلسطينيين في دير البلح بوقف إطلاق النار أمس الخميس (الفرنسية)نجاح حماس والسنوار

وأشار الكاتب إلى أن حماس خرجت من الحرب بإنجازين رئيسيين، أولهما إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية بعد أن سعى نتنياهو طوال فترة رئاسته للحكومة إلى طمسها من خلال التطبيع مع دول عربية وتهميش الفلسطينيين سياسيا والعمل على تقسيمهم وعزلهم دوليا.

وفي هذا الصدد، أشاد المحلل بفهم يحيى السنوار العميق للمشهد الدولي، ففي حين أصر نتنياهو على أن "إقامة الدولة الفلسطينية تعد مكافأة للإرهاب" تمكن رئيس حماس السابق منذ البداية من قراءة المزاج الغربي وفهم المشهد الدولي بشكل أفضل.

يرى الكاتب أن نجاح حماس المرتقب في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يعد رسالة خطيرة لكل مقاوم "اهجم، وحتى لو صدر بحقك 100 حكم مؤبد فسنخرجك"

ونجح السنوار -عبر هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتبعاته- في إيصال معاناة غزة إلى الملايين حول العالم، واستطاع استمالة شعوب بأكملها إلى صف الفلسطينيين، مما أعاد ملف إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى صدارة المبادرات السياسية، وفق التحليل.

إعلان

وقارن الكاتب ذلك بموقف نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الذي أصبحت إسرائيل تحت حكمه "محاصرة دبلوماسيا" في أوروبا الغربية، وتراجعت صورتها كـ"دولة ضحية".

الكاتب قال إن السنوار (يمين) نجح في استمالة الرأي العام العالمي لصالح فلسطين في حين وضع نتنياهو إسرائيل في عزلة (وكالات)شرعية الحركة متماسكة

وأضاف ليفينسون أن الإنجاز الثاني لحماس يتمثل في إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وهو إنجاز يكشف في الوقت نفسه ضعف السلطة الفلسطينية وعجزها عن تحقيق ما يريده الكثير من الفلسطينيين على الرغم من تعاونها الأمني الكامل مع إسرائيل.

وأوضح المحلل أن حماس استطاعت عبر الصفقة الأخيرة أن تؤكد للفلسطينيين والعرب أنها -وليس السلطة- الطرف القادر على "إعادة الأسرى إلى بيوتهم" وتحقيق مطالب الشعب، مما يعزز مكانتها كحركة مقاومة ويمنحها شرعية كبيرة رغم التكلفة البشرية الباهظة للحرب.

ويرى الكاتب أن نجاح حماس المرتقب في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام الطويلة يعد رسالة خطيرة لكل مقاوم "اهجم، وحتى لو صدر بحقك 100 حكم مؤبد فسنخرجك".

وسيط لا غنى عنه

ووفق تحليل ليفينسون، فإن المستفيد الأكبر من الحرب قطر التي عززت مكانتها وسيطا لا غنى عنه، وأصبحت قوة عالمية مهمة.

وعلق الكاتب بتهكم أنه "يمكن للإسرائيليين تكرار تهمة أن قطر تدعم الإرهاب ألف مرة، ولكن في عالم الواقعية السياسية لا أحد يهتم".

وأشار إلى أن القطريين استطاعوا تحقيق رؤية وضعوها لأنفسهم قبل 40 عاما، لتصبح البلاد قوة عالمية في الرياضة والتعليم والاستثمار والتحالفات الدبلوماسية، كما أنها من بين الدول القليلة التي تملك اتصالا مباشرا بالقيادة الأميركية، مما يمنحها دورا مركزيا في جميع النقاشات بشأن غزة.

إسرائيل لا تزال مجرد "قرية صغيرة تمتلك سلاح جو"

بواسطة قائد سلاح الجو الإسرائيلي في 1973 بيني بيلد

أما إسرائيل -يتابع الكاتب- فقد فشلت -رغم تفوقها العسكري- في تحويل إنجازاتها الميدانية إلى مكاسب سياسية، لأن نظامها السياسي منقسم وغير قادر على اتخاذ قرارات إستراتيجية.

وعلى عكس نمو قطر -يتابع التحليل- فإن إسرائيل عالقة في المكان نفسه الذي كانت فيه قبل 52 عاما، ولا تزال مجرد "قرية صغيرة تمتلك سلاح جو"، وفق وصف قائد سلاح الجو الإسرائيلي في عام 1973 بيني بيلد.

وخلص الكاتب إلى أن إنجازات إسرائيل لا تتجاوز ما يمكن للقوة المدفعية تحقيقه، وأن التفوق العسكري لا يكفي لحسم صراع مع خصم غير تقليدي مثل حماس، وأن المؤسسة العسكرية وقعت في أخطاء فادحة ناجمة عن الغطرسة وسوء الاستعداد، ولم تحقق بذلك نصرها المرجو.

مقالات مشابهة

  • تقييم إسرائيلي: عودة المختطفين لا تعني تحقيق أهداف الحرب وحماس لم تُدمّر
  • إعلام الاحتلال يعترف: أهداف الحرب فشلت وحماس صمدت كسلطة في غزة
  • لماذا أرسلت واشنطن 200 عسكري إلى إسرائيل؟
  • هآرتس: حماس خرجت من الحرب متماسكة وتحققت أهداف السنوار
  • لماذا تدعم دول جزر المحيط الهادي إسرائيل؟
  • مسؤول إسرائيلي: اتفاق غزة جرى تحت ضغط أمريكي وبلا آليات تنفيذ واضحة
  • خليل الحية : تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء حرب غزة بشكل تام
  • الحية: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل تام
  • رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل كامل
  • "فاتورة حماس".. من أهداف 7 أكتوبر إلى اتفاق غزة