سالم بن نجيم البادي
غزة لن تموت، وأهلها سوف يبعثون من جديد من تحت الرماد وهم أكثر صلابة وقوة، وسوف ينهضون كالمارد الذي لا يقهر، وسوف يظلون كما هم دائمًا سدًا منيعًا في طريق المتغطرسين بقوتهم الهشة التي لاتسندها قوة الحق ولا تأييد من الله الخالق العظيم العادل الذي لا يرضى الظلم لعباده، ولكنه يبتليهم ليرى صبرهم وصمودهم وتحملهم وتمسكهم بحقهم في أرضهم ومن مات دفاعاً عن أرضه فهو شهيد وهو الموعود بالخلود في الجنة ورفاهية لا تنتهي هناك في حياة الرغد والراحة والسلام.
بعد أن يكون قد دفع ثمن ذلك هنا في الحياة الدنيا ضد أهل الخراب والدمار والحقد والكراهية وشهوة الدم والقتل والتدمير إنهم يأسرون ويقتلون لمجرد الاشتباه ودون محاكمة في الشوارع والطرقات وعند الحواجز الأمنية وعلى أبواب المعابر ويرضعون أطفالهم الكراهية البغيضة.
لقد قدِمُوا من شتى أصقاع الأرض ليحتلوا أرضا ليست لهم ويقتلوا أهلها أو يطردوهم
إلى مخيمات الشتات.. غزة سوف تنتصر وأهلها سوف يبقون صامدين ضد التهجير كما الجبال الشاهقة التي لا تهزها ريح التخاذل والجبن والخوف ولا صواريخ وقنابل الأعداء وأسلحتهم المحرمة.
سقطت أقنعة دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والسلام حين غضوا الطرف عن حقوق البشر الأسوياء الأنقياء في غزة وانحازوا إلى قتلة الأطفال والنساء والرجال وسراق الأرض وبناة المستوطنات غير الشرعية.
لكن غزة لن تموت وأهلها لن ينكسروا وكلما استشهد أحدهم يولد غيره الآلاف من المقاتلين الذين يتربون على المثل والأخلاق والشجاعة والمروءة والكرامة والنبل الذي يجعلهم يستأذنون في أكل حبة موز وشربة ماء من بيت أحد الأعداء وهذا ما شهد به الأعداء أنفسهم.
وهؤلاء النبلاء تحاشوا إلحاق الأذى بالأطفال والنساء وكبار السن وكان هؤلاء الأبطال الشرفاء في حالة من النشوى نشوة الظفر والنصر ومع ذلك التزموا بقوانين الحرب وبتعاليم عقيدتهم التي تمنع إلحاق الأذى بالناس الضعفاء، وإن كانوا من الأعداء، مع العلم أن جل الأعداء هنا كانوا مقاتلين ومعتدين ومغتصبين للأرض وجنودا وجنود احتياط ويعتدون يوميًا على الأبرياء أصحاب هذه الأرض المغتصبة، والنصر سوف يكون في النهاية لغزة وأهلها.. هكذا يخبرنا التاريخ أن كل الغزاة يرحلون أخيرا طال الزمن أو قصر.
غزة لن تنكسر ولن تموت، وأهلها باقون فيها إلى قيام الساعة... غزة لن تُهزم ولن تركع لغير الله، وإن الذي سوف ينهزم هو الظالم المجرم المحتل المعتدي، والذي يسكن في بيت أوهن من بيت العنكبوت.
هذه عدالة الله ووعده لعباده والنصر صار قاب قوسين أو أدنى. وغزة لن تموت!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية
مع جمود النشاط الرياضي والشبابي، في العاصمة صنعاء وتوقفه على مستوى المسابقات، خاصة في كرة القدم، والألعاب الجماعية الأخرى.. تختفي الحلول ويظهر نادي وحدة صنعاء كمنقذ.
نادي وحدة صنعاء تعدى مسمى ناد بالمصطلح القديم المتعارف عليه قديما في بلادنا، للعبة أو لعبتين.
من يدخل من إحدى بوابات النادي، تتملكه الدهشة، ولو لا أنه دخل بقدميه أو سيارته، لظن أنه خارج اليمن.. هذه حقيقة لا ينكرها إلا من لم يدخله خلال السنوات الحالية، أو أنه في خلاف مع كل التطورات التي يشهدها النادي.
كسر الجمود الصيفي؛ تمثل في احتضان النادي لفعاليات وأنشطة الملتقى الصيفي التاسع في مختلف الألعاب، في تأكيد ميداني وليس كلاماً انشائياُ؛ على أن النادي أصبح متنفسا للشباب والرياضيين، حين ضاقت بهم السبل في بقية الأندية.
عندما انتقد النادي كناد، لإقامته هذه الفعالية الشبابية وتلك المسابقة الرياضية، فأنا في خصومة ليس مع النادي فحسب؛ بل مع كل من يحتضنهم، ويوفر لهم الممارسة الممتعة.
ليس من العيب أن أكون ناقدا، لأنها مهمة كل إعلامي، ولكن من المعيب أن أضع نفسي في الحرج، حينما أرى شيئا يستحق الإشادة ولا أفعل ذلك، والأكثر حرجا عندما أحاول تشويهه.
الأندية الرياضية في بلادنا يترأسها رجال مال وأعمال، فلماذا لم يستنسخوا كنادي الوحدة!! هل ينقصهم المال، بالطبع لا، ولكن ينقصهم الإبداع والتميز وامتلاك روح جميلة تنعكس على الأرض.
المال أداة من أدوات النجاح، ولكنه لا يصنع النجاح بمفرده، وإلا لماذا من يملكون ثروات مهولة، واقعهم لا يدل أي لمسات جمالية يقدمونها لمحيطهم الرياضي والشبابي؟
أمانة العاصمة صنعاء ووزارة الشباب والرياضة، ينبغي أن تكون ممتنة لنادي الوحدة، فلو افترضنا أن وفدا رياضيا جاء لصنعاء ليشاهد منجزاتها الرياضية، فلن تجد الدولة أفضل منه مكانا لزيارته، ليخرج بانطباع مغاير عما يسمعه عن اليمن، وافتقادها للمنشآت الرياضية النموذجية.
من السهولة أن تلعن الظلام.. ولكن ما هي النتيجة؟ ستبقى في العتمة حتى تفقد البصر والبصيرة.. وهذا هو الفرق بين من همه الوحيد ليس فقط اصطياد الأخطاء، بل توهم وجودها والبناء على ذلك الوهم نقدا يناقض الواقع ويصور قائله على أنه إما أعمى أو يريد شيئا في نفسه، بالطبع ليس للمصلحة العامة أي دخل فيها.
فعلا اتحسر على وحدة صنعاء، لأنه من نسخة واحدة، وأتمنى أن تمتلك بقية الأندية نفس روح الإبداع والتألق، حتى يجد الشباب والرياضيون أكثر من نموذج مشرف ومشرف، ليس فقط في العاصمة صنعاء، بل في مختلف المدن اليمنية.
لو زرت أي ناد، وكررت الزيارة بعد عدة سنوات، قد لا تجد أي تطور أو جديد، ولكن ستحزن على ما كان فيه وانتهى.
في الوحدة الأمر مغاير، ففي السنة الواحدة تجد شيئا جديدا، وكأنك تتعرف على المكان لأول مرة.. وهنا يكمن سر النجاح الذي استقر في الوحدة وغاب عن البقية.